logo
«السوشيال ميديا» وتقرير المصير

«السوشيال ميديا» وتقرير المصير

البيانمنذ 4 أيام

بينما تشتعل المنطقة بالمواجهات، يظهر جنوح من نوع آخر يظنه البعض مرجعية لحسم أمر الصراع. إنه جنوح «السوشيال ميديا»، أو بالأحرى جنوح جانب من المحتوى، ومعه ملايين ممن تعد ما تظهره الخوارزميات لها المصدر المؤكد والرأي السديد.
لسنا في حاجة لإعادة سرد مميزات وإمكانات «السوشيال ميديا»، بدءاً من تمكين الجماهير الغفيرة من المعلومات، مروراً بأدوات البحث والتنقيب، وانتهاء بمرحلة لم نصلها بعد. في الوقت نفسه، السلبيات والأضرار شر لا بد منه في كل ابتكار، والعبرة بالوعي.
في هذه الحلقة من حلقات الصراع في الشرق الأوسط، تتفجر منصات التواصل الاجتماعي، لا في منطقتنا العربية فقط، ولكن في شتى أرجاء الأرض، بكم مذهل من المحتوى القادر على إيقاع كثيرين في قبضة التضليل والتزييف. الصور ومقاطع الفيديو المزيفة أو المفبركة أو المجتزأة تظل سلاحاً عاتياً في الصراعات، ووسيلة يلجأ إليها أفراد وجماعات، وربما مؤسسات للتأثير في الرأي العام وتوجيهه. ويضاف إليها في الصراع الأخير تلال من التحليل الاستراتيجي، والتفسير التكتيكي، والشرح العسكري وكذلك النووي. والغالبية غارقة في تصفح المحتوى.
وقد ظهر جلياً في المواجهة بين إيران وإسرائيل أن كثيرين، بمن فيهم مؤسسات ودول، تنبهت إلى أهمية تأثير المحتوى العنكبوتي في المتلقين، سواء في الدول الضالعة في الصراعات، أو تلك المهتمة والمتابعة لما يجري.
حتى سنوات قليلة مضت، كانت صناعة وتوعية وتوجيه الرأي العام تعتمد على وسائل الإعلام التقليدية، والخطاب السياسي، والعوامل الاقتصادية، والقيم، والعادات الثقافية والاجتماعية. اليوم، وبشكل متصاعد ومتسارع، تفرض المنصات الرقمية نفسها صانعاً وموجهاً رئيساً للرأي العام في العديد، إن لم يكن أغلب، دول العالم، متفوقة على أغلب العوامل الأخرى التقليدية.
كيف غذت «السوشيال ميديا» المواجهة بين إيران وإسرائيل؟ الصراع بين إيران وإسرائيل يطلق موجة من التضليل الإعلامي المصنوع بالذكاء الاصطناعي على منصات التواصل الاجتماعي، شبكات إيرانية على «السوشيال ميديا» تنتحل شخصية إسرائيليين، إسرائيليون يغردون بالفارسية ويدعون أنهم إيرانيون، مقاطع فيديو خارج السياق تقدم معلومات مضللة عن الصراع على مدار الساعة، هذه وغيرها من آلاف العناوين تطل على الجميع على مدار الصراع. إنها عناوين كاشفة للاعب الجديد على الحلبة.
وبقدر ما تزيد أعداد المنتبهين إلى الخيط الرفيع الفاصل بين الحقيقة وشبه الحقيقة، والمعلومة والتضليل على «السوشيال ميديا»، بقدر ما تؤثر الصراعات ومشاعر القلق والخوف لدى المستخدمين في قدراتهم التحققية، واستعدادهم للبحث والتقصي عما يطرح أمامهم من محتوى قبل تكوين رأي بصدده.
نسميه أدرينالين الصراعات، قلق الحروب، توتر النزاعات، لن نختلف. المتفق عليه هو أن هامش التحقق يتقلص، ومساحة التعقل والالتفات إلى أن الجميع يتم جره إلى حلبة صراع رأي عام موجهة بمساعدة خوارزميات وتقنيات رقمية يستغلها البعض، تقل وتنكمش.
والنتيجة هي أن البعض من مستخدمي «السوشيال ميديا» ومتابعيها تتشكل آراؤهم وتبنى رؤاهم بحسب محتوى يفرض نفسه عليهم عبر شاشاتهم. قد يكون رأياً يرد في «بودكاست» لشخص يتابعونه، أو تحليلاً لمؤثر سياسي يقول عداد المتابعين إنه عالم ببواطن الأمور، أو تعليقاً لأحدهم على صور وفيديوهات يعاد مشاركته وتداوله على أوسع نطاق، ومصداقيته الوحيدة تكمن في أن أصدقاء ينصحون بمشاهدته.
دائرة التأثير في الرأي العام لا تنتهي عند هذا الحد، لكنها تستمر عبر تصاعد نداء هنا، أو توجيه لوم هناك، أو التقدم بمطالب هنا وهناك بناء على ما أوردته منصات «السوشيال ميديا». هذه المطالبات تتراوح في درجاتها وكذلك في خطورتها بين مطالبة بجر رجل دولة إضافية في الصراع، أو لوم أخرى على موقفها، ويصل الأمر أحياناً إلى مشاركة خطة عسكرية أو رؤية لوجستية لإدارة الأزمة، وضعها طبيب يهوى السياسة، أو سنها كهربائي يتابع الأخبار، أو أعاد تشاركها عشرات يتخذون من «السوشيال ميديا» ملجأ وسكناً على مدار اليوم.
كامل الاحترام للجميع، ولكن «السوشيال ميديا» في فتح منصة إضافية لكشف الحقائق يختلف عن فتح منصة إضافية لتقرير من ينضم للصراع، ومن يرسم الخطط، ومن يحدد مصائر البلاد والعباد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

3 قتلى في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان
3 قتلى في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

3 قتلى في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان

ورغم سريان وقف لإطلاق النار منذ نوفمبر، تشنّ إسرائيل باستمرار غارات على لبنان، خصوصا في الجنوب توقع قتلى. وتكرر أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته بعد الحرب التي تكبّد فيها خسائر كبيرة على صعيد بنيته العسكرية والقيادية. وأدّت غارة استهدفت سيارة في بلدة كونين إلى مقتل شخص، بينما قتل شخصان في غارة على دراجة نارية في بلدة محرونة في جنوب لبنان. وأوردت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن "غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة على سيارة في بلدة كونين أدت... إلى سقوط قتيل" وإصابة شخص آخر بجروح. وأعلن الجيش الاسرائيلي من جهته أنه "هاجم في وقت سابق اليوم في منطقة كونين جنوب لبنان وقضى على الإرهابي حسن محمد حمودي مسؤول الصواريخ المضادة للدروع في منطقة بنت جبيل في حزب الله". وقال إن حمودي قام خلال الحرب الأخيرة مع حزب الله "بالدفع بمخططات إطلاق قذائف مضادة للدروع نحو الأراضي الإسرائيلية". لاحقا، أعلنت وزارة الصحة أن غارة إسرائيلية ثانية "بمسيرة على دراجة نارية في بلدة محرونة" في منطقة صور، أدّت إلى مقتل شخصين، أحدهما امرأة، وإصابة آخر بجروح. ويأتي ذلك غداة مقتل امرأة وإصابة 25 شخصا بحسب وزارة الصحة في غارات إسرائيلية ندّد بها المسؤولون اللبنانيون على رأسهم رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي دعا إلى "تحرّك فاعل من المجتمع الدولي لوضع حدّ لهذه الاعتداءات".

إيران تلمّح إلى إمكانية نقل اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى
إيران تلمّح إلى إمكانية نقل اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

إيران تلمّح إلى إمكانية نقل اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى

وحسب موقع "المونيتور"، فقد أوضح إيرواني أن نقل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% لا يعد خطا أحمر بالنسبة لطهران، مضيفا أن البديل لذلك هو أن يبقى هذا المخزون داخل إيران تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومع ذلك، شدد إيرواني على أن إيران لن تتنازل عن حقها في إنتاج اليورانيوم محليا، وهو شرط ترفضه الولايات المتحدة بشدة. كما استبعد أي قيود على برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وأكد أن أي اتفاق جديد سيعتمد، إلى جانب شروط أخرى، على رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده. وتأتي تصريحاته بعد ساعات من منشور لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على منصة "إكس" مساء الجمعة، أعلن فيه أن إيران مستعدة من حيث المبدأ لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، لكنه دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تهدئة لهجته. وقال عراقجي: "إذا كان الرئيس ترامب جادا في رغبته بالتوصل إلى اتفاق، فعليه أن يتخلى عن لهجته المهينة وغير المقبولة تجاه خامنئي، وأن يتوقف عن الإساءة لملايين من أتباعه المخلصين". وأضاف: "حسن النية يولّد حسن النية، والاحترام يولد الاحترام". وكان ترامب قد صرح مؤخرا بأن محادثات جديدة مع إيران ستُعقد "الأسبوع المقبل"، دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية. وكانت جولات سابقة من المفاوضات بين واشنطن وطهران قد فشلت في التوصل إلى اتفاق.

مقتل 3 أشخاص جراء غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
مقتل 3 أشخاص جراء غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

مقتل 3 أشخاص جراء غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

بيروت - أ ف ب قتل ثلاثة أشخاص السبت بغارتين إسرائيليتين في جنوب لبنان، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف عنصر في حزب الله. ورغم سريان وقف لإطلاق النار منذ نوفمبر، تشنّ اسرائيل باستمرار غارات على لبنان، خصوصاً في الجنوب توقع قتلى. وتكرر أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته بعد الحرب التي تكبّد فيها خسائر كبيرة على صعيد بنيته العسكرية والقيادية. وأدّت غارة استهدفت سيارة في بلدة كونين إلى مقتل شخص، بينما قتل شخصان في غارة على دراجة نارية في بلدة محرونة في جنوب لبنان. وأوردت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن «غارة إسرائيلية بمسيرة على سيارة في بلدة كونين أدت... إلى سقوط قتيل» وإصابة شخص آخر بجروح. وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه «هاجم في وقت سابق اليوم في منطقة كونين جنوب لبنان وقضى على حسن محمد حمودي مسؤول الصواريخ المضادة للدروع في منطقة بنت جبيل في حزب الله». وقال إن حمودي قام خلال الحرب الأخيرة مع حزب الله «بالدفع بمخططات إطلاق قذائف مضادة للدروع نحو إسرائيل». لاحقاً، أعلنت وزارة الصحة أن غارة إسرائيليه ثانية «بمسيرة على دراجة نارية في بلدة محرونة» في منطقة صور، أدّت إلى مقتل شخصين، أحدهما امرأة، وإصابة آخر بجروح. ويأتي ذلك غداة مقتل امرأة وإصابة 25 شخصاً بحسب وزارة الصحة في غارات إسرائيلية ندّد بها المسؤولون اللبنانيون على رأسهم رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي دعا إلى «تحرّك فاعل من المجتمع الدولي لوضع حدّ لهذه الاعتداءات». وقالت الوزارة إن المرأة قتلت وأصيب 14 آخرون بجروح في غارة إسرائيلية طالت مبنى سكنياً في مدينة النبطية في جنوب لبنان. في المقابل، نفى الجيش الإسرائيلي استهداف المبنى وقال إنه أصيب «بقذيفة صاروخية كانت داخل الموقع وانطلقت وانفجرت نتيجة الغارة». وأصيب سبعة أشخاص بحسب الوزارة في ضربات عنيفة في منطقة النبطية، بينما أصيب أربعة آخرون في غارة أخرى على بلدة شقرا. وكان الجيش الإسرائيلي أفاد بأن طائراته قصفت في منطقة الشقيف المجاورة للنبطية «موقعاً كان يُستخدم لإدارة أنظمة النيران والحماية لحزب الله»، ويعد «جزءاً من مشروع تحت الأرض تم إخراجه عن الخدمة» نتيجة غارات سابقة. وأشار إلى أنه رصد «محاولات لإعادة إعماره، ولذلك تمت مهاجمة البنى التحتية العسكرية في المنطقة»، محذراً من أن «وجود هذا الموقع ومحاولات إعماره تشكل خرقاً فاضحاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان». ونصّ وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومتراً من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة اليونيفيل. كما نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن إسرائيل أبقت على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store