
معاريف: نتنياهو وترامب سيركزان على غزة وإيران وعين على التطبيع مع سوريا
وذكرت الصحيفة في تقرير لمراسلتها آنا براسكي أن ما يجري خلف كواليس هذه الزيارة يبدو أعمق بكثير مما هو معلن، حيث وصل وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن حاملا رسائل وصفت بأنها "غاية في الدقة"، في مسعى لتمهيد الطريق أمام لقاء مباشر بين نتنياهو وترامب مطلع الأسبوع المقبل (الاثنين).
وقف إطلاق النار مفتاح الصفقة
وتؤكد براسكي أن المطلب الأميركي صار واضحا، وهو وقف فوري لإطلاق النار في غزة يمتد 60 يوما على الأقل، ويفتح الباب أمام إتمام صفقة للإفراج عن الرهائن، حيث تمثل هذه الصيغة تحولا ملحوظا في موقف واشنطن مقارنة بالشهور الماضية حين كانت أقل ضغطا باتجاه وقف إطلاق النار الشامل.
ومن الجانب الإسرائيلي، يبدو هذا المطلب وكأنه "تغيير جوهري في النبرة" كما تصفه مصادر في الحكومة الإسرائيلية، إذ ينتقل الخطاب من شعار "القضاء على حماس دون تنازلات" إلى موقف أكثر براغماتية يتضمن التفاوض بشأن شروط إنهاء الحرب.
لكن براسكي تنقل أيضا عن تقديرات أخرى في الحكومة الإسرائيلية ترى أن التقدم في هذا المسار سيكون "أحادي الجانب"، في إشارة إلى أن ترامب يبدو مستعجلا لإعلان نجاح دبلوماسي في غزة "للسماح بالعودة إلى القتال لاحقا بدلا من ترك الأمور تصل إلى نهايات مفتوحة".
وبحسب المراسلة السياسية للصحيفة، "هناك سبب للاعتقاد بأن نتنياهو -الذي أدرك منذ وقت طويل أن ساحة المعركة تحولت إلى عبء دبلوماسي- يستغل الزيارة كأداة لعرض تغير سياسته ضمن إطار الشراكة مع أقوى دولة في العالم".
وتضيف أن نتنياهو "تحت الضغط الشعبي المتزايد يختار بالتأكيد أن يُنظر إليه كقائد يقود حلا، لا كمن يجره الآخرون إليه".
إيران في وضعية "الاستعداد"
أما على الجبهة الإيرانية فتشير التقديرات الإسرائيلية والأميركية إلى أن "المعركة بين إسرائيل و إيران انتهت، لكن تم نقل الحملة إلى وضعية الاستعداد فقط"، إذ لم يضع أي من الطرفين سلاحه، في حين "يؤكد الهدوء النسبي في الفترة الأخيرة على تعقيد الوضع" أكثر من كونه مؤشرا على حلحلة حقيقية.
وبحسب براسكي، فإن إسرائيل تدرك أن إدارة ترامب تسعى إلى استئناف المفاوضات مع طهران ، وهي حريصة على ألا تكون مجرد متلقٍ للأخبار، بل تريد أن يكون لها دور مؤثر في صياغة أي اتفاق محتمل أو حتى في حال تجدد المواجهة العسكرية، ولهذا، يخطط نتنياهو للقاء شخصي ومباشر مع ترامب بدلا من الاتصالات الهاتفية.
ولذلك، فهي تنقل عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية أن "ديناميكيات الشرق الأوسط يمكن أن تتغير في لحظة"، وأنه لا يمكن لإسرائيل أن تظل خارج غرفة اتخاذ القرارات في واشنطن.
تطبيع مع سوريا بثمن الجولان
وفي خلفية هذه المحادثات، يلوح في الأفق أيضا ملف شديد الحساسية، وهو ملف سوريا ، إذ يسعى ترامب إلى تحقيق إنجاز ملموس وسريع في ملف التطبيع الإقليمي، ويعتبر أن اللحظة مثالية للضغط باتجاه اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا.
وتكشف مراسلة معاريف أن حصول الرئيس السوري أحمد الشرع على مطلبه برفع العقوبات الأميركية عن دمشق فتح الباب أمام أفكار عدة، منها احتمال اتفاق سلام مع إسرائيل.
وأفادت الصحيفة بأن ترامب يعمل في إطار سياسة الاستعاضة عن العقوبات بالحوافز، وهي سياسة يرى فيها فرصة لإعادة سوريا إلى الحظيرة الإقليمية، وربطها ب اتفاقات إبراهام.
وتقول براسكي إن "الأمل هو التوصل إلى اتفاق تطبيع عملي لم يعد مجرد احتفالات سلام، بل اتفاق يحصل فيه كل طرف على نتيجة حقيقية، ترقية سوريا إلى وضع إقليمي مختلف، وتحصل إسرائيل على هدوء حدودي وسيادة واضحة على الجولان".
وفي هذا السياق، ترى مصادر إسرائيلية أن نتنياهو قد يحاول استغلال فكرة التطبيع السوري كإنجاز يقدمه إلى جمهوره مقابل تقديم تنازلات معينة قد تكون في المجال الاقتصادي أو السياسي، لكن مع حرصه الشديد على عدم المساس بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي تعتبر في الداخل الإسرائيلي خطا أحمر.
وتختم براسكي تقريرها بالإشارة إلى أن الحسابات السياسية تظل حاضرة بقوة في كل خطوة يتخذها نتنياهو، خاصة في ضوء الضغوط الداخلية والمظاهرات المتواصلة ضده، وتراجع شعبيته على خلفية إدارة الحرب في غزة، وتؤكد أن "نجاحه في العودة من واشنطن باتفاق يضمن وقف إطلاق النار، وصفقة رهائن، والسيطرة على السيناريوهات المستقبلية تجاه إيران، وربما انفراجه إقليمية مع سوريا قد يعيد له بعض الزخم السياسي الذي فقده".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
الحرب على غزة مباشر.. قصف على خيام النازحين بخان يونس وترامب يتوقع اتفاقا لإنهاء الحرب
في اليوم الـ107 من استئناف حرب الإبادة على غزة ، استهدف القصف الإسرائيلي خياما للنازحين في منطقة المواصي غربي خان يونس، وذلك بعد يوم دام استشهد خلاله 109 فلسطينيين منذ فجر الثلاثاء.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
رايتس ووتش تحذر من تمرير قانون "يحرم ملايين الأميركيين من الحق في الصحة"
حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من حرمان ملايين الأميركيين من الحق في التغطية الصحية في حال إقرار مشروع قانون الرئيس دونالد ترامب لخفض الضرائب والإنفاق، الذي وافق عليه مجلس الشيوخ ، وحثت أعضاء مجلس النواب على اغتنام الفرصة الثانية لرفض القانون. وسجلت المنظمة الحقوقية الدولية أن مشروع القانون المثير للجدل من شأنه أن يمدد "التخفيضات الضريبية التي تعود بفوائد غير متكافئة على أغنى العائلات في البلاد، بينما يُقلّص الإنفاق على الصحة وغيرها من البرامج العامة الأساسية لحقوق الإنسان". وأفادت المنظمة بأنه إذا تمت المصادقة على المشروع ليصبح قانونا "سيحرم ملايين الأشخاص من تغطية التأمين الصحي، ويلحق الضرر بحقوق الإنسان بطرق عديدة في الولايات المتحدة". واعتبرت أن التخفيضات والتعديلات المضمنة في مشروع القانون تهدد صحة ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة، بل وحياة الكثيرين، وأشارت إلى أن باحثين من جامعتي ييل وبنسلفانيا توقعوا في يونيو/حزيران الماضي أن هذه التعديلات "قد تتسبب في نحو 51 ألف حالة وفاة إضافية سنويا". ويتضمن مشروع القانون بنودا أخرى، قالت هيومن رايتس ووتش إنها تلحق الضرر بحقوق الإنسان مثل تخصيص "عشرات المليارات من الدولارات من الأموال العامة لتوسيع احتجاز المهاجرين بما في ذلك العائلات". "انتهاكات أخرى" كما توقعت المنظمة في حال إقرار القانون أن تتفاقم الانتهاكات التي تم توثيقها خلال إنفاذ قوانين الهجرة، بما في ذلك "الاعتقال التعسفي وحرمان المحتجزين من الإجراءات القانونية وظروف الاحتجاز اللاإنسانية". وقال مات ماكونيل الباحث في العدالة الاقتصادية وحقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش إن القانون بما يحوي من "تخفيضات قاسية ونقل ضخم للثروات من الصالح العام إلى الجيوب الخاصة، لا يُشكل حلا لعدم المساواة الاقتصادية أو لإدارة الهجرة وإجراءات اللجوء، بل هو مخطط للقسوة". واعتبر ماكونيل أن من "المروع أن الرئيس ترامب خاض حملته الانتخابية على أساس إصلاح الاقتصاد، لكنه يُقدم ميزانية تجعل الناس العاديين يدفعون ثمن التخفيضات الضريبية للمليونيرات من صحتهم". وأوضح أن الولايات المتحدة تستحق نظام رعاية صحية "يضمن حق الجميع في الصحة ويوفر ميزانية تُتيح ذلك". وطالبت هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة بالعمل على مواءمة سياساتها الضريبية والمالية مع حقوق الإنسان، وشددت على أهمية إعطاء الأولوية لحماية "جميع الحقوق وتحقيقها بما في ذلك الحق في الصحة وتصميم أنظمة ضريبية تتماشى مع هذه الالتزامات".


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
ترامب يعلن موافقة إسرائيل على هدنة بغزة لمدة 60 يوما
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، إن إسرائيل وافقت على "الشروط اللازمة لإتمام" وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما في غزة، تُبذل خلاله جهود لإنهاء الحرب. وكشف ترامب أن ممثلين عنه عقدوا اجتماعا طويلا وبناء مع الإسرائيليين يوم الثلاثاء بشأن غزة. وأضاف ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أن القطريين والمصريين، الذين عملوا بجد لإحلال السلام، سيقدمون هذا الاقتراح النهائي. وأشار إلى أنه يأمل أن تقبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بهذا الاتفاق، "لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا"، على حد تعبيره. من جانبها، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أنه لا يزال يتعين على حماس الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.