logo
"تعجيزية".. شروط نتنياهو لإيران تنذر بتصعيد جديد

"تعجيزية".. شروط نتنياهو لإيران تنذر بتصعيد جديد

سكاي نيوز عربيةمنذ 6 ساعات
هذه المرة، جاء التصعيد من رأس الهرم السياسي الإسرائيلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وضع ما وصفه بـ"الشروط الثلاثة غير القابلة للتفاوض" لمنع هجوم جديد على إيران.
رد طهران جاء حازما عبر الدبلوماسيين والمحللين: لا تفاوض على الصواريخ ، ولا تراجع عن التخصيب، والمطلوب أولا ضمانات أمنية حقيقية.
هذا التبادل الحاد للمواقف يعيد طرح السؤال: هل نحن أمام مرحلة جديدة من الحرب الباردة-الساخنة بين البلدين؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه تصعيدا محسوبا يسبق محاولة للعودة إلى طاولة مفاوضات غير تقليدية؟
بوضوح لا لبس فيه، أعلن نتنياهو عن قائمة مطالب مباشرة لطهران، محذرا من أن عدم الامتثال لها يعني دفع ثمن عسكري باهظ. وتضمنت هذه المطالب، التخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، أي إنهاء النشاط الذي طالما شكل جوهر البرنامج النووي الإيراني، ووقف تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية أو حصر مداها ضمن الحدود المتوافقة مع الاتفاقيات الدولية (أقل من 300 ميل)، ووقف دعم ما تسميه إسرائيل "الإرهاب"، في إشارة إلى فصائل مسلحة كحزب الله وحماس والحشد الشعبي.
نتنياهو شدد على أن هذه المطالب تحظى بتأييد من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأن "عدم تنفيذها يعني أن إسرائيل ستمنع إيران من تحقيقها بالقوة"، وهي لهجة تهديدية تعكس تغيرا في استراتيجية الردع الإسرائيلية من حالة الدفاع إلى المبادرة الهجومية.
طهران ترفض
في مواجهة هذا التصعيد جاء الرد الإيراني سريعا، حيث أكد وزير الخارجية عباس عراقجي أن إيران "ليست في عجلة لاستئناف المفاوضات"، وأنها تدرس "مكان وتوقيت وهيكل المحادثات" مع اشتراط ضمانات أمنية قوية تضمن عدم تكرار الاعتداءات العسكرية ضدها.
أما على المستوى التحليلي، فقد أكد الباحث السياسي الإيراني سعيد شاوردي في مقابلة مع "غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية"، أن مطالب نتنياهو تعجيزية، وقال: "هذه ليست شروطا بل إعلان نوايا للتصعيد. التخلي عن الصواريخ والتخصيب يعني تسليم أوراق القوة كلها إلى إسرائيل وأميركا. إيران لن تقبل بذلك".
شاوردي شدد على أن الملف الصاروخي خارج أي نقاش سياسي، واعتبر أن الصواريخ تشكل "عصب الردع الإيراني" أمام أي عدوان، خصوصا في ظل غياب منظومات دفاعية متقدمة أو طائرات ردع استراتيجية تمتلكها إسرائيل بكثافة، مثل "إف 35".
أزمة قديمة جديدة
يعتبر التخصيب النووي أحد أعقد الملفات وأكثرها حساسية في تاريخ النزاع بين إسرائيل وإيران، وكان عنصرا محوريا في انهيار الاتفاق النووي السابق، وفي هذا السياق، أوضح شاوردي أن طهران قد تظهر مرونة في السماح برقابة دولية مشددة، عبر زيارات مفتوحة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وخفض مستوى التخصيب إلى ما دون 5 بالمئة، وتثبيت كاميرات مراقبة دائمة في المنشآت النووية.
"لكن التخلي عن التخصيب؟ هذا مرفوض لأنه يمس بالسيادة الوطنية. إيران ليست كوريا الشمالية ولا ليبيا"، يؤكد شاوردي.
وأشار الباحث الإيراني إلى أن طهران قد تقبل حتى بوجود مراقبين أميركيين في المنشآت النووية، إذا كانت هناك حزمة ضمانات متكاملة، تشمل رفع العقوبات، وتحقيق شراكات اقتصادية مع الغرب، ومنع أي هجمات عسكرية مستقبلية.
الملف الصاروخي، وفقا لوجهة النظر الإيرانية، ليس مجرد ورقة تفاوض، بل مسألة وجودية مرتبطة ببقاء الدولة واستقرار النظام، ويقول شاوردي إن إيران لن تسلم برنامجها الصاروخي مقابل أي شيء، حتى وإن كانت النتيجة تدميرا جزئيا له في ضربات جوية.
ويضيف: "إذا تم تقليص مدى الصواريخ إلى 300 ميل فماذا يبقى؟ إسرائيل تستطيع أن تضرب متى تشاء بطائراتها بعيدة المدى، بينما إيران ستكون مكشوفة بلا أي قدرة على الرد. من يقبل ذلك؟".
المفارقة أن إسرائيل، بحسب ما يرى شاوردي، لا تملك حتى الآن أي حل فعلي لمعضلة الصواريخ الإيرانية، و"رغم كل الحديث عن القبة الحديدية، فإن الصواريخ الأخيرة أثبتت أن الاستهداف ممكن، وأن أي حرب مستقبلية ستكون أكثر دموية".
في المقابل، يؤكد الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي نائل الزعبي أن تل أبيب لا تسعى إلى مواجهة عسكرية مفتوحة مع إيران، لكن لديها "خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها"، وأبرزها منع تموضع إيراني في سوريا ولبنان وغزة، والحيلولة دون امتلاك إيران قدرات نووية عسكرية.
الزعبي يرى أن إسرائيل، رغم قدراتها الهجومية، تعرف أن الحرب الشاملة ليست خيارا مفضلا، لأنها قد تؤدي إلى موجة صواريخ ضخمة تطال عمقها، و"القيادة الإيرانية تعرف تماما كيف اخترقت إسرائيل العمق الإيراني. سلاح الجو الإسرائيلي أثبت أنه قادر على الوصول إلى طهران نفسها، وإيران تلقت الدرس"، بحسب الزعبي.
لكنه يضيف: "رغم ذلك، إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين إذا شعرت ولو بنسبة 1 بالمئة أن إيران تتجه لصنع قنبلة نووية. سيكون هناك رد ولن يوقفه أي ثمن".
هل نحن أمام مفاوضات تحت التهديد؟
اللافت في هذه الجولة من التصعيد هو أنها تجمع بين خطاب التهديد والإشارة إلى إمكانية التفاوض، فبينما ترفع إسرائيل سقف مطالبها تترك إيران الباب مواربا أمام عودة مشروطة إلى طاولة المفاوضات.
وبحسب مراقبين، فإن الطرفين لا يرغبان فعليا في حرب شاملة ، لكنهما يستخدمان التصعيد لتحسين شروط التفاوض، فإسرائيل تريد تجميد التخصيب ومنع الصواريخ ، وإيران تطلب ضمانات أمنية حقيقية، ورفع العقوبات ، والاعتراف بحقها في التخصيب السلمي.
هذا التوازن الهش هو ما قد يدفع إلى ما يسميه البعض "المفاوضات تحت النار"، وهي استراتيجية استخدمها الطرفان سابقا خلال مراحل التوتر الإقليمي الممتد منذ 2015 وحتى اليوم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جهود دولية  لدعم مفاوضات هدنة غزة المتعثرة
جهود دولية  لدعم مفاوضات هدنة غزة المتعثرة

البيان

timeمنذ 2 ساعات

  • البيان

جهود دولية لدعم مفاوضات هدنة غزة المتعثرة

دخلت المفاوضات الهادفة إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة أسبوعها الثاني دون تحقيق تقدم، في حين يسعى الوسطاء إلى تضييق الفجوات بين حماس وإسرائيل، التي قال الدفاع المدني إن ضرباتها على القطاع المحاصر خلفت أكثر من 20 قتيلاً. وتواجه المفاوضات غير المباشرة التي تُجرى في الدوحة حالة جمود منذ أواخر الأسبوع الماضي، مع تبادل الطرفين الاتهامات بعرقلة التوصل إلى هدنة مدتها 60 يومًا يتخللها الإفراج عن الرهائن. وقال مسؤول مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس إن الوسطاء يبحثون عن "آليات مبتكرة" من أجل "تضييق الفجوات المتبقية" بين وفدي التفاوض. وفي الوقت ذاته، اتهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعمّد "إفشال" جهود الوسطاء، في ظل عدم رغبته في التوصل إلى "أيّ اتفاق" لوقف إطلاق النار في غزة. وقالت في بيان إن "نتنياهو سعى إلى إفشال جولات التفاوض، الواحدة تلو الأخرى، ولا يرغب في التوصل إلى أي اتفاق". وفي سياق متصل، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 22 شخصًا على الأقل الاثنين في ضربات إسرائيلية. أما الجيش الإسرائيلي، فقال إن قواته دمرت "مباني وبنى تحتية" تستخدمها حركتا حماس والجهاد الإسلامي في" الشجاعية "و"الزيتون" بمدينة غزة. وأفادت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها استهدفوا "ناقلة جنود" في شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع. سبق ذلك نشر "سرايا القدس"، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، مشاهد من استهداف "موقع قيادة وسيطرة" للجيش الإسرائيلي شرق الشجاعية في مدينة غزة أيضًا. وكان مصدر فلسطيني مطلع قد كشف سابقًا أن حماس رفضت مقترحات إسرائيلية تشمل "إعادة انتشار وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وهو ليس انسحابًا"، كما تشدد على "إبقاء قواتها على أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة، وهو ما ترفضه حماس". وفي المقابل، اتهم مسؤول إسرائيلي الحركة برفض "تقديم تنازلات" وشن "حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات". وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعرب عن أمله في التوصل إلى "تسوية" خلال الأسبوع الحالي بشأن الحرب المستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا بين إسرائيل وحركة حماس. قال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لوكالة فرانس برس إن مسعفين نقلوا "12 شهيدًا وعشرات المصابين" في استهداف إسرائيلي لمنازل وخيام النازحين في خان يونس. وأدت إحدى الغارات على خيمة في خان يونس إلى مقتل والدي طفل وأشقائه الثلاثة، ونجا الطفل لأنه كان خارج الخيمة يجلب الماء، وفقًا لما روى عمه لوكالة فرانس برس. وبحسب بصل، تم نقل القتلى والمصابين إلى مستشفى ناصر في خان يونس. انطلقت الحرب في قطاع غزة بعد أن شنت حركة حماس هجومًا غير مسبوق في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتعداد وكالة فرانس برس استنادًا إلى أرقام رسمية. ومن بين 251 رهينة خطفهم مقاتلو حماس في هجوم أكتوبر، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم. وترد إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف عنيف وعمليات عسكرية أدت إلى مقتل أكثر من 58,386 فلسطينيًا في قطاع غزة، غالبيتهم من المدنيين، وفقًا لأحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. وأكد بنيامين نتنياهو أنه سيكون مستعدًا لمحادثات حول وقف إطلاق نار دائم فقط بعد التوصل إلى هدنة، عندما تتخلى حماس عن سلاحها. ويواجه رئيس الوزراء ضغوطًا متزايدة لإنهاء الحرب، في ظل تزايد الخسائر البشرية في صفوف الجيش، والاستياء الشعبي من عدم حل قضية الرهائن على وجه الخصوص.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store