
تقرير أممي: تحديات خطيرة تواجه وادي الأردن
فرح عطيات
اضافة اعلان
عمان - أظهر تقرير أممي أن "منطقة وادي نهر الأردن، والهضبة المرتفعة الواقعة شرقها تتعرضان لتهديدات عدة متكررة من بينها تدهور المراعي، وانخفاض الإنتاجية الزراعية، وفقدان الموائل".ووفق التقرير، الصادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية "الإسكوا" أمس، فإن الضغط الرئيس على هذا النظام البيئي ينشأ من ندرة الأراضي المنتجة، إذ تغلب السمة الصحراوية على 90 % من أراضي المملكة، وبأنها ذات موارد مائية شحيحة، ما يؤدي لتكثيف الإنتاج الزراعي، وأنشطة الرعي في وادي نهر الأردن والمناطق المرتفعة.وقد أدت الآثار المشتركة لتغير المناخ، وما يرتبط بها من موجات جفاف، بالإضافة للتزايد السريع بمعدلات الزحف العمراني، لتدهور مقلق للأراضي الزراعية والمراعي، وكذلك الموارد المائية، بحسب نتائج التقرير.كما وأدى استخدام الآلات الثقيلة للحراثة لتسريع تآكل التربة، وانخفاض إنتاجية الأراضي، في وقت تدعو فيه وثيقة المساهمة الوطنية المحددة للأردن صراحة لتوسيع نطاق تطبيق الحلول القائمة على الطبيعة، للحفاظ على خدمات النظم الإيكولوجية للتنوع البيولوجي، والإنتاجية الزراعية.وقد أُشير صراحةً للتدابير القائمة على الطبيعة في الخطة الوطنية للتكيف، باعتبارها سبيلاً لتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ.وتعد منطقة وادي نهر الأردن، والهضبة المرتفعة الواقعة شرقها، ذات أولوية عالية عند الحديث عن الحلول القائمة على الطبيقة، لكونها تتميز ببيئة حيوية متنوعة، تشمل السهول الرسوبية، والمستنقعات والبحيرات، بالإضافة إلى شجيرات مناخ البحر الأبيض المتوسط.في حين يشمل الغطاء النباتي الشجيرات المقاومة للجفاف، والقصب، وأشجار النخيل، والصفصاف، وأما أكثر أنواع الحيوانات شيوعا فهي تلك التي تتحمل المناخات الجافة، مثل القوارض، الزواحف الصحراوية، الطيور، النسور، والطيور المائية.ولذلك تأتي الأهمية الاجتماعية والاقتصادية التي يمثلها المكان من بين المحددات التي استند عليها في منح المنطقة الأولوية في تدخلات الحلول القائمة على الطبيعية، لأنها تتضمن خصائص عدة من بينها الإنتاج الزراعي، والأنشطة الرعوية، والسياحة، والثقافة.لكن المنطقة تتعرض لعدة مصادر ضغط أبرزها التصحر، التوسع العمراني، الرعي، الزراعة المكثفة، وتجفيف الأراضي الرطبة واستصلاحها، وآثار تغير المناخ.ويتقاعس الأردن كما العديد من البلدان رغم ما يبذله من جهود، عن الوفاء بالتزاماته الوطنية تجاه الاتفاقات الدولية المعنية بالمناخ والتنوّع البيولوجي، وفي هذا السياق، يبيّن هذا التقرير أن المسارات القائمة على الطبيعة يمكن أن تُكَمِّل النُهُج التقليدية التي تعتمدها المملكة لتحقيق التكامل الأمثل بين التنوّع البيولوجي والعمل المناخي.وحتى وقت قريب، كانت مناقشة التنوع البيولوجي وتغير المناخ تتم بشكل منفصل، مع ضعف فهم الروابط بينهما، وأوجه التآزر الممكنة، والمنافع المتبادلة التي يمكن تحقيقها عبر التخطيط لأهداف مشتركة للتنوع البيولوجي والمناخ، كما أشار التقرير.وتتركز تدابير الحفظ المُطبقة بشكل شائع في الأردن على تحديد المناطق المحمية للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، إلا أن نتائج هذه النُهج لم تُحقق أقصى استفادة من مساهمة الطبيعة في منافع الإنسان والتنوع البيولوجي.وبالمثل، عندما تُركز إجراءات التخفيف من آثار تغير المناخ فقط على أهداف عزل الكربون، غالبًا ما تُصاحبها مخاطر سوء التكيف، ومخاوف بشأن العدالة المناخية، وتكلفة باهظة للتنفيذ، وفقا للنتائج ذاتها، وعند تصميم تدابير الاستجابة لوقف التهديد المزدوج المتمثل في تدهور التنوع البيولوجي، وتفاقم آثار تغير المناخ، يجب أن تضع المملكة الخيارات البديلة، والأفراد في صميم نهج متكامل يبني على أوجه التآزر من أجل الحفاظ على الطبيعة والعمل المناخي.وللأردن، وفق التقرير، تاريخ طويل في تطبيق الحلول القائمة على الطبيعة، ولا سيما نهج "الحِمَى" الذي يعتمد على تخصيص الأراضي لإعادة تأهيلها طبيعيا عبر مناهج حوكمة تشاركية.وقد طبق هذا المفهوم في حوض نهر الزرقاء كجزء من الاستراتيجية الوطنية للمراعي في الأردن لعام 2014، وحقق مجموعة واسعة من الفوائد البيئية والمجتمعية، بما في ذلك عزل الكربون بطريقة فعالة من حيث التكلفة.وتحتاج التدابير المقترحة للأردن للتركيز على تحسين إدارة المراعي، والغابات، والزراعة الحراجية، ومنع تحويل المراعي.ومن الفوائد المستمدة من الحلول القائمة على الطبيعة حماية مستجمعات المياه، والمراعي، ومنع التحطيب، وتوفير المنتجات الحرجية غير الخشبية.ومن التوصيات التي أوردها التقرير، توطين البيانات والتحليلات المتاحة، وتكييف النُهج والمنهجيات العالمية مع السياق المحلي لإيجاد حلول قائمة على الطبيعة خاصة بكل منطقة، تكون مجدية تقنيا واقتصاديا.ودعت للاستفادة من الخبرات المكتسبة من المجالات ذات الأولوية المحددة، والتدخلات القائمة على الطبيعة المرتبطة بها، وتكرارها عند صياغة خطط التنمية الوطنية، والسياسات البيئية، وخطط العمل للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها.وشددت التوصيات على تعزيز منصات وآليات التعاون الوطنية والمحلية لدعم الحلول المتكاملة متعددة القطاعات القائمة على الطبيعة، والإجراءات ذات الصلة.ولا بد من تطبيق حلول قائمة على الطبيعة للتخفيف من آثار تزايد وتيرة العواصف الرملية والترابية في المناطق الساخنة، وباستخدام مناهج ميكانيكية وبيولوجية في الغالب.واقترح نتائج التقرير دمج الخبرات والدروس المستفادة من تطبيق الحلول القائمة على الطبيعة في الأردن وبشكل منهجي، في حين لا بد من إنشاء منصة إقليمية إلكترونية مفتوحة، لتسهيل تبادل المعرفة بين دول المنطقة.وأكدت التوصيات على تعزيز استخدام التقنيات الحديثة، وخاصة أدوات التحليل الجغرافي المكاني، مثل تحليل الاستشعار عن بُعد، لتسهيل إعداد تقييمات وتحليلات شاملة لتعزيز التدخلات القائمة على الطبيعة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ يوم واحد
- رؤيا نيوز
'التربية': امتحانات الثانوية العامة تعد وفق منهجية علمية دقيقة ومعايير تربوية واضحة
أكدت وزارة التربية والتعليم، الجمعة، أن امتحانات الثانوية العامة يتم إعدادها وفق منهجية علمية دقيقة ومعايير تربوية واضحة، تراعي مختلف مستويات الطلبة، وتحقق العدالة وتكافؤ الفرص. وأضافت الوزارة، في بيان، أن الأسئلة هي من ضمن المنهاج المدرسي المقرر، وتمتلك الوزارة أدوات تحليل إحصائي دقيقة تستخدم خلال فترة تصحيح أوراق الامتحانات، وهي كفيلة بكشف مدى صدق وسلامة الأسئلة، من حيث تمييزها بين مستويات الطلبة المختلفة. وأوضحت أن هناك معايير علمية وإحصائية مدروسة تطبق خلال عمليات التصحيح، تضمن تحقيق العدالة في التقييم بما يراعي مصلحة الطلبة. وشددت الوزارة على أنها تتعامل بشفافية مع جميع الملحوظات الواردة حول امتحان مبحث الرياضيات للفرع العلمي.


رؤيا نيوز
منذ 2 أيام
- رؤيا نيوز
ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة والفصول
عندما قام جو دوسيه بشراء منزل جديدً في نيويورك، أراد أن يجعله صديقًا للبيئة قدر الإمكان. وبصفته مصممًا ومخترعًا، وجد نفسه يتساءل فورًا عما إذا كان يمكن للتصميم الخارجي لمنزله لعِب دور في التخفيف من آثار تغير المناخ. وقال لـCNN: 'أحد الأمور التي لم أفكر فيها من قبل تتمثل بـ: ما اللون المناسب لطلاء المنزل؟'. معلوم أنّ المباني ذات الألوان الفاتحة تعكس الحرارة وتبقى أكثر برودة، فيما تمتصها المباني الداكنة. لكن ما هو اللون الأفضل في مناخ مثل مناخ نيويورك، حيث الصيف حار والشتاء مظلم ومثلج؟ بدأ دوسيه بطباعة نماذج مصغرة ثلاثية البعد لمنزله، مكتملة بمستويات عزل مماثلة، وطلائها بألوان مختلفة. وعلى مدار عام، وجد أن درجة الحرارة الداخلية للنموذج الأسود في الشتاء أعلى بمتوسط -13.9 درجات مئوية من النموذج الأبيض. أما في الصيف، فكانت درجة حرارة المنزل النموذجي الأبيض أقل بـ – 11 درجة مئوية. أما النتيجة التي توصل إليها فكانت: 'يجب أن يكون أسودًا في الشتاء وأبيضًا في الصيف'، مضيفًا أنه 'ليس ممكنًا طلاء المنزل مرتين سنويًا. فبدأت أفكر بأنّ ثمة طرق أخرى بالتأكيد لتحقيق ذلك'. واستلهم دوسيه فكرته من اهتمامه في الطفولة بخواتم المزاج، وهي خواتم تحتوي على 'أحجار' صناعية يتغيّر مظهرها بحسب درجة حرارة إصبع من يرتديها. ويتذكّر 'مدى افتتاني بخاتم المزاج الذي حصلت عليه عندما كنت طفلًا، وحاولت حقًا فهم ما الذي يجعل لونه يتغير'، لافتًا إلى أنّه كان على دراية 'حتى عندما كنت في السابعة من عمري، أن تغيّر لون الخاتم لا علاقة له بمزاجي، بل أن هناك نوعًا من التفاعل الكيميائي وراء ذلك. والكيمياء التي تُحدث هذا التغيّر شبيهة جدًا بما استخدمته'. وتعرف هذه العملية باسم 'الاستجابة الحرارية اللونية' (Thermochromic response)، وتشير إلى كيفية تفاعل سلاسل البلورات السائلة مع درجة حرارة الجو. وفي خواتم المزاج، تُحفظ هذه البلورات السائلة داخل 'الحجر الكريم'، ما يؤدي إلى تغيّر لونها. وقد طوّر دوسيه نوعًا من الصباغ الحراري اللوني يحتوي على هذه البلورات، وبدأ يجرب باستخدام علبة طلاء منزلي عادي مع إضافات مختلفة. وكانت النتيجة مادة يمكنها تغيير اللون عند امتصاصها للضوء فوق البنفسجي (الذي يولّد حرارة) عندما تتجاوز درجة حرارة معينة. ورغم ما وصفه بـ 'النجاح الكبير' لتجاربه الأولية، اكتشف دوسيه أن دهاناته الجديدة كانت تتدهور ببطء عند تعرّضها لأشعّة الشمس. لكن بعد عام آخر من التجارب، تمكّن المصمّم من حل المشكلة بمساعدة مادة مضافة واقية. وأطلق على ابتكاره اسم 'الطلاء المتجاوب مع المناخ'، إذ يبدو بلون 'رمادي داكن جدًا' عندما تكون درجة الحرارة دون الـ25 درجة مئوية، ويبدأ بالتفتح تدريجيًا كلما ارتفعت درجة الحرارة. ومنذ ذلك الحين، قدم دوسيه طلبًا للحصول على براءة اختراع لهذه التقنية. يُقر دوسيه بأن ابتكاره قد لا يأتي بفائدة كبيرة لمن يعيشون في مناطق مناخها حار أو بارد باستمرار. لكنه يؤمن بأن طلاءه قد يُحدث 'نقلة نوعية' لمن يعيشون في المناطق المعتدلة حول العالم، ضمنًا أجزاء واسعة من أمريكا الشمالية، وأوروبا، وآسيا، حيث تكون درجات الحرارة في الأشهر الأكثر دفئًا عادة أعلى من 10 درجة مئوية، لكنها لا تنخفض إلى أقل من -3 درجات مئوية في أبرد الشهور. التغيّر مع الفصول كان العام الماضي الأشد حرارة على الإطلاق، كما كان أول عام تقويمي يتجاوز فيه متوسط درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو حد حرج في أزمة المناخ. ويرى دوسيه اختراعه كرد مباشر على تغيّر المناخ، أكثر منه تكنولوجيا مبتكرة: 'كان ممكنًا تنفيذ هذا قبل 70 عامًا، لكن لم تكن هناك حاجة إليه في ذلك الوقت'، كما أوضح، لأنّ 'تغيّر المناخ لم يكن مشكلة آنذاك'. لكن، إضافة إلى مساعدة أصحاب المنازل على التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة، قد يكون لاختراع دوسيه تأثير في تقليل الانبعاثات الناتجة عن مساكنهم، لا سيما في ظل تزايد تكاليف الطاقة، والاعتماد المتزايد على أجهزة التكييف. وتُظهر بيانات وكالة الطاقة الدولية أن تشغيل المباني يستهلك نحو 30% من الطاقة العالمية. إلا أن المنازل التي تتمتع بتحكم حراري محسّن تستهلك طاقة أقل، بفضل انخفاض الحاجة إلى التبريد والتدفئة. وتشير نماذج دوسيه، 'بتحفّظ'، إلى أن الطلاء الخاص به يمكن أن يساعد الأسر على توفير بين 15 إلى 30% من تكاليف الطاقة. ويأمل دوسيه في إيجاد شريك قادر على طرح اختراعه في السوق، كشركة دهانات أو شركة كيميائية أو كليهما. وقال، في إشارة إلى خطط إدارة ترامب لخفض الدعم والتخفيضات الضريبية لمشاريع الطاقة النظيفة: 'عندما تتغير الأوضاع، يجب أن نواكبها'. يبدو دوسيه واثقًا من أن ابتكاره سيحظى بسوق ضخمة محتملة. إذ لا يقتصر استخدام الطلاء على المنازل فحسب، بل يشمل أيضًا المباني الأكبر حجمًا مثل المدارس، والمصانع، وغيرها من المنشآت التي تتطلب بيئة داخلية مُحكمة. مع ذلك، يحرص دوسيه على عدم المبالغة في تقدير تأثير اختراعه. ويضيف: 'لا يوجد حل واحد لتغير المناخ، بل هو سلسلة من الخطوات والإجراءات الصغيرة. لكن هذا الحل قد يكون ذات معنى'.


الغد
منذ 2 أيام
- الغد
آراء متباينة لامتحان الرياضيات.. ارتياح طلبة الأدبي وتذمر في العلمي
آلاء مظهر تباينت آراء طلبة تقدموا للورقة الأولى في امتحان مبحث الرياضيات اليوم الخميس، في اليوم الرابع للامتحان العام لشهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي"، بين الارتياح والتذمر. واعتبر عدد من طلبة من الفرع العلمي الأسئلة "صعبة "، ووصفها آخرون بأنها " متوسطة مائلة للصعوبة " تحتاج لوقت أطول من المدة الزمنية المخصصة للامتحان ساعتان ونصف"، فيما أبدى طلبة الفرع الأدبي ارتياحهم ورضاهم من مستوى أسئلة الورقة الأولى لمبحث الرياضيات. اضافة اعلان [email protected]