
نتنياهو ــ ترمب... صفقة حقيقية أم ماذا؟
الثلاثاء الماضي، وعبر قناة «تروث سوشيال»، قال ترمب إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، الأمر الذي من شأنه إطلاق سراح بعض الرهائن.
يبدو النجاح الظاهري لترمب في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران داعماً وزاخماً لوقف الصراع الذي امتد لأكثر من عام ونصف العام، ويبدو فيما يبدو أن سيد البيت الأبيض يود حكماً أن يكتب اسمه في سجل «القياصرة الأميركيين» الذين جلبوا السلام للشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي، «باكسا أميركانا» معاصرة وموازية ومقابلة لـ«باكسا رومانا» التاريخية في أزمنة القياصرة العظام بحسب شيشرون.
تساؤلات عديدة وعميقة تحتاج إلى الطرح، وفي مقدمتها: هل سيقدَّر لنتنياهو أن يتجاوز أصوات الكتلة اليمينية الإسرائيلية القومية المتطرفة، من عينة وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير؟
بتسلئيل يعتبر أنه لا يوجد خطر أكبر على إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار مع «حماس»، ويدعو نتنياهو لوقف الحوار مع من يسميهم «القتلة»، ويدفع نتنياهو نحو حرب حادة وسريعة من شأنها أن تدمر ما تبقى من غزة بشراً وحجراً.
هل نتنياهو على خلاف حقيقي مع هذه الكتلة، أو أن الأمر مجرد تقسيم أدوار يُمكّنه من التذرع أمام ترمب ورفض ما لا يقبله من شروط الصفقة الجديدة؟
المؤكد أنه إذا وافق نتنياهو على اتفاق مؤقت آخر، فمن شبه المحسوم أنه سيعتمد على لغة لا تلزمه إنهاء الحرب، وفق آرون ديفيد ميلر، محلل شؤون الشرق الأوسط والدبلوماسي الأميركي السابق، على موقع «X».
أما وفق دانيال ديبيرتس، الكاتب ومحلل السياسة الخارجية، فإن العائق الرئيسي اليوم هو نفسه تماماً كما كان العام الماضي، وهو عدم رغبة إسرائيل في إنهاء الحرب بشكل دائم، ورفض «حماس» قبول أي شيء أقل من ذلك.
هل ترمب قادر على أن يوفر لـ«حماس» ضمانات ملزمة يتعهد بموجبها نتنياهو بعدم استئناف أعمال القتال في غزة مرة جديدة؟
تبدو الشكوك محلقة فوق الإجابة، لا سيما في ظل ما يتردد عن نيات إسرائيلية للسير في درب مخطط استراتيجي جهة إيران، عنوانه العريض: «الردع المتكرر»؛ أي المزيد من الضربات الانتقائية والانتقامية من النظام والأهداف الإيرانية.
هنا، وما لم يجد ترمب طريقة لكسر الموقفين المتعارضين، فإن زيارة نتنياهو إلى واشنطن لن تفرز صفقة حقيقية، وستكون في حالها ومآلها مسرحية، لتعزيز طريق «نوبل» بالنسبة إلى رئيس لديه حلم.
يخطر لنا أن نتساءل كذلك: هل أوعز ترمب لحلفائه السياسيين بإلقاء العبء على الفلسطينيين قبل زيارة نتنياهو؟
قبل أيام نشر النائب روني جاكسون الجمهوري من تكساس، طبيب البيت الأبيض السابق، على موقع «X» يقول: «إما أن تقبلوا الاتفاق، أو تواجهوا العواقب».
حديث العواقب فهمه البعض في واشنطن بأنه قد يكون مشابهاً لما جرى مع الإيرانيين مؤخراً؛ أي التدخل العسكري الأميركي.
لا يبدو الأمر في حقيقة الحال مستبعداً، وبخاصة في ظل تعهد ترمب في مناسبات عديدة خلال حملته الانتخابية، وفي بداية ولايته الثانية، بأن الجماعة المسلحة «حماس» ستدفع الثمن الباهظ إذا لم تفرج عن جميع الرهائن، وهو ما يجعل من المحتمل أن تكون زيارة نتنياهو هي جرس الساعة الحادية عشرة قبل القارعة.
وقف إطلاق النار ثم الحرب بشكل نهائي يحتاج إلى خطة واضحة محكمة الحلقات، بجدول زمني متفق عليه؛ ما يجعل منها خريطة طريق حقيقية لا خيالية، للتوصل إلى وقف نزف الدم. غير أن الواقع يخبرنا بأن هذه الخطة لا تبدو جاهزة، الأمر الذي دفع كاتباً أميركياً بوزن دافيد أغناتيوس إلى أن يسطر عبر «واشنطن بوست» قوله: «الرؤساء لا يُمنحون التقدير على مجرد إطلاق المبادرات، إنما يُمدحون ويكافَأون بالعظمة عندما يكملونها».
لا يعيش المرء في ناطحة سحاب نصف مهجورة مهما كانت ردهتها الأمامية لامعة ومتلألئة، وهذا حال الفلسطينيين في الزيارة القادمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ ساعة واحدة
- رؤيا
قمة بريكس تدعو إلى وقف إطلاق نار غير مشروط في غزة وانسحاب كامل لجيش الاحتلال
بيان مشترك لقادة بريكس: لا سلام في غزة دون انسحاب قوات الاحتلال دعت قمة مجموعة بريكس، الأحد، إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، مطالبة بـالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، في بيان مشترك صدر عن القادة المشاركين في القمة المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. وجاء في نص البيان: "نحث جميع الأطراف على الانخراط بحسن نية في مفاوضات إضافية، لتحقيق وقف إطلاق نار شامل وغير مشروط في غزة"، في وقت تتواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 22 شهراً. وتزامن هذا الموقف مع استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال وحركة حماس في الدوحة بوساطة قطرية ومصرية، في محاولة للتوصل إلى هدنة جديدة تضمن الإفراج عن المحتجزين ووقف العمليات العسكرية. وتضم مجموعة بريكس دولاً مؤثرة في النظام العالمي، أبرزها الصين، روسيا، إيران، البرازيل، وجنوب إفريقيا، وتُعرف بمواقفها الرافضة للهيمنة الغربية والداعمة للقضايا الفلسطينية. وتعد إيران من أبرز المعارضين للاحتلال، مما يضفي بُعداً سياسياً إضافياً على البيان الصادر عن القمة. على صعيد متصل، يعتزم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التوجه إلى البيت الأبيض لإجراء محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أكد في تصريحات سابقة رغبته بالتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة خلال الأسبوع المقبل.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
وفد التفاوض الإسرائيلي يصل الدوحة
أكدت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤول وصول وفد التفاوض إلى الدوحة، مشيرة إلى أن المفاوضات الرسمية تبدأ غدا الاثنين تزامنا مع وصول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.


صراحة نيوز
منذ 2 ساعات
- صراحة نيوز
نتنياهو يزور واشنطن لبحث هدنة غزة وملفات إيران والتطبيع
صراحة نيوز- غادر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، متوجهًا إلى الولايات المتحدة، في زيارة تحمل طابعًا سياسيًا حساسًا، تتصدرها تطورات ملف غزة، إلى جانب ثلاث قضايا أخرى رئيسية. ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو، الإثنين، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في ثالث لقاء يجمعهما منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض مطلع العام. وسيبحث الطرفان، وفق مصادر إسرائيلية وأمريكية، وقف إطلاق النار في غزة، وسط مؤشرات على رغبة أمريكية متزايدة بإنهاء الحرب، وهي خطوة قد تهدد بقاء حكومة نتنياهو. وسيركز اللقاء أيضًا على ما وصفه نتنياهو بـ'الانتصار على إيران'، إلى جانب بحث العلاقات الثنائية، بما في ذلك المساعدات العسكرية والجمارك، والتقارب الإسرائيلي مع بعض الدول العربية والإسلامية. وتتحدث وسائل إعلام عبرية عن احتمال الإعلان عن ترتيبات أمنية مع سوريا، واتفاق دبلوماسي مع سلطنة عُمان. وقال نتنياهو قبيل مغادرته من مطار بن غوريون: 'سأشكر ترمب على التزامه تجاه إسرائيل. لقد حققنا معًا نصرًا كبيرًا ضد إيران، ولدينا فرصة تاريخية لتوسيع اتفاقيات السلام وتغيير مستقبل الشرق الأوسط'. وبشأن غزة، قال: 'نحن ملتزمون بإعادة جميع الرهائن، أحياءً أو جثامين. نُصرّ أيضًا على إنهاء التهديد العسكري من قطاع غزة'. وأضاف أن فريقًا تفاوضيًا توجه إلى الدوحة لمتابعة المفاوضات غير المباشرة مع حماس. وتتناول المقترحات المطروحة وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، يتضمن إطلاق 10 رهائن أحياء و18 جثمانًا مقابل الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني، من ضمنهم محكومون بالمؤبد. وذكرت صحيفة 'هآرتس' أن اللقاء بين ترمب ونتنياهو لن يُعقد في المكتب البيضاوي كما جرت العادة، بل سيتناولان العشاء معًا، وسط تكتم إعلامي دون مؤتمر صحفي مشترك. ورافق نتنياهو في رحلته السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، في خطوة غير معتادة. كما انضم نجله يائير، إلى جانب طاقم طبي يضم أخصائي قلب ومسالك بولية، في ظل تدهور صحته مؤخرًا. في المقابل، يجتمع وفد التفاوض الإسرائيلي في الدوحة مع وسطاء مصريين وقطريين لمواصلة بحث شروط الصفقة، في ظل استمرار الخلافات على بعض التفاصيل الجوهرية المتعلقة بآلية التنفيذ والتعديلات التي طرحتها حركة حماس.