الحرب التجارية مع أوروبا .. ما الدول الأكثر عرضة لخطر رسوم ترامب؟
واليوم، ومع عودته إلى البيت الأبيض، عاد ترامب إلى لهجته العدائية المعهودة تجاه الاتحاد الأوروبي، متهمًا إياه بتصميم نظام تجاري هدفه "الإضرار بالولايات المتحدة".
وفقًا لصحيفة "لوفيغارو" في خطاباته الأخيرة، صعّد من لهجته قائلًا: "الاتحاد الأوروبي صُمم لخداع الولايات المتحدة، وقد نجح في ذلك، لكنني الآن الرئيس".
بل وذهب أبعد، واصفًا بروكسل بأنها "سيئة جدًا" في تعاملها مع بلاده، منتقدًا رفضها استقبال المنتجات الأمريكية، مثل السيارات والمواد الزراعية.
رسوم جمركية جديدة تُشعل النزاع
في 12 يوليو، أعلن ترامب فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 30% على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، على أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس.
وبرر هذه الخطوة بـ"اختلال الميزان التجاري" مع الاتحاد الأوروبي، الذي يتسبب، بحسب تقديره، بخسائر تصل إلى 300 مليار دولار سنويًا.
أما بالنسبة للمكسيك، فقد أرجع القرار إلى دورها في تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.
ورغم تصاعد التوتر، تُظهر الأرقام مدى الترابط الاقتصادي بين الجانبين.
ففي عام 2023، شكلت الولايات المتحدة 19.7% من صادرات السلع الأوروبية، ما يجعلها الشريك التجاري الأول للاتحاد، في حين كانت ثاني أكبر دولة مورّدة للسلع إلى أوروبا (13.7%)، بعد الصين.
ويُقدّر إجمالي التبادل التجاري في السلع بين الجانبين بنحو 870 مليار يورو (2022)، وهو رقم تضاعف خلال عقد.
وتشمل هذه المبادلات بشكل رئيس من أوروبا إلى أمريكا: أدوية، وطائرات، وآلات، وسفنًا، مشروبات كحولية، ومن أمريكا إلى أوروبا: نفطًا، وغازًا طبيعيًا، وأدوية، وفحمًا، وأجهزة طبية.
وقد زادت الحرب الروسية على أوكرانيا من واردات أوروبا للطاقة الأمريكية، ليصبح النفط والغاز من بين أكثر المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة.
فوائض تجارية
وفقًا لأرقام "يوروستات"، يسجل الاتحاد الأوروبي فوائض تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة.
ففي عام 2022، بلغ الفائض حوالي 148.5 مليار يورو، وارتفع في 2023 بعشرة مليارات إضافية، ثم بلغ 183 مليار يورو حتى نوفمبر 2024.
لكن الصورة تختلف في قطاع الخدمات، حيث تسجّل الولايات المتحدة فائضًا.
وبالمقارنة، فإن عجز الاتحاد الأوروبي مع الصين وصل إلى أكثر من 290 مليار يورو، ما يجعل الفائض مع واشنطن نسبيًا أقل خطورة، لكنه يظل محل استهداف من ترامب.
ألمانيا الأكثر عرضة للخطر
تختلف درجة التأثر بقرارات ترامب من بلد لآخر، وتُعد ألمانيا الأكثر عرضة، إذ تمثل أكبر مصدر أوروبي للولايات المتحدة، وتسجل فائضًا يزيد على 85 مليار يورو.
أما إيطاليا، التي تُظهر حكومتها الحالية تقاربًا مع ترامب، فهي أيضًا من بين الدول المهددة.
في المقابل، الوضع الفرنسي أكثر توازنًا، تحتل فرنسا المرتبة الثالثة في الاستيراد، والرابعة في التصدير إلى الولايات المتحدة، مع ميزان شبه متعادل، رغم تسجيل باريس لعجز بسيط يُقدّر بـ6.6 مليار يورو.
وتتمثل أبرز صادرات فرنسا في الطائرات، والأدوية، والمشروبات الكحولية، بينما تستورد وقودًا، ومعدات طيران، وأدوية.
قلق أوروبي وتوجه نحو الحوار
في ظل هذه التطورات، يدرك الأوروبيون حجم المخاطر، فرغم تمسكهم بمواقفهم، يسعون إلى إبقاء قنوات الحوار مفتوحة، وفي زيارة إلى روما منتصف مايو، وصف نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس الاتحاد الأوروبي بأنه "حليف مهم".
وردّت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مؤكدة الرغبة في التوصل إلى "اتفاق جيد للطرفين".
لكن في ظل استمرار التصعيد من طرف ترامب، تزداد الشكوك حول مدى واقعية التوصل إلى تفاهم تجاري، دون الدخول في مواجهة اقتصادية مفتوحة.
إذا استمرت إدارة ترامب في نهجها التصادمي، فإن الاتحاد الأوروبي سيواجه معضلة استراتيجية: الدفاع عن مصالحه التجارية من جهة، وتفادي انفجار حرب اقتصادية مع أقرب شريك استراتيجي له من جهة أخرى.
وهي مهمة دقيقة، تزداد تعقيدًا مع تصاعد خطاب الحماية والانغلاق في واشنطن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ 4 ساعات
- جفرا نيوز
عليان يكتب : النفاق العالمي وجائزة نوبل للسلام!!
*بقلم النائب السابق غازي عليان* *أمين عام حزب العدالة والإصلاح* في ظاهرة تعكس أعمق مستويات النفاق العالمي، يطالب رئيس أكبر دولة في العالم بالحصول على جائزة نوبل للسلام في ظل حروب تسود العالم وإبادة جماعية وتجويع وتشريد وتهجير. ولا أدري ماذا قدّم هذا الرئيس سوى القنابل الثقيلة التي تُسقطها طائرات حبيبته إسرائيل على المدنيين، وعلى المستشفيات، وعلى كافة مقومات الحياة. عجبًا! لهذا الزمان المقلوبة معاييره. فبينما يُعتبر اسمه رمزًا للدمار والمعاناة. كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يغض البصر ويتغافل عن الفظائع التي شارك بها مجرم الابادة بارتكابها ؟ والأكثر إيلامًا هو أن يقوم المجرم المطلوب للعدالة الدولية نتنياهو بترشيح شريكه للجائزة فو عجبي وألمي على ما وصلت اليه أمور هذا العالم البائس، وهو الذي يُعتبر قاتل الإنسانية وبطل المحرقة بحق الشعب الفلسطيني النتن ياهو وبطل المحرقة بلغة العصر الحديث. وكيف يمكن أن يُرشح شخص تلطخت يداه بدماء الأبرياء، خاصة في غزة، التي لا تزال تعاني من أهوال القتل والتدمير بجائزة نوبل للسلام وكان قراره الأول في البيت الأبيض تزويد الكيان الصهيوني المجرم بقنابل تزن طن وأكثر ؟ إن ترشيح هذا الرئيس لجائزة نوبل للسلام يمثل سخرية العصر من القيم الإنسانية. وكيف يمكن تكريم رئيس يُعتبر مشاركًا في هذه المحرقة لجائزة سلام وهو لم ينجح حتى في مسعاه لوقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا ناهيك عن مجازر شركاته الأمريكية في توزيع مساعدات سميت بمصائد الموت!!!، وكيف يكون داعمه الرئيس مجرم يُعدّ أحد أكبر القتلة في التاريخ الحديث، وكيف يرشح لجائزة سلام بينما يعاني الأطفال والنساء والشيوخ من ويلات الحروب والصراعات التي أشعلها؟ إن هذا الترشيح لا يُظهر فقط انعدام الحس الإنساني، بل يُعبر أيضًا عن تواطؤ المجتمع الدولي في تجاهل القضايا الإنسانية الحرجة ونفاقه الفاضح. لقد كانت جائزة نوبل للسلام تُمنح لمن يسعى لتحقيق السلام الفعلي، و لمن يتخذ خطوات حقيقية نحو إنهاء الصراعات، وليس لمن يُساهم في تعميقها. هذا الترشيح يُجسد ازدواجية المعايير التي تسيطر على السياسة العالمية. فكيف يمكن للعالم أن يتقبل تكريم شريك لقاتل دولي أعاد الزمان إلى ذكريات العصابات الصهيونية الهاجانا وشتيرن والبالماخ وغيرها . وكيف يرشح بينما يُعاني الملايين من ويلات الحروب والخراب؟ إن القيم التي تُكرّم القتلة وتُعاقب الضحايا بحاجة إلى إعادة تقييم. وهنا يجب أن نتساءل: هل أصبحت جائزة نوبل للسلام مجرد وسيلة لتجميل سمعة أولئك الذين يُدمرون الإنسانية؟. إن العالم اليوم بحاجة إلى قادة يسعون لتحقيق السلام والعدالة، وقادة يدافعون عن حقوق الإنسان ويعملون على إنهاء المعاناة، لا أولئك الذين يزرعون الفوضى والخراب. وينبغي على المجتمع الدولي إعادة النظر في قيمه ومبادئه، ووضع حد لهذه المهزلة، فالعالم يستحق أفضل من ذلك.


سواليف احمد الزعبي
منذ 4 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
لابيد يهاجم سموتريتش بسبب 'المدينة الإنسانية'
#سواليف انتقد زعيم المعارضة بإسرائيل #يائير_لابيد #خطة #الحكومة لإنشاء ' #مدينة_إنسانية ' في #رفح، والتي يقودها وزير المال بتسلئيل #سموتريتش، معتبرا أن تكلفتها الباهظة كان يمكن استثمارها بالداخل. وفي تغريدة نشرها عبر منصة X، قال لابيد: 'بخمسة عشر مليار دولار ستكلفها مدينة سموتريتش الإنسانية في #رفح، يمكننا تقليص حجم فصول أطفالنا الدراسية، وخفض أسعار الوقود والمواصلات العامة، ودعم دور الحضانة ورياض الأطفال. هذه مجرد البداية'. وأضاف: 'لن تعود هذه الأموال، #نتنياهو يطلق العنان لسموتريتش وبن غفير لأوهامهما المتطرفة لمجرد الحفاظ على ائتلافه. بدلا من نهب أموال ممثلي الطبقة الوسطى الذين سينهون #الحرب ويعيدون #المخطوفين'، في إشارة إلى ضرورة توجيه الموارد نحو #إنهاء_الحرب و #إعادة_الرهائن بدلا من مشاريع وصفها بـ'غير المجدية'. و'المدينة الإنسانية' في رفح، هي مشروع تخطط له الحكومة الإسرائيلية لنقل وتجميع نحو 600 ألف فلسطيني من سكان قطاع غزة في #منطقة_معزولة جنوب القطاع، تقع بين محوري 'فيلادلفيا' و'موراج' على أنقاض مدينة رفح. وتهدف الخطة، بحسب الرواية الإسرائيلية، إلى 'فصل المدنيين عن الفصائل المسلحة' عبر إخضاع السكان لفحوص أمنية صارمة وعدم السماح لهم بمغادرة المنطقة لاحقا. تصف مصادر فلسطينية ودولية هذا المشروع بأنه سياسة #تهجير_جماعي وعزل ممنهج، حيث يتم نقل #النازحين قسرا من مناطق أخرى في القطاع إلى هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي الكاملة. كما تخطط إسرائيل لإقامة نقاط توزيع مساعدات في #المدينة_الإنسانية، مع تحميل مسؤولية الإشراف على #المساعدات لدول ومنظمات دولية، وليس للأمم المتحدة مباشرة.


أخبارنا
منذ 4 ساعات
- أخبارنا
د. عامر سبايلة : مناورات الهدنة والتصعيد على الجبهات الأخرى
أخبارنا : حديث الرئيس الأميركي ترامب عن وقف الحرب في غزة أعطى انطباعًا بقرب الهدنة، إلا أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن وقف الحرب ممكن الآن إذا سلمت حركة حماس سلاحها، تشير إلى أن تعقيد المسألة يرتكز على شرطٍ واحد فقط. هذا ما يدركه نتنياهو جيدًا ويُتقن توظيفه، حيث يمكن تعطّيل أي اتفاق عبر نقطة خلاف واحدة، ولو تم التفاهم على بقية التفاصيل. أما حديث وزير الدفاع الإسرائيلي اسرائيل كاتس عن إنشاء "مدينة إنسانية" على أنقاض مدينة رفح في جنوب غزة لنقل السكان إليها، فيؤكد أن المناورة الإسرائيلية ما تزال مستمرة، وأن مشروع التهجير السكاني هو جوهر التحرك بغض النظر عن التسميات، سواء أُطلق عليه اسم "ريفييرا" أو "مدينة إنسانية". هذا الطرح يتماشى مع ما صرّح به نتنياهو أمام ترامب، عندما قال إن سكان غزة يجب أن تُمنح لهم حرية البقاء أو الرحيل. وفي الوقت الذي اختتم فيه نتنياهو زيارته إلى البيت الأبيض، وتزامنًا مع زيارة وزير الدفاع كاتس إلى واشنطن، قد نكون أمام مرحلة تصعيد جديدة في المنطقة، خصوصًا وأن إسرائيل أبقت معظم الجبهات مفتوحة وغير محسومة. فمنذ السابع من أكتوبر، بات خفض مستوى القتال في جبهة ما يعني رفعه في جبهة أخرى. وقد يكون الوضع في لبنان مرشحًا للتصعيد، سواء من خلال التركيز المتزايد على مسألة نزع سلاح حزب الله، أو عبر الفشل المتوقع في هذا المسار، ما قد يؤدي إلى انفجار الوضع. إلى جانب ذلك، يشكل التصعيد القائم بين لبنان وسورية بُعدًا إضافيًا للأزمة، وهو تصعيد قد يذهب بالطرفين إلى حافة المواجهة، وهو ما لا يتحمّله لبنان اليوم بعد الحرب المدمّرة مع إسرائيل، ووسط تنامي خطر الإرهاب في الداخل، مع تزايد المؤشرات على وجود وانتشار خلايا تابعة لتنظيم داعش. ورغم أن الحرب بين إيران وإسرائيل توقفت دون حسم، إلا أن جبهة المواجهة ما تزال مفتوحة. قد لا تكون الحرب حالياً مباشرة، لكن إسرائيل لن تتخلى عن العمل في سماء إيران أو على الأرض حتى تحقيق الحسم. تسريع عمليات إعادة التسلح، والتلويح الأميركي بتزويد إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات، يعكس أن خيار المواجهة ما يزال مطروحًا على الطاولة، وهو ما تدركه طهران جيدًا. ويبدو أن الورقة المتبقية بيد إيران اليوم هي تفعيل وكلائها الإقليميين. الحوثي، على سبيل المثال، انتقل من استهداف إسرائيل بين الحين والآخر، إلى استهداف الملاحة الدولية بشكل مباشر، عبر ضرب السفن أو أسر طواقمها أو حتى إغراقها. هذا التحول النوعي في شكل العمليات الحوثية يهدف إلى تأزيم الوضع دوليًا، وإرسال رسائل مفادها أن ما يحدث هو نتيجة التوتر مع إيران، وليس مرتبطًا فقط بالحرب على غزة، كما كانت ادعاءاتهم سابقًا. أما جبهة العراق، فقد تعود إلى واجهة التأزيم، خاصة مع التحركات الجديدة التي تستهدف كردستان العراق، والتي قد تمتد إلى المصالح الأميركية هناك، سواء كانت شركات أو وجودًا عسكريًا. وهو ما قد يتفاقم خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي قد يُدخل جبهة العراق ضمن خريطة التصعيد المحتملة. وفي الوقت الذي يُكثر فيه الحديث عن احتمال تحقيق هدنة في غزة، فإن الواقع على الأرض قد يشير إلى أن "العودة إلى الساحات المفتوحة" سيكون عنوان المرحلة المقبلة بالنسبة لإسرائيل، من لبنان إلى اليمن والعراق. لكن العنوان الأبرز ربما يكون العودة إلى جبهة إيران، في حال تعثرت العودة إلى طاولة المفاوضات. هذه المواجهة القادمة قد تختلف عن نمط الحرب القصيرة السابقة التي دامت 12 يومًا. إذ تسعى إسرائيل إلى إشغال إيران من الداخل، وتجريدها من أي قدرة على توسيع رقعة المواجهة أو تفعيل أدواتها المتبقية. لذلك، فإن عامل المفاجأة والعمل الاستخباراتي قد يشكّل حجر الأساس في أي تحرك إسرائيلي مرتقب.