
المحكمة العليا البريطانية ترفض دعوى لوقف تزويد إسرائيل بقطع غيار لطائرات إف-35
وعلّقت الحكومة حوالي 30 ترخيصاً لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل في سبتمبر/أيلول الماضي خشية استخدام أسلحة بريطانية الصنع في انتهاكات للقانون الدولي في قطاع غزة.
لكن المملكة المتحدة تُزوّد مجموعة عالمية من طائرات إف-35 بمكونات يُمكن لإسرائيل الوصول إليها. وكانت الحكومة جادلت بأنها لا تستطيع الانسحاب من برنامج الدفاع دون تعريض السلام الدولي للخطر.
وأعربت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية عن الاستياء من هذا الحكم، كما تدخلت المجموعتان في القضية.
وقال ساشا ديشموك، الرئيس التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة: "إن الواقع المروع في غزة يتكشف أمام أعين العالم: عائلات بأكملها تُباد، ومدنيون يُقتلون فيما يُسمى بالمناطق الآمنة، ومستشفيات تُدمر، وسكان يُدفعون إلى المجاعة بسبب حصار قاسٍ وتهجير قسري".
وأضاف: "هذا الحكم لا يُغير الحقائق على أرض الواقع، ولا يُعفي حكومة المملكة المتحدة من مسؤولياتها بموجب القانون الدولي".
وقال قاضيان إن القضية لا تتعلق بما إذا كان ينبغي للمملكة المتحدة توريد أسلحة ومعدات عسكرية أخرى إلى إسرائيل، لأن الحكومة قررت عدم ذلك.
لكن طُلب منهما البت في مسألة محددة: ما إذا كان يجب على المملكة المتحدة "الانسحاب من تعاون دفاعي متعدد الأطراف محدد" نظراً لاحتمال توريد بعض القطع المصنعة في المملكة المتحدة إلى إسرائيل واستخدامها في انتهاك للقانون الدولي في الصراع في غزة.
وقالا: "بموجب دستورنا، فإن هذه القضية الحساسة والسياسية للغاية هي من اختصاص السلطة التنفيذية، وهي مسؤولة ديمقراطياً أمام البرلمان، وفي نهاية المطاف أمام الناخبين، وليس أمام المحاكم".
وتُصنّع بريطانيا 15 في المئة من كل طائرة من طراز إف-35، وفقًا لحملة مناهضة تجارة الأسلحة.
وقالت منظمة أوكسفام، التي قدمت أدلة للمحكمة: "من غير المعقول أن تستمر الحكومة في ترخيص بيع مكونات طائرات إف-35 مع علمها بأنها تُستخدم عمداً لمهاجمة المدنيين في غزة وتدمير سبل عيشهم، بما في ذلك إمدادات المياه الحيوية".
ورفعت منظمة الحق، وهي منظمة مقرها الضفة الغربية المحتلة، وشبكة الإجراءات القانونية العالمية دعوى قضائية ضد وزارة الأعمال والتجارة البريطانية.
وقالت المحكمة إن وزير الأعمال جوناثان رينولدز "واجه خياراً مباشراً: قبول استثناء برنامج إف-35 أو الانسحاب من برنامج إف-35 وقبول جميع العواقب الدفاعية والدبلوماسية المترتبة على ذلك".
كما جادلت الحكومة بأن الانسحاب من برنامج الدفاع قد يُقوّض ثقة الولايات المتحدة بالمملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وترى جماعات حقوق إنسان أن سيادة القانون العالمية مُهددة بسبب غزة.
وقالت ياسمين أحمد، مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في المملكة المتحدة: "إن الفظائع التي نشهدها في غزة تُعزى تحديداً إلى اعتقاد الحكومات بعدم وجوب تطبيق القواعد عليها".
وأضافت: "إن مراعاة القضاء للسلطة التنفيذية في هذه القضية حرم الفلسطينيين في غزة من حماية القانون الدولي، على الرغم من إقرار الحكومة والمحكمة بوجود خطر جسيم من استخدام المعدات البريطانية لتسهيل أو ارتكاب فظائع ضدهم".
وتؤكد الحكومة البريطانية أنها ستواصل مراجعة تراخيص تصديرها الدفاعي. وقال متحدث باسمها: "أيدت المحكمة قرار الحكومة الشامل والقانوني في هذا الشأن".
ويدرس محامو جماعات حقوق إنسان ما إذا كان بوسعهم إيجاد أسباب للاستئناف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 5 ساعات
- BBC عربية
ترامب: إسرائيل وافقت على "الشروط اللازمة" لإبرام هدنة في غزة لمدة 60 يوماً
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الثلاثاء، إن إسرائيل "وافقت على الشروط اللازمة لإبرام" وقف لإطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمدة 60 يوماً في غزة. وأشار ترامب إلى أنّ القاهرة والدوحة ستعملان على إنجاز الصياغة النهائية لهذا المقترح. "آمل، لمصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا"، يضيف ترامب. وجاء في منشور ترامب عبر منصته تروث سوشال عقب اجتماع بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في واشنطن أن "إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإبرام وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وخلال هذه المدة سنعمل مع كل الأفرقاء من أجل إنهاء الحرب". ومنذ ساعات، أكد ترامب أنه سيكون "حازماً جداً" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بغية التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك قبل أيام من استقباله نتنياهو في واشنطن. وجاء حديث ترامب، خلال رده على سؤال عن الموقف الذي سيعتمده إزاء نتنياهو خلال زيارته المرتقبة الإثنين لواشنطن. وقال نتنياهو في مستهل اجتماع حكومي الثلاثاء، إن "الاستفادة من النجاح لا تقل أهمية عن تحقيق النجاح نفسه". من جانبه، قال القيادي في حماس طاهر النونو لفرانس برس إن الحركة "جادَّة وجاهزة للوصول إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى". وأضاف النونو أن القائمين على المفاوضات "مستعدون للموافقة على أي مقترح في حال كان هذا المقترح يؤدي إلى إنهاء الحرب، أي وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع". وأجرى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مباحثات في واشنطن الثلاثاء مع عدد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض. وقال مسؤول إسرائيلي إنه من المقرر أن يجتمع ديرمر الثلاثاء مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه دي فانس. وتحدث مصدر مطّلع على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار عن احتمالات حقيقية لتحقيق"اختراق قريب" فيها وأنه قد تصدر من واشنطن تصريحات رسمية عن استئناف المفاوضات خلال الأيام المقبلة، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية. وكشف المصدر أن النقاشات تتركّز حالياً حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، والصياغات التي ستُقدَّم لحركة حماس بشأن "إنهاء الحرب". والمقترح المطروح حالياً هو نسخة "محسّنة" من خطة ويتكوف، وتشمل في مرحلتها الأولى إطلاق سراح 8 رهائن إسرائيليين أحياء، يتبعهم اثنان آخران في اليوم الخمسين. كما تُبذل جهود لصياغة بند يمنح حماس ضمانات بعدم استئناف الحرب من قِبل إسرائيل، من دون أن يتضمّن إنهاء رسمياً للحرب. توسيع العمليات الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق عملياته في غزة. وجاء تكثيف العمليات بعد تزايد المطالبات بوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ نحو 21 شهراً. وقال الجيش في بيان منفصل صباح الثلاثاء إنه "وسّع نطاق عملياته إلى مناطق إضافية داخل قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، وقضى على عشرات المسلّحين، وفكّك مئات من مواقع البنية التحتية الإرهابية فوق الأرض وتحتها". وقال رأفت حلس (39 عاماً) من حي الشجاعية في مدينة غزة إنّ "القصف والغارات تضاعفوا في الأسبوع الأخير"، وإن الدبابات "مستمرة في التوغل". وأفاد عامر دلول (44 عاما) من مدينة غزة أيضا بتصاعد حدة الاشتباكات. وقال لفرانس برس إنه اضطر هو وعائلته إلى الفرار من حيث كانوا فجر الثلاثاء لأن "إطلاق النار وصل إلى الخيمة وصرنا معرضين للموت بأي لحظة". وفي مدينة رفح جنوبا، قال محمد عبد العال (41 عاماً) إن "الدبابات موجودة في معظم رفح، لا أحد يستطيع الوصول إلى معظم مناطق رفح خاصة الشرقية لأن الجيش يطلق النار فوراً". مقتل طالبي مساعدات أفاد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل بأن 16 شخصاً على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية أثناء انتظارهم المساعدات. وردّا على استفسار لفرانس برس، قال الجيش إن قواته "أطلقت طلقات تحذيرية لإبعاد مشتبه بهم اقتربوا من القوات"، مشيرا إلى أنه ليس على علم بوقوع إصابات لكنّه سيدقّق في الحادث. الاثنين، طالبت مجموعة تضم 169 منظمة إغاثية بوقف آلية توزيع المساعدات من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بعد التقارير شبه اليومية عن مقتل فلسطينيين قرب مراكزها منذ بدء عملياتها أواخر مايو/أيار الماضي. ودعت المنظمات للعودة إلى آلية إيصال المساعدات التي كانت تقودها الأمم المتحدة حتى مارس/آذار، حين أطبقت إسرائيل حصارها على القطاع. وسمحت إسرائيل بدخول كميات ضئيلة من المساعدات بعد نحو شهرين من ذلك، وتوزّعها "مؤسسة غزة الإنسانية" التي رفضت المنظمات الدولية التعاون معها. من جانبها، نفت المؤسسة مسؤوليتها عن القتلى قرب نقاط التوزيع، وهو ما يناقض أقوال شهود والدفاع المدني. وأعرب الصليب الأحمر عن "قلق عميق" إزاء توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إنها تشعر "بقلق عميق إزاء تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة وفي جباليا (شمال)، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين خلال الساعات الست والثلاثين الماضية". من جهة أخرى، أكد الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن الغارة التي شنتها مقاتلاته على استراحة ومقهى إنترنت الاثنين وقال إنها استهدفت "عددا من إرهابيي حماس"، تخضع لـ "المراجعة". وكان الدفاع المدني أعلن الاثنين أن قصفاً جوياً إسرائيلياً أوقع 24 قتيلاً وعشرات الجرحى في استراحة كانت مكتظة بالعشرات على شاطئ مدينة غزة.


BBC عربية
منذ 6 ساعات
- BBC عربية
"مصير اليمن هو مصير طهران"، إسرائيل تتوعد بعد اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون
توعدت إسرائيل جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن بالرد، بعد اعتراض الجيش الإسرائيلي صاروخاً أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل. والسبت أعلن الحوثيون أنهم أطلقوا "صاروخا بالستياً" باتجاه إسرائيل "رداً على ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين في الحرب في قطاع غزة"، وفق الجماعة اليمنية. ويعد صاروخ السبت، الأول تُطلقه الجماعة منذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران في 24 يونيو/حزيران بعد حرب بينهما استمرت 12 يوماً. "ستُقطع يده" وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان، "مصير اليمن هو مصير طهران … بعد أن ضربنا رأس الأفعى في طهران، سنستهدف الحوثيين في اليمن أيضاً. من يرفع يده ضد إسرائيل، ستُقطع يده". وتهدد إسرائيل جماعة أنصار الله بحصار بحري وجوي إذا استمرت في هجماتها على إسرائيل. ودوّت صفارات الإنذار في أنحاء عدة لا سيما في القدس. وجاء في بيان للجيش: "بعدما دوّت صفارات الإنذار قبل قليل في أنحاء عدة من إسرائيل"، جرى اعتراض صاروخ أطلق من اليمن"، مشيرا إلى أن عملية الاعتراض جرت بواسطة سلاح الجو. في المقابل، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان الثلاثاء "تنفيذ أربع عمليات عسكرية" ضد إسرائيل. وتحدث سريع عن استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بـ"صاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين2"، فيما استهدفت ثلاث طائرات مسيرة "ثلاثة أهداف حساسة للعدو الصهيوني في مناطق يافا وعسقلان وأم الرشراش" في إشارة لمدينة إيلات الساحلية على خليج العقبة. "ربما يتعين أن تزور قاذفات بي-2 اليمن" وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي في منشور عبر منصة إكس "ظننا أننا انتهينا من الصواريخ القادمة إلى إسرائيل، لكن الحوثيين أطلقوا صاروخاً هناك. لحسن الحظ، نظام الاعتراض الإسرائيلي المذهل يسمح لنا بالذهاب إلى المخابئ والانتظار لحين زوال الخطر. ربما يتعين أن تزور قاذفات بي-2 اليمن!". وشن طيارون أمريكيون هجمات بقاذفات بي-2 على مواقع إيران النووية خلال الحرب الجوية التي استمرت 12 يوماً. ويقول الحوثيون إن هجماتهم تأتي في إطار التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة. ومنذ بدء حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، يستهدف الحوثيون إسرائيل وحركة الشحن في البحر الأحمر مما يعطل نشاطات تجارية عالمية. وتسنى اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقوها. وكان الحوثيون علّقوا ضرباتهم خلال وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس استمر شهرين، واستأنف الحوثيون هجماتهم بعدما عاودت إسرائيل عملياتها. وشنّت إسرائيل ضربات عدة في اليمن استهدفت موانئ يسيطر عليها الحوثيون وكذلك مطار صنعاء الخاضعة لسيطرتهم.


القدس العربي
منذ 15 ساعات
- القدس العربي
موقع بريطاني: وسط احتجاجات شعبية.. لماذا أصبحت الموانئ المغربية الطريق المفضل لنقل الأسلحة إلى إسرائيل؟
لندن- 'القدس العربي': نشر موقع 'ميدل إيست آي' تقريرا أعدته كارولين دوبي من مدينة طنجة المغربية، قالت فيه إن الشحنات العسكرية المتجهة إلى إسرائيل عبر الموانئ المغربية لم تتوقف، مع أن الاحتجاجات الشعبية حول الحرب على غزة مستمرة في المغرب. ولا يسع المار بالموانئ المغربية إلا أن يلاحظ سيطرة شركة ميرسك على حاويات الشحن، وفق ما تقول الكاتبة، مضيفة أنه قد لا يكون الوجود المكثف للشركة الدنماركية في موانئ الدولة الواقعة في شمال إفريقيا مثيرا للاهتمام، لولا أن عملاق الخدمات اللوجستية الدولي هذا، معروف بشحنه المعدات العسكرية إلى إسرائيل في خضم حربها على غزة. وقالت الصحافية إن المغرب أصبح موقعا حيويا على طريق الأسلحة الذي يسهل شحن البضائع العسكرية إلى إسرائيل، وخاصة عبر ميرسك. ويشمل ذلك مكونات طائرات إف-35، التي تشارك في الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. المغرب أصبح موقعا حيويا على طريق الأسلحة الذي يسهل شحن البضائع العسكرية إلى إسرائيل. ويشمل ذلك مكونات طائرات إف-35، التي تشارك في الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وقد تناول تقرير حديث صادر عن منظمة 'ديكلاسيفايد يو كيه' وموقع 'ذا ديتش' الإخباري الاستقصائي الأيرلندي، دور المغرب في نقل مكونات طائرات إف-35 المقاتلة عبر ميرسك. وحدد التقرير شحنة في نيسان/ أبريل، قائلا إن المعدات النفاثة أبحرت من ميناء هيوستن بالولايات المتحدة. وبعد أسبوعين، وصلت سفينة ميرسك ديترويت، التي ترفع العلم الأمريكي، إلى طنجة في المغرب، حيث نقلت الشحنة إلى سفينة حاويات أخرى تدعى نيكسو ميرسك. وعبرت الشحنة البحر الأبيض المتوسط قبل أن تصل إلى ميناء حيفا الإسرائيلي، ثم نقلت الشحنة العسكرية إلى قاعدة نيفاتيم الجوية، وهي منصة انطلاق رئيسية لسلاح الجو الإسرائيلي لقصف غزة. وعندما كُشف عن هذه المزاعم في نيسان/ أبريل، خرجت التظاهرات الغاضبة في المغرب. وخرج المتظاهرون بالآلاف في موانئ الدار البيضاء وطنجة المتوسط، بينما استقال ما لا يقل عن ثمانية عمال موانئ احتجاجا على شحنات ميرسك المزعومة. وفيما انتشرت تقارير متضاربة حول توقيت بدء رسو شحنات مماثلة في المملكة، إلا أن الموانئ المغربية أصبحت خيارا جذابا على مسار النقل بعد منع شحنتين من ميرسك من الرسو في إسبانيا في تشرين الثاني/نوفمبر للاشتباه في أنهما تحملان أسلحة إلى إسرائيل. وبدلا من ذلك، رست السفن في ميناء طنجة المتوسط ،والتي أدت إلى الاحتجاجات في المغرب. ونقل الموقع عن أليخاندرو بوزو، الباحث في شؤون السلام والنزاعات المسلحة ونزع الأسلحة في المركز الإسباني 'ديلاس' قوله إن عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل عبر طريق إسبانيا- المغرب تعتبر 'حركة مرور منتظمة ولم تتوقف'، بحسب قواعد البيانات التي اطلع عليها مركز الأبحاث الإسباني المستقل. ووسط الجدل الأخير، أصدرت شركة ميرسك بيانا في آذار/ مارس، قالت فيه إنها 'تتمسك بسياسة صارمة بعدم شحن الأسلحة أو الذخيرة إلى مناطق النزاع النشطة، مما يضمن الامتثال للوائح الدولية'. الموانئ المغربية أصبحت خيارا جذابا على مسار النقل بعد منع شحنتين من ميرسك من الرسو في إسبانيا في تشرين الثاني/ نوفمبر للاشتباه في أنهما تحملان أسلحة إلى إسرائيل كما أخبر ممثل ميرسك موقع 'ديكلاسيفايد يو كيه' أن ميرسك ديترويت ونيكسو ميرسك 'تحملان حاويات تحتوي على أجزاء من طائرات إف-35. ومع ذلك، فإن هذه الشحنات موجهة إلى دول أخرى مشاركة في برنامج طائرات إف-35'. وأضافت المجموعة الدنماركية في حزيران/ يونيو أن برنامج طائرات إف-35 'يعتمد على شبكة معقدة من الشركاء والموردين الدوليين عبر دول متعددة'. ومع ذلك، أقرت الشركة بعقودها مع الحكومة الأمريكية من خلال مشاركة شركتها التابعة 'ميرسك لاين ليمتد' التي ترفع العلم الأمريكي في برنامج الأمن البحري (أم أس بي) الذي انضمت إليه ميرسك عام 1996. ويلزم هذا البرنامج الشركات بتوفير سفن للسلطات الأمريكية مقابل مبالغ مالية كبيرة لنقل المعدات الحربية. وبالتالي، تصبح شركة الشحن مسهلا لعملية نقل الأسلحة. وجاء في بيان الشركة الصادر في آذار/ مارس أنه من خلال دعم ميرسك السياسة الأمريكية، فإن عقودها لشحن البضائع إلى أكثر من 180 دولة 'في إطار برامج التعاون الأمني، بما في ذلك نقل البضائع المدنية والعسكرية إلى إسرائيل'. وقالت ميرسك للصحيفة الدنماركية 'دانيشووتش' إن رحلاتها إلى إسرائيل 'ليست جزءا من برنامج الأمن البحري' بل جزء من برنامج عسكري آخر تابع للسلطات الأمريكية. ومع ذلك، أبرز تقرير صادر عن مركز ديلاس (في الملحق الرابع) أن السفن على هذا الطريق كانت جزءا من برنامج الأمن البحري. وفي الملحق، أدرج ديلاس شحنات برنامج نقل الأسلحة البحرية للمساعدة في تحديد السفن التي يحتمل أنها تنقل أسلحة إلى إسرائيل. وبحسب المركز، فإن شحنات برنامج نقل الأسلحة البحرية التي تتوقف عادة في المغرب وجنوب إسبانيا تشير إلى رحلتها التالية إلى إسرائيل. ويرى بوزو أن الاحتجاجات حدثت بشأن شحنات معينة لأن المعلومات أصبحت علنية، وليس لأنها المرة الوحيدة. وقد التزم المغرب الصمت بشأن تورطه في عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل. ويرى العديد من المراقبين أن هذا الصمت بشأن هذا الموضوع، في حد ذاته، مثير للريبة. التزم المغرب الصمت بشأن تورطه في عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل. ويرى العديد من المراقبين أن هذا الصمت في حد ذاته، مثير للريبة وقال بوزو لموقع ميدل إيست آي: 'بالطبع، يمكن للحكومة أن تعرف ما بداخل حاوية شحن، إذا أرادت أن تعرف، هذا صحيح'. وأضاف أن المتورطين في عمليات نقل الأسلحة 'يتخفون وراء صياغة معينة'، على سبيل المثال، قولهم 'معدات أو مكونات عسكرية'. وتشبه الصياغة التي ذكرها الخبير المصطلحات التي تستخدمها شركة ميرسك في بياناتها. وأكد بوزو أيضا أنه على الرغم من أن الحكومة الإسبانية أوقفت ثلاث شحنات، إلا أنها، نتيجةً للضغط الشعبي، 'لم تفرض أي إجراءات إدارية، بما في ذلك عقوبات على عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل'. وقد تواصل موقع ميدل إيست آي مع ميرسك وهيئة الموانئ المغربية ووزارة الخارجية لمعرفة موقفهم الأخلاقي من هذه المسألة، بالنظر إلى الأثر المدمر للأسلحة في غزة. كما رغب الموقع في فهم كمية الأسلحة التي تمتلكها ميرسك بدقة. ولم يحصل على أي رد قبل النشر. وقالت حركة الشباب الفلسطيني في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 إن شركة ميرسك 'شحنت ملايين الجنيهات من البضائع العسكرية إلى الجيش الإسرائيلي من الولايات المتحدة، عبر أكثر من 2,000 شحنة' على مدى 12 شهرا بدءا من أيلول/ سبتمبر 2023. وبحسب زين حسين، الباحث في برنامج نقل الأسلحة التابع لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، فإن غالبية قدرة إسرائيل على الأسلحة تأتي من الواردات، وبخاصة من الولايات المتحدة. ومنذ توليه المنصب، صادقت إدارة دونالد ترامب على صفقات أسلحة لإسرائيل بقيمة 12 مليار دولار. وقال حسين: 'تعتمد إسرائيل بشكل كبير على الورادات في حربها بغزة وأعمال جيشها في الدول الأخرى بالمنطقة'. وقال: 'إن وجود طرق موثوقة وآمنة لنقل الأسلحة ومكوناتها أمر بالغ الأهمية لإسرائيل، ودعم بعض الدول أساسي لتحقيق ذلك'. وطرح بوزو فرضية حول سبب استقرار المغرب على طريق نقل الأسلحة عبر مضيق جبل طارق، حيث قال: 'لا يسعني إلا أن أفترض أن أحد الأسباب هو الموقع الجغرافي'، مضيفا أن قرب المغرب من الولايات المتحدة يسمح 'بكفاءة في الخدمات اللوجستية وتوفير في كلفة الطاقة'. وهناك طريق بديل يتمثل في الالتفاف حول أفريقيا والوصول عبر البحر الأحمر، وهي رحلة أطول وأكثر تكلفة وخطورة، وفقا لما أوضحه مركز ديلاس في تقريره. يعتمد المغرب على إسرائيل في المعدات العسكرية، كما يتضح من الخطوة الأخيرة التي اتخذتها المملكة لاختيار شركة 'إلبيت سيستمز' الإسرائيلية كأحد مورديها الرئيسيين للأسلحة وذكر الباحث عاملا رئيسيا آخر يتمثل في اعتماد المغرب على إسرائيل في المعدات العسكرية، كما يتضح من الخطوة الأخيرة التي اتخذتها المملكة لاختيار شركة 'إلبيت سيستمز' الإسرائيلية كأحد مورديها الرئيسيين للأسلحة. وفي عام 2020، أعلن المغرب عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل فيما عرفت باتفاقيات إبراهيم خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، مقابل اعتراف الولايات المتحدة وإسرائيل بمطالبة المغرب بالسيادة على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها. ومنذ ذلك الحين، ازدهر التعاون بين البلدين، بما في ذلك في المجال العسكري. وقد اتهم المغرب باستخدام الأسلحة لدعم صراعه المستمر مع جبهة البوليساريو. وقال بوزو: 'تعرف إسرائيل والولايات المتحدة أن المغرب سيتعاون، وهناك أيضا الجانب السياسي المتمثل في اعتراف الولايات المتحدة بالصحراء الغربية كجزء من المغرب، مما يضيف بعدا آخر لهذا التعاون'. وعلى عكس إسبانيا، لم يوقف المغرب بعض الشحنات عندما قوبلت باحتجاجات شعبية. وعبّرت ناشطة مغربية في الفرع المحلي لمنظمة أمنستي إنترناشونال، فضلت عدم الكشف عن هويتها، لموقع 'ميدل إيست آي' عن مدى 'الألم' الذي شعرت به 'لأن بلادها مرتبطة بآلية الإبادة الجماعية في فلسطين'. وبالنسبة للناشطة، تتجاوز المقاومة السياسة، 'إنها تتعلق بإنسانيتنا ومسؤوليتنا الأخلاقية.. كل قنبلة تلقى، وكل طفل يدفن تحت الأنقاض، يجب أن يهزنا في الصميم'، كما قالت. وأضافت: 'يريد الجمهور من المغرب قطع علاقاته مع إسرائيل واتخاذ موقف حازم وغير اعتذاري ضد الاحتلال والفصل العنصري'. وتابعت: 'في أمنستي إنترناشونال، نعمل على فضح هذه الانتهاكات والمطالبة بالمساءلة. وأقول هذا حبا لبلدي، ولكن أيضا بشجاعة لمحاسبته. يجب أن نطالب بالشفافية. يجب أن نرفع صوتنا. لأن الصمت في وجه الإبادة الجماعية ليس حيادا، بل خيانة'. وأشارت إلى 'تهديد دائم بالقمع' ضد النشاط المؤيد للفلسطينيين في المغرب، على الرغم من إصدار المغرب بانتظام بيانات دعم للقضية الفلسطينية. أشارت ناشطة في منظمة أمنستي إنترنشونال إلى 'تهديد دائم بالقمع' ضد النشاط المؤيد للفلسطينيين في المغرب، على الرغم من إصدار المغرب بانتظام بيانات دعم للقضية الفلسطينية واعتُقل عشرون ناشطا وحُكم عليهم بالسجن منذ عام 2021، وفقا لبيانات الجبهة المغربية لنصرة فلسطين ومناهضة التطبيع، وهو تحالف يضم نحو 20 جمعية ونقابة وحزبا سياسيا، وتسارعت وتيرة الاعتقالات منذ بدء حرب إسرائيل على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. ونقل الموقع عن خبير في مركز كارنيغي، فضل عدم الكشف عن هويته، بأنه 'على الرغم من حجم الاحتجاجات ووضوحها، إلا أنها لم تؤد بعد إلى تغيير جوهري في السياسة'. ومع ذلك، أشار الخبير، نقلا عن بيان صدر مؤخرا عن حزب العدالة والتنمية المعارض في المغرب، والذي كرر 'انتقاد الحزب للتطبيع' وضرورة 'إعادة مواءمة' موقف المملكة مع موقف المغاربة المؤيد بشكل كبير للفلسطينيين، وإلى إمكانية حدوث تغيير في المستقبل. وقال إن 'المشاعر العامة يمكن أن يكون لها تأثير مقيد أو تراكمي، وبخاصة عندما تتقاطع مع قضايا الشرعية المحلية أو تغذي خطاب المعارضة والتعبئة'.