
"الموت داخل المنطقة الآمنة".. الاحتلال يقلص مساحة المواصي ويُهجّر من تبقى
في كارثة إنسانية جديدة تتكشف فصولها تحت جنح الظلام، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على تقليص مساحة منطقة المواصي (غربي محافظة خان يونس) التي سبق أن حددها كمنطقة "آمنة" لنزوح سكان جنوب قطاع غزة وأجزاء من شماله.
وبينما يعيش مئات آلاف الفلسطينيين في ظروف صعبة داخل المواصي ، جاء هذا القرار ليزيد من معاناتهم، إذ طُلب من عدد كبير منهم النزوح مجددا نحو مناطق غرب رفح، وسط انعدام مقومات الحياة.
ويتواصل تصعيد الاحتلال بإصدار إنذارات متكررة بإخلاء أحياء في خان يونس، كان أحدثها مساء أمس، حين قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس "إلى كل الموجودين في أحياء الجلاء، مدينة حمد، والقرارة 5 و6.. الإخلاء فورا إلى منطقة المواصي".
وأضاف أدرعي أن الجيش سيعمل بقوة شديدة في تلك المناطق لتدمير قدرات الفصائل الفلسطينية، وفق ادعائه.
وأثار تواصل الإخلاءات جدلًا واسعًا على منصات التواصل بين المغردين الفلسطينيين الذين اتهموا الاحتلال بتنفيذ عملية تدمير ممنهجة لمدينة خان يونس منذ أسابيع، وبدأ هذا المخطط -وفق شهاداتهم- من الأحياء الشرقية للمدينة، ليمتد تدريجيًا نحو الغرب.
ويصف ناشطون فلسطينيون الوضع في المواصي بأنه مأساوي، إذ كانت هذه المنطقة تعاني أصلًا من اكتظاظ غير مسبوق، ونسبة تلوث عالية، قبل قرار تقليص مساحتها، معتبرين أن الخطوة تمهّد عمليًا لعزل خان يونس عن المنطقة الوسطى.
وكتب أحد النشطاء "أكبر خريطة إخلاء لخان يونس يصدرها جيش الاحتلال الآن، لم يتبقَّ لأهالي خان يونس -كبرى محافظات القطاع- سوى شاطئ البحر، تخيلوا مئات الآلاف يتكدسون فوق بعضهم على رمال الساحل".
ووصف آخر ما يحدث بأنه "إبادة بالنزوح" مؤكدًا أن الاحتلال يعمل على تضييق غزة بشكل متسارع، ونسف المناطق التي يحتلها ليحوّلها إلى أرض خالية من السكان.
كما أشار مغردون إلى أن قرارات الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة شملت ما تبقى من مناطق في خان يونس، وأخرجت عمليًا مستشفى ناصر (أكبر مستشفيات جنوب قطاع غزة) عن الخدمة.
وكتب أحد النشطاء "خان يونس كلها إخلاء.. والاحتلال يواصل نسف المنازل يوميًا وبشكل ممنهج".
وقال آخر "المواصي الآن تضم أهل خان يونس، ورفح، والشرقية، وكثيرا من أهالي غزة الذين دُمّرت بيوتهم.. الكثير منهم لا يملكون تكلفة العودة، فاختاروا البقاء رغم كل شيء".
واعتبر مغردون أن الاحتلال يسعى -من خلال هذه الخطوات- إلى دفع السكان نحو أقصى حدود رفح، في مخطط تهجيري متسلسل، وسط صمت دولي مريب.
وتساءل مدونون "ما القادم لخان يونس؟ إلى أين يذهب الناس؟ ماذا نفعل؟".
ومنذ استئناف الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي، يوجه الجيش الإسرائيلي إنذارات شبه يومية لمناطق واسعة في غزة.
وتعد منطقة المواصي مساحة مفتوحة إلى حد كبير، وتفتقر إلى المرافق الأساسية، ولا تتوفر فيها بنية تحتية كافية من شبكات صرف صحي أو كهرباء أو اتصالات. وتتكون أراضيها في معظمها من دفيئات زراعية وأراضٍ رملية.
وفي هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة، يعيش النازحون وضعا مأساويا ونقصا كبيرا بالموارد الأساسية، مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
ويعيش أغلبهم في خيام بدائية مصنوعة من النايلون والقماش الممزق، وسط غياب شبه تام لأي مقومات للحياة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على الإنسان والحجر والشجر في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
خبير عسكري: المقاومة في غزة تتفوق وتربك جيش الاحتلال
قال الأكاديمي والخبير العسكري والإستراتيجي، أحمد الشريفي إن الميدان في قطاع غزة بات مفتوحا، وإن الاحتلال الإسرائيلي سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية يواجه ضغطا شديدا بسبب استهداف المقاومة الفلسطينية لجنوده وآلياته المتوغلة. ونفذت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عدة عمليات ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أعلنت كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في وقت سابق، أن مقاتليها شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، استهدفوا 4 حفّارات هندسية إسرائيلية بقذائف " الياسين 105" وأوقعوا جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، كما أعلنت سرايا القدس ، الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي عن عدة عمليات ضد الاحتلال في أماكن متفرقة من القطاع. وأكد الشريفي -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- أن المقاومة استطاعت أن تتفوق في الميدان وتربك جيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم أنها تقاتل بسلاح بسيط، مشيرا إلى أن الخلل في الأهداف التي وضعتها إسرائيل ينعكس على جيشها وعلى ميدانها السياسي والداخلي. وعن سبب تركيز المقاومة في عملياتها على منطقة خان يونس، أوضح الشريفي أن هناك رغبة لدى المقاومة في توسيع عملياتها ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي تركز على استهداف القوة الإسرائيلية الراجلة عبر استخدام قذائف الهاون والقوة المدرعة عبر استخدام قذيفة "الياسين 105″، التي قال إنها مطورة عن قذيفة "آر بي جي". ورأى الخبير العسكري والإستراتيجي أن المرحلة المقبلة قد تشهد متغيرا جديدا، فإما أن يتبنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) "خيارات جديدة أو قد يرتفع منسوب الضغط الجماهيري عليه من أجل إيقاف الحرب والقبول بتسوية سياسية تمهيدا لانطلاق معادلة جديدة"، مرجحا أن تتدخل الولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر أو بطلب من نتنياهو نفسه. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعرب -خلال مؤتمر صحفي الجمعة- عن اعتقاده إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية خلال الأسبوع المقبل. وطالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة ترامب بالعمل على وقف الحرب وإعادة المحتجزين، وذلك خلال مظاهرات دعوا إليها سابقا في القدس المحتلة وتل أبيب.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
صحف عالمية: إسرائيل تستخدم المساعدات لتهجير سكان غزة ولا يجب تكرار سيناريو العراق في إيران
انتقدت صحف عالمية التعاطي الدولي مع آلية توزيع المساعدات الإسرائيلية الأميركية في قطاع غزة والتي أصبحت مصيدة لقتل مئات المدنيين، فيما دعت أخرى لإيجاد آلية دولية شفافة للتعامل مع ملف إيران النووي حتى لا يتكرر ما حدث مع العراق. فقد نشر موقع "ذا إنترسبت" مضمون تسجيل صوت لفلسطيني يدعى ماهر، قال إنه نجا بأعجوبة من القتل في مركز لتوزيع الغذاء في غزة. وقال ماهر إنه ذهب برفقة صديقه لاستلام المؤونة الغذائية بعد أيام من الانتظار، لكن بعد دخول الحشود لاستلام الطرود بأمر من الأميركيين، سُمع إطلاق نيران كثيف استمر نحو ساعة ما أودى بحياة العديد من الأشخاص بينهم صديقه. كما تحدث موقع "أوريون 21" الفرنسي عما وصفها بالمآسي التي قال إنها تصاحب عملية توزيع المساعدات الغذائية، قائلا إن الهدف من إشراك ما تسمى " مؤسسة غزة الإنسانية" في هذه العملية "هو الضغط على السكان ودفعهم إلى النزوح جنوبا باتجاه مراكز تجمع قسرية". ووصف الموقع ما يجري بأنه "عملية تهجير عبر التجويع"، مضيفا أن الخطة "بدأت في التعثر لكن هذا لا يُنبئ إلا بمزيد من الوحشية". وفي السياق، انتقدت افتتاحية "الغارديان" صمت المجتمع الدولي على ما يتعرض له سكان غزة"، وقالت إن حصيلة القتلى الفلسطينيين في ارتفاع بينما الضغط على إسرائيل يتراجع. واعتبرت الصحيفة أن استمرار تدفق التجارة والأسلحة لإسرائيل "يجعل حلفاءها متواطئين في تدمير الحياة في غزة"، مؤكدة أن على هؤلاء الحلفاء -بدلا من ذلك- أن يكونوا شركاء رئيسيين في بناء مستقبل للفلسطينيين في دولة خاصة بهم. وفي شأن آخر، قال تحليل في "فورين بوليسي" إن تجربة التعامل مع الملف النووي العراقي لا يجب أن تكرر في إيران، مؤكدا أن على الأطراف التمسك ببعض الشفافية "إذا كانت راغبة في تجنّب أزمات نووية متكررة". إعلان ويرى الموقع أن التعاون الدولي سيكون الأفضل لتحقيق هذه الشفافية وليس الاعتماد على التقديرات الاستخبارية الأميركية والإسرائيلية. واعتبر "ذا انترسبت" أن الأحداث الأخيرة "أظهرت قوة أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية"، لكنه قال أيضا إن تناقض التقديرات حول مدى قرب إيران من امتلاك سلاح نووي"يوضح مخاطر الاعتماد الكامل على هذه المعلومات وحدها". وأخيرا، تطرقت صحيفة "واشنطن بوست" إلى النقاش الحامي الذي يثيره المرشح المحتمل لانتخابات مجلس بلدية نيويورك زهران ممداني ، واحتمال اصطدامه مع الرئيس دونالد ترامب في عدة قضايا. وترى الصحيفة أن أي صدام بين الرجلين "سيكون مثالا واضحًا على اتجاه عالمي أوسع"، قائلة "مع تصاعد القومية، يجد العديد من رؤساء بلديات مدن كبرى حول العالم أنفسهم على خلاف مع حكوماتهم الوطنية، كما هي الحال مع صادق خان في لندن، آن هيدالغو في باريس، ومجلسي بلديتي روما وميلانو، وغيرهم".


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
القسام تكشف في تسجيل تفاصيل كمين بجباليا نهاية العام الماضي
بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) – مشاهد قالت إنها توثق الاشتباك مع قوة إسرائيلية من المسافة صفر شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة خلال معركة المخيم الثالثة بتاريخ 23 ديسمبر/كانون الأول 2024. ووثقت المشاهد أيضا لحظة إخلاء الاحتلال الإسرائيلي للقتلى والمصابين من طائرة إسرائيلية تم إسقاطها. وتضمنت المشاهد -التي عرضتها قناة الجزيرة- تفاصيل العملية التي نفذتها كتائب القسام، حيث تم رصد الهدف وإلقاء قنبلتين والاشتباك مع جنود الاحتلال من المسافة صفر. ووثقت كاميرا القسام تقدم الآليات الإسرائيلية لإجلاء المصابين من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهبوط الطيران المروحي الإسرائيلي للإخلاء. ويظهر مقطع الفيديو أن مقاتلي القسام عادوا إلى قواعدهم بسلام بعد تنفيذ عمليتهم ضد القوة الإسرائيلية في جباليا. وتواصل كتائب القسام بث مشاهد عن العمليات التي نفذتها ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق قطاع غزة، حيث أطلقت سلسلة عمليات وكمائن في مناطق عدة بغزة، ومنها كمائن " حجارة داود" التي استهدفت القوات والآليات الإسرائيلية في قطاع غزة.