
هدنة إسرائيل التكتيكية في قطاع غزة.. لحظة عطف أم انحناءة؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 16 دقائق
- الجزيرة
ضد التيار الأميركي: فرنسا تعترف بدولة فلسطين وتربك الحسابات
بينما تتصاعد النيران في غزة وتترنح المنطقة على إيقاع الحرب، خرجت فرنسا بموقف صادم لبعض العواصم، وتاريخي للبعض الآخر: اعتراف رسمي بدولة فلسطينية. قرار يحمل في توقيته ورمزيته أبعادا تتجاوز المسألة الفلسطينية لتضرب مباشرة في قلب المعادلات التي رسختها الولايات المتحدة لعقود في الشرق الأوسط. ولكن لماذا الآن؟ وهل هو تغير جذري في السياسة الفرنسية أم مجرّد رسالة رمزية؟ وما حدود المخاطرة الفرنسية في تحدي السقف الأميركي والإسرائيلي؟ يبدو أن باريس، وقد ضاقت ذرعا من استمرار المجازر في غزة، وجدت في الاعتراف وسيلة أخلاقية لإعادة التموضع الدولي، ورسالة سياسية لمن يهمه الأمر: أوروبا ليست تابعة بالكامل لواشنطن، ولن تصمت إلى الأبد أمام انزلاق إسرائيل نحو سياسات إقصائية ودموية غير قابلة للتبرير. لكن ما يُفهم من القرار الفرنسي أنه ليس مجرد تعاطف مع غزة، بل هو تموضع إستراتيجي يلامس خمسة مستويات دفعة واحدة. أولا، هو رسالة ضغط غير مباشرة على الولايات المتحدة التي فشلت في ضبط سلوك حليفتها الإسرائيلية. وثانيا، محاولة لإعادة فرنسا إلى قلب المعادلة الشرق أوسطية، بعدما همّشتها واشنطن في ملفات كبرى كالاتفاق النووي الإيراني أو صفقة القرن. وثالثا، هو استثمار سياسي لامتصاص غضب شعبي داخلي عارم، واحتواء اتّهامات بانفصال النخب الفرنسية عن الواقع الإنساني في غزة. ورابعا، تحرك محسوب لرد الاعتبار لمبادئ القانون الدولي التي تأسست عليها دبلوماسية فرنسا منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية. وخامسا، وربما الأهم، هو رهان على دور أوروبي بديل في ظل تآكل الهيبة الأميركية في المنطقة. ومع أن نتنياهو لم يتأخر في مهاجمة الخطوة، معتبرا أنها "تكافئ الإرهاب" وتخلق "وكيلا إيرانيا آخر على غرار غزة"، فإن الرد الفرنسي حمل نبرة سيادية وهادئة، في آنٍ معا، تعكس توازن باريس بين الغضب الأخلاقي والبراغماتية السياسية. فالاعتراف لا يُلغي حل الدولتين بل يُعيده إلى الطاولة، بعد أن كاد يُدفن تحت أنقاض رفح وجنين وغزة. صحيح أن الاعتراف بحد ذاته لن يغيّر شيئا ماديا على الأرض، لكنه يكسر احتكار واشنطن لصياغة الشرعية، ويفتح الباب أمام موجة أوروبية جديدة من الاعترافات، قد تُجبر إسرائيل على مراجعة حساباتها. وما يهم اليوم ليس فقط من يعترف، بل متى وكيف ولماذا. فرنسا اختارت اللحظة الأقسى في الحرب، لتُعلن موقفها. وهذه ليست مجازفة صغيرة، بل قفزة جريئة في بحر من التناقضات. وقد يكون الهدف الأبعد هو توجيه دعوة مبطّنة لإعادة صياغة التوازنات الإقليمية، حتى لا تبقى خاضعة لأهواء نتنياهو أو حسابات دونالد ترامب. وبالتالي، قد تكون فرنسا قد وضعت حجرا جديدا في طريقٍ طويل نحو العدالة، لكنه حجر يحمل ثقله الرمزي، ويمنح القضية الفلسطينية دفعة كانت تفتقر إليها. أما السؤال الأهم، فهو: هل أوروبا على استعداد لتتبع فرنسا، أم أن باريس ستُترك وحيدة في مواجهة العاصفة؟ فرنسا ليست أول دولة أوروبية تعترف بدولة فلسطين، لكنها بالتأكيد أهم دولة في "التيار المركزي" للاتحاد الأوروبي تقدم على هذه الخطوة في هذا التوقيت الحساس. ومع ذلك، فإن هذا الاعتراف لا يعني بالضرورة أن أوروبا موحّدة خلفها. فالانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي لا تزال عميقة حول الملف الفلسطيني، لا بسبب الخلاف على شرعية الدولة الفلسطينية، بل نتيجة اختلاف الحسابات السياسية، والضغوط الأميركية، والهواجس الأمنية المرتبطة بإسرائيل. دول الشمال والشرق الأوروبي مثل ألمانيا وهولندا والنمسا تميل إلى الحذر، وتعتبر الاعتراف غير مفيد من دون إطار تفاوضي شامل. دول الجنوب الأوروبي مثل إسبانيا والبرتغال كانت أكثر جرأة، وبعضها اعترف بالفعل (مثل إسبانيا)، ما يجعل فرنسا الآن في موقع حلقة الوصل بين "الرمزية السياسية" و"ثقافة الدولة الكبرى" في أوروبا. بمعنى آخر، فرنسا قد لا تُترك وحيدة، لكنها قد تكون في طليعة مجموعة صغيرة فقط. والسبب في هذا التردد الأوروبي العام هو الخوف من الصدام مع الولايات المتحدة في هذا التوقيت الذي تتصاعد فيه التوترات بين الغرب من جهة، ومحور روسيا – الصين – إيران من جهة أخرى. كما أن الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي حول دور إسرائيل كحليف أمني وتكنولوجي لا يزال عاملا كابحا. فبعض الدول الأوروبية ترى في إسرائيل حليفا رئيسيا ضد "التهديدات المشتركة" مثل الإرهاب والهجرة غير النظامية وإيران. خلاصة القول، فرنسا لن تكون وحيدة تماما، لكنها لن تجد أيضا صفا أوروبيا موحدا خلفها. الاعتراف الفرنسي هو كسر لحاجز سياسي وأخلاقي أكثر منه تأسيسا لتحول أوروبي شامل. لكن مع استمرار المجازر في غزة، وزيادة التوتر في الضفة والقدس، قد يتحول هذا "الاستثناء الفرنسي" إلى "سُنة أوروبية جديدة"، خاصة إذا تغيرت المعادلة في واشنطن في قادم الأيام.


الجزيرة
منذ 16 دقائق
- الجزيرة
"رادع".. قوة أطلقها أمن المقاومة لمواجهة الانفلات الأمني بقطاع غزة
قوة ميدانية خاصة أعلن أمن المقاومة في قطاع غزة عن تشكيلها أواخر يونيو/حزيران 2025، بهدف مكافحة الفوضى وملاحقة اللصوص وقطاع الطرق والعملاء والمتورطين في الجرائم الأخلاقية والأمنية. تُنفذ القوة عمليات مباشرة ضمن إستراتيجية شاملة للقضاء على الظواهر السلبية وتعزيز الأمن الداخلي في القطاع. وشهدت مرحلة ما بعد التأسيس تصعيدا ملحوظا في إجراءاتها، شملت تنفيذ إعدامات ميدانية وعمليات نوعية ضد عناصر يُشتبه بتعاونهم مع الاحتلال الإسرائيلي. التشكيل والأهداف أعلن أمن المقاومة في قطاع غزة يوم 26 يونيو/حزيران 2025 عن تشكيل قوة "رادع" الميدانية الخاصة، التي تتولى تنفيذ مهام مباشرة تشمل ملاحقة قطاع الطرق واللصوص والتجار المحتكرين ومرتكبي المخالفات الأخلاقية والجنائية. وأكد أمن المقاومة أن مرحلة ما بعد الإعلان ستشهد تصعيدا في الإجراءات وتوسيعا في نطاق عمل القوة، ضمن إستراتيجية شاملة تهدف إلى القضاء على الظواهر السلبية والدخيلة مثل البلطجة والسرقة والاستغلال، والعمل على تعزيز الشعور بالأمان لدى المواطنين. ودعا أمن المقاومة الفلسطينيين إلى تفهم الإجراءات المتخذة والتعاون مع القوة الميدانية، بما يُسهم في إنجاح مهمتها في حماية المجتمع وترسيخ الاستقرار الداخلي. عمليات بعد تشكيلها أعلنت قوة "رادع" فرض حظر تجوال في مناطق محددة ضمن خطط أمنية تهدف إلى تضييق الخناق على من وصفتهم بـ"المجرمين"، مؤكدة أنها صادرت أسلحة نارية وبيضاء كانت بحوزة متهمين بتورطهم في أعمال تهدد أمن المجتمع. في 28 يونيو/حزيران 2025 أعلنت القوة تنفيذ عملية تدخل فوري لفض أعمال شغب نُسبت إلى مجموعة مسلحة تابعة لمن وصفته بـ" العميل ياسر أبو شباب"، وذلك عقب إطلاق نار استهدف مستشفى ناصر في خان يونس. وأوضحت أن عناصر المجموعة انسحبوا بعد التدخل في "المنطقة الحمراء" التي تتحصن فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وفي أواخر الشهر نفسه نفذت قوة "رادع" سلسلة من العمليات أطلقت عليها اسم "العقاب الثوري"، استهدفت عددا من اللصوص وقطاع الطرق ومن وصفتهم بـ"المجرمين" الذين ثبت تورطهم في الاعتداء على المواطنين وبث الفوضى وترويع الآمنين، لا سيما في جنوب قطاع غزة. وفي الرابع من يوليو/تموز 2025 كشفت "رادع" عن تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية التي أسفرت عن إعدام 12 شخصا ممن وصفتهم بـ"العملاء وقطاع الطرق الذين تورطوا في التخابر مع الاحتلال الإسرائيلي وسرقة المساعدات الإنسانية والضلوع في عمليات سطو مسلح". وأعلنت القوة في 27 يوليو/تموز تنفيذ عملية "إعدام ميداني" بحق 6 أشخاص من أتباع مجموعة "ياسر أبو شباب" في منطقة كراج رفح بمدينة خان يونس، مشيرة إلى أن هذه الضربة جاءت "ضمن سلسلة عمليات ردا على اغتيال مجاهدينا ولجما لكل يد خائنة تمتد لتدل على أبناء المقاومة والجبهة الداخلية"، بحسب بيان أصدرته. وفي مطلع أغسطس/آب 2025 أعلنت القوة تنفيذ "عمليات نوعية دقيقة"، شملت قتل عدد من عناصر مجموعة "أبو شباب" وإحراق مركبات استخدمت في التخابر لصالح الاحتلال وعمليات النهب. وأكدت قوة "رادع" أنها "وضعت من تبقى من المجموعة تحت المجهر وتتابعهم خطوة بخطوة"، وتضيق عليهم الخناق "مع كل يوم يمر"، وتوعدتهم بالمحاسبة.


الجزيرة
منذ 16 دقائق
- الجزيرة
"خراب الهيكل".. انتهاكات غير مسبوقة وبن غفير يعلن "التمكين والسيادة" بالأقصى
إلى ما بعد منتصف الليلة الماضية ظلّ المستوطنون يجوبون أزقة البلدة القديمة في القدس المحتلة بهدف أداء الصلوات والرقصات التوراتية أمام أبواب المسجد الأقصى من الخارج، وأشرقت شمس صباح اليوم مع مواصلة الاستفزازات واقتحام جماعي لساحات المسجد المبارك إحياء لما تسمى ذكرى " خراب الهيكل". وأغلق باب المغاربة، في الجدار الغربي من المسجد الأقصى، بهذه المناسبة اليوم بعد اقتحام أكثر من 3 آلاف مستوطن في الفترة الصباحية وحدها، مقارنة بـ2958 اقتحموه طوال اليوم في ذات المناسبة من العام الماضي، و2180 عام 2023 وفقا لإحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية في المدينة المقدسة. وسمحت شرطة الاحتلال بوجود 6 أفواج من المتطرفين داخل المسجد الأقصى دفعة واحدة، إذ أدخلت من باب المغاربة فوجا يضم عشرات المستوطنين كل 10 دقائق، ونُصبت لهؤلاء المظلات أمام باب المغاربة من الخارج لحمايتهم من أشعة الشمس خلال انتظارهم بالطوابير، ووفرت لهم الجماعات المتطرفة المواصلات المجانية ومرشدين رافقوهم خلال الاقتحام. انتهاكات غير مسبوقة ومع أفواج الاقتحامات الأولى، سُجل عدد من الانتهاكات التي كان أبرزها أداء صلاة "بركات الكهنة" (صلاة توراتية خاصة يقوم الحاخام خلالها بمرافقة تلاميذه ويرفعون فيها أيديهم ويبسطونها فوق رؤوسهم، مع تلاوة فقرات من "سِفر العدد" في التوراة) جماعيا في الساحات الشرقية من المسجد الأقصى. وشهدت ساحات الأقصى أيضا أداء طقس "السجود الملحمي" (الانبطاح الكامل واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل) جماعيا. وبجوار المصلى القبلي أدى عشرات المتطرفين صلاة "الشماع" (إحدى أهم الصلوات عند اليهود، وتعدّ أساس التوحيد وقبول الوصايا العشر بالتوراة، ويجب أن تؤدى قبل النوم وعند الاستيقاظ ومع صلاة الصباح، وفيها يغطي المصلي وجهه أثناء التلاوة ويحاول الخشوع والسجود). كما وثق مقطع فيديو محاولة مستوطن إدخال "تابوت العهد" المقدس بالديانة اليهودية "وكان يضم ألواح الوصايا العشر التي تلقاها موسى ﷺ من الله، وحُفظ في "قدس الأقداس" داخل الهيكل" وفق المعتقد اليهودي، ومن هنا جاء الحرص على محاولة إدخاله اليوم. وكان رفع العلم وترديد النشيد الإسرائيلي (هاتيكفا) والانبطاح أمام السلالم المؤدية لصحن مصلى قبة الصخرة المشرفة من جهة (البائكة الغربية) من بين الانتهاكات التي رصدتها الجزيرة نت اليوم، وأُضيف إليها الرقص والتصفيق والصراخ مترافقا مع ترديد أغنية "سيُبنى الهيكل". بن غفير في مقدمة المقتحمين وكان من أبرز المقتحمين للمسجد الأقصى صباح اليوم وزير الأمن إيتمار بن غفير الذي يقْدم على هذا الانتهاك للمرة الثامنة منذ اندلاع الحرب الحالية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأدى صلاة علنية في الساحات، وحرص على تلاوتها من هاتفه. كما اقتحم الساحات أيضا عضوا الكنيست (البرلمان) عن حزب الليكود عميت هليفي وشارين هاسكل، ووزير "تطوير النقب والجليل" يتسحاق فاسرلاوف. وجاء على الموقع الإلكتروني للقناة الإسرائيلية السابعة أن بن غفير تطرق خلال اقتحامه للمسجد الأقصى إلى مقطع الفيديو الذي بثته كتائب القسام لأسير إسرائيلي ظهرت عليه علامات سوء التغذية، وقال في رسالته "تأتي مقاطع الفيديو المرعبة التي نشرتها حماس على خلفية شيء واحد هو محاولتهم ممارسة الضغط على دولة إسرائيل". وأضاف "أقول هذا تحديدا من هنا، حيث أثبتنا أن السيادة والحكم ممكنين.. علينا أن ننقل رسالة أن نضمن احتلال قطاع غزة بأكمله، وإعلان السيادة عليه، وطرد كل عضو في حماس ، وتشجيع الهجرة الطوعية. وبهذه الطريقة فقط سنعيد المخطوفين وننتصر في الحرب." سيطرة كاملة على الأقصى وتحدث الوفد المرافق للوزير بن غفير عن التسهيلات التي أُتيحت للمستوطنين في الأقصى، مشيرين إلى أن "هذا تغيير هائل لم يحدث منذ ألف عام.. سياسة وزير الأمن القومي هي السماح بحرية العبادة لليهود في كل مكان، بما في ذلك جبل الهيكل، وسيواصل اليهود ذلك في المستقبل". وأضاف أحد المرافقين أن "جبل الهيكل منطقة ذات سيادة في عاصمة دولة إسرائيل، ولا يوجد قانون يسمح بالتمييز العنصري ضد اليهود فيه، أو في أي مكان آخر في إسرائيل". واستُبقت كل هذه الانتهاكات داخل المسجد الشريف بتضييقات شديدة على المصلين أمام أبواب البلدة القديمة، وتكدس عشرات المصلين أمام باب العمود خلف السواتر الحديدية التي نصبتها قوات الاحتلال في ساحته، ومُنعوا من الدخول إلى البلدة القديمة. وأمام الأقصى المبارك، منعت الشرطة المتمركزة على الأبواب المصلين من اجتياز حواجزها نحو الساحات، وأُخرج من المسجد الشريف شاب صرخ في وجه المقتحمين بالقوة، كما أخُرجت مجموعة من الفتيات اللواتي نجحن بالدخول إلى أولى القبلتين. ذكرى "خراب الهيكل" يذكر أن اليهود يعتقدون أن يوم "خراب الهيكل" هو ذكرى حزن وحداد على ما يسمونه تدمير "الهيكلين" الأول والثاني، ويدّعون أن البابليين دمروا "الهيكل الأول" عام 586 قبل الميلاد، وأن الرومان دمروا "الهيكل الثاني" عام 70 للميلاد، وبالتالي يجب تلاوة نصوص من "سِفر المراثي" يوم التاسع من أغسطس/آب حسب التقويم العبري من كل عام داخل الكنس. وتتناول هذه المرويات "احتلال البابليين للقدس وتهجير اليهود من بلادهم إلى أرض بابل (جنوب العراق) حيث مكثوا 70 عاما حتى أذن لهم ملك فارس كورش بالعودة إلى القدس وإقامة الهيكل الثاني الذي دمره الرومان لاحقا".