
مناقشات مكثفة في إسرائيل قبل ساعات من توجّه نتنياهو إلى واشنطن
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) مساء اليوم السبت لدراسة الملاحظات على المقترح، بعدما أعلنت حماس مساء الجمعة أنها سلمت الوسطاء ردها وأنه "اتسم بالإيجابية".
ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر إسرائيلي أنه "من المقرر أن يجتمع الكابينت الساعة 22:00 (19:00 بتوقيت غرينتش) لمناقشة المقترح ومستقبل القتال في غزة".
ولم تتحدث مصادر رسمية عن تفاصيل المقترح، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إنه يتضمن الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في غزة (10 أسرى)، إضافة إلى جثامين 18 أسيرا على 5 مراحل خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما.
3 نقاط رئيسية
وقالت هيئة البث الإسرائيلية -نقلا عن مصادر لم تسمها- إن حماس تتمسك بـ3 مطالب أساسية لتعديل بنود الاتفاق.
وأوضحت أن المطلب الأول يتعلق بالعودة إلى نموذج توزيع المساعدات الإنسانية السابق، والثاني يتعلق بما سيحدث بعد انقضاء فترة الـ60 يوما من وقف إطلاق النار، إذ ترى إسرائيل أن انتهاء المدة من دون اتفاق يسمح لها باستئناف الحرب، في حين تتمسك حماس بتمديد وقف إطلاق النار ما دامت المفاوضات مستمرة.
أما المطلب الثالث، فإنه يركز على خريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، إذ تطالب حماس بانسحاب واضح وملموس من المناطق التي ينتشر فيها الجيش داخل القطاع.
ووفقا للإعلام الإسرائيلي، فإن المقترح يتضمن الإفراج عن 8 أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم الأول لسريان الاتفاق، وأسيرين في اليوم الـ50.
في المقابل، تفرج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم، وتسحب قواتها تدريجيا من مناطق متفق عليها داخل غزة.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها آلاف الفلسطينيين الذين يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
مظاهرات عائلات الأسرى
ودعت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة إلى التظاهر للمطالبة بإبرام اتفاق شامل يعيد الأسرى دفعة واحدة من غزة.
وقال ممثلو هذه العائلات -في بيان خلال وقفة احتجاجية في تل أبيب مساء اليوم- إن "سياسة حكومة نتنياهو تسببت في مقتل عدد من المخطوفين، وتجب إعادة الأحياء فورا".
وأضافوا: "ندعو للخروج إلى الشوارع للضغط على حكومة نتنياهو لإبرام صفقة شاملة وإنهاء الحرب"، كما ناشدوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألا يسمح "لقوى الشر في إسرائيل باستمرار الحرب".
وقالت عائلات الأسرى إنها تنظم الليلة مظاهرة وصفتها بالحاشدة في "ساحة المخطوفين" في تل أبيب.
إلى واشنطن
ومن المقرر أن يتوجه نتنياهو صباح غد الأحد إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي في البيت الأبيض يوم الاثنين، وفقا للإعلام الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين -لم تسمهم- أن ترامب قد يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال لقائه مع نتنياهو.
وقال ترامب في تصريحات للصحفيين: "قد نتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع، لكني لم أطلع على الوضع الحالي للمفاوضات".
ورأى أنه "من الجيد" أن حماس أعلنت تسليم ردها بروح إيجابية على مقترح وقف إطلاق النار.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية ، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 32 دقائق
- الجزيرة
حل المجالس المحلية بالأردن.. إصلاح إداري أم تراجع عن الإرادة الشعبية؟
عمان ـ في خطوة أثارت ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والشعبية، قررت الحكومة الأردنية حل جميع المجالس البلدية ومجالس المحافظات، إضافة إلى مجلس أمانة عمان الكبرى، بدءا من صباح الاثنين، وذلك في إطار ما وصفته بأنه "خطوة إصلاحية تهدف إلى تحديث تشريعات الإدارة المحلية والعمل البلدي، وتعزيز الشفافية ، والاستعداد لقانون انتخابات محلية جديد". ورغم أن القرار رُوّج له باعتباره مقدمة لإعادة هيكلة القطاع المحلي وتمهيدا لمرحلة جديدة من الانتخابات، فإن العديد من الأطراف حذرت من أن الحل قد يمس بمبدأ استقرار الهيئات المنتخبة، ويكرس هيمنة السلطة التنفيذية على الإدارات المحلية، في ظل غياب جدول زمني واضح لإجراء الانتخابات المقبلة. وبموجب القرار، ستتولى لجان مؤقتة إدارة شؤون البلديات وأمانة عمان الكبرى خلال المرحلة الانتقالية، حتى يتم إقرار القوانين الجديدة وتنظيم الانتخابات المحلية المقبلة. وتشمل آلية التعيين الجديدة اشتراط اختيار رؤساء هذه اللجان من خارج مناطق البلديات التي يديرونها، بهدف ضمان العدالة في توزيع الخدمات وتفادي تضارب المصالح والاعتبارات الانتخابية. ورحب البعض بالقرار واعتبروه خطوة في مسار "الإصلاح الحقيقي" وتحديث الإدارة المحلية، في حين أبدى آخرون قلقهم من احتمال إطالة أمد عمل اللجان المؤقتة، بما قد ينعكس سلبا على استقرار الخدمات وتسيير شؤون المواطنين، خاصة في المناطق التي تعاني أصلا من ضعف في البنية التحتية والخدمات الأساسية. قانون جديد وبحسب معلومات حصلت عليها الجزيرة نت، فإن الحكومة الأردنية تعمل منذ أشهر على إعداد قانون جديد للإدارة المحلية يعرض لاحقا على مجلس الأمة لمناقشته وإقراره. ومن بين المقترحات التي تتم دراستها، تعيين رؤساء البلديات الكبرى بدلا من انتخابهم، على أن تتوفر فيهم الخبرة الإدارية والشهادات العلمية اللازمة، بينما يواصل المواطنون انتخاب بقية أعضاء المجالس. ويمثل هذا الطرح تحولا في فلسفة الحكم المحلي، يضع علامات استفهام حول مستقبل التجربة الديمقراطية في البلديات، خاصة أن الأردن بدأ منذ عام 2015 في تطبيق نظام اللامركزية، وأجريت أول انتخابات لمجالس المحافظات في 2017، بهدف تعزيز مشاركة المواطنين في صنع القرار التنموي، وتقليص الفجوة مع الحكومة المركزية. لكن هذه التجربة لم تحقق الأهداف المرجوة، وفق تقييمات رسمية وشعبية، إذ اصطدمت بتداخل الصلاحيات بين المجالس البلدية والمحافظات، وضعف التنسيق مع الحكومة، مما قيّد قدرتها على الإنجاز والتأثير الفعلي في القرارات المحلية. مصادرة إرادة الناخبين وفي تعليقه على القرار، قال الدكتور أنيس الخصاونة، أستاذ الإدارة المحلية ونائب رئيس جامعة اليرموك، إن تجربة الانتخابات المحلية الأردنية تعد من التجارب الرائدة في المنطقة، وتعبر عن عمق الديمقراطية في البلاد، مشددا على أن حل المجالس المنتخبة قبل نهاية ولايتها يعد مساسا بالإرادة الشعبية التي منحت هذه المجالس شرعية التمثيل. وأضاف الخصاونة، في حديثه للجزيرة نت، أن الأصل في الأنظمة الديمقراطية احترام دورة الهيئات المنتخبة حتى نهايتها القانونية، و"أي اختزال لهذه المدة يعني تعبيرا عن أزمة في الثقة بين الحكومة والمجالس المنتخبة، أو محاولة لإعادة ضبط المشهد المحلي بطريقة فوقية". ومن جهته، تساءل نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور ممدوح العبادي عن توقيت القرار الحكومي، مؤكدا في حديثه للجزيرة نت أن "الأصل أن تجرى الانتخابات، لا أن يتم تعيين الرؤساء"، خاصة في ما يتعلق بالبلديات الكبرى وعلى رأسها أمانة عمان. العبادي الذي شغل سابقا موقع أمين عمان خلال الفترة من 1993 إلى 1998 أعرب عن رفضه لفكرة تعيين رؤساء البلديات الكبرى، معتبرا أن الممارسة الديمقراطية هي حجر الزاوية في بناء المجتمعات، وأن الدول المتقدمة تعتمد التعيين في القضايا الأمنية والسياسية الخارجية، أما في الشأن المحلي فإن الانتخاب المباشر من المواطنين هو السبيل الأمثل. جدول زمني ودعا العبادي الحكومة إلى الإعلان عن جدول زمني واضح لإجراء الانتخابات البلدية، وعدم ترك الأمور مفتوحة على احتمالات التمديد غير المعلن للجان المؤقتة، مشيرا إلى أن الاستمرار في الإدارة المؤقتة يفقد المجالس مصداقيتها وقدرتها على العمل الفعال. أما عاطف الغويري، العضو السابق في مجلس بلدية الزرقاء، فحمل جزءا من مسؤولية القرار إلى سوء إدارة بعض رؤساء البلديات، وارتفاع مديونية العديد من البلديات في مختلف المحافظات، مما انعكس سلبا على الخدمات الأساسية. وقال الغويري للجزيرة نت إن "الكثير من رؤساء البلديات لم يكونوا أمناء في تمثيل جميع المواطنين، بل ركزوا خدماتهم في مناطق مؤيديهم الانتخابيين"، معربا عن أمله بأن يتجه المواطنون في المرحلة المقبلة إلى اختيار الأكفأ لا الأقرب عشائريا أو جغرافيا. لكنه أبدى تحفظه على آلية تعيين لجان مؤقتة، مؤكدا أن هؤلاء المعينين سيكونون موظفين بعيدين عن معاناة الناس الحقيقية، لا سيما أنهم لا يسكنون في المناطق التي يديرونها، وهو ما يعيق تفاعلهم مع الواقع المحلي. وشدد على ضرورة الإسراع في إجراء الانتخابات لأنها "العمود الفقري للحكم المحلي". نص قانوني ويستند القرار الحكومي إلى المادة (34) من قانون الإدارة المحلية، التي تتيح لمجلس الوزراء حل المجالس البلدية قبل انتهاء مدتها بناء على طلب من الوزير، مع بيان الأسباب والمبررات. وتنص المادة ذاتها على تشكيل لجنة مؤقتة تتولى إدارة البلدية إلى حين انتخاب مجلس جديد. إعلان وكشفت دراسة حديثة أجراها مركز "راصد" لمراقبة الأداء الحكومي عن ضعف الثقة الشعبية بأداء المجالس المحلية، إذ رأى 59% من الأردنيين أن المجالس غير فعالة في تقديم الخدمات، في حين وصف 30.3% أداءها بـ"المقبول فقط"، واعتبر 10.7% فقط أن الأداء كان "عاليا". وأشارت الدراسة إلى أن 81% من المواطنين المستطلعة آراؤهم يرون أن رؤساء المجالس يتفردون بالقرارات، ويقصون بقية الأعضاء من المشاركة، وطالب المواطنون بضرورة إعادة هيكلة هذه المجالس على أسس تمنع سيطرة الاعتبارات الجهوية والعشائرية.


الجزيرة
منذ 35 دقائق
- الجزيرة
نتنياهو يصل واشنطن للقاء ترامب وبحث شروط إنهاء حرب غزة
وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأميركية واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء اليوم، في البيت الأبيض وفق مصادر إعلامية إسرائيلية. وقال نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم إبادة في غزة- للصحفيين قبل صعوده الطائرة إن اللقاء مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق (في غزة)، مضيفا "نريد تحقيق الصفقة وفق الشروط التي كنا وافقنا عليها، ولدى الوفد الإسرائيلي المفاوض توجيهات واضحة بذلك". وذكر نتنياهو، السبت، أن "التغييرات التي تسعى حماس إلى إدخالها على الاقتراح الأولي غير مقبولة". وقال ترامب، الجمعة، للصحفيين "لقد نجحنا بالفعل في إخراج العديد من الرهائن، ولكن فيما يتعلق بالرهائن المتبقين، فسيتم إخراج عدد لا بأس به منهم. ونتوقع أن يتم ذلك هذا الأسبوع"، معتبرا أن هناك "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق. وانطلقت، مساء الأحد، في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس"تدور حول آليات التنفيذ" للاتفاق المحتمل بشأن وقف إطلاق النار و"تبادل الأسرى". ووفقا لمصادر، فإن الاتفاق المحتمل يشمل وقفا لإطلاق النار مدته 60 يوما والإفراج عن 10 أسرى على دفعتين وجثث مقابل أسرى فلسطينيين، إذ سيُفرج عن 5 أسرى إسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق وعن 5 آخرين في اليوم الـ60. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها، ما خلّف أكثر من 192 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
مآسي مخيم طولكرم ورحلة المفاتيح
مفتاح الجدة قد صدئ منذ وقت طويل، حتى بائع الحديد لا يرضى أن يشتريه بأكثر من ثلاثة شواكل، اقتيد الشباب خارج المخيم، ودب الجنود بأحذيتهم فوق الضحكات والكلمات. في البداية كان الأمر مداهمات، اعتقالات متكررة، إنذارًا بالدخول إلى المخيم؛ ليوم، يومين، ثلاثة.. من غير المنطقي فرض حظر تجوال داخل المخيم، وإخلاء السكان من منازلهم في ساعات متأخرة من الليل! مع أن الأمر ليس عاديًا، فإنهم صبروا. تشتد الاشتباكات، وبمجرد أن تتعالى الأصوات في المئذنة صباحًا نزف إليكم خبر استشهاد شاب.. لا، إن العدد أكبر من ذلك بكثير. الغريب في الأمر أننا نتحدث هنا عن مخيم طولكرم، وهو أحد مخيمات مدينة طولكرم، حيث كان أغلب سكانه قبل الحرب يعملون داخل الخط الأخضر بأجور تكفل لهم حياة كريمة. يظل السؤال معلقًا: ما الذي يدفع شبابًا كهؤلاء منخرطين في العمل إلى أن يختاروا طريق الفداء؟ عليك أن تجمع ثيابك وثلاجتك وملابسك، وتضعها داخل كيس بلاستيكي خلال لحظات، تضع الذكريات.. في غضون لحظات يسقط المنزل على الأرض قطعًا من الخراب مصادرة الحق هي مصادرة الحق.. علمت أن نداء الوطن فوق أي نداء؛ إذ لا يمكنك أن تسلب أرضًا وتهجر سكانها، ثم تروّضهم لخدمتك ظنًا منك أنهم عاجزون؛ فالوطن يعني لهم الكثير! أحيانًا تغدو مصادرة الحق في العيش كأي شعب من الشعوب، أمرًا مفروغًا منه، يتلذذ الغريب بإنزال أقصى العقوبات على الحجارة والحيوان، فكيف الإنسان؟ قيل عنه إنه محطة انتظار، بيد أن تلك المحطة دُمرت.. ترى، ما ذنب الطفل والطفلة، والشجر والورقة، حتى يكابدوا عناء التنقل من مكان إلى آخر، مع خسارة المنازل والعمل؟ وحتى إن وجد العمل فهو بأجور متدنية، بالكاد تكفي لدفع إيجار المنزل، أو شراء القليل. يتقاسم الإخوة الشجار حتى يسود الألم كليهما، كما هو الحال في مخيم نور شمس في مدينة طولكرم، الذي هُدمت أغلب منازله وتُرك ساكنوه بلا مأوى، فاضطر بعضهم لافتراش الأرض، والمضحك أن أصحاب المنازل هم آخر من يتم تبليغهم، إذ لا يملكون سلطة الرفض أو التعبير، كحال كثيرين ممن أثقلت كاهلهم الحياة. عليك أن تجمع ثيابك وثلاجتك وملابسك، وتضعها داخل كيس بلاستيكي خلال لحظات، تضع الذكريات.. في غضون لحظات يسقط المنزل على الأرض قطعًا من الخراب. تروي (س)، امرأة في الخمسين من عمرها: "فقد ابني القدرة على المشي بعد سماع أصوات التفجير داخل المخيم، وضع ابني خاص فهو من ذوي الهمم، بالكاد يكون تكيفه مع الأوضاع العادية مقبولًا، فكيف وأصوات إطلاق النار والتفجير من كل جانب؟ نطالع على الجهة المقابلة للمخيم، فيظهر الدخان من بعيد، وتُسقط المنازل أحمالها بعدما كانت ملاذًا لأهلها. خرجت (ص) واضعة مفتاح المنزل في العنق، ويبقى السؤال: هل ستقوى تلك الحاجة على حمل مفتاح ثالث؟ وتضيف (س): "كنا -نحن ونساء الحي- نتقاسم الخبز مناصفة، ونمرره خلسة خوفًا من الإصابة بعيار ناري، لم نكن نتوقع أن نخرج من المخيم دون عودة، ليس من السهل أن تبدأ من جديد، بمنزل، وأثاث، وحياة مغايرة". تقول (ص): "عندما غادرت المخيم حملت معي حقيبتي فقط، وبعضًا من الملابس. لم أكن أعلم بالخراب الذي سيعم، ولو لم يخرجوني بالإكراه ما خرجت، كابدنا عناء الشوارع المدمرة داخل المخيمات، وانقطاع المياه، وشح الموارد، لكن ما باليد حيلة". كثيرات من أمثالهما، ممن فقدن منازلهن، عندما تم سؤالهن قلن: "لا نريد حمل صندوق مساعدات فيه مواد تموينية، ولا منازل بديلة، لا صندوق إغاثة يفرض علينا لجوءًا ثالثًا، نريد العودة إلى المخيم". (ص) حاجة ستينية سكنت في المخيم، هُجّرت كثيرًا قبل أن تستقر في المخيم طويلًا، حين سُئلت عما تريد أجابت قائلة: "لا أريد سوى العودة إلى المنزل، وارتشاف فنجان من القهوة الساخن مع الجيران والأبناء".