
الرصاصة لن تخترق صدر الغيم!
هو لا يكلّ ولا يملّ من تسويق روايته (المقلوبة) كأنّه يعيش في عالم موازٍ حيث الصاروخ رسالة محبة، والغارة دعوة عشاء على رغيف مغموس بالدماء، والدبابة... حمامة سلام معدنية!
يقول نتنياهو إن الغارات التي أودت بحياة أكثر من 900 إنسان، ستُسهِم في توسيع «دائرة السلام»!
نعم، قرأتم جيدًا: 900 قتيل بينهم نساء وأطفال هم وفق منطِقه – خطوة إلى الأمام في درب «السلام» الطويل!
هنا، لا بد أن نضع الكلمة بين قوسين كبيرين، وننظر إلى المفارقة البشعة التي يحملها هذا التصريح.
منذ متى كانت القذيفة طريقاً للحوار، والدمار وسيلة للاستقرار؟!
من قال إن الهدوء الحقيقي يمكن أن يُبنى على أنقاض أشلاء ومدن ودماء؟!
نتنياهو لا يقدّم جديداً، بل يعيد تدوير أكاذيبه الكبرى:
إن إسرائيل لا تهاجم بل «تدافع»، ولا تقتل بل «ترد»، ولا تدمر بل «تُصلِح»!
نتنياهو لا يرى الفلسطيني ولا الإيراني ولا العربي، بل يرى «عقبات مؤقتة» على طريق مشروعه الطويل:
أن يكون «الجلاد» الذي يُبارك العالم يده، لأنه – حسب زعمه – يصنع السلام!
أيّ سلامٍ يا هذا؟!
ذلك الذي يُكتَب بدم الأبرياء؟ وأيّ استقرارٍ هذا الذي يُبنى على فوهة البندقية؟!
ما قاله نتنياهو ليس مجرد تصريح عابر، بل هو عنوان لمرحلة جديدة من التزييف السياسي.
مرحلة يتم فيها تحويل القتلى إلى أوراق تفاوض، والدماء إلى لغة دبلوماسية باردة. مرحلة تقلب القيم، وتجعل من العدوان «أملاً»، ومن الصراع «فرصة»، ومن الحرب «مشروع سلام». لن تأتي حمامة السلام من فوهة الدبابة، ولن يخرج الهدوء من جوف القنبلة، ولن تكتب الطائرات على جبين السماء كلمة «سلام».
السلام لا يُصنَع من عواصف النار بل من ضوء العدالة.
العدالة لا تأتي على هيئة مقاتلة إف-35 بل على كلمة حق لا تؤخذ إلا عن استحقاق.
••• نهاية:
الرصاصة، مهما تمردت، لن تخترق صدر الغيم.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 18 دقائق
- صحيفة سبق
"لأن التكييف يعني حياة".. "البراهيم" تقترح خفض أسعار الكهرباء في المدن الأشد حرارة
اقترحت الكاتبة الصحفية د. لمياء البراهيم إعادة النظر في تسعيرة الكهرباء وفقاً لدرجات حرارة المدن، مشددة على أهمية خفض أسعار الكهرباء في المناطق الأشد حرارة أو تقديم دعم موسمي للفئات الأكثر تضرراً، وذلك في ظل اعتماد سكان تلك المدن على أجهزة التكييف كوسيلة ضرورية للحفاظ على حياتهم، وليس كرفاهية. وفي مقالها المنشور بصحيفة "اليوم" بعنوان "حين يُصبح الطقس عبئًا لا ينعكس على الفاتورة"، أوضحت البراهيم أن سكان المدن التي تتجاوز درجات حرارتها خمسين مئوية يعانون من فواتير مرتفعة، رغم اضطرارهم لتشغيل أجهزة التكييف بشكل يومي حفاظاً على الصحة والسلامة النفسية والجسدية. وانتقدت الكاتبة غياب التمييز في التسعير بين من يعيش في ظروف مناخية قاسية ومن لا يحتاج التكييف أساساً. وشددت البراهيم على أن العدالة لا تعني المساواة المطلقة في الفواتير، بل مراعاة الظروف البيئية، لافتة إلى أن دولاً مثل الولايات المتحدة وأستراليا وسنغافورة تقدم نماذج ناجحة في هذا الجانب، من خلال إعانات وتخفيضات وتحسينات معمارية تقلل الاعتماد على التبريد الصناعي. وفي السياق المحلي، دعت الكاتبة إلى تضمين درجات الحرارة ضمن معايير تسعير الكهرباء، وإعادة النظر في أوقات الدوام الرسمية خلال فترات الذروة الحرارية، إضافة إلى تفعيل كود بناء يضمن خفض استهلاك الطاقة، وتقديم حوافز لتحسين كفاءة الطاقة في المنازل القائمة.


العربية
منذ 33 دقائق
- العربية
هل يغتال تطرف حكومة نتنياهو فرص السلام في الشرق الأوسط؟
في السنوات الأخيرة، شهدت منطقة الشرق الأوسط تحولات دبلوماسية كبيرة، أبرزها توقيع اتفاقيات إبراهيم في عام 2020. هذه الاتفاقيات، التي جمعت إسرائيل بعدد من الدول العربية بوساطة الولايات المتحدة، رُوِّج لها كخطوة تاريخية نحو السلام والتعاون الإقليمي وهو أمر تم الترحيب به في حينه، نظرا لافتراض أنها سوف تسهم في تعزيز حل القضية الفلسطينية. لكن بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي نفذته حركة حماس واجهت هذه الاتفاقيات تحديات كبيرة. ورغم أن البعض يربط تعليق التقدم في هذه الاتفاقيات بهذا الهجوم، إلا أن التحليل الدقيق يكشف أن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة ورد فعلها المبالغ فيه هي جزء من العوامل الأساسية التي تقوض فرص السلام، متجاوزة تأثير هجوم أكتوبر. وفي الحقيقة ترفض السعودية تهميش القضية الفلسطينية في أية صفقة سلام مع إسرائيل وتؤكد على ضرورة الاعتراف بحق الفلسطينيين بأن تكون لهم دولة مستقلة وإيجاد حل نهائي لهذه الأزمة في المنطقة، وهو ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها، مشيرةً إلى أن تجاهل القضية الفلسطينية يجعل الاتفاقيات منفصلة عن واقع النزاع في المنطقة، مما ينذر باستمراره وتصاعده. ثم حدث هجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي غير وجه الشرق الأوسط حيث أدى إلى مقتل مئات الإسرائيليين وأسر آخرين، وشكّل صدمة كبيرة وأعاد إشعال التوترات في المنطقة . ورغم اعتراف حركة حماس وداعميها بأن منع توسيع اتفاقيات إبراهيم هو أحد أسباب الهجوم، إلا أنه لا يمكن اعتبار هذا الحدث السبب الرئيسي لتعليق التقدم في اتفاقيات إبراهيم. فقد أظهرت الردود الإسرائيلية المتطرفة، بقيادة حكومة نتنياهو أسبابا إضافية، حيث نفذت هجوما عسكريًا غير مسبوق في قطاع غزة، أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية، وتفاقم الأزمة الإنسانية وانتشار الأوبئة والجوع في القطاع المدمر تمامًا. هذه السياسات العدوانية، التي تضمنت هجمات مكثفة على غزة وانتهاكات في الضفة الغربية، أثارت غضبًا دوليًا وعربيًا واسعًا، مما جعل التفكير في التطبيع مع إسرائيل أمرًا غير مقبول شعبيًا وسياسيًا في الدول العربية. ومنذ تولي نتنياهو السلطة مجددًا في أواخر 2022، اتخذت حكومته نهجًا متشددًا يعكس تأثير الشركاء اليمينيين المتطرفين في الائتلاف الحاكم، مثل إيتمار بن غفير وسموتريتش. وهؤلاء الوزراء يدعون صراحة إلى سياسات توسعية واحتلال قطاع غزة بما في ذلك ضم أجزاء من الضفة الغربية، وفرض قيود مشددة على الفلسطينيين، وتجاهل أي مسار للحل السياسي، ووفقا لتقرير لصحيفة تايمز أوف إسرائيل فقد تراجعت العلاقات مع الدول العربية الموقعة على الاتفاقيات بشكل ملحوظ بعد عودة نتنياهو، حيث توقفت الزيارات رفيعة المستوى ولم يُعقد منتدى النقب مجددًا. أضف إلى ذلك تصريحات نتنياهو العلنية، مثل وصفه للقضية الفلسطينية بأنها مجرد "صندوق اختيار" للدول العربية وهي تصريحات أثارت استياءً كبيرًا. هذا التصريح، الذي كشفت عنه شبكة السي إن إن، يعكس ازدراءً واضحا لتطلعات الفلسطينيين، ويزيد من التوترات مع الدول العربية التي كانت تأمل أن تؤدي الاتفاقيات إلى تقدم في القضية الفلسطينية. وفي الحقيقة سياسات نتنياهو لم تقتصر على التصعيد في الأراضي الفلسطينية، بل امتدت إلى عمليات عسكرية في دول أخرى، مثل سوريا ولبنان وتدعو إلى إستمراها، ووفقا لما كشفت عنه صحيفة جيروزاليم بوست حيث تصر إسرائيل على الاحتفاظ بحقها في تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا، حتى في سياق المفاوضات لتطبيع العلاقات مع دمشق، وهو ما يعرقل أي تقدم محتمل. لقد كان ترمب محقا بأن إسرائيل تخسر الكثير في العلاقات العامة والرأي العام العالمي وتجاهله زيارتها بسبب ردها المفرط على هجوم السابع من أكتوبر. وفي وجهة نظري أنه صحيح أن هجوم السابع من أكتوبر شكّل نقطة تحول في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وكان زلزالا في المنطقة، إلا أن تعثر اتفاقيات إبراهيم وصعوبة المشاركة فيها مستقبلا لم يكن نتيجة مباشرة لهذا الحدث وحده، بل يتحمل جزء كبير منه نتنياهو وحكومته المتطرفة. وبالتالي فإن التصعيد العسكري في غزة، والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، والعمليات العسكرية المستمرة ضد دول الجوار بما فيها سوريا إلى جانب الخطاب المتطرف تجاه القضية الفلسطينية، ترفع مستوى التطرف في المنطقة وتقوض أية فرصة لاستمرار صفقات السلام، بل قد تدفع هذه الدول إلى إجراءات معاكسة.


الرياض
منذ 33 دقائق
- الرياض
نائب وزير الخارجية يلتقي نائب وزير خارجية إيطاليا
التقى معالي نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، في مقر وزارة الخارجية الإيطالية بمدينة روما اليوم، نائب وزير خارجية الجمهورية الإيطالية إدموندو سيريلي. وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل تنميتها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.