
هدنة غزة.. هل تمهّد لتسوية أم تُخفي جولة جديدة من الحرب؟
رغم إعلان الهدنة، لا تزال أصوات القصف والغارات تهيمن على مناطق واسعة من القطاع. فقد أفادت مصادر فلسطينية بمقتل 53 شخصًا جراء القصف الإسرائيلي منذ فجر الأحد، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة من جنوده خلال اشتباكات جنوب القطاع، ما يعكس استمرار التوتر الميداني رغم الجهود الإنسانية.
وفيما تستمر قوافل المساعدات بالوصول براً، وتُنفّذ عمليات إسقاط جوي عبر الأمم المتحدة، أكدت المنظمة الدولية وجود تنسيق مباشر مع فرقها الميدانية لتأمين الغذاء والدواء، مستغلة الهدنة لتخفيف معاناة الفلسطينيين. إلا أن هذه الجهود تصطدم بحجم الاحتياج الكبير، إذ تشير تقارير ميدانية إلى أن المساعدات لا تلبّي سوى الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
ترامب يتّهم حماس.. ونتنياهو يلوّح بالحرب
في مشهد سياسي معقّد، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حركة حماس بسرقة المساعدات واعتماد موقف متشدد في ملف الرهائن، داعياً إسرائيل إلى اتخاذ القرار المناسب. من جانبه، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب حتى تحقيق كافة الأهداف، وفي مقدمتها "تحرير المخطوفين" وتحقيق "نصر كامل" على حماس.
لكن تصريحات ترامب، رغم نبرتها المتشددة، تعكس ارتباكًا في السياسة الأميركية تجاه ما يحدث في غزة، بحسب المحلل والكاتب المتخصص في الشأن الفلسطيني، إبراهيم الدراوي، الذي قال خلال مقابلة عبر سكاي نيوز عربية إن "الجانب الإسرائيلي اضطر إلى إعلان الهدنة الإنسانية نتيجة ضغوط متصاعدة من الوسطاء، وعلى رأسهم القاهرة والدوحة، إلى جانب ضغوط دولية، خصوصًا من الإدارة الأمريكية نفسها".
لا استراتيجية واضحة
يرى الدراوي أن هذه الهدنة المفروضة لم تكن نتيجة مبادرة إسرائيلية خالصة، بل "فرضتها واشنطن على نتنياهو"، وهو ما يعكس – حسب قوله – غياب استراتيجية إسرائيلية أو أميركية واضحة تجاه غزة منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023.
وقال الدراوي: "الولايات المتحدة نفسها، رغم مواقفها، لا تملك تصورًا استراتيجيًا لما بعد الحرب، ويبدو أن الإدارة الأميركية باتت تشعر بالعبء الإنساني في غزة، وهو ما ينعكس على صورتها الدولية، خاصة وسط تنامي الضغوط الشعبية في الداخل الأمريكي والأوروبي."
وأكد أن "الجوع لم يعد ورقة ضغط على نتنياهو، لكنه أصبح عبئًا ثقيلًا على إدارة ترامب التي تصدّرت العالم بشعارات حقوق الإنسان".
ملامح صفقة محتملة.. أم مراوغة جديدة؟
وسط حديث عن استمرار المفاوضات، نقلت مواقع إسرائيلية عن مصادر أمنية أن الحكومة تفكر في منح حماس مهلة إضافية قبل اتخاذ قرار بشأن المرحلة المقبلة. وفي المقابل، تحدثت مصادر عربية عن تحركات نشطة بين القاهرة والدوحة والولايات المتحدة لإحياء المفاوضات خلال الساعات المقبلة.
و أشار الدراوي خلال حديثه الى برنامج "التاسعة" إلى أن:"هناك مؤشرات على إمكانية التوصل إلى صفقة، وأن الأيام القادمة قد تشهد اجتماعات حاسمة، لكن يظل الخوف من مراوغة نتنياهو ومحاولاته كسب الوقت لإرضاء اليمين المتطرف."
وأوضح أن إسرائيل فشلت في فرض بدائل عن السلطة الفلسطينية وحركة حماس لإدارة القطاع، مما يعيدها إلى سيناريوهات قديمة مثل خطة "عربات جدعون" و"التهجير القسري"، مشيرًا إلى تهجير نحو 70 ألف فلسطيني من غزة إلى أوروبا تحت ذرائع إنسانية.
مصر في قلب الوساطة
في سياق متصل، دافع الدراوي بشدة عن الدور المصري، مؤكدًا أن القاهرة، بالتنسيق مع الإمارات والسعودية وقطر، تبذل جهودًا كبيرة لتسهيل دخول المساعدات والمستشفيات الميدانية إلى القطاع، رغم محاولات التشويه الإعلامي التي تتعرض لها.
وقال: "ماكرون زار معبر رفح ورأى بعينه ما تقوم به مصر، بينما الإعلام الإسرائيلي يحاول شيطنة الدور المصري، رغم أنه كان وما زال حيويًا في هندسة المشهد التفاوضي."
كما أشار إلى اتفاقية المعابر لعام 2005، موضحًا أن "كرم أبو سالم" هو المعبر الرسمي لإدخال البضائع، وأن مصر ليست المسؤولة عن عرقلة الإمدادات، بل إسرائيل التي تسيطر على الموافقات.
ختم الدراوي حديثه بتأكيد أن هناك رسائل متبادلة بين الأطراف، وأن هناك ما يشير إلى نضوج صفقة جزئية قريبة، قد تشمل تهدئة محددة أو صفقة تبادل رهائن، لكنه شدد على أن تنفيذها سيعتمد على مدى قدرة نتنياهو على مقاومة ضغوط اليمين المتطرف.
وقال في هذا الخصوص: "إذا اطمأن نتنياهو أن حكومته لن تسقط، قد يمضي نحو الصفقة، خصوصًا مع فشل مشروع بديل حماس في غزة، ما يعيد الحسابات إلى نقطة الصفر."
بين الهدنة الجزئية وميدان مشتعل، يعيش قطاع غزة على وقع توازن هش بين التصعيد والتهدئة. وفيما تحاول الوساطات الإقليمية والدولية كسر الجمود، تبقى المعادلة مرتبطة بإرادة الأطراف الكبرى، وفي مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة، وحسابات داخلية متشابكة بين اليمين الإسرائيلي وموقف إدارة ترامب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 6 دقائق
- صحيفة الخليج
مقتل فلسطيني وإصابة سبعة برصاص مستوطنين إسرائليين في الضفة الغربية
قالت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، إن فلسطينياً يبلغ من العمر 24 عاماً قتل برصاص مستوطنين في الضفة الغربية. وذكرت الوزارة في بيان « مقتل الشاب معين صبحي محمد أصفر برصاص مستوطنين في بلدة عقربا بنابلس». ولم يصدر بعد بيان من الجيش الإسرائيلي عن الواقعة. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تعامل مع سبعة إصابات بين المواطنين الذين سقطوا في مواجهات مع مستوطنين في بلدة عقربا. وتشير بيانات رسمية فلسطينية إلى مقتل 1012 فلسطينياً وإصابة نحو سبعة آلاف على يد الجيش الإسرائيلي ومستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية فضلاً عن اعتقال أكثر من 18 ألفاً وذلك منذ انطلاق الحرب في غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023.


سبوتنيك بالعربية
منذ 8 دقائق
- سبوتنيك بالعربية
فرنسا: يجب نزع سلاح "حماس" وإبعادها عن إدارة القطاع
فرنسا: يجب نزع سلاح "حماس" وإبعادها عن إدارة القطاع فرنسا: يجب نزع سلاح "حماس" وإبعادها عن إدارة القطاع سبوتنيك عربي صرح وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، اليوم السبت، بأن الصور التي تُظهر رهائن إسرائيليين محتجزين لدى حماس في غزة منذ 666 يوما بشعة وفظيعة. 02.08.2025, سبوتنيك عربي 2025-08-02T19:47+0000 2025-08-02T19:47+0000 2025-08-02T19:47+0000 العالم العربي غزة قطاع غزة أخبار فرنسا أخبار الشرق الأوسط وأشار وزير الخارجية، عبر حسابه على "إكس"، إلى أنه يجب أن تنتهي محنتهم، مؤكدا أنه يجب إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط.وأردف الوزير قائلا: يجب السماح بتدفق المساعدات الإنسانية بأعداد كبيرة.وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد علقت، اليوم السبت، على فيديو "كتائب القسام"، الذي يظهر تراجع وزن أسير إسرائيلي.وشدد البيان، على "ضرورة الإفراج عن جميع الرهائن في غزة فورا"، مؤكدة أن "هذه هي المجاعة الحقيقية في القطاع".وبثت كتائب القسام، مساء اليوم السبت، مقطعاً مصوراً لأحد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين داخل أنفاق قطاع غزة. وظهر الأسير، في المقطع، بحالة صحية متدهورة، وقد بدت عليه علامات الهزال وسوء التغذية بشكل واضح.وتابع: "أنا أحفر قبري بيدي؛ لأن جسدي يضعف كل يوم، وربما سأُدفن هنا في النفق".وكانت "عز الدين القسام"، نشرت، أمس الجمعة، مقطع فيديو يظهر أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.وحمل الفيديو، الذي تبلغ مدته دقيقة و20 ثانية، عنوان "يأكلون مما نأكل"، وظهر فيه الرهينـة وهو في حالة إعياء ونحول داخل ما يبدو أنه نفق تحت الأرض، حيث يتحرك بين الجلوس والمشي. غزة قطاع غزة أخبار فرنسا سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي العالم العربي, غزة, قطاع غزة, أخبار فرنسا , أخبار الشرق الأوسط


سبوتنيك بالعربية
منذ ساعة واحدة
- سبوتنيك بالعربية
عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بإنجاز صفقة تبادل مع "حماس".. فيديو وصور
عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بإنجاز صفقة تبادل مع "حماس".. فيديو وصور عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بإنجاز صفقة تبادل مع "حماس".. فيديو وصور سبوتنيك عربي تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، اليوم السبت، للمطالبة بإنجاز صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس". 02.08.2025, سبوتنيك عربي 2025-08-02T18:45+0000 2025-08-02T18:45+0000 2025-08-02T18:45+0000 حركة حماس إسرائيل غزة العالم العربي الأخبار وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، بأن عشرات آلاف الإسرائيليين خرجوا إلى ميدان "هبيما" أو ميدان المختطفين، وسط تل أبيب للتظاهر والضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لإنجاز صفقة تبادل مع "حماس".وفي سياق متصل، علقت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم السبت، على فيديو "كتائب القسام"، الذي يظهر تراجع وزن أسير إسرائيلي.وقالت الخارجية الإسرائيلية، في بيان لها، إن "رهائننا في غزة يتضورون جوعا ويتعرضون للتعذيب"، مشيرة إلى أنه "نوفير الرعاية الطبية العاجلة والطعام المناسب لهم للرهينة أفيتار، المحنجز لدى حماس".وشدد البيان، على "ضرورة الإفراج عن جميع الرهائن في غزة فورا"، مؤكدة أن "هذه هي المجاعة الحقيقية في القطاع".وبثت كتائب القسام، مساء اليوم السبت، مقطعاً مصوراً لأحد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين داخل أنفاق قطاع غزة. وظهر الأسير، في المقطع، بحالة صحية متدهورة، وقد بدت عليه علامات الهزال وسوء التغذية بشكل واضح. وقال: "أنا لم آكل منذ أيام، وطعامنا القليل هو عدس وفاصولياء، والآسرون يقدمون لنا ما يستطيعون"، مضيفاً: "نتنياهو تخلى عنا، وكل ما تربينا عليه في إسرائيل هو كذب". وتابع: "أنا أحفر قبري بيدي؛ لأن جسدي يضعف كل يوم، وربما سأُدفن هنا في النفق".وكانت "عز الدين القسام"، نشرت، أمس الجمعة، مقطع فيديو يظهر أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. واستأنفت إسرائيل قصفها على قطاع غزة، يوم 18 آذار/مارس الماضي، بعد توقف لنحو شهرين وتحديداً منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة "حماس" في 19 كانون الثاني/يناير، عقب تعثر المحادثات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال للمرحلة الثانية منه.وكان من المفترض أن يستمر اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بمجرد تمديد المرحلة الأولى منه، التي انتهت في الأول من آذار/مارس الماضي، أو الدخول في مرحلته الثانية، لكن الخلافات بين إسرائيل وحماس بشأن الخطوات التالية حالت دون ذلك. إسرائيل غزة سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي حركة حماس, إسرائيل, غزة, العالم العربي, الأخبار