
5 كتب ترسم ملامح القيادة بالمؤسسات في عصر الذكاء الاصطناعي
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة فوربس، فإن قائمة القراءات المفضلة لقادة الشركات هذا الصيف تعكس قلقًا متزايدًا من التعقيدات التي يفرضها عصر التكنولوجيا، وعدم اليقين، وتحولات القوة العالمية.
الذكاء الاصطناعي.. الإمكانيات بدل التهديدات
ويتصدر قائمة القراءة كتاب "الوكالة الخارقة: ما الذي قد يسير بشكل صحيح في مستقبلنا مع الذكاء الاصطناعي" للمؤلفين ريد هوفمان (المؤسس المشارك لمنصة لنكدن) وغريغ بيتو.
ويتميز هذا العمل برؤية متفائلة بعيدًا عن سيناريوهات "يوم القيامة" التي تهيمن على النقاش العام، ويؤكد أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تعزيز القدرات البشرية بدلًا من استبدالها.
ويرى هوفمان أن السؤال الأهم ليس ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيغير شكل الأعمال، بل مدى سرعة تأقلم القادة مع هذا التغيير.
ويُعد هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا لكل مدير تنفيذي يطمح إلى تجاوز الضجة الإعلامية والوصول إلى الفرص الحقيقية.
من هو ألتمان؟
الكتاب الثاني الذي استحوذ على اهتمام القادة هو "المتفائل: سام ألتمان وأوبن إيه آي وسباق اختراع المستقبل" للكاتبة كيتش هايغي.
ويقدم هذا العمل، المؤلف من 384 صفحة، نظرة متعمقة على شركة "أوبن إيه آي" التي أشعلت موجة الذكاء الاصطناعي.
ورغم وصول المؤلفة إلى ألتمان شخصيًا، تجنّب الكتاب الوقوع في فخ التمجيد، بل ركّز على القرارات الإستراتيجية والتقنية التي قادت إلى إطلاق "شات جي بي تي". كما يسلّط الضوء على كيفية تعامل الشركة مع الضغوط التنظيمية والاهتمام العام غير المسبوق.
إعلان
ويُعد هذا الكتاب ضروريًا لفهم المشهد التنافسي في الذكاء الاصطناعي.
التعامل مع المجهول
أما كتاب "فن عدم اليقين" لعالم الإحصاء ديفيد سبيلغهالتر فيُعد بمثابة دليل عملي لاتخاذ القرار في عالم تزداد فيه الأزمات والمفاجآت.
ويتناول المؤلف، بلغة سهلة وأمثلة تطبيقية، كيفية التفكير في الاحتمالات والمخاطر والمصادفات، متجاوزًا مناهج كليات الأعمال التقليدية.
وفي عصر تتكرر فيه الأحداث المفاجئة مثل الأوبئة والأزمات الجيوسياسية، يوفر الكتاب أدوات عقلانية وعملية لكل مدير عليه اتخاذ قرارات مصيرية في ظروف غامضة.
التاريخ السري لحرب الأفكار
وفي كتاب "نادي قراءة وكالة المخابرات المركزية" يروي الصحفي تشارلي إنغليش كيف قامت وكالة الاستخبارات الأميركية بتهريب أكثر من 10 ملايين كتاب إلى دول الكتلة الشرقية خلال الحرب الباردة.
ويُظهر هذا العمل، كما وصفه قائد العملية، كيف أن "الهجوم الفكري الحر والنزيه" كان أقوى من أي حملة عسكرية.
ويكشف عن القيمة الإستراتيجية للمعلومة في إدارة النفوذ، وهو ما يجعله مصدر إلهام للمديرين زمن صراعات السرديات الرقمية.
باكلي والإرث الفكري
وختام القائمة مع السيرة الضخمة بعنوان "باكلي: الحياة والثورة التي غيّرت أميركا" من تأليف سام تاننهاوس.
ويمتد العمل على أكثر من ألف صفحة، ويوثق كيف استطاع المفكر المحافظ وليام باكلي تغيير المشهد السياسي الأميركي بقوة قناعاته وقدرته على صياغة الأفكار المعقدة بلغة جذابة وحجج محكمة.
ويُعد هذا الكتاب مرجعًا في كيفية ممارسة القيادة الفكرية والتواصل المبدئي في ظل التحديات السياسية والاجتماعية الراهنة.
وتتفق الكتب الخمسة، رغم اختلاف موضوعاتها، على محور واحد: أن الأفكار الواضحة والإستراتيجيات المدروسة قادرة على إحداث تحولات كبرى، من الرؤية المتفائلة لهوفمان حول الذكاء الاصطناعي، مرورًا برحلة ألتمان وتحدياته، ووصولًا إلى دروس سبيلغهالتر في التعامل مع الخطر، ثم الاستخدام الإستراتيجي للمعرفة كما بعمليات "سي آي إيه" وانتهاءً برؤية باكلي لأثر الفكر الأيديولوجي، وكلها أعمال تؤكد أن التفكير العميق لم يكن يومًا رفاهية بل ضرورة في عالم متغيّر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 13 ساعات
- الجزيرة
ما هو "كوبايلوت مايكروسوفت"؟ وكيف يمكن استخدامه في "واتساب"؟
كشفت " مايكروسوفت" في عام 2023 عن مزايا "كوبايلوت" (Copilot) في أنظمة تشغيل "ويندوز" التابعة لها لتدخل بهذا إلى عصر الذكاء الاصطناعي، وتقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي مباشرة من داخل أنظمتها دون الحاجة إلى استخدام أي أداة أو نظام خارجي. وجاء "كوبايلوت" ليستبدل "بينغ شات" الذي كشفت عنه الشركة في 2022 كجزء من متصفح "إيدج" للإنترنت، فضلا عن كون "كوبايلوت" يشمل العديد من مزايا الذكاء الاصطناعي الإضافية داخل النظام بما فيها مزايا الذكاء الاصطناعي في "أوفيس" و"ويندوز" والأنظمة التجارية من الشركة. ولكن ما هو "كوبايلوت مايكروسوفت"؟ وفيما يختلف عن بقية أدوات الذكاء الاصطناعي المتنوعة والمنتشرة من كافة الشركات؟ وكيف يمكن الوصول إليه؟ ما "كوبايلوت مايكروسوفت"؟ يشمل مفهوم "كوبايلوت مايكروسوفت" كافة مزايا الذكاء الاصطناعي المتاحة في جميع أنظمة "مايكروسوفت" بما فيها أنظمة "ويندوز" و"أوفيس" و"تيمز" وغيرها، وهي تشير إلى مجموعة متنوعة من المزايا وليس فقط روبوت الدردشة ومحرك البحث الخاص بالشركة. إذ يضم "كوبايلوت مايكروسوفت" مجموعة متنوعة من المزايا بما فيها: توليد النصوص والصور باستخدام أدوات "مايكروسوفت" المختلفة مثل الرسام والمفكرة وحتى تطبيقات البريد الإلكتروني. تحليل البيانات بذكاء وتنفيذ الأوامر المباشرة من خلال "إكسل" (Excel) وجميع تطبيقات "أوفيس" الأخرى بما فيها "ورد" (Word) للكتابة النصية. تحسين فرص التعاون والتواصل بين أفراد الفريق الواحد باستخدام تطبيقات مثل "أوت لوك" (Outlook) و"تيمز" (Teams). استخدام الدردشة المباشرة مع روبوت "كوبايلوت مايكروسوفت" والوصول إلى المعلومات بآلية تحاكي "شات جي بي تي". تخصيص تجربة "ويندوز" بالاعتماد على آليات التعلم الذكي ومراقبة آليات الاستخدام اليومية للمستخدم من أجل تقديم اقتراحات وتحسينات متنوعة تلائم هذه التجربة. يمكن الإجابة باختصار عن هذا السؤال بأنه يجعل أجهزة "ويندوز" و"مايكروسوفت" أكثر ذكاء، وذلك عبر تلبية احتياجات المستخدم وتقديم الذكاء الاصطناعي في التطبيقات التي يعتمد عليها المستخدم بشكل يومي، وذلك دون الحاجة إلى الخروج من هذه التطبيقات واستخدام تطبيقات أخرى منافسة. وتتنوع هذه الاستخدامات بناء على حاجة كل مستخدم وآلية عمله، فإن كان المستخدم يعتمد على "ورد" لكتابة النصوص، يمكن لتطبيق "كوبايلوت" كتابة النصوص وتلخيصها وإصلاح الأخطاء الإملائية المختلفة التي قد تكون موجودة في النظام، وإذ كان يعتمد على "باور بوينت" لبناء العروض التقديمية يمكن لـ"كوبايلوت" توليد الصور والمقاطع مباشرة داخل العرض إن كنت تحتاج لذلك. وأما إن كنت تحتاج إلى روبوت دردشة سريع وذكي، فإنك تستطيع الوصول إلى "كوبايلوت" مباشرة من داخل "ويندوز" دون الحاجة لفتح أي تطبيقات أو صفحات خارجية. ما الفرق بين "كوبايلوت" و"شات جي بي تي"؟ يمكن القول إن "كوبايلوت" هو نسخة "مايكروسوفت" من "شات جي بي تي"، كونها أكبر المستثمرين في "أوبن إيه آي" المطورة لروبوت "شات جي بي تي"، فإن هذا يمنحها وصولا مباشرا إلى نموذج "شات جي بي تي" واستخدامه في روبوت الدردشة الخاصة بها. ولكن دور "شات جي بي تي" لا يتخطى كونه روبوت دردشة تتحدث معه فقط بشكل مباشر، وعلى العكس من "كوبايلوت" يمكنه القيام بوظائف مباشرة وحقيقية داخل تطبيقات "مايكروسوفت" المختلفة وتقديم المعلومة اللازمة للمستخدم وتوضيح دوره بقدر الإمكان. لذا فإن كل ما يمكن لروبوت "شات جي بي تي" القيام به تجد "كوبايلوت" يقوم به وفي بعض الأحيان يكون أفضل منه في تأدية الأدوار والوظائف المختلفة. هل تطبيق "كوبايلوت مايكروسوفت" آمن؟ يعد تطبيق "كوبايلوت مايكروسوفت" من أكثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي أمانا للاستخدام، كونه يأتي مبينا داخل نظام "ويندوز" ولا تحتاج إلى تحميل أي تطبيقات خارجية أو حتى زيارة أي موقع خارجي من أجل الوصول إلى المعلومات الخاصة بالنظام ومزاياه. ولكن بالطبع تشوبه المخاطر التي تشوب غالبية نماذج الذكاء الاصطناعي من ناحية الاستخدام السيئ وترك المعلومات الشخصية في يد الشركات، إذ لا يجب على الإطلاق مهما كان النموذج آمنا استخدامه بدون مراعاة أو مشاركة البيانات الشخصية معه مباشرة. هل يمكنني استخدام "كوبايلوت مايكروسوفت" على "واتساب"؟ نعم يمكن القيام بذلك، ولكن عبر استخدام رقم "واتساب" الخاص الذي أضافته "مايكروسوفت" للمستخدمين، وعبر الدردشة مع هذا الرقم مباشرة يمكنك الوصول إلى دردشة "كوبايلوت"، ولكن دون بقية المزايا الموجودة في الأداة مثل الدمج مع تطبيقات "مايكروسوفت، وتوفر الشركة أيضا دردشة مباشرة مع "تليغرام" و"تيمز" إن كان المستخدم يفضل ذلك أو يحتاج إليه في عمله بشكل يومي.


الجزيرة
منذ 14 ساعات
- الجزيرة
علماء يبتكرون عازلا حراريا صديقا للبيئة من قش القمح
أفادت دراسة حديثة أن قش القمح (التبن) يتميز بخصائص عزل حراري عالية، وقدرة على تحمل الضغط، إضافة إلى مقاومته الكبيرة للاشتعال مقارنة بمواد عضوية أخرى، مما يؤهله ليصبح قريبا مادة أساسية في عزل المنازل والمباني التجارية. وتعتمد المواد التقليدية -المستخدمة بالعزل الحراري- لتنظيم درجات الحرارة في الأبنية، لكنها تستهلك كميات من الطاقة بصورة كبيرة أثناء تصنيعها، مما يُسهم في انبعاث كميات ضخمة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وعكف الدكتور تشي تشو، أستاذ الهندسة بجامعة بافالو الأميركية وفريق من الباحثين على تطوير بديل عضوي وأكثر استدامة باستخدام قش القمح. وأوضح تشو أن الكتلة الحيوية مثل قش القمح يمكن حصادها وإعادة زراعتها بشكل دوري، مما يجعلها خيارا بيئيا ممتازا. وبحسب الفريق، يتميز قش القمح بخصائص عزل حراري عالية، وقدرة على تحمل الضغط، إضافة إلى مقاومته الكبيرة للاشتعال مقارنة بمواد عضوية أخرى. وأوضح تشو أن الخصائص المتفوقة لقش القمح تعود إلى بنيته الطبيعية الليفية والمسامية، والتي تعزز قدرته على العزل. وبدأ تشو وفريقه البحثي عام 2022 دراسة كيفية طباعة مادة عازلة مستخلصة من قش القمح باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وعمل فريق البحث في مختبر بجامعة بافالو لصناعة نماذج أولية لألواح العزل، وذلك عبر تحويل القش إلى ألياف تُربط بروابط هيدروجينية بين مركبات عضوية ومجموعات هيدروكسيل في سليلوز القش، ومن ثم تُحوّل إلى حبر قابل للطباعة. ويُعد هذا البحث الأول من نوعه الذي يستعرض إمكانية استخدام ألياف قش القمح في الطباعة ثلاثية الأبعاد لهياكل العزل الحراري. وبحسب تشو، فإن هذه التقنية تُسهم في إنتاج مادة تتميز بقوة ميكانيكية عالية ومتانة طويلة الأمد. وعادة ما تنقسم مواد العزل الحراري إلى 4 فئات: غير عضوية، ومركبة، ومتقدمة، وغير عضوية. وتهيمن الأخيرة -مثل الصوف الزجاجي والصوف الصخري- على السوق، نظرا لتكلفتها المحدودة، إلا أن عملية تصنيعها تعتمد على الوقود الأحفوري مما يزيد من بصمتها الكربونية. وفي المقابل، يُعد قش القمح مادة طبيعية متجددة وقابلة للتحلل الحيوي، مما يمنحه مزايا بيئية كبيرة. وتتضمن عملية التصنيع سحق الألياف وتحويلها إلى عجينة تُجفف في قوالب خاصة لإنتاج حبر طباعة كثيف يُستخدم في بناء هياكل العزل. وقال تشو إن خصائص القش من حيث الكثافة المنخفضة والمحدودية الحرارية مما يجعله مثاليًا لتطبيقات البناء والعزل. كما أن هذا الابتكار يسمح باستخدام القش في صناعة أدوات منزلية وقطع أثاث ومنتجات زخرفية، مع إمكانية بناء مصانع قريبة من المزارع لتقليل انبعاثات النقل وتعزيز الاقتصاد المحلي. ومن التحديات التي واجهت الفريق بطء الطابعات التقليدية وصغر نطاقها. غير أن الفريق طوّر طابعة بفوهات متعددة وفتحات عريضة لتوزيع المادة بسرعة وانتظام، مع تصميم نظام يضمن تدفقا مستقرا. وبحسب تشو، فإن هذه الطريقة قابلة للتطوير الصناعي، ويأمل الباحثون في التعاون مع شركاء صناعيين قريبا لاختبار السوق وتحويل الابتكار إلى واقع تجاري. وإذا تم اعتماد قش القمح على نطاق واسع، فسيُقلل ذلك من الانبعاثات والنفايات الزراعية، ويوفر خيارا مستداما واقتصاديا للعزل في قطاع البناء الذي يعد من بين القطاعات ذات الانبعاثات الكربونية العالية.


الجزيرة
منذ 14 ساعات
- الجزيرة
انبعاثات عالمية قياسية للكربون رغم الجهود البيئية
وصلت الانبعاثات الكربونية العالمية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2024، إذ بلغت 40.8 مليار طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المكافئة، على الرغم من النمو الكبير في الطاقة المتجددة والتعهدات المناخية الدولية العديدة بالحياد الكربوني. وتعد الصين والولايات المتحدة والهند أكبر 3 دول من حيث انبعاثات الكربون، إذ تمثل مجتمعة أكثر من نصف الانبعاثات العالمية. وفي حين أظهرت الولايات المتحدة انخفاضات كبيرة منذ عام 2000، شهدت الصين والهند زيادات كبيرة مرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاستمرار في الاعتماد على الوقود الأحفوري. ووفقا ل لمراجعة الإحصائية للطاقة العالمية لعام 2025 التي أصدرها معهد الطاقة (EI) في أواخر شهر يونيو/حزيران، تتوسع الطاقة النظيفة لكنها لا تزال غير قادرة على استبدال الوقود الأحفوري بالقدر اللازم لخفض الانبعاثات الإجمالية، مما يشير إلى أن نمو الطلب العالمي أو الإزاحة الكبيرة للوقود الأحفوري أمر ضروري لانخفاض الانبعاثات. اتجاه مقلق وأكدت المراجعة استمرار الاتجاه المُقلق للتلوث. فرغم الاستثمارات التاريخية في مصادر الطاقة المتجددة وتعهدات تحقيق صافي انبعاثات صفري من جميع الاقتصادات الكبرى، فقد بلغت انبعاثات الكربون العالمية مستوى قياسيا في عام 2024. وتُقسّم المراجعة انبعاثات الكربون إلى فئات، إلا أن المقياس الأكثر شمولًا هو إجمالي مكافئات ثاني أكسيد الكربون التي تشمل الانبعاثات الناتجة عن استخدام الطاقة، والحرق، والعمليات الصناعية، والميثان المرتبط بإنتاج الوقود الأحفوري ونقله وتوزيعه. ويقدم هذا النهج صورة أشمل لإسهام كل دولة في مستويات الكربون الجوي. ورغم أن التغيرات في استخدام الأراضي، مثل إزالة الغابات لم تُدرج، فإن إدراج غاز الميثان -وهو غاز دفيئة أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون- يجعل هذا المقياس أكثر دقة لتأثيره على الغلاف الجوي. وبناء على الدراسة، بلغت انبعاثات الكربون العالمية أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2024، لتصل إلى 40.8 مليار طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. وهذا يمثل ارتفاعا من 40.3 مليار طن متري في عام 2023، بزيادة قدرها 0.5 مليار طن عن العام السابق. ويأتي ذلك على الرغم من الاستثمارات القياسية في مصادر الطاقة المتجددة والتعهدات الجريئة بتحقيق صافي انبعاثات صفري من الدول والشركات على حد سواء. وقد استمر هذا النمو بمعدل ثابت نسبيا منذ عام 2021. وعلى مدار العقد الماضي، زادت الانبعاثات العالمية بنحو 1% سنويا في المتوسط، على الرغم من تزايد قائمة التعهدات الدولية المتعلقة بالمناخ. وشهد عام 2024 نموا قياسيا في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتشير بيانات الانبعاثات بوضوح إلى أن الطاقة النظيفة آخذة في التوسع، ولكن ليس بالسرعة الكافية لمواكبة الطلب العالمي المتزايد على الطاقة. وتبقى أكبر 3 دول مُصدرة للكربون في العالم هي الصين والولايات المتحدة والهند. وتمثل الانبعاثات في هذه الدول مجتمعة أكثر من نصف إجمالي الانبعاثات العالمية. ومع ذلك، فقد سلكت مسارات مختلفة للغاية خلال العقود القليلة الماضية، حسب المراجعة. تناقض الريادة الصينية فعلى الرغم من زيادة عدد السكان بنسبة 37% خلال هذه الفترة، كانت انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة في عام 2024 أقل مما كانت عليه في عام 1990. وعلى مدار العقد الماضي، انخفضت بمعدل سنوي متوسط قدره 1%. ولم تخفض أي دولة انبعاثاتها الكربونية أكثر من هذا المعدل خلال هذا القرن. ومنذ عام 2000، انخفضت انبعاثات الولايات المتحدة بمقدار 913 مليون طن متري، لكن تراجع الرئيس دونالد ترامب عن السياسات المناخية ودعوته للتوسع في الاعتماد على الوقود الأحفوري ينذر بارتفاع في الانبعاثات في المستقبل. وفي المقابل، تضاعفت انبعاثات الكربون في الصين 5 أضعاف منذ عام 1990، إذ ارتفعت بمقدار مذهل بلغ 8.8 مليارات طن متري منذ عام 2000 وحده. ففي عام 2024، أصدرت الصين ما يقارب 12.5 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يقارب 31% من إجمالي الانبعاثات العالمية، وأكثر من إجمالي انبعاثات أميركا الشمالية وأوروبا. ورغم كونها الرائدة عالميا في نشر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تُعد الصين أيضا أكبر مستهلك للفحم في العالم. هذا التناقض -قيادة التوسع في الطاقة النظيفة مع استمرار الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري- يُفسر استمرار ارتفاع انبعاثات الكربون العالمية، حتى مع نمو مصادر الطاقة المتجددة بمعدلات قياسية. كذلك تضاعفت انبعاثات الهند 5 أضعاف منذ عام 1990، بزيادة قدرها 2.2 مليار طن متري منذ عام 2000، لتحتل المرتبة الثانية بعد الصين من حيث النمو المطلق. وفي عام 2024 بلغت انبعاثات الهند 3.3 مليارات طن متري، بزيادة قدرها 24% عن العقد الماضي. وترتبط انبعاثات الهند المتزايدة بالتنمية الاقتصادية، حيث يزداد الطلب على الطاقة. ولا يزال الوقود الأحفوري يُلبي جزءا كبيرا من هذا الطلب. وبشكل عام، تكشف المراجعة عن اختلالات هيكلية أعمق في معدل الانبعاثات. فعلى مدى العقد الماضي شهدت أفريقيا ارتفاعا في الانبعاثات بنسبة 25%، وارتفعت انبعاثات الشرق الأوسط بنسبة 15%، وأضافت منطقة آسيا والمحيط الهادي، التي تضم الصين والهند، أكثر من 9%. وسجلت أميركا الجنوبية والوسطى زيادة قدرها 9.3%، وفي المقابل شهدت أوروبا انخفاضا ملحوظا في الانبعاثات، بمعدل 1.4% سنويا على مدار العقد. وانخفضت انبعاثات الاتحاد الأوروبي إلى 3.7 مليارات طن متري بحلول عام 2024، بانخفاض قدره 15% عن العقد السابق. لكن هذا النجاح يبقى متفاوتا. ففي شرق أوروبا وجنوبها، استقرت الانبعاثات، بل إنها في ازدياد، وأخرت الضغوط الاقتصادية بعض خطط التخلص التدريجي من الفحم. وبينما تُعتبر أوروبا رائدة في مجال المناخ، تُظهر انقساماتها الداخلية صعوبة في الحفاظ على الزخم بين تكتل متنوع من الدول. تعكس هذه الاتجاهات مستويات متفاوتة من طموحات السياسات، ويأتي جزء كبير من نمو الطلب العالمي على الطاقة من دول لا تزال في طور بناء البنية التحتية الأساسية، وتوسيع شبكات النقل، وزيادة الإنتاج الصناعي، وتوسيع الطبقة المتوسطة. كما تشير البيانات إلى أن التحول في مجال الطاقة، الذي رُوّج له بكثافة، لا يزال يسير ببطء شديد، وذلك يحول دون وقف نمو الانبعاثات، إذ تتزايد استخدامات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لكنهما لم تحلا بعد محل الوقود الأحفوري بالمستوى اللازم لخفض إجمالي الانبعاثات.