
انقسامات حكومية محتملة.. نتنياهو يبحث مع بن جفير وسموتريتش "هدنة غزة"
وذكرت "القناة 12" وهيئة البث الإسرائيلية (كان)، أن هذا الاجتماع سيبحث جهود وقف إطلاق النار، علماً أن بن جفير وسموتريتش، المنتميان إلى اليمين المتطرف الإسرائيلي، عارضا صفقتي تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار السابقتين اللتين تم التوصل إليهما مع حركة "حماس". كما هددا بإسقاط الحكومة إذا تم الاتفاق على أي صفقة من شأنها إنهاء الحرب، والإبقاء على "حماس" في السلطة.
وأفادت "كان" بأن نتنياهو يتوقع انسحاب حزب "عوتسما يهوديت" (القوة اليهودية) اليميني المتطرف الذي يقوده بن جفير، من الائتلاف الحكومي في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مع حركة "حماس".
وذكرت هيئة البث، أن نتنياهو يحاول إقناع وزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، بأن أي اتفاق محتمل مع "حماس" لن يؤدي إلى بقاء الحركة مسلحة وفي السلطة في غزة، وذلك بهدف الحفاظ على استقرار حكومته في حال انسحاب بن جفير.
وسبق أن انسحب بن جفير من الحكومة في يناير الماضي احتجاجاً على الاتفاق السابق لوقف إطلاق النار مع "حماس"، قبل أن يعود إلى الحكومة مجدداً في مارس بعد استئناف الحرب.
تمسّك نتنياهو بالسلطة
ونفى مكتب نتنياهو في بيان تقريراً نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الجمعة، والذي اتّهم رئيس الوزراء بإطالة أمد الحرب من أجل البقاء في السلطة.
ووفقاً لـ"نيويورك تايمز"، تعمّد نتنياهو تمديد الحرب في غزة لتحقيق أهدافه السياسية، خاصة لتحسين صورته داخلياً، وضمان بقائه في السلطة.
وذكرت أن نتنياهو جمد اتفاقاً محتملاً للهدنة في غزة، كان من شأنه ضمان إطلاق سراح 30 محتجزاً على الأقل، وذلك تحت ضغط وزير المالية، الذي هدد بإسقاط الحكومة.
وأشارت الصحيفة الأميركية، إلى أن نتنياهو أبلغ القيادي البارز في حزب "يهدوت هتوراة" (الحريدي) موشيه جافني بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران قبل 3 أيام من الضربة الأولى التي نُفذت في 13 يونيو الماضي، في محاولة لثني الأخير عن إسقاط الحكومة بسبب فشلها في إقرار قانون يعفي طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية.
وكان مكتب رئيس الوزراء حذف بياناً أولياً نشره في وقت متأخر الجمعة، قبل أن يعيد نشره مجدداً، السبت، معتبراً أن تقرير "نيويورك تايمز"، "يعيد تدوير مزاعم قديمة تم نفيها منذ فترة طويلة".
وشهد اجتماع مجلس الوزراء السياسي والأمني الإسرائيلي بقيادة نتنياهو، الأسبوع الماضي، لبحث المقترح الأميركي الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، "نقاشاً حاداً وصراخ" بين الوزراء وقادة الجيش.
وأفادت "القناة 14" الإسرائيلية، بأن الاجتماع الذي استمر نحو 5 ساعات، دار جزء منه بنبرة حادة، ورافقه تبادل للصراخ بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ورئيس أركان الجيش إيال زامير.
وذكرت أن نتنياهو "طرق الطاولة، وطالب سموتريتش ورئيس الأركان بتغيير أسلوبهما الشخصي إلى نقاش موضوعي".
وأضافت القناة، أن الوزراء صوتوا لصالح "إنشاء مناطق مساعدات إنسانية تفصل سكان قطاع غزة عن حركة حماس"، فيما دار نقاش محتدم بين رئيس الوزراء ورئيس الأركان بشأن وتيرة تنفيذ الخطة، مشيرة إلى أن "ممثلي الجيش خلقوا صعوبات وحاولوا تأجيل الموعد النهائي، لأسباب منها صعوبات مالية، بينما يزعم الوزراء عدم وجود مثل هذا النقص".
مع ذلك، صوت وزيرا الأمن القومي والمالية، ضد إدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة بالشاحنات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
نتنياهو: إيران سرّعت تخصيب اليورانيوم بعد سقوط حزب الله وأذرعها
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إيران سرّعت تخصيب اليورانيوم بعد سقوط حزب الله وأذرعها. وقال نتنياهو في مقابلة مع "فوكس نيوز"، السبت: "نجحنا في تأخير البرنامج النووي الإيراني لسنوات".


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
الرئيس الإيراني: إسرائيل حاولت اغتيالي.. ومستعدون لاستئناف المفاوضات مع واشنطن
قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، إن إسرائيل حاولت اغتياله، بقصف منطقة كان يجتمع فيها مع عدد من المسؤولين، لكن الهجوم فشل. وأعرب الرئيس الإيراني عن استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات مع واشنطن بشأن برنامج طهران النووي، مشيراً إلى الانفتاح على محادثات بشأن مراقبة دولية لأنشطة طهران النووية، لكنه شدد على أن طهران "لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية"، واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"زرع هذه الفكرة الخاطئة" في أذهان رؤساء الولايات المتحدة. وأضاف الرئيس الإيراني خلال مقابلة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، بُثت الاثنين: "كنت في اجتماع، وكنا نناقش سبل المضي قدماً، وحاولوا قصف المنطقة التي كنا نعقد فيها ذلك الاجتماع". ووفق الرئيس الإيراني، فإن محاولة الاغتيال وقعت قبل أسبوع ونصف، أي قبل أيام من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. ورداً على سؤال بشأن توقعاته لنهاية الحرب بين الولايات المتحدة وإيران، لا سيما بعد ما يبدو أنه فترة توقف، أجاب: "نحن لم نبدأ هذه الحرب، ولا نريد لهذه الحرب أن تستمر بأي شكل من الأشكال". وتابع: "منذ البداية، كان شعار إدارتي الذي ألتزم به دائماً، وهو تعزيز الوحدة الوطنية داخل البلاد، وأيضاً تعزيز السلام والهدوء والصداقة مع دول الجوار ومع بقية دول العالم". برنامج إيران النووي وفيما يتعلق باستعداد طهران للتخلي عن برنامجها النووي مقابل "السلام"، على حد وصف كارلسون، خاصة بعد أن قصفت الولايات المتحدة منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية في إيرانية في 22 يونيو الماضي، شدد بيزشكيان على أن بلاده لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "صنع فكرة خاطئة عن أن إيران تسعى لتطوير قنبلة نووية منذ عام 1984، وأدخل هذه الفكرة في ذهن كل رئيس أميركي منذ ذلك الحين، وجعلهم يعتقدون أننا نرغب في امتلاك قنبلة نووية". وتابع الرئيس الإيراني: "الحقيقة هي أننا لم نكن أبداً نسعى إلى تطوير قنبلة نووية، لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل، لأن هذا خطأ. وهذا الأمر يتعارض مع الفتوى التي أصدرها المرشد الإيراني (علي خامنئي)، لذلك فإنه محرم دينياً علينا السعي وراء (امتلاك) قنبلة نووية". وأردف: "وقد تأكد هذا الأمر دائماً، بفضل تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنهم كانوا دائماً هناك للتحقق من ذلك، وللتأكيد على أننا لم نكن نريد أبداً قنبلة نووية؛ لكن للأسف، تعطل هذا التعاون بسبب الهجمات غير القانونية ضد منشآتنا النووية"، في إشارة إلى الضربات الأميركية على منشآت طهران النووية في يونيو الماضي. بيزشكيان يقر بتضرر المنشآت النووية وبشأن سماح السلطات الإيرانية لدول أخرى بالتحقق من عدم صنع أسلحة نووية، بعد وقف التعاون مع وكالة الطاقة الذرية، أجاب الرئيس الإيراني: "أود أن ألفت انتباهك إلى حقيقة أننا كنا نجري محادثات مع الولايات المتحدة، وقد دعانا رئيس الولايات المتحدة (دونالد ترمب) لإجراء مثل هذه المحادثات من أجل السلام". وأضاف: "أخبرونا خلال عملية المفاوضات والمحادثات أنه طالما لم نعطِ الإذن لإسرائيل، فإنهم لن يهاجموكم. وكنا سنعقد الجولة التالية من المحادثات في وقت قريب للغاية، ولكن في منتصفها نسفت إسرائيل فجأة طاولة المفاوضات. كنا جالسين على طاولة المفاوضات عندما حدث ذلك". وتابع: "بقيامهم بذلك (شن الهجمات) أفسدوا تماماً ودمرواً الجهود الدبلوماسية. وللإجابة على سؤالك فيما يتعلق بالمراقبة أو الإشراف على برنامجنا النووي، أود أن أقول إننا مستعدون لإجراء محادثات بشأنها. نحن لم نكن أبداً الطرف الذي يتهرب من التحقق. نحن مستعدون لإجراء هذه الرقابة". وأكد الرئيس الإيراني، تضرر منشآت بلاده النووية من الضربات الأميركية، مضيفاً: "تضررت الكثير من المعدات والمنشآت بشكل كبير. لذلك، ليس لدينا أي إمكانية للوصول إليها، ولا يمكننا أن نعرف. وفي ظل عدم القدرة على الوصول إلى هناك مرة أخرى، فعلينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث ومدى الضرر الذي لحق بها حتى نتمكن من الانتقال إلى مرحلة الإشراف عليها". وانتقد مسعود بيزشكيان، تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير بشأن إيران، واعتبره "أعطى ذريعة لإسرائيل" في هجماتها على بلاده، مضيفاً: "وحتى بعد ذلك، امتنعت الوكالة عن إدانة هذه الهجمات أو محاولة وقفها بأي شكل من الأشكال، وهذا يتعارض مع القانون الدولي، وأدى ذلك إلى انعدام الثقة على نطاق واسع بين الإيرانيين، والمشرعين الإيرانيين، والرأي العام هنا". إيران تبدي استعدادها لاستئناف المفاوضات مع واشنطن وأعرب بيزشكيان عن استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات النووية مع واشنطن، والتي توقف بسبب الحرب الإسرائيلية، مضيفاً: "يمكن بسهولة تسوية الخلافات والنزاعات مع الولايات المتحدة من خلال الحوار والمحادثات"، مشيراً إلى أن "القانون الدولي سيكون بمثابة إطار أو أساس لصفقة يتم فيها احترام حقوق جميع الأمة الإيرانية". وأجرت الولايات المتحدة وإيران عدة جولات من المفاوضات "غير المباشرة"، بوساطة من سلطنة عمان، بشأن برنامج طهران النووي، لكن الحرب الإسرائيلية على إيران والتي استمرت 12 يوماً، أوقفت تلك المفاوضات، خاصة بعد الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية في يونيو الماضي.


العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
إيران التي تريد السلام والتفاوض
المطالعة الهادئة وكم الرسائل الإيجابية التي وجهها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في حديثه مع تاكر كارلسون المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لم تنحج في التخفيف من حال الحذر الشديد والقلق العميق المسيطرين على الموقف الإيراني من تطورات محتملة قد تشهدها المنطقة، تحديداً إيران، وإمكان أن تتعرض لهجوم إسرائيلي- أميركي جديد. بزشكيان الذي حاول تحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية الهجوم على إيران وأنه استطاع جرّ الطرف الأميركي إلى الدخول المباشر في هذه الحرب، اعتبر أن حرب الـ 12 يوماً كانت "حرب نتنياهو" على طاولة التفاوض، بالتالي فإن العودة لهذه الطاولة بحاجة إلى مزيد من العمل الجاد من أجل إعادة الثقة بهذه الطاولة ونوايا واشنطن الجدية بالتوصل إلى اتفاق واضح وجدي ودائم. مواقف الرئيس الإيراني جاءت عشية الزيارة الثالثة التي يقوم بها نتنياهو إلى واشنطن منذ عودة ترمب للبيت الأبيض، وحاول عبرها تقديم النصيحة إلى نظيره الأميركي بألا يقع في شباك نتنياهو وأهدافه وألا يقدم شعار "نتنياهو أولاً" على شعار "أميركا أولاً"، ويعرض بذلك إمكان التوصل إلى سلام في المنطقة للخطر، إضافة إلى أنه يضع المصالح الأميركية وإمكان الاستثمار في السوق الإيرانية في خطر، خصوصاً أن المرشد الأعلى علي خامنئي أعطى الضوء الأخضر لذلك. وعلى رغم الإشارات الإيجابية من الطرف الإيراني بإمكان العودة للمسار التفاوضي، فإنها لا ترقى إلى مستوى العجلة الأميركية لذلك التي عبّر عنها الرئيس ترمب ومبعوثه إلى المفاوضات ستيف ويتكوف وتوقعاتهما باستئنافها الأسبوع المقبل. فالجانب الإيراني سواء بزشكيان أو وزير خارجيته عباس عراقجي ما زالا، ومعهما منظومة السلطة، عالقين في أزمة انعدام الثقة بالمفاوض الأميركي، وحجم التأثير الذي يملكه نتنياهو في الموقف الأميركي، وأن تكون الرغبة الأميركية هذه مجرد خدعة جديدة قد تتعرض لها إيران. لا شك في أن طهران تراقب وتتابع عن كثب تفاصيل زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض ونتائجها، وتتعامل مع التأكيدات الأميركية بكثير من الحذر والريبة، وأن المحادثات مع نتنياهو لا تتمحور فقط حول ضرورة التوصل إلى إعلان هدنة في الحرب على قطاع غزة، وآلية إتمام الصفقة المرتقبة بين تل أبيب و"حماس"، فلا تسقط من حساباتها وجود بنود سرية في هذه المفاوضات وأن الموضوع الإيراني يشكل أحد المحاور الرئيسة والمفصلية فيها. ويسهم قرار ويتكوف بتأخير التحاقه بجلسات التفاوض غير المباشر الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة بين إسرائيل وحركة "حماس" في رفع منسوب الحذر الإيراني، خصوصاً أن هذا القرار جاء بعد الجلسة الليلية التي جرت بين الرئيس الأميركي ونائبه جي دي فانس من جهة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي من جهة أخرى في المكتب البيضاوي والتي لم تسهم في إنضاج الاتفاق على الهدنة ووقف إطلاق النار. فالاعتقاد الإيراني، وبناء على تجربة الجولات الخمس السابقة من المفاوضات، بأن التركيز الأميركي والإسرائيلي على موضوع الهدنة في غزة، ربما يكون محاولة تضليل وإبعاد الأنظار من الموضوع الأساس والرئيس لمحادثاتهما التي تدور حول إيران، وأن التوصل إلى اتفاق حول الهدنة لا يعني أو لا ينفي مسألة أن إيران تشكل صلب هذه المفاوضات. وترى طهران أن حال عدم اليقين لدى الطرفين (الأميركي والإسرائيلي) من نتائج الضربة العسكرية التي استهدفت البرنامج النووي والقدرات العسكرية للنظام الإيراني، تفرض عليهما إعادة تقويم هذه النتائج ووضع آليات التعامل معها والسيناريوهات المحتملة في المرحلة المقبلة، إضافة إلى التفاهم حول جدول أعمال مشترك يتعامل مع الخطوات المقبلة، بما فيها التنسيق الضروري والمطلوب الذي يخدم الهدف النهائي المتمثل في التخلص من قدرات وطموحات إيران النووية والباليستية التي لا تزال تشكل تهديداً لمفهوم الاستقرار الذي يريدانه. في المقابل، فإن حال الإبهام أو الغموض النووي الذي تمارسه طهران، ومحاولة التماشي مع رغبة الرئيس الأميركي في أن الضربات العسكرية التي تعرضت لها المنشآت النووية الثلاث كانت قاسية وأن الدمار الكبير لا يسمح بالتحقق من حجم الأضرار، أو معرفة ما بقي من قدرات وإمكانات في هذه المواقع، قد تشكل مخرجاً للطرفين للقبول بالنتائج والعودة لتفعيل مسار التفاوض. وتدرك طهران، نظاماً وحكومة، أن المرحلة الجديدة من المفاوضات في حال حصولها، لن تكون كسابقاتها، وقد تشهد مرحلة جدية لاختبار النوايا ومدى رغبة الطرفين في التوصل إلى اتفاق دائم كما يريدان، بخاصة الرئيس الأميركي. بالتالي فإن من المتوقع أن يعطي المرشد الأعلى الإذن بعقد جلسة حوار وتفاوض مباشر بين وزير الخارجية الإيراني والمبعوث الأميركي، تكون بمثابة اختبار من الناحية الإيرانية لجدية الجانب الأميركي في إعادة بناء الثقة وعدم وجود نوايا بممارسة الخداع مرة أخرى، أما بالنسبة إلى الجانب الأميركي فهي فرصة لمعرفة استعداد إيران للتجاوب مع مطلبه في ما يتعلق بمسألة أنشطة تخصيب اليورانيوم. واللقاء المباشر والعلني إذا ما حصل هذه المرة، فمن المرحج أن يكون مفصلياً، فإما أن يفتح الطريق أمام استمرار التفاوض والعمل من أجل عقد اتفاق نهائي ودائم بينهما، وإما أن يعزز المخاوف الإيرانية بالعودة للخيار العسكري، وأن المفاوضات المرتقبة قد تشكل مجرد تأخير في موعد الحرب وليس منع وقوعها. من هنا يبدو أن الجانب الإيراني يسعى إلى حشد دعم وتأييد دولي وإقليمي للمطالب التي يريدها، أقلها الاعتراف بحقه في امتلاك دورة تخصيب سلمي على أراضيه، ولو كانت مؤجلة. وفي الوقت نفسه يعمل على طمأنة الدول الإقليمية، بخاصة الدول العربية، تحديداً الخليجية التي ترصد بقلق، الوضع الهش بين طهران وتل أبيب، من خلال توسيع مشاركتها في المفاوضات التمهيدية مما يسمح لها بالقيام بدور فاعل في تدوير الزوايا والدفع باتجاه ترتيب أوضاع المنطقة على أسس ومعادلات جديدة تقوم على الشراكة الحقيقية وتدفع مسار التنمية والسلام بجدية. ولعل الزيارة التي قام بها عراقجي إلى العاصمة السعودية الرياض واستقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان له يشكلان مؤشراً واضحاً على الحاجة الإيرانية إلى دور سعودي فاعل في المرحلة المقبلة، بخاصة بعدما أدركت طهران أن تعميق علاقاتها العربية والخليجية قد يساعد على تشكّل مظلة لها أمام الضغوط الأميركية.