
ليبيا.. مسارات سياسية معقدة ومساعٍ لتشكيل حكومة جديدة
ودعت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ، الغانية هانا تيتيه، في وقت سابق، إلى التوافق حول خارطة طريق تقود إلى انتخابات، وتفضي إلى تشكيل سلطة تنفيذية موحدة، بهدف إنهاء الانقسام السياسي الذي طال أمده نتيجة التعقيدات الداخلية وتعدد المصالح الدولية.
وفي المقابل، يمضي مجلس النواب ، بالتنسيق مع المجلس الأعلى للدولة، نحو مسار مستقل لتشكيل حكومة جديدة، بينما يتمسك رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي ، بحق تسمية رئيس الحكومة بالاستناد إلى التعديل الدستوري الحادي عشر، وهو ما يعمق من حالة التنازع على الشرعية بين هذه الأجسام الثلاثة.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، تتقاطع 4 سيناريوهات رئيسية أمام مستقبل السلطة التنفيذية، الأول مسار ترعاه الأمم المتحدة ، يقود إلى تشكيل حكومة جديدة تحظى باعتراف دولي.
أما المسار الثاني، فيقضي بتشكيل حكومة محلية بالتوافق بين مجلسي النواب والدولة، فيما يعتمد المسار الثالث مبادرة المجلس الرئاسي التي تستند إلى التعديل الدستوري الأخير.
كما يهدف المسار الرابع لاستمرار حكومة عبد الحميد الدبيبة ، كأمر واقع في غياب توافق على بديل لها.
أزمة قانونية تعرقل التوافق السياسي
ويرى أستاذ القانون الليبي، راقي المسماري، أن الأزمة الحالية لا تقتصر على الخلافات السياسية، بل تمتد إلى غياب الإطار القانوني الواضح الذي ينظم عملية تشكيل أو تغيير الحكومة.
وقال المسماري في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "العاصمة طرابلس تشهد اليوم مرونة سياسية أكبر، نتيجة تفكك التحالفات القديمة، ما قد يخلق مناخا ملائما للتوافق".
وأكد المسماري على أن الإشكال الجوهري يبقى قانونيا، موضحا أن "الحكومة الحالية نالت الثقة من مجلس النواب، لكنها جاءت في الأصل عبر مسار حوار سياسي رعته الأمم المتحدة في جنيف ، وهو ما يطرح تساؤلات معقدة حول آلية سحب الثقة منها".
وأضاف أن "الإعلان الدستوري المؤقت تعرض لثلاثة عشر تعديلا، ما جعله يتضارب مع اتفاق الصخيرات من جهة، واتفاق جنيف من جهة أخرى. ففي حين يشترط الأول التوافق بين مجلسي النواب والدولة، منح الثاني سلطة تشكيل الحكومة للجنة الحوار السياسي، ما خلق ارتباكا قانونيا حادا حول الجهة التي تملك القرار النهائي".
وخلص المسماري إلى أن إطلاق حوار سياسي جديد برعاية أممية قد يمثل المخرج الوحيد، بشرط أن تنبثق عنه حكومة تحظى باعتراف من مجلس الأمن الدولي، على غرار حكومة الوحدة الوطنية عام 2021.
عضو المجلس الأعلى للدولة، أحمد همومة، أكد أن تشكيل حكومة جديدة من دون دعم دولي مصيره الفشل، مستدلا بتجربة حكومة، فتحي باشاغا ، التي لم تنجح في دخول طرابلس أو الحصول على اعتراف دولي.
وأوضح همومة في تصريحه لـموقع "سكاي نيوز عربية" أن بعثة الأمم المتحدة تبقى الجهة الوحيدة القادرة على جمع الفرقاء الليبيين حول حكومة جديدة، مؤكدا أن تجاوز المسار الأممي لن يؤدي إلى نتيجة تُذكر.
ووفق همومة فإن الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن اعتماد الحكومة الجديدة سيكون عاملا حاسما في إنجاحها، وتمكينها من توحيد المؤسسات، وإنقاذ الاقتصاد من الانهيار. محذرا من أن أي تجاهل لهذا المسار قد يؤدي إلى تكرار الأزمة وإعادة إنتاج الانقسام ذاته.
فوضى السلاح
بالنسبة للوضع الأمني، يرى عضو مجلس النواب، محمد عامر العباني، أن أي حكومة جديدة ستظل رهينة لسلطة الميليشيات ما لم يتم التعامل بجدية مع ملف السلاح.
واعتبر العباني في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن استمرار فوضى السلاح وسطوة الجماعات المسلحة يجعل من أي عملية سياسية مجرد حبر على ورق، لأن الحكومة تحتاج إلى أدوات قوة حقيقية لفرض سيادتها وتنفيذ قراراتها.
وأشار العباني إلى ضرورة دعم الأمم المتحدة لأي حكومة تنبثق عن توافق بين مجلسي النواب والدولة، شرط أن تحظى بقبول شعبي، معتبرا أن بناء جيش موحد هو الأساس لاستقرار البلاد واستعادة هيبة الدولة.
رهينة الصراع الدولي
الخبير السياسي الليبي، عز الدين عقيل، ربط تعقيد الأزمة الليبية بالتشابكات الإقليمية والدولية، خصوصا في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
وحول ذلك، قال عقيل لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ليبيا "باتت ورقة مساومة في الصراع بين القوى الكبرى"، معتبرا أن أي حل حقيقي "لن يتحقق إلا في إطار تسوية جيوسياسية شاملة".
وحذر عقيل من أن غياب التوافق الدولي حول مستقبل ليبيا قد يحوّلها إلى ساحة صراع بالوكالة في حال تفاقم التوتر بين هذه القوى، واصفا الوضع القائم بأنه نتيجة "كارثة سياسية كبرى" هدفها إدامة الفوضى ومنع قيام دولة موحدة، معتبرا الخلاف على الحكومة "تجليا لصراع أعمق يدور حول النفوذ في المنطقة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صقر الجديان
منذ 32 دقائق
- صقر الجديان
مستشار بالدعم السريع يرفض مقترح هدنة إنسانية بالفاشر
بورتسودان – صقر الجديان قال المستشار في قوات الدعم السريع الباشا طبيق إن أي حديث عن هدنة إنسانية بالفاشر هي محاولة من الجيش لإدخال الأسلحة لقواته المحاصرة بعاصمة ولاية شمال دارفور. وهذا أول رد فعل من قوات الدعم السريع على مقترح الهدنة الإنسانية بالفاشر. وفي وقت سابق من اليوم قال إعلام مجلس السيادة السوداني إن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وافق على مقترح من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش لاقرار هدنة إنسانية لمدة أسبوع بالفاشر لإيصال المساعدات الإنسانية. وغرد طبيق على حسابه في منصة اكس إن 'الحديث عن هدنة إنسانية مؤقتة في الفاشر هو محاولة يائسة من البرهان لإدخال ذخائر ومواد غذائية إلى مليشياته المحاصرة داخل مدينة الفاشر التي تلتقط أنفاسها الأخيرة بعد أن فشلت كل محاولاتهم العسكرية عبر متحرك الصياد الذي تم سحقه وتدميره في مدينة الخوي'. وأضاف طبيق أن هذه الهدنة لا علاقة لها بالعمل الإنساني، كما أن ما تقوم به قوات تأسيس من فتح للمسارات الآمنة وتأمين خروج المواطنين من مدينة الفاشر هي الخطوات الجادة لإخراج المواطنين من الجيش والحركات المتحالفة معه والتي تستخدمهم دروعا بشرية طيلة الفترة الماضية لتأخير سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر. ودعا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في الحقل الإنساني للتواصل المباشر مع قوات تأسيس والوكالة السودانية للمساعدات الإنسانية – ذراع إنساني لقوات الدعم السريع – للتنسيق حول كيفية توصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين في المناطق الآمنة خارج الفاشر، وأن لا تستجيب لدعوات الهدنة المفخخة – حسب تعبيره -.


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
«علاقتي مع كيم جيدة».. ترامب يعد بحل النزاع مع كوريا الشمالية
تم تحديثه السبت 2025/6/28 12:26 م بتوقيت أبوظبي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيعمل على «حل النزاع مع كوريا الشمالية»، مؤكداً وجود علاقة جيدة تجمعه بزعيمها كيم جونغ أون رغم الجمود الدبلوماسي الذي يخيّم على العلاقات منذ سنوات. وخلال فعالية بالبيت الأبيض، الجمعة، أضاء ترامب على «جهوده العالمية لحل النزاعات»، وتلقى سؤالًا من الصحفيين حول ما إذا كان قد بعث برسالة إلى كيم، في ظل تقارير أفادت برفض كوريا الشمالية استلامها. ورغم تجنّب الإجابة المباشرة، قال ترامب: «تربطني علاقة جيدة مع كيم جونغ أون، وأتفق معه تماماً. لذا سنرى ما سيحدث»، مضيفاً: «إذا كان هناك نزاع، فلن يرتبط بنا. أعتقد أننا سنعمل على حلّ الأمر». وكان موقع «NK News» المتخصص في الشأن الكوري الشمالي، ومقره سيول، قد أفاد هذا الشهر بأن وفد بيونغ يانغ لدى الأمم المتحدة رفض مرارًا استلام رسالة من ترامب موجّهة إلى كيم. يُذكر أن الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي عقدا ثلاث قمم تاريخية خلال الولاية الأولى لترامب (2017-2021)، تبادلا خلالها رسائل وصفها ترامب بـ«الجميلة»، لكن المفاوضات انهارت لاحقًا بسبب إصرار واشنطن على نزع السلاح النووي بالكامل. وفي ولايته الثانية، أقرّ ترامب بأن كوريا الشمالية باتت «قوة نووية»، فيما قال البيت الأبيض في 11 يونيو/حزيران الجاري إن الرئيس «يرحب بالتواصل مجددًا» مع كيم، دون تأكيد رسمي لإرسال رسالة جديدة. من جهتها، لم تُبدِ كوريا الشمالية أي رغبة في استئناف الحوار منذ فشل المسار الدبلوماسي عام 2019، بل زادت من وتيرة تطوير برامجها النووية والصاروخية، كما وثّقت علاقاتها العسكرية مع موسكو عبر دعم مباشر للحرب الروسية في أوكرانيا، عبر تزويدها بأسلحة وجنود، بحسب تقارير غربية. aXA6IDMxLjU5LjEyLjI0IA== جزيرة ام اند امز GB


البوابة
منذ 6 ساعات
- البوابة
جروسي لـ CBS: أرجح نقل إيران لجزء من اليورانيوم المخصب قبل الضربات الأمريكية
قال رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مقابلة مع قناة (CBS)، إنه يرجح أن إيران قد نقلت جزءًا من اليورانيوم المخصب قبل تنفيذ أي ضربات أمريكية. الولايات المتحدة تؤكد أنها لا تزال ملتزمة بالسعي للتوصل لاتفاق مع الحكومة الإيرانية أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تزال ملتزمة بالسعي للتوصل إلى اتفاق مع الحكومة الإيرانية. وأكدت أن الجهود الدبلوماسية مستمرة في محاولة للوصول إلى حلول سلمية تضمن استقرار المنطقة. واشنطن لمجلس الأمن: الضربات ضد إيران دفاع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة أكدت الولايات المتحدة الأمريكية في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي أن الضربات العسكرية التي نفذتها ضد إيران جاءت في إطار الدفاع عن النفس، مشيرة إلى أن هذه العمليات تمت بموجب ميثاق الأمم المتحدة. ووفقًا للرسالة الأمريكية، كان الهدف الأساسي من هذه الضربات هو تدمير قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم، وذلك ضمن مساعي الولايات المتحدة لضمان عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال كلمه له أن إيران أبدت رغبتها في عقد اجتماع مع الولايات المتحدة. ترامب: نجحنا في التوصل إلى اتفاق بين الهند وباكستان وبين إيران وإسرائيل وتحدث ترامب عن نجاحاته الدبلوماسية، حيث أكد أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الهند وباكستان، بالإضافة إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل. وأضاف ترامب أنه تم التأكد من عدم قدرة إيران على إيذاء أي دولة، موضحًا أن الولايات المتحدة نجحت في إزالة التهديدات النووية في المنطقة. وأكد ترامب أن التهديد النووي الإيراني تم القضاء عليه بشكل كامل، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد دمرت المنشآت النووية الإيرانية ومنعت طهران من امتلاك سلاح نووي. كما تحدث عن دقة الضربات الأمريكية التي استهدفت أهداف داخل إيران.