logo
لكي نضمن مقعداً على طاولة «التفاهمات» القادمة

لكي نضمن مقعداً على طاولة «التفاهمات» القادمة

رؤيا نيوزمنذ 17 ساعات
‏يبدو أن ملامح الشرق الاوسط الجديد بدأت تتشكل؛ القوة العسكرية المفرطة التي تم استخدامها، على مدى نحو عامين، استنفدت أغراضها، لكنها فرضت وقائع (حقائق) على الأرض، وقد حان الوقت لكي تتحرك ماكينة السياسة لتثبيت هذه الوقائع بمنطق «جني» الأرباح، أو تقسيم الغنائم، غداً (الاثنين ) يجلس ترامب مع نتنياهو على الطاولة، وبالتنسيق ‏مع بعض الأطراف في المنطقة سيتم ترسيم حدود النفوذ، وتوزيع الأدوار، «وعد» ترامب سيكون بمثابة «وعد بلفور» جديد، عنوانه نزع صفة الاحتلال عن اسرائيل وإعلان سيادتها الكاملة على فلسطين.
‏ما حدث منذ 7 أكتوبر وحتى الهدنة التي من المتوقع الإعلان عنها في واشنطن، لم يكن صدفة أبداً، لقد جرى التخطيط له ثم تنفيذه وصولاً إلى هذه اللحظة التاريخية، البعض بيننا يفهم ما جرى بمنطق الرغبات، ويرد عليه بالانفعال، ويفسره بالنصوص الدينية والتاريخية، ثم يتعامل معه وكأننا انتصرنا، أو مهدنا الطريق لانتصارات قادمة، لكن الواقع، للأسف، عكس ذلك تماماً، المشروع الصهيوني، في هذه الجولة، تمدد بما يكفي لتحقيق (حلم) إسرائيل الكبرى، الهيمنة، أولا، على المنطقة، وانتزاع يهودية الدولة، ثم فرض التطبيع بدون أي مقابل، القوة هذه المرة فرضت «السلام»، كما تراه تل أبيب، بلا شروط.
‏يمكن أن ندقق في الخريطة لتتكشف أمامنا صورة الواقع، إيران خرجت من المنطقة ومن معادلات الردع، سوريا تحولت إلى حديقة خلفية تعبث بها دبابات الاحتلال، العراق يبحث عن التعافي من سطوة بقايا العصائب الإيرانية، لبنان يلملم أوراقه وأسلحته بحثاً عن النجاة، مصر تناور على جبهات التهديد التي تحيط بها، وثمة من يدفع لإخراجها من معادلات (الدور)، النظام العربي لفظ أنفاسه الأخيرة، وحدها الشقيقة السعودية تحاول أن تضبط ساعة المنطقة على توقيت توازنات، وربما تسويات، تخرج المنطقة من رعب الصراعات والحروب إلى استراحة ولو مؤقتة.
‏أمام هذا الواقع تبدو الخيارات أمام بلدنا ضيقة، صحيح نجونا، طيلة العاملين المنصرفين، من ويلات الحرب وتداعياتها، الدولة، الآن، أقوى والمجتمع يتمتع بقدر من العافية، صحيح، أيضاً، لنا أدوار يمكن الاعتماد عليها إذا تمكنا من ترسيخ معادلة المصالح العليا، وتجاوزنا حمل أعباء ثقيلة يُراد لنا أن نحملها من إرث التاريخ والجغرافيا، لكن الصحيح، أيضا، أننا أمام وقائع لابد أن نحسم أسئلتها بإجابات واضحة وحازمة، أهمها سؤال العلاقة مع ملف التحولات التي طرأت على القضية الفلسطينية، خاصة بما يتعلق بالضفة الغربية، أعرف أننا نرفض التهجير والوطن البديل والتوطين، لكن ما يجب أن نعرفه هو كيف نواجه ذلك، وكيف نحمي بلدنا من أي محاولة تستهدف فرض حلول قادمة على حسابنا؟
‏لدينا مع تل أبيب أزمة عميقة، وخطوطنا مع واشنطن، بسبب هذه الأزمة، تحتاج إلى ترميم، الضفة الغربية ستكون في المرحلة القادمة ساحة لتصفية حسابات ما بعد الحرب، نحن معنيون بما سيجري فيها، ربما لا يكون التهجير القسري وارداً، لكن أكيد سيكون أمامنا قائمة استحقاقات ومطالب، نحتاج معها إلى خطوات استباقية، أقصد المواجهة السياسية والاشتباك مع كافة الأطراف، ومع تل أبيب تحديداً، نحن في موقع قوة يسمح لنا أن نخترق، سياسياً، هذه الجبهات، لكي نضمن أمن بلدنا ومصالحه واستقراره، ولكي نحجز مقعداً على طاولة «التفاهمات» في المرحلة القادمة. أما كيف؟ هذا يحتاج إلى كلام آخر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

#عاجل.. مجلس الوزراء يقرِر حلّ المجالس البلدية والمحافظات وأمانة عمَّان الكبرى
#عاجل.. مجلس الوزراء يقرِر حلّ المجالس البلدية والمحافظات وأمانة عمَّان الكبرى

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

#عاجل.. مجلس الوزراء يقرِر حلّ المجالس البلدية والمحافظات وأمانة عمَّان الكبرى

قرَّر مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها اليوم الأحد، برئاسة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسَّان، حلّ المجالس البلديَّة، ومجالس المحافظات ومجلس أمانة عمَّان الكبرى اعتباراً من يوم غد الموافق للسابع من تموز 2025م. ويأتي القرار في إطار سعي الحكومة لتحديث حزمة التشريعات والأنظمة الخاصة بالإدارة المحلية والعمل البلدي، إنفاذاً والتزاماً بما تعهدت به الحكومة في بيانها الوزاري، حيث بدأت الحوار بهذا الشأن مطلع شهر حزيران الماضي من خلال عقد اجتماعات متتالية لمناقشة توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية حول الإدارة المحلية، وستستمرّ هذه الاجتماعات والحوارات خلال الفترة المقبلة. وتركِّز هذه الاجتماعات على مقترحات تشريعيَّة لتجويد العمل البلدي والمحلي، وتعزيز الشفافية والحوكمة المالية والإداريَّة، ومواجهة التحدِّيات التي تعترض العمل البلدي، وترسيخ مبدأ الحوكمة الرشيدة بهدف تطوير الخدمات المقدَّمة للمواطنين. ويهدف قرار حل المجالس البلدية ومجالس المحافظات ومجلس أمانة عمَّان الكبرى إلى ترسيخ مبدأ الشفافية والنزاهة والحفاظ على الحياد قبل إجراء الانتخابات المقبلة.

وزير الخارجية ورئيس البرلمان العربي يؤكدان أهمية حل الأزمات التي تواجه العالم العربي
وزير الخارجية ورئيس البرلمان العربي يؤكدان أهمية حل الأزمات التي تواجه العالم العربي

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

وزير الخارجية ورئيس البرلمان العربي يؤكدان أهمية حل الأزمات التي تواجه العالم العربي

استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الأحد، رئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي ووفدًا برلمانيًّا عربيًّا مرافقًا له في لقاء بحث سبل تعزيز العمل العربي المشترك والأوضاع في المنطقة. وأكّد الصفدي واليماحي ضرورة تفعيل مجالات العمل العربي المشترك، وتعميق التعاون والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، وخدمة القضايا والمصالح العربية بما ينعكس على تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة التي تلبي تطلعات الشعوب العربية. كما أكّد الصفدي دعم المملكة لجهود البرلمان العربي وتعزيز دوره في خدمة القضايا العربية، مُثمّنًا جهود البرلمان العربي في الدفاع عن القضايا والمصالح العربية إزاء التحديات الإقليمية، وخصوصًا مواقفه الثابتة في الدفاع عن القضية الفلسطينية. وجدّد الصفدي التأكيد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها العدوان، والتوصل لوقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة عبر الجهود المصرية والقطرية والأمريكية التي تدعمها المملكة. وشدّد الصفدي على ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية اللا شرعية وغير القانونية في الضفة الغربية المحتلة التي تقوض حل الدولتين وكل فرص تحقيق السلام العادل والدائم. كما أكّد الصفدي ضرورة دعم الحكومة السورية في جهودها المستهدفة إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها وتحفظ حقوق شعبها وتعيد لسوريا دورها الرئيس في العمل العربي المشترك. وأكّد الصفدي واليماحي أهمية العمل العربي المشترك في حل الأزمات التي تواجه العالم العربي، وتعزيز التعاون في جميع المجالات. وثمّن اليماحي دور المملكة والجهود التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني في تعزيز التضامن العربي وخدمة القضايا والمصالح العربية.

الرزاز ضيفاً على منتدى ديوان آل لتل الفكري والثقافي
الرزاز ضيفاً على منتدى ديوان آل لتل الفكري والثقافي

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا نيوز

الرزاز ضيفاً على منتدى ديوان آل لتل الفكري والثقافي

يستضيف منتدى ديوان ال لتل الفكري والثقافي رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عمر الرزاز في لقاء بعنوان 'انعاكاسات التطورات الدولية على الساحة الإقليمية والمحلية '. وذلك في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء 9 تموز في مقر ديوان ال التل بمدينة اربد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store