
التيليغراف: السعودية تمضي نحو منافسة دبي بإصلاحات عقارية غير مسبوقة
ويُتوقع أن تُحدث هذه الخطوة تحولاً جذريًا في السياسات العقارية للمملكة، لا سيما أنها تأتي في سياق استراتيجية 'رؤية 2030' التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرامية إلى تنويع الاقتصاد السعودي وجعله أكثر جذبًا للاستثمارات الأجنبية.
ولم تُعلن السلطات بعد عن كامل تفاصيل النظام الجديد، لكن المؤشرات الأولية توحي بأنه سيقتصر في مرحلته الأولى على الرياض وجدة. كما أشارت التلغراف إلى احتمالية فتح المجال لاحقًا لتملك الأجانب في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة بشروط تنظيمية خاصة، وهو ما قد يستقطب مسلمي الشتات الراغبين في تملك عقار بالقرب من الأماكن المقدسة.
تحول في المشهد العقاري
ووصفت شركة المحاماة الدولية BCLP هذه الخطوة بأنها 'تطور كبير في السياسات'، مشيرة إلى أنها ستسهم في تعميق أسواق المال السعودية وتعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية، في ظل توجّه المملكة للتحول إلى مركز إقليمي ريادي في مجالات السياحة والرياضة والثقافة.
المحلل في 'كابيتال إيكونوميكس'، جيمس سوانستون، أشار إلى أن هذه السياسة تتبع نمطًا مشابهًا لما قامت به الإمارات وقطر سابقًا، حيث أدت إلى 'تدفّق الأجانب على سوق العقارات، وخاصة في دبي'.
وتُظهر بيانات التعداد السكاني لعام 2022 أن نحو 40% من سكان السعودية البالغ عددهم 35 مليون نسمة هم من الأجانب، معظمهم من دول آسيوية وعربية.
وتبلغ أعداد المقيمين البريطانيين في المملكة نحو 30 ألفًا، وفق تقديرات حديثة، وهي نسبة لا تزال متواضعة مقارنة بأكثر من 200 ألف بريطاني يقيمون في دبي وحدها.
ورغم الترحيب بهذه الخطوة، أعربت بعض الجهات عن القلق من أن يؤدي هذا الانفتاح إلى تضخم أسعار العقارات على نحو مماثل لما حدث في دبي، حيث قفزت الأسعار بنحو 60% منذ عام 2022.
وتشير أرقام رسمية إلى أن أسعار العقارات السكنية في الرياض وحدها ارتفعت بنسبة 52% منذ عام 2021، في حين قفزت الأسعار على المستوى الوطني بمعدل 25% خلال السنوات الأربع الماضية.
ويبدو أن المملكة تسعى إلى تحقيق توازن بين جذب المستثمرين الأجانب وتجنب المضاربة العقارية، خاصة في ظل محدودية نمو الدخل الحقيقي للمواطنين.
ولهذا، قد يكون التوسع الأولي للسياسة الجديدة محصورًا في مناطق مدروسة بدقة لتفادي طفرة سعرية غير مستدامة.
ووفقاً لوسائل إعلام محلية، فإن تسهيل تملك الأجانب للعقارات قد يُسهم في تحويل توجه المغتربين من العمل المؤقت إلى الإقامة طويلة الأمد، بدلًا من جمع الرواتب المعفاة من الضرائب والمغادرة بعد سنوات قليلة.
ومع أن معظم الأجانب العاملين في المملكة يُمنحون سكنًا ضمن حزم التوظيف، فإن السماح لهم بتملك عقارات قد يغير ديناميكيات السوق العقارية، خصوصًا إذا ما ترافقت هذه التغييرات مع تسهيلات إضافية في الإقامة والإقامة الدائمة.
وتقدّر أسعار العقارات السكنية الفاخرة في الرياض بنحو 15,000 ريال سعودي للمتر المربع، أي ما يعادل 2,900 جنيه إسترليني، بينما يبلغ المتوسط في دبي حوالي 20,000 درهم إماراتي (4,000 جنيه إسترليني)، بحسب ما أوردت التلغراف، ما يجعل السوق السعودي أكثر تنافسية من حيث السعر حتى الآن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن الخليجية
منذ 2 ساعات
- الوطن الخليجية
السعودية تطلب من شركات استشارية مراجعة جدوى مشروع 'ذا لاين'
السعودية تطلب من شركات استشارية مراجعة جدوى مشروع 'ذا لاين' صندوق الاستثمارات العامة يطلب تقييمًا جديدًا لمستقبل المدينة المستقبلية في نيوم طلبت المملكة العربية السعودية من عدد من الشركات الاستشارية إجراء مراجعة دقيقة لخططها المتعلقة ببناء مدينة 'ذا لاين'، المشروع الطموح الذي يمتد على طول 170 كيلومترًا بمحاذاة ساحل البحر الأحمر، ويُعد أحد أعمدة مشروع نيوم ومبادرة 'رؤية 2030' التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وذكرت وكالة بلومبيرغ، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي أوكل إلى شركات خارجية مهمة تقييم جدوى المشروع الضخم الذي طُرح كمدينة خالية من السيارات والشوارع والانبعاثات الكربونية، وقادرة على استيعاب مليون ونصف نسمة بحلول عام 2030. إلا أن مراجعات داخلية وتقديرات رسمية لاحقة كشفت عن خفض التوقعات بشكل حاد، مع تقديرات جديدة تشير إلى أن عدد السكان قد لا يتجاوز 300 ألف نسمة بحلول الموعد ذاته، وأن جزءًا بسيطًا فقط من المشروع – نحو 2.4 كيلومتر – قد يتم إنجازه بحلول نهاية العقد. وكانت صحيفة 'فايننشال تايمز' قد أفادت في وقت سابق من هذا العام بأن المشروع يخضع لـ'مراجعة شاملة'، يقودها حاليًا المدير التنفيذي الجديد لنيوم، أيمن المديفر، الذي تولى المنصب في نوفمبر بعد خروج نظمي النصر، الرئيس التنفيذي السابق، عقب سلسلة من الانتقادات لإدارته. وقد شكّلت 'ذا لاين' منذ إعلانها في عام 2021 حجر الأساس في الخطاب الطموح للمملكة نحو اقتصاد ما بعد النفط، وقدّم ولي العهد السعودي المشروع على أنه نقلة نوعية في شكل المدن المستقبلية، مدعومًا بفيديو ترويجي يقارن بين اختراعات القرن العشرين وتساؤله الشهير: 'ماذا بعد؟'. ووعد المشروع بتوفير جميع الخدمات اليومية لسكانه خلال مسافة خمس دقائق سيرًا، وسفر داخلي لا يتجاوز 20 دقيقة بين طرفي المدينة عبر قطار فائق السرعة، إلى جانب خلق 380 ألف فرصة عمل وضخ نحو 48 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي. لكن الضغوط الاقتصادية بدأت تلقي بظلالها على الطموحات العمرانية الكبرى. فرغم الانفتاح الاجتماعي والاقتصادي اللافت الذي شهدته المملكة، بما في ذلك السماح للأجانب بتملك العقارات، لا تزال الإيرادات النفطية تشكل 61% من ميزانية الدولة بحسب بيانات 2025، بينما بقي سعر خام برنت دون 70 دولارًا للبرميل طوال معظم العام، ما أثار قلقًا متزايدًا بشأن القدرة على تمويل المشاريع العملاقة. وتعمقت هذه المخاوف مع تحذير بنك 'غولدمان ساكس' في أبريل الماضي من 'عجز كبير جدًا' في الموازنة، مشيرًا إلى ضرورة تقليص بعض المشاريع الضخمة. وترافقت هذه التوصيات مع تقارير عن خطوات سعودية مفاجئة ضمن تحالف 'أوبك+' لزيادة الإنتاج النفطي، في محاولة لمعاقبة بعض الأعضاء المتجاوزين لحصصهم، ما أدى إلى زيادة الضغط على الأسعار بدلًا من دعمها. في السياق نفسه، كشفت 'وول ستريت جورنال' عن تحديات إدارية داخل نيوم، أبرزها مغادرة عدد من المديرين التنفيذيين، من بينهم أجانب تورطوا في تصريحات مسيئة ثقافيًا ودينيًا، أحدهم وصف نساء الخليج بأنهن 'متحولات جنسيًا'، وآخر أدلى بتصريحات ضد الإسلام. كما نُقل عن نظمي النصر سابقًا قوله إنه يدير موظفيه 'كأعوان'، مضيفًا: 'عندما يسقطون موتى، أحتفل. هكذا أُنجز مشاريعي'. ورغم هذه التحديات، لا تزال السعودية متمسكة بمسار التحول الاقتصادي الشامل، لكن الخطط الواقعية قد تفرض تعديلًا على بعض المشاريع الأكثر طموحًا، ومنها 'ذا لاين'، في ظل الحاجة الملحّة لتحقيق توازن بين الرؤية المستقبلية والقيود المالية المتزايدة.


الوطن الخليجية
منذ يوم واحد
- الوطن الخليجية
التيليغراف: السعودية تمضي نحو منافسة دبي بإصلاحات عقارية غير مسبوقة
في خطوة لافتة ضمن مساعيها الطموحة لتصبح مركزًا إقليميًا ينافس دبي، تعتزم المملكة العربية السعودية السماح للأجانب بتملك العقارات في مدن رئيسية، وعلى رأسها العاصمة الرياض ومدينة جدة الساحلية، ابتداءً من يناير المقبل، بحسب ما أفادت به صحيفة التلغراف البريطانية. ويُتوقع أن تُحدث هذه الخطوة تحولاً جذريًا في السياسات العقارية للمملكة، لا سيما أنها تأتي في سياق استراتيجية 'رؤية 2030' التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرامية إلى تنويع الاقتصاد السعودي وجعله أكثر جذبًا للاستثمارات الأجنبية. ولم تُعلن السلطات بعد عن كامل تفاصيل النظام الجديد، لكن المؤشرات الأولية توحي بأنه سيقتصر في مرحلته الأولى على الرياض وجدة. كما أشارت التلغراف إلى احتمالية فتح المجال لاحقًا لتملك الأجانب في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة بشروط تنظيمية خاصة، وهو ما قد يستقطب مسلمي الشتات الراغبين في تملك عقار بالقرب من الأماكن المقدسة. تحول في المشهد العقاري ووصفت شركة المحاماة الدولية BCLP هذه الخطوة بأنها 'تطور كبير في السياسات'، مشيرة إلى أنها ستسهم في تعميق أسواق المال السعودية وتعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية، في ظل توجّه المملكة للتحول إلى مركز إقليمي ريادي في مجالات السياحة والرياضة والثقافة. المحلل في 'كابيتال إيكونوميكس'، جيمس سوانستون، أشار إلى أن هذه السياسة تتبع نمطًا مشابهًا لما قامت به الإمارات وقطر سابقًا، حيث أدت إلى 'تدفّق الأجانب على سوق العقارات، وخاصة في دبي'. وتُظهر بيانات التعداد السكاني لعام 2022 أن نحو 40% من سكان السعودية البالغ عددهم 35 مليون نسمة هم من الأجانب، معظمهم من دول آسيوية وعربية. وتبلغ أعداد المقيمين البريطانيين في المملكة نحو 30 ألفًا، وفق تقديرات حديثة، وهي نسبة لا تزال متواضعة مقارنة بأكثر من 200 ألف بريطاني يقيمون في دبي وحدها. ورغم الترحيب بهذه الخطوة، أعربت بعض الجهات عن القلق من أن يؤدي هذا الانفتاح إلى تضخم أسعار العقارات على نحو مماثل لما حدث في دبي، حيث قفزت الأسعار بنحو 60% منذ عام 2022. وتشير أرقام رسمية إلى أن أسعار العقارات السكنية في الرياض وحدها ارتفعت بنسبة 52% منذ عام 2021، في حين قفزت الأسعار على المستوى الوطني بمعدل 25% خلال السنوات الأربع الماضية. ويبدو أن المملكة تسعى إلى تحقيق توازن بين جذب المستثمرين الأجانب وتجنب المضاربة العقارية، خاصة في ظل محدودية نمو الدخل الحقيقي للمواطنين. ولهذا، قد يكون التوسع الأولي للسياسة الجديدة محصورًا في مناطق مدروسة بدقة لتفادي طفرة سعرية غير مستدامة. ووفقاً لوسائل إعلام محلية، فإن تسهيل تملك الأجانب للعقارات قد يُسهم في تحويل توجه المغتربين من العمل المؤقت إلى الإقامة طويلة الأمد، بدلًا من جمع الرواتب المعفاة من الضرائب والمغادرة بعد سنوات قليلة. ومع أن معظم الأجانب العاملين في المملكة يُمنحون سكنًا ضمن حزم التوظيف، فإن السماح لهم بتملك عقارات قد يغير ديناميكيات السوق العقارية، خصوصًا إذا ما ترافقت هذه التغييرات مع تسهيلات إضافية في الإقامة والإقامة الدائمة. وتقدّر أسعار العقارات السكنية الفاخرة في الرياض بنحو 15,000 ريال سعودي للمتر المربع، أي ما يعادل 2,900 جنيه إسترليني، بينما يبلغ المتوسط في دبي حوالي 20,000 درهم إماراتي (4,000 جنيه إسترليني)، بحسب ما أوردت التلغراف، ما يجعل السوق السعودي أكثر تنافسية من حيث السعر حتى الآن.


الرأي
منذ 2 أيام
- الرأي
جيوكيريس يواجه إجراءات تأديبية... من سبورتينغ لشبونة
يواجه المهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس، إجراءات تأديبية من ناديه سبورتينغ لشبونة، بطل الدوري البرتغالي لكرة القدم، لتخلّفه عن الموعد النهائي المُحدّد للانضمام إلى التدريبات استعداداً للموسم الجديد. وكان جيوكيريس، الذي يرغب في الانتقال إلى أرسنال الإنكليزي، قد طُلب منه الانضمام إلى بقية الفريق، مساء السبت. ولم يكن غياب جيوكيريس مفاجئاً، إذ أبلغ الدولي السويدي النادي بنيته عدم العودة استعداداً للموسم. ويُبدي سبورتينغ أملاً ضئيلاً في إتمام صفقة مع أرسنال نهاية هذا الأسبوع، فيما يعتزم تغريم جيوكيريس ما لم يُقدّم مبرّراً لغيابه. بطل البرتغال، الذي سجّل له جيوكيريس 54 هدفاً في 52 مباراة الموسم الماضي، ليس بحاجة ماسة لبيعه. وهذا هو السبب الرئيسي وراء موقف رئيس النادي فريدريكو فارانداس، الحازم في مفاوضاته مع أرسنال. فقد صرّح بأنه يريد 70 مليون يورو (60.2 مليون جنيه إسترليني)، بالإضافة إلى 10 ملايين يورو إضافات، بعد رفضه عرضاً بقيمة 65 مليون يورو، فضلاً عن 15 مليوناً مُتغيرات. وقال فارانداس: «نحن هادئون. يمكن حلّ كل شيء بإغلاق سوق الانتقالات، وفرض غرامة مالية باهظة، وتقديم اعتذار للفريق». وفي إشارة إلى أرسنال، أوضح: «إذا لم يرغب في دفع القيمة السوقية العادلة لفيكتور، فنحن مرتاحون جداً لذلك خلال السنوات الثلاث المقبلة». ويتمتع سبورتينغ باستقرار مالي ونجاح متواصل على أرض الملعب، على عكس ما كان عليه الحال في معظم العقدين الماضيين. فقد فاز النادي بثلاثة ألقاب في الدوري البرتغالي في المواسم الخمسة الماضية، بعد غياب دام 19 عاماً، ويستفيد من تدفق الإيرادات المنتظم من التأهل الى دوري أبطال أوروبا. وكان جيوكيريس لاعباً أساسياً في عودة سبورتينغ إلى الواجهة، مُسجّلاً 97 هدفاً في 102 مباراة، ويتبقى له 3 سنوات في عقده.