
الملك في خطاب غاضب
خطاب الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي، كان مبرمجا منذ وقت، لكن وبالتزامن مع موعده وقعت تطورات كبيرة في المنطقة، تمثلت بالعدوان الإسرائيلي على إيران، وتصاعد نذر حرب أوسع في الإقليم.
لكن ومع إدراك الملك لخطورة المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، وتداعياتها في حال استمرارها وتوسعها،إلا أن الكارثة الإنسانية في غزة وملف القضية الفلسطينية، كان البند الرئيسي في خطابه.
إنها أصل المشكلة وجوهر الصراع الممتد لعقود في الشرق الأوسط.
يحوز الملك على مصداقية كبيرة، لدى النخبة السياسية في أوروبا، وطالما كانت خطاباته في البرلمان الأوروبي محل تقدير استثنائي من المشرعين والساسة الأوروبيين،لكونها دليل موثوق لفهم المنطقة العربية وقضاياها ومشاعر شعوبها.
في خطابه يوم أول من أمس، تحدث الملك بلسان كل أردني وفلسطيني وعربي. كان مثلنا جميعا، غاضب من المجتمع الدولي، ويشعر بأن العالم بأسره قد خذل غزة وأهلها، وعموم أهل المنطقة، جراء هذا الموقف حيال ماشهده ويشهده القطاع من وحشية إسرائيلية بحق السكان الأبرياء والمرافق الصحية والتعليمية، والعاملين في مجال الإغاثة والإعلاميين.
وما يخشاه الملك، أن التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة حاليا، ستدفع العالم إلى نسيان معاناة غزة تماما، وتمنح اليمين المتطرف في إسرائيل مهلة إضافية لممارسة مزيد من القتل والتجويع لسكان غزة، ومواصلة سياسة الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية، لقتل فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كان مهما أن يسمع العالم الأوروبي، من قائد بوزن الملك عبدالله الثاني، أن سياسة التغاضي عن حقائق الصراع في الشرق الأوسط، ستدفع بالمنطقة ومعها الجوار الأوروبي لمزيد من العنف وعدم الاستقرار والتداعيات الخطيرة.
لقد خدع العالم من قبل عندما روجت ماكينة الدعاية الأميركية ومعها إسرائيل أن القضاء على نظام صدام حسين، سيجلب السلام للمنطقة، ويجنبها مخاطر السلاح الكيماوي المزعوم، فكانت النتائج كارثية على الجميع؛ موجات من الإرهاب والتطرف والحروب واللجوء غير المسبوقة، وانهيار لمنظومة الأمن الإقليمي، بما سمح لإيران بالتمدد في كل الأطراف العربية.
نتعرض لنفس الخدعية حاليا، إذ تروج إسرائيل لحربها على إيران ومن قبل ضد أذرعها باعتبارها نهاية لمرحلة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
لا يمكن لهذه الدعاية المضللة أن تصمد طويلا، لأن السلام الذي تجلبه القوة كما قال الملك، لن يدوم. سيكون سلاما زائفا ومخادعا، سرعان ما ينهار عندما نعود وننظر لمأساة الشعب الفلسطيني وهى قائمة دون حال عادل.
يتبجح نتنياهو كل يوم بأنه سيغير وجه الشرق الأوسط بعد كل هذه الحروب والمجاز التي يرتكبها جيشه. لقد شهدت منطقتنا تغييرات كبيرة فعلا منذ السابع من أكتوبر، وثمة تغييرات أخرى أكبر في الطريق، لكن هذا لن يجلب السلام للمنطقة، بل المزيد من العنف والتطرف، وبنسخ أكثر وحشية مما شهدنا.
وفي ضوء ما يشهده العالم من صراعات وحروب على أكثر من جبهة، يراهن الملك على حكمة الأوروبيين ودورهم لمنح قضايا منطقتنا أولوية، بالنظر للمصالح المتداخلة بيننا. ولهذا دعا لشراكة من أجل التنمية والسلام العالميين، يكون الشرق الأوسط هو مفتاحهها.
ليس ثمة فسحة للأمل والتفاؤل لدى مواطني الشرق الأوسط، بفعل ما يدور في منطقتهم، ولن يغادروا مربع الاحباط واليأس، إلا إذا وجد صوت كصوت الملك عبدالله الثاني آذانا صاغية في عالم الغرب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
إنطلاق فعاليات معسكرات الحسين للعمل والبناء 2025
مندوبا عن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، رعى وزير الشباب المهندس يزن الشديفات، اليوم السبت، فعاليات إطلاق معسكرات الحسين للعمل والبناء 2025، التي تقام تحت شعار 'عمان عاصمة الشباب العربي' بحضور أمين عام الوزارة الدكتور مازن أبو بقر، وعدد من ممثلي المؤسسات الشريكة والشباب المشاركين. وأكد الشديفات أن معسكرات الحسين، التي انطلقت قبل سبعة وخمسين عاماً، تمثل محطة وطنية راسخة تكرس قيم الانتماء والولاء، وتسهم في إعداد جيل يمتلك الوعي والقدرة على العطاء. وأضاف أن معسكرات الحسين ما هي إلا منصات عملية لبناء القدرات وصقل الشخصية القيادية لدى الشباب الأردني، لافتاً إلى أن معسكرات هذا العام تأتي بمضامين نوعية متقدمة، تشمل التمكين الاقتصادي، والتدريب المهني والتقني، والمهارات الرقمية، إلى جانب التمكين السياسي، وصناعة الألعاب، والريادة، والكشافة. وأوضح الشديفات أن الوزارة تعمل على تحويل طاقات الشباب إلى فرص منتجة، وتوفير بيئة تدريبية وتوعوية آمنة تواكب التطورات العالمية، وتربط الشباب باحتياجات سوق العمل والمجتمع. وأعلن وزير الشباب خلال الحفل، عن إطلاق الدورة الثالثة لجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي، وبدء التسجيل من خلال الرابط على الموقع الإلكتروني الخاص بالجائزة، التي تعكس رؤية سمو ولي العهد في ترسيخ ثقافة التطوع وتحفيز الشباب على المبادرة والعطاء. وتنظم وزارة الشباب معسكرات هذا العام، بنوعيها المبيت والنهاري، بمشاركة 8508 شاب وشابة، وبالشراكة مع مؤسسات رسمية وأهلية، وشركاء من القطاعين العام والخاص، ومنها معسكرات الكشافة، الريادة، الذكاء الاصطناعي والروبوت، المهارات الرقمية وتكنولوجيا المستقبل، ومعسكرات التمكين السياسي، إلى جانب معسكرات صناعة الألعاب، الصحة والشباب، الملكية الفكرية، والتدريب المهني والتعليم التقني، ومعسكرات التمكين الاقتصادي. وتتضمن المعسكرات النهارية، معسكرات النشاط الرياضي والبدني، التغير المناخي، 'سواعد الإنقاذ'، ومعسكرات الشباب والسلام والأمن في ضوء القرار الأممي 2250، إلى جانب معسكرات المشاركة السياسية والحزبية، التجارة الإلكترونية، ومعسكرات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. وتستمر المعسكرات ضمن خطة وطنية شاملة، حتى 30 آب المقبل، بهدف تعزيز منظومة القيم، وترسيخ ثقافة المشاركة، وتنمية المهارات الحياتية والمجتمعية لدى الشباب الأردني، بما يعزز من دورهم كشركاء حقيقيين في مسارات التنمية المستدامة وصناعة المستقبل.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
مصر تستعد لزيارة ويتكوف..والولايات المتحدة ستقدم خطة لإنهاء حرب غزة
تستعد مصر لزيارة حاسمة للبعوث الأمريكي ويتكوف لبحث صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة في ظل حديث عن تقدم إيجابي في المحادثات . فيما أبلغت الولايات المتحدة الوسطاء أنها ستُقدّم خطتها لإنهاء الحرب خلال أيام. وفي الوقت نفسه، ستُجري قطر ومصر محادثات مع حماس الأسبوع المقبل للتوصل إلى تفاهمات'. وبحسب قناة العربية السعودية نقلاً عن مصادر مصرية، أن مفاوضات صفقة الأسرى ستُستأنف قريباً، وأن الولايات المتحدة تُروّج لعقد اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة. وأشارت المصادر إلى أن 'الوسطاء طلبوا إطاراً زمنياً لوقف إطلاق النار'، مضيفةً أن الوسطاء طلبوا من الولايات المتحدة خطةً لإدخال المساعدات إلى غزة في يوليو/تموز، و'وقف إطلاق نار لمدة أسبوعين'. في غضون ذلك، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس بأنه يعتقد بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة خلال أسبوع. وجاءت تصريحات ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض بمناسبة توقيع اتفاق المصالحة بين الكونغو ورواندا، ردًا على أسئلة الصحفيين حول المحادثات بين إسرائيل وحماس.قال إنه تحدث مع مسؤولين مشاركين في الوساطة بين الطرفين، وأضاف أن 'وقف إطلاق النار وشيك'. لم يحدد الرئيس هوية المشاركين في المحادثات، لكنه أكد أن المفاوضات مستمرة وأن البيت الأبيض يتابعها عن كثب.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
قرقاش: طهران مطالبة بترميم الثقة مع محيطها الخليجي
قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، السبت، إن إيران 'مطالبة بترميم الثقة مع محيطها الخليجي'. وذكر قرقاش ، في تغريدة على حسابه الرسمي في منصة 'إكس': 'وقفت دول الخليج ضد الحرب الإسرائيلية على إيران وقفة قوية ومؤثرة، وسعت في كافة المنابر الدولية لخفض التصعيد ودعت لحلّ القضايا العالقة، وعلى رأسها الملف النووي، عبر المسار السياسي' وأضاف: 'ورغم ذلك، جاء الاستهداف الإيراني لسيادة دولة قطر الشقيقة، وهو استهداف يطالنا جميعا'. وتابع: 'اليوم، ونحن نطوي صفحة الحرب، تبقى طهران مطالبة بترميم الثقة مع محيطها الخليجي، بعدما تضررت بفعل هذا الاعتداء'. يذكر أن إيران استهدفت قاعدة العديد الأميركية الموجودة في قطر فيما وصفته طهران بأنه رد على الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية الأسبوع الماضي. وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بأشد العبارات استهداف الحرس الثوري الإيراني لقاعدة العديد الجوية في دولة قطر، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، ومخالفة واضحة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة رفضها القاطع لأي اعتداء يهدد أمن وسلامة دولة قطر ويقوض أمن واستقرار المنطقة.