
صحفي يهودي: مشروع "إسرائيل الكبرى" هدفه محو الشرق الأوسط
قال الصحفي اليهودي المقيم في ألمانيا مارتن جاك إن الهجمات التي تنفذها إسرائيل في المنطقة غالبا ما تكون غير شرعية، وحذر من أن مشروع إسرائيل الكبرى يهدف إلى محو منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع جاك، تناول فيها سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأسلوبها في خلق الفوضى، بالإضافة إلى اتساع نطاق التهديدات الإسرائيلية في المنطقة.
مخطط توسعي
وفي معرض تعليقه على الهجمات الإسرائيلية على عدة دول بالمنطقة، قال جاك إن ما يجري لا يمكن وصفه بأنه دفاع مشروع، بل لا يمكن حتى تسميته بهجوم وقائي، إنه "ببساطة تدمير واستئصال وقائي، يهدف إلى محو المنطقة (الشرق الأوسط) بأكملها ومنع أي إمكانية للرد أو الدفاع" وفق قوله.
وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشنت حربا واسعة على لبنان بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، فيما قصفت عددا من المواقع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي، وتواصل تنفيذ هجمات على اليمن، وبدأت مؤخرا عدوانا على إيران.
وأكد جاك أن ممارسات إسرائيل تزرع مشاعر العداء تجاه إسرائيل، حتى وإن لم تكن معادية لليهود أنفسهم.
وعبر عن اعتقاده بأن نتنياهو وتحالفه واليمين المتطرف في إسرائيل يسعون لتوسيع الأراضي الإسرائيلية.
وأضاف "لأكون صريحًا، فإن هذا المخطط يتجاوز حتى التصورات الدينية التقليدية لما يسمى بإسرائيل الكبرى".
الإفلات من العقاب
وشبّه جاك ما تقوم به إسرائيل في الشرق الأوسط بالنهج الذي اتبعته روسيا في عدد من البلدان، قائلا: عندما تنظر إلى ما حدث في غزة وجنوب لبنان، فإن المشاهد تذكّر بما جرى في مدينة غروزني خلال الحرب الشيشانية الثانية، أو ما ارتكبه الروس في حلب بعد تدخلهم إلى جانب نظام الأسد، (..) ما نشهده الآن هو إستراتيجية تدمير شاملة على النمط الروسي.
إعلان
وقال إنّ تمكّن الإسرائيليين من التجول بحرية في أماكن مختلفة في وضح النهار، وإبراز قوتهم أثناء ارتكابهم مجازر بحق آلاف الأطفال والنساء وكبار السن، دون أن يعترضهم أحد، يُظهر أنهم يمتلكون قوة مطلقة لا رادع لها.
وشدد على أن هذه الحالة تمثل عرضًا فجًا لواقع الإفلات من العقاب.
مركز قوة
وأوضح جاك أن إسرائيل لم تعد تسعى فقط إلى تحقيق ما ورد في التوراة من حدود إسرائيل الكبرى، بل تجاوزت ذلك إلى ما هو أبعد.
وقال إن الهدف اليوم هو بناء إسرائيل كمركز قوة مشابه للولايات المتحدة، من حيث القدرات العملياتية والنفوذ السياسي، مشيرا إلى أن ما نشهده اليوم (العدوان الإسرائيلي في المنطقة) هو ما رأيناه لعقود في أفغانستان، والعراق، وأميركا اللاتينية.
وأكد أن هذه القوة تمارس عملها بلا أي احترام للقانون الدولي، أو للأسس القانونية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية.
قومية توسعية متطرفة
وتطرق جاك إلى الدور الذي يلعبه يمينيون متطرفون بالحكومة الإسرائيلية مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، قائلًا: هؤلاء لا يخفون نيتهم بشأن مشروع إسرائيل الكبرى، بل يصرّحون بها علنا.
وقال إن نتنياهو يضع مصلحته الشخصية فوق كل اعتبار، وهو بحاجة إلى إنقاذ نفسه، كما يوجد في ائتلافه الحالي، أشخاص ينادون منذ زمن طويل بإقامة إسرائيل الكبرى.
وأشار إلى أنهم لا يتحدثون فقط عن جنوب لبنان، بل عن أجزاء من سوريا ومصر أيضا، وهم في الواقع يشكلون جزءًا من الحكومة الإسرائيلية ويتولون مواقع صنع القرار.
شكل من الجنون
وحذّر جاك من خطورة مجموعة من السياسيين في إسرائيل ترى أنه من المشروع مهاجمة كل ما تعتبره تهديدا، مشيرا إلى أن هناك حديثًا متزايدًا هذه الأيام في إسرائيل عن أن الدور نصف النهائي سيكون مع إيران، أما النهائي فمع تركيا.
وقال إن هذه المجموعة مستعدة لإثارة الحروب حتى في الأماكن التي تعتبرها مجرد احتمال لخطر أو ثغرة أمنية، وهي في غاية التطرف والتهور، مؤكدا أن ما يُمارس باسم التوسع الإسرائيلي، لا يمت بصلة لليهودية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 17 دقائق
- الجزيرة
إيران تشيع 60 من كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين
طهران – بعد 4 أيام من الهدنة التي وضعت حدا للهجوم الإسرائيلي، تشيع إيران 60 من كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين الذين اغتالتهم تل أبيب خلال حرب استمرت 12 يوما، في مشهد مهيب أرادت له الجمهورية الإسلامية أن يكون "بيعة للمستقبل" وأن يؤسس لمرحلة جديدة "تربك حسابات الأعداء". وقبل سويعات من انطلاق المراسم الرسمية في ساحة "الثورة الإسلامية" وسط العاصمة، إذ شيع مئات آلاف الإيرانيين التوابيت المغطاة بالعلم الإيراني نحو ساحة "الحرية" غربي طهران، قال علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني الأعلى إن الحدث "ليس مجرد تشييع بل بيعة مع المستقبل، سينهض خلاله ألف قائد من كل قطرة دم أريقت". وفي منشوره على منصة إكس، رأى شمخاني أن فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران الذي بدأته إسرائيل بالنار انتهى بتوسلها لوقف إطلاق النار، وذلك بعد أن ردت إيران بقوة وغضب و"بجنود لبسوا دروعا بظهور عارية". وعلى وقع هتاف المشيعين الغاضبين بـ"الموت لإسرائيل ودماء الشهداء ستخط النصر"، ينثر الحاج "محمد رضا" (68 عاما) ورودا على موكب التشييع، ويقول إن ولده البكر سبق أن قتل في الحرب العراقية الإيرانية وإنه جاء ليواسي ذوي القتلى الذين نذروا حياتهم دفاعا عن الوطن. وفي حديث للجزيرة نت، يقول محمد رضا إن "الكيان الصهيوني أخطأ تقدير ردة الفعل الإيرانية على المستويين الرسمي والشعبي لكن لا بد من تدفيعه ثمن مقامراته، وإنه على ثقة من أن دماء الأبرياء في إيران ولبنان وغزة ستُعجل من زوال الاحتلال"، وفق تعبيره. وأرادت طهران في المراسم الجارية تحت عنوان "شهداء السيادة" توحيد القادة العسكريين والعلماء النوويين. تهديد وجودي ورغم إعلان وقف إطلاق النار، يحذر مهران (26 عاما) وهو طالب في كلية العلوم السياسية بجامعة طهران، من أن الهدنة الحالية هشة وقابلة للاشتعال في أي لحظة، خاصة مع استمرار أسباب الحرب الجوهرية، وذلك رغم أن الجولة السابقة من المواجهة كشفت عن نقاط ضعف خطيرة لدى الجانبين. وفي حديث للجزيرة نت على هامش مراسم التشييع، يقول مهران إن إسرائيل جاءت لتقضي على تهديد تراه وجوديا، فقد وضعت خطة محكمة بمساعدة وتنسيق أميركي مباشر بدأت بتحريك آلاف الخلايا النائمة داخل إيران، تزامنا مع هجوم إلكتروني متقدم تبعه استهداف الرادارات بمقاتلات الشبح وإرباك ما تبقى منها بآلاف الطائرات المسيرة الصغيرة، لتجعل سماء إيران مكشوفة أمام قواتها الجوية. وختم بمطالبة سلطات طهران بالوفاء بما وعدت به الشعب حول رفع مستوى البلاد الردعي في حال تعرضت لتهديد وجودي، مؤكدا أنه لا بد من التلويح بما يخشاه العدو وتنفيذ التهديد لردعه، لأنه في حال تكرار الهجوم الإسرائيلي المدعوم بأحدث التسليحات الغربية وعلى رأسها الصناعة الأميركية قد لا تسنح فرصة لتعويض عامل الزمن. وليس بعيدا عن الجموع الغفيرة، تقف عجوز متشحة بالسواد ترفع صورة طفلة تقول إنها لإحدى ضحايا الهجوم الإسرائيلي على طهران، متسائلة "بأي ذنب قتلت؟"، مضيفة أن هذه الطفلة وغيرها من المدنيين لم يحملوا سلاحا، إلا أنهم لم يسلموا من الغدر الإسرائيلي. وفي حديثها للجزيرة نت، أضافت العجوز، أن "هؤلاء القادة دافعوا عن حدودنا أمام الأعداء واليوم يدفعون ثمن مواجهة الكيان المغتصب للأرض الفلسطينية"، مطالبة برد أشد "إذا حاول العدو تحويل سماء طهران إلى لبنان أو سوريا أو غزة ثانية". من جهته، يقول محمد رضا (71 عاما) وهو من المحاربين القدامى وأحد جرحى الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) إنه جاء إلى هذه المراسم لإدانة الموقف الأميركي من العدوان الأخير على إيران حيث طالب الرئيس دونالد ترامب باستسلام إيران غير المشروط وإنهاء برنامجها النووي، معتبرا أن الحرب الحقيقية كانت بين أميركا وإيران وأن الأخيرة قادرة على دك العمق الإسرائيلي بسهولة حيثما ما تشاء، على حد قوله. ردع نووي وفي حديث للجزيرة نت، يتساءل محمد رضا "هل استسلمت إيران بالطريقة التي أعلنها ترامب؟" ليرد مباشرة "لا. هذا لن يحصل"، مضيفا أن ترامب كان يظن بعد هجمات إسرائيل أن تأتي إيران إلى طاولة المفاوضات ليفرض شروطه في الحوارات اللاحقة، لكن هذا المطلب لم يُقبل فحسب، بل تم تعليق تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعلى وقع ضجيج مكبرات الصوت في تقاطع "نواب" في شارع الحرية، يواصل محمد رضا حديثه بأن إيران الآن لم تتخلَ عن برنامجها النووي ولم يتم تفكيك منشآتها النووية؛ وبالطبع لا يمكن إنكار أن هذه المنشآت تضررت جزئيا، لكن النقطة المهمة التي يجب التطرق إليها هي الحفاظ على مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب البالغ 400 كيلوغرام، وهذا العامل الردعي مع معدات التخصيب لا يزال متاحا للجمهورية الإسلامية. ويختتم حديثه بمطالبة بلاده بصناعة القنبلة النووية، موضحا أنه "لو كانت إيران فعلتها من قبل لما أقدم العدو على مهاجمتنا واغتيال كبار قادتنا العسكريين وعلماءنا النوويين".


الجزيرة
منذ 18 دقائق
- الجزيرة
ترامب يسعى لإقناع نتنياهو باتفاق لإنهاء الحرب على غزة
ذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ، ويأتي ذلك بالتزامن مع ضغوط يمارسها الوسطاء للدفع نحو مفاوضات غير مباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في المستقبل القريب. ونقلت مجلة نيوزويك -عن مصدر مطلع على المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة- أن التوصل لاتفاق في القطاع ممكن جدا، وأن ترامب يبذل قصارى جهده لإقناع الإسرائيليين بأن الوقت مناسب الآن بعد أن انتهوا من قضية إيران. وأوضح المصدر أن ترامب غير مهتم بهدنة مؤقتة ويسعى إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة ووقف دائم لإطلاق النار، مما يؤدي لمفاوضات حول مستقبل اتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وكان ترامب قد أعرب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة خلال الأسبوع المقبل، وقال في تصريحات صحفية بالبيت الأبيض أمس الجمعة "غالبا ما أسأل عن غزة وقد تحدثت مع بعض الأشخاص المنخرطين في الملف.. هناك وضع مروع في غزة ونعتقد أنه بغضون الأسبوع المقبل سيتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار". تأتي توقعات ترامب في وقت لم تظهر فيه أي مؤشرات على تحقيق تقدم في المفاوضات بين حماس وإسرائيل. وقال متحدث باسم مكتب المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إنه ليس لديهم أي معلومات للكشف عنها سوى تصريحات ترامب. كان ويتكوف قد ساعد مستشاري الرئيس السابق جو بايدن في التوصل إلى اتفاق بوساطة قطرية ومصرية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح محتجزين قبل أن يتولى ترامب منصبه بفترة وجيزة في يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الاتفاق انهار في مارس/آذار بعد تنصل إسرائيل ورفضها استكمال المراحل المتفق عليها. جلسة أمنية في غضون ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد جلسة أمنية مصغرة لمناقشة قضية الحرب في غزة وجهود استعادة المحتجزين، ومن المتوقع أن يعقد نتنياهو جلسة إضافية اليوم السبت. إعلان وأضافت الهيئة نقلا عن مصادر مطلعة أن ضغوطا من الوسطاء تمارس للدفع نحو مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في المستقبل القريب. ونقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن إسرائيل مستعدة للمفاوضات غير المباشرة، لكن يجب أن تكون في إطار مقترح ويتكوف. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الخلاف بين إسرائيل وحماس ما زال يتعلق بمسألة وقف الحرب. من جانب آخر، أظهر استطلاع لصحيفة معاريف أن 59% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء حرب غزة والتوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى مقابل وقف القتال والانسحاب، مقابل 34% يؤيدون استمرار القتال مفترضين أن الضغط العسكري سيؤدي لعودة الأسرى. وعبر 48% من الإسرائيليين عن اعتقادهم أن استمرار الحرب في غزة خلفه أسباب سياسية، فيما يرى 37% أن استمرار الحرب يأتي لاعتبارات أمنية. وتشن إسرائيل حرب إبادة في غزة بدعم أميركي، خلفت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ودمار واسع وكارثة إنسانية غير مسبوقة.


الجزيرة
منذ 30 دقائق
- الجزيرة
واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟
تساءلت صحيفة واشنطن بوست أي الأوصاف "مدمر أو منهك أو غير منقوص" أنسب لوصف حالة البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الأميركية؟ مشيرة إلى أن الجواب عن هذا السؤال الذي أزعج واشنطن طيلة الأسبوع الماضي هو الذي سيحدد نتيجة الصراع مع إيران. وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الضربة الأميركية إذا كانت "قضت" على البرنامج النووي الإيراني بالكامل، كما يصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، فستكون الولايات المتحدة قد أثبتت قدرتها على تدمير قدرة إيران على إنتاج الأسلحة النووية متى شاءت، وعليه تبقى الدبلوماسية ضرورية حتى لا تضطر واشنطن لقصف إيران بانتظام لمنعها من إعادة بناء برنامجها النووي، وذلك ما يفرض على طهران أن تقبل بتنازلات، وربما بالتخلي عن طموحاتها النووية. أما إذا لم تسفر الضربة الأميركية عن تدمير كامل، فقد تشعر إيران بقدرتها على الدفاع عن برنامجها النووي في وجه القوة النارية الأميركية الساحقة، وبالتالي سيحدد حجم الضرر مدى قدرة طهران على مقاومة المحاولات الأميركية، وفي هذه الحالة أيضا تكون الدبلوماسية ضرورية، وستكون المفاوضات أكثر صعوبة بالنسبة لترامب. ولكن الحقائق غير واضحة في الوقت الحالي -كما تقول الصحيفة- وتقرير وكالة استخبارات الدفاع المسرب يشير إلى أن الضربة الأميركية أعاقت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، ولذلك فإن إيران تستطيع العودة إلى تخصيب المزيد من الوقود النووي، إضافة إلى مخزونها الذي يرجح أنه نقل إلى مكان آمن، حتى لو كانت أجهزة الطرد المركزي قد دمرت، لأنه لا يمكن محو الخبرة التقنية التي تراكمت لدى طهران على مدى عقود. ضرورة استئناف المحادثات ومع أن ترامب يبدو مستعدا لإعادة التواصل مع إيران دبلوماسيا، فإن إيران ترفض التفاوض مع واشنطن حتى الآن، وقد أقر نوابها مشروع قانون لتعليق التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وقد لا تكون في عجلة من أمرها للعودة إلى المحادثات، في انتظار أن تتعافى من أسبوعين من الغارات الجوية القاسية التي قضت على قيادتها العسكرية وألحقت أضرارا بالغة ببنيتها التحتية للطاقة. ورأت الصحيفة أن استئناف المحادثات ضروري، وخاصة إذا لم تكن الولايات المتحدة قد دمرت القدرة النووية الإيرانية، وسيكون من الحكمة أن يقدم ترامب حوافز مع احتفاظه بخيار المزيد من العمل العسكري، وأن يبقي الهدف مركزا على كبح طموحات إيران النووية بدلا من توسيع نطاق الأهداف لدرجة تجعل المفاوضات أكثر صعوبة. وإذا كانت إيران مصرة على مواصلة برنامجها النووي المدني كما تقول، فيجب -حسب الصحيفة- تحقيق ذلك مع شركاء دوليين تحت رقابة صارمة وعمليات تفتيش دقيقة وقيود على مستوى اليورانيوم المخصب المسموح لها بامتلاكه، مع ضرورة إجبارها على الكشف عما هو مخفي والتخلي عنه، مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات التي شلت اقتصادها، ووعد باستعادة مليارات الدولارات من أصولها المجمدة في جميع أنحاء العالم. وفي غياب حل دبلوماسي، فإن السيناريو الأفضل -حسب واشنطن بوست- هو أن تمارس الولايات المتحدة وإسرائيل لعبة "ضرب الخلد" على الأمد الطويل، في محاولة مستمرة للعثور على المواقع النووية المشتبه بها وتدميرها، علما أن إيران، بعد أن تعرضت للإذلال، ستبتكر طرقا أكثر إبداعا لإخفاء وحماية برنامجها النووي.