هل يسجل اليورو اختراقا تاريخياً أمام الدولار الأميركي؟
تقترب العملة الأوروبية التي لطالما ظلت في موقع التابع أمام الدولار ، من مستويات محورية تهدد بتغيير هذا التوازن التقليدي، وقد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التنافس النقدي الحاد على صدارة العملات الاحتياطية في العالم.
التحركات الأخيرة لليورو لم تأت من فراغ؛ إذ جاءت نتيجة مباشرة لتراجع الزخم الأميركي، وسط شكوك متنامية بشأن مستقبل أكبر اقتصاد في العالم وتزايد الضغوط على الدولار من الداخل والخارج. وهذه الظروف مجتمعة، إلى جانب إشارات واضحة من البنك المركزي الأوروبي بعزمه اتخاذ خطوات أكثر جرأة، وضعت العملة الموحدة على مسار صعودي قد لا يكون مؤقتاً، بل يعكس تحولات أعمق في المزاج الاستثماري العالمي.
ورغم التفاؤل الذي يحيط بآفاق اليورو ، فإن الصورة ليست وردية بالكامل. فما زالت أوروبا تواجه تحديات اقتصادية حادة، أبرزها تباطؤ النمو، وأزمات الطاقة، والتوترات الجيوسياسية في جوارها الشرقي. وهذا ما يجعل من مستقبل اليورو مزيجًا من الفرص والمخاطر، ومحور نقاش واسع بين المحللين والمستثمرين وصناع القرار، الذين يتابعون عن كثب ما إذا كانت هذه العملة قادرة فعلاً على إعادة تعريف موقعها في النظام النقدي الدولي.
يقترب أحدث ارتفاع لليورو من مستوى محوري يمكن أن يوقف زخمه أو يفتح المجال للمرحلة التالية نحو 1.20 دولار، وهو الهدف الذي كان الاستراتيجيون والتجار يدورون حوله لعدة أشهر.
بعد ارتفاعه بنسبة 1.6 بالمئة خلال الأيام الثلاثة في منتصف الأسبوع، يصل سعر العملة الموحدة إلى المنطقة التي تشهد أكبر حجم تداول نظري في خيارات اليورو الصاعدة حتى الآن هذا الشهر، وهذا يجعلها نقطة تحول محتملة.
قد يفتح اختراق مستوى 1.17 دولار أميركي والثبات فوقه الباب أمام ارتفاع متسارع نحو 1.20 دولار أميركي، وهو مستوى لم نشهده منذ أربع سنوات. ومع ذلك، إذا صمدت المقاومة، يُتوقع جني أرباح أو إعادة توازن للتدفقات المالية أولًا، وفق التقرير.
رفع استراتيجيو بنك HSBC توقعاتهم لسعر اليورو بنهاية العام من 1.15 دولار أميركي إلى 1.20 دولار أميركي الأسبوع الماضي، متوقعين ضعفاً واسعاً للدولار في الأشهر المقبلة.
أكد محللو بنك Danske A/S توقعاتهم لسعر اليورو على مدى 12 شهراً عند 1.20 دولار أميركي الشهر الماضي، بينما يتوقع استراتيجيو بنك Deutsche AG ارتفاعًا إلى هذا المستوى بحلول ديسمبر.
ويشار إلى أن تراجع التوترات الجيوسياسية وضعف البيانات الاقتصادية الأميركية قد عزز الطلب على العملة الموحدة. كما أسهم إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل هذا الأسبوع، إلى جانب التصريحات الحذرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في إشعال شرارة هذا الدعم.
الثقة في العملة الأوروبية
يقول كبير محللي الأسواق المالية في FXPro، ميشال صليبي، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن تراجع الزخم بالنسبة للدولار الأميركي وتزايد الثقة في العملة الأوروبية أدى إلى صعود اليورو إلى مستويات غير مسبوقة منذ العام 2021.. ويعود هذا الارتفاع إلى عدّة عوامل رئيسية؛ أهمّها:
ضعف الدولار ، فقد وصلت العملة الأميركية إلى أدنى مستوى لها خلال أكثر من ثلاث سنوات، بدفع من مخاوف تتعلق بتأثير التدخلات السياسية على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، وكذلك نتيجة التوترات المحيطة بالحرب التجارية والتعريفات الجمركية، إلى جانب صدور مؤشرات اقتصادية أميركية تُنبئ بتباطؤ محتمل.
تزايد تدفقات رأس المال إلى خارج الأسواق الأميركية، فالمستثمرون – وخصوصاً السياديين – يسعون إلى ملاذات أكثر أماناً، في ظل حالة الغموض التي تحيط بمستقبل الاقتصاد الأميركي.
تراجع الجاذبية النسبية للدولار، ذلك أن الولايات المتحدة تواجه تحديات مثل مخاطر الركود، مما دفع عدداً متزايدًا من البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتهم بعيداً عن الدولار، وضمن استراتيجيّات التحوّط الفعّالة.
تحوّل لهجة البنك المركزي الأوروبي، ففي اجتماعاته الأخيرة، شدد على أن "الفترة الراهنة لن تقتصر على مجرد تثبيت أسعار الفائدة".. وهذه المؤشرات تعطي اليورو زخماً إيجابياً قوياً.
ويشير لاستعداد البنك المركزي الأوروبي لاستخدام أدوات إضافية، فقد أكّد صناع القرار في أوروبا الأسبوع الماضي أنهم على استعداد لتفعيل أدوات إضافية إذا ما شهد التضخم تسارعاً مجدّدًا — وهذا يعزز ثقة الأسواق بالعملة الأوروبية.
كما يلفت إلى مراقبة تطورات أسعار الطاقة كعامل رئيسي، فالأنظار ستكون مركّزة على تحركات أسعار النفط والغاز، وتأثيرها على مستويات التضخم في منطقة اليورو، وهو ما قد يؤثر على أداء العملة مستقبلاً.
وفيما يتعلّق بالسيناريوهات المتوقعة لليورو، يضيف:
في السيناريو الإيجابي، إذا استمر ضعف الدولار، فقد يصل اليورو إلى مستويات فنّية حول 1.1765–1.18، وإذا اخترق هذا النطاق، فقد يستهدف حاجز الـ1.20، مما سيدعم مكانته كعملة احتياطية عالمية ويزيد من الطلب عليها، خاصة إذا تبنّت أوروبا خطوات مشتركة واضحة لزيادة دور اليورو في الاحتياطات الأجنبية.
أما في السيناريو السلبي، فإذا تصاعدت الحرب التجارية، أو تأخّر أي اتفاق تجاري، وارتفع مؤشر الدولار مجدّداً، فإن ذلك قد يضغط على اليورو على المدى القصير، لكن الظروف الراهنة تبدو مواتية لصالح اليورو في ظل العوامل المذكورة.
انقسام بين المراقبين
في هذا السياق، يشير تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إلى أن:
لا يخفي المسؤولون الأوروبيون رغبتهم في أن يستغل اليورو الثقة المتذبذبة في الدولار الأميركي.
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، تقول إن المشهد الجيوسياسي المتغير قد "يفتح الباب أمام اليورو للعب دور دولي أكبر".
ينقسم مراقبو السوق الذين تحدثوا إلى الشبكة بشأن قدرة اليورو على الاستحواذ على بعض حصة الدولار من حيازات النقد الأجنبي العالمية.
وليست مسؤولة البنك المركزي الأوروبي الوحيدة التي تُشيد بإمكانيات اليورو، مع تراجع الثقة بالولايات المتحدة. فقد صرّحت عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي، إيزابيل شنابل، قبيل أسابيع قليلة بأن منطقة اليورو قد تُصبح ملاذًا آمنًا مع ترسيخ سياسات ترامب الجمركية، مما يمنح المنطقة "فرصة تاريخية لتعزيز الدور الدولي لليورو".
فيما لا يزال الدولار أكبر عملة احتياطية في العالم ، ولا يزال اليورو في المرتبة الثانية بفارق كبير، لكنه يكتسب زخمًا ملحوظًا مع كل ما يحدث في الولايات المتحدة.
منافسة وتفوق ملحوظ
تشير خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى أن اليورو يشهد تفوقًا نسبياً ملحوظًا على الدولار، ما دفع البعض إلى توقع أن تتحول التجارة العالمية إلى الاعتماد الكامل على العملة الأوروبية، خاصة في ظل تراجع الدولار بفعل السياسات الحمائية والرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على عدد كبير من دول العالم.
وتضيف: بالرغم من هذه التوقعات، لا يزال اليورو يواجه تحديات كبيرة، أبرزها التباطؤ الاقتصادي الواضح في دول الاتحاد الأوروبي، نتيجة تداعيات الحرب في أوكرانيا التي ألقت بظلالها على استقرار المنطقة، إضافة إلى عدم وضوح الأفق بشأن نهاية هذه الحرب.. وهذه العوامل تضع اليورو في موقع متأرجح بين الصعود والهبوط، وتضعف من قدرته على المنافسة في سوق العملات العالمية.
كما تشير رمسيس إلى تصريحات رئيسة المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، التي تحدثت عن احتمالية زعزعة اليورو لهيمنة الدولار، إلا أن رمسيس ترى أن الواقع يشير إلى تفوق واضح للعملة الصينية (اليوان)، وربما الروبل الروسي، خلال الفترة المقبلة، على حساب اليورو.
وتستطرد: الاتحاد الأوروبي يعاني من أزمات متراكمة، أبرزها أزمة الطاقة، واضطرابات سلاسل الإمداد، إلى جانب التأثيرات المباشرة للتوترات في الشرق الأوسط على أسعار النفط والغاز (..) كما أن العقوبات المستمرة على روسيا، التي يؤيدها عدد كبير من دول الاتحاد، أسهمت في تصاعد أسعار الطاقة بشكل غير مسبوق، وهو ما انعكس سلباً على منطقة اليورو. ناهيك عن أن اقتصادات الاتحاد الأوروبي باتت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقرارات الفيدرالي الأميركي، ما يجعلها في موقع التابع وليست القائد.
وتعتقد بأنه في ظل صعود عملات دول البريكس ، مثل اليوان الصيني و الروبل الروسي ، ووجود تكتل اقتصادي ضخم يدعمها، فإن احتمال تراجع اليورو إلى مراكز أدنى في سلم العملات العالمية أمر وارد، وربما يجد نفسه في المرتبة الرابعة أو الخامسة.. أما المنافسة بين اليورو والدولار في الأسواق الأوروبية والأميركية فتبقى مرهونة بقرارات الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة. فإذا استمر الفيدرالي في تثبيت أو خفض الفائدة، سيتعرض الدولار لمزيد من الضعف، خاصة مع قلة الإقبال على شراء السندات الأميركية طويلة الأجل، وهو ما ينعكس سلبًا على العملة الأميركية ويمنح الأفضلية لمنافسيها."
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 17 دقائق
- البوابة
الذهب يفقد 25 جنيهًا.. وعيار 21 يسجل مفاجأة
سجلت أسعار الذهب تراجع ملحوظ في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع للبورصة العالمية، وذلك عقب انخفاض سعر الأوقية بنسبة 2.8% في ختام تعاملات الأسبوع، مدفوعا بتهدئة التوترات الجيوسياسية وتحسن آفاق التجارة العالمية، وفقًا لتقرير صادر عن "آي صاغة". انخفاض أسعار الذهب محليا عالميا قال سعيد إمبابي، عضو شعبة الذهب والمجوهرات، إن أسعار الذهب في الأسواق المحلية تراجعت بقيمة 25 جنيها خلال تعاملات اليوم، مقارنة بختام تعاملات أمس الجمعة، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4600 جنيه، مشيرًا إلى أن سعر الأوقية تراجع بمقدار 95 دولار في ختام تعاملات الأسبوع بالبورصة العالمية، ليبلغ مستوى 3274 دولار. أسعار الذهب أوضح إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل نحو 5257 جنيها، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 3943 جنيهًا، في حين سجل جرام الذهب عيار 14 مستوى 3067 جنيها، أما الجنيه الذهب فقد بلغ سعره 36800 جنيه. تراجعات خلال الأسبوع شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية تراجع إجمالي بلغ 70 جنيها خلال تعاملات أمس الجمعة، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4695 جنيها، وأنهى التعاملات عند مستوى 4625 جنيها، وعلى الصعيد العالمي، تراجعت الأوقية بمقدار 60 دولار خلال ذات اليوم، من 3334 دولار إلى 3274 دولار. وأكد إمبابي أن التراجع في أسعار الذهب جاء رغم وجود عوامل تقليدية تعد داعمة للمعدن الأصفر، مثل ضعف أداء الدولار الأمريكي وتوقعات خفض أسعار الفائدة. إلا أن شهية المستثمرين المرتفعة للمخاطرة دفعتهم نحو الأصول عالية العائد، ما أدى إلى تعرض الذهب لضغوط بيعية ملحوظة. تفاؤل تجاري ساهم توقيع اتفاق تجاري رسمي بين الولايات المتحدة والصين في تعزيز ثقة المستثمرين، كما أدت تصريحات أمريكية بشأن قرب التوصل إلى المزيد من الاتفاقيات التجارية قبل 9 يوليو إلى دعم التفاؤل في الأسواق. وفي مؤشر إيجابي، أعلنت الصين عن استعدادها لتسريع شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة، ما يعزز مؤشرات التفاهم الاقتصادي بين البلدين. وفي السياق الجيوسياسي، أبدت إيران مرونة تجاه التفاوض مع واشنطن، كما نقلت قناة "العربية" عن مصادرها توقعات بانتهاء الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة خلال أسبوعين، مما خفف من علاوة المخاطر الجيوسياسية التي عادةً ما تدعم أسعار الذهب. تراجع جاذبية الذهب كملاذ آمن ورغم تراجع مؤشر الدولار بنسبة 1.32% خلال الأسبوع واستقرار عوائد السندات الأمريكية، إلا أن الذهب لم يستفد من هذا الضعف، وهو ما اعتبره محللون تغير في ديناميكيات السوق انخفاض في الطلب التقليدي على الأصول الآمنة مثل الذهب. وأوضح إمبابي، أن الأداء القوي لأسواق الأسهم الأمريكية، خاصة مؤشري "ناسداك" و"ستاندرد آند بورز 500"، اللذين بلغا مستويات قياسية، يعكس تحول اهتمام المستثمرين نحو أصول النمو، مستفيدين من تحسن توقعات الاقتصاد العالمي. بيانات أمريكية تزيد تعقيد المشهد أظهرت بيانات التضخم الأمريكية ارتفاع مؤشر النفقات الاستهلاكية الأساسية (Core PCE) بنسبة 2.7% خلال شهر مايو، متجاوزًا توقعات السوق، ما يزيد من صعوبة مهمة الاحتياطي الفيدرالي في اتخاذ قرارات بشأن السياسة النقدية. وفي هذا السياق، توقع نيل كاشكاري، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مدينة مينيابوليس، أن يشهد عام 2025 تنفيذ خفضين في أسعار الفائدة، مؤكدًا أن تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تظهر بشكل أقل مما كان يتوقع سابقا. أزمة ديون أمريكية في واشنطن، تواجه الإدارة الأمريكية تحديات متزايدة لإقرار خطة خفض الضرائب والإنفاق قبل الموعد المستهدف في الرابع من يوليو، وسط تحذيرات من أن الخطة قد تؤدي إلى إضافة نحو 2.4 تريليون دولار إلى الدين العام خلال العقد المقبل. وكشفت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية أن العجز الفيدرالي خلال شهر مايو بلغ 316 مليار دولار، مع ارتفاع مدفوعات الفائدة إلى 92 مليار دولار، مما يفاقم من المخاوف بشأن احتمالية نشوب أزمة ديون قد تؤثر سلبا على استقرار الاقتصاد الأمريكي وقوة الدولار. تصريحات رئاسية تضغط على الأسواق أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توتر إضافي في الأسواق، بعد أن وصف رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأنه "سيء"، ملمحا إلى احتمالية عزله قبل انتهاء ولايته، وهو ما يضعف من صورة استقلالية البنك المركزي الأمريكي، ويضيف مزيدا من الضغوط على الدولار. توقعات السوق في ظل مرحلة انتقالية رغم التراجع الحالي في أسعار الذهب، يرى محللون أن أي تصاعد جديد في التوترات الجيوسياسية، أو فشل في السيطرة على معدلات التضخم، قد يعيد المعدن الأصفر إلى واجهة الاهتمام كملاذ آمن. وتشير المعطيات الراهنة إلى أن الأسواق تمر بمرحلة انتقالية يعيد خلالها المستثمرون تقييم الأصول المختلفة، خصوصًا في ظل استمرار التيسير النقدي وتغير طبيعة المخاطر العالمية.


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
العامة للاستعلامات: الإعلام الدولي يشيد بقدرة اقتصاد مصر على تجاوز الاضطرابات الإقليمية
أكد تقرير إحصائي شامل أصدرته الهيئة العامة للاستعلامات عن "صورة مصر في وسائل الإعلام الدولية"، أن الإعلام الدولي تابع بشكل متواصل شئون مصر الاقتصادية خلال شهر مايو 2025. قدرة اقتصاد مصر على تجاوز الاضطرابات الإقليمية وصرح الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بأن وسائل الإعلام العالمية خاصة المتخصصة في مجال الاقتصاد أشادت بقدرة الاقتصاد المصري على مواجهة وتجاوز الآثار الاقتصادية والتجارية السلبية الناجمة عن التصعيد الإقليمي العسكري في الأسابيع الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بفضل مرونة الاقتصاد المصري وتنوع قطاعاته إضافة إلى ما تم إنجازه في المرحلة الجديدة من مراحل الإصلاح الاقتصادي والتي قال عنها صندوق النقد الدولي إن نتائجها قد فاقت التوقعات وأضاف رئيس هيئة الاستعلامات أن وسائل الإعلام الدولية نشرت خلال شهر مايو الماضي (266) مادة صحفية عن الاقتصاد المصري، توزعت، حسب النطاق الجغرافي الذي تنتمي إليه هذه الوسائل، إلى(27) مادة نشرها الإعلام الأمريكي و(56) مادة نشرها الإعلام الأوروبي، و(35) مادة نشرها الإعلام الأسيوي، و(139) مادة نشرها الإعلام العربي . 68 وسيلة إعلامية تتناول الاقتصاد المصري وبلغ عدد وسائل الإعلام الدولية التي تناولت الاقتصاد المصري خلال تلك الفترة (68) وسيلة إعلامية، منها: (9) وسائل إعلامية أمريكية، و (21) وسيلة إعلامية أوروبية، و (18) وسيلة إعلامية أسيوية، و(17) وسيلة إعلامية عربية . قضايا الاقتصاد المصري وأوضح رئيس "هيئة الاستعلامات" أن توجهات الإعلام الدولي في تناول قضايا الاقتصاد المصري خلال شهر مايو 2025، كانت متوازنة وموضوعية حيث بلغ عدد المواد ذات الاتجاه الإيجابي (23) مادة من إجمالي المواد المنشورة عن الاقتصاد المصري خلال تلك الفترة، و أن وسائل الإعلام الدولية نشرت (237) مادة اتسمت بالاتجاه الموضوعي، عن الاقتصاد المصري خلال تلك الفترة، بنسبة 89%، وفي الاتجاه السلبي، نشرت وسائل الإعلام الدولية 6 مواد فقط، بنسبة 2% من إجمالي المواد المنشورة خلال مايو 2025. وتضمنت الموضوعات التي حظيت بتناول إيجابي من جانب الإعلام الدولي: ( الإعلان عن اكتشافات جديدة للغاز والزيت، هبوط الدولار إلى أدنى مستوى منذ 6 أشهر، ارتفاع احتياطات النقد الأجنبي إلى 49 مليار دولار بنهاية العام المالي المقبل، صندوق النقد الدولي يشيد بالتقدم الملموس في برنامج الإصلاح الاقتصادي، اقتراب مصر من حلمها الكبير في محطة الضبعة النووية، وتحويلات المصريين بالخارج تقفز إلى 32.6 مليار دولار تراجع عجز الموازنة العامة في مصر). تقارير عالمية إيجابية نشرت شبكة "CNN" الامريكية بالعربية في 14/5/2025، تقريرًا بعنوان، "مصر تعلن عن اكتشافات جديدة للغاز والزيت.. وخبير يعلق"، حيث أعلنت مصر عن اكتشافات جديدة للغاز والزيت في الصحراء الغربية وخليج السويس من شأنها إضافة 3380 برميل زيت و30 مليون قدم مكعب غاز يوميًا للإنتاج المحلي، وجاءت هذه الاكتشافات بعد سداد الحكومة جزء من مستحقات شركات النفط الأجنبية، لتشجيعها على زيادة حجم استثماراتها لتسريع وتيرة تنمية الحقول القائمة لزيادة الإنتاجية واكتشاف أخرى جديدة، بما سيسهم في توفير جانب من الفاتورة الاستيرادية من الوقود والمنتجات البترولية على مدار الفترة المقبلة . نشر موقع شبكة "سي إن إن الامريكية "، في 20/5/2025، تقريرًا بعنوان " هبوط الدولار إلى أدنى مستوى منذ 6 أشهر.. خبراء يكشفون الأسباب"، حيث هبط سعر الدولار أمام الجنيه لأدنى مستوى 50 جنيهًا، وذلك للمرة الأولى خلال عام 2025، وسجّل متوسط أسعار السوق 49.84 جنيه للشراء، و49.94 جنيه للبيع، وفق بيانات البنك المركزي ، ورجّح خبراء أسباب هذا الانخفاض إلى زيادة تدفقات النقد الأجنبي للبلاد من عوائد السياحة وتحويلات المصريين المقيمين بالخارج. مع انخفاض الطلب على العملة الأجنبي، بسبب تراجع طلبات الاستيراد نتيجة عوامل موسمية، إضافة إلى تراجع سعر الدولار عالميًا نتيجة زيادة الاستثمار في اليورو، بسبب توقعات غير متفائلة بأداء العملة الأمريكية. نشرت وكالة روسيا اليوم الروسية وصحيفة الوطن الكويتية وموقع العربية السعودي بتاريخ 18/5/2025 بعنوان "صندوق النقد الدولي: مصر تحقق تقدما ملموسا في برنامج الإصلاح الاقتصادي" حيث أكد نائب مدير صندوق النقد الدولي نايجل كلارك إن مصر أحرزت تقدما ملموسا وواضحا فيما يتعلق ببرنامجها الإصلاح الاقتصادي الكلي، مؤكدا أنه 'أمر جلي للعيان'، وقال كلارك، في تصريحات خلال مؤتمر صحفي في القاهرة عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، إن "البرنامج المصري نتج عنه انخفاض قوي في معدلات التضخم والبطالة، فيما قفزت مستويات احتياطيات النقد الأجنبي إلى جانب إتاحة ووفرة العملات الأجنبية، ولم تعد هذه مشكلة كما كان من قبل". وأشار إلى أن هناك زيادة مطردة في معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي، فيما يمضي الاقتصاد المصري على طريقه نحو الاستقرار، مؤكدا أن هذه النتائج الإيجابية المهمة التي أحرزها برنامج الاصلاح الاقتصادي المصري جاءت بفضل القرارات والتحركات الجريئة التي قادتها الحكومة المصرية. نشر موقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية في 2/5/2025، تقريرًا بعنوان "رسوم ترامب الجمركية قد تُنعش أجود أنواع القطن في العالم " حيث أشار التقرير إلى أن مصر، المعروفة منذ فترة طويلة بقطنها الممتاز، قد تكتسب أرضية في السوق العالمية نتيجة لحرب التعريفات الجمركية التي شنها الرئيس دونالد ترامب مع الصين. حيث يمكن أن توفر التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة على المنسوجات الصينية، شريان حياة ضروري للغاية لقطن مصر طويل التيلة القديم، على الرغم من فرض التعريفات الجمركية أيضًا على مصر ومنتجي القطن الآخرين، إلا أنها أقل من تلك المفروضة على الصين. نشرت مجلة "فوربس" الإقتصادية الأمريكية ووكالة رويترز وموقع "صندوق النقد الدولى"،و موقع "الشرق" السعودي و موقع "سكاي نيوز عربية" الإماراتي بيانا فى27/5/2025، بعنوان "صندوق النقد الدولي يُنهي مهمة مراجعة في مصر"، حيث قام فريق من خبراء صندوق النقد الدولي، بزيارة القاهرة واجرى مناقشات مثمرة حول السياسات الاقتصادية والمالية التي يمكن أن تدعم إتمام المراجعة الخامسة في إطار برنامج 'تسهيل الصندوق الممدد'، وأضاف الصندوق أحرزت مصر تقدمًا ملموسًا نحو استقرار الاقتصاد الكلي. ومن المتوقع أن يستمر النمو في التحسن، وقد رفعنا توقعاتنا للسنة المالية 2024/2025 إلى 3.8%، في ضوء النتائج التي فاقت التوقعات في النصف الأول من العام.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
تحذير أوروبي لـ «ميتا» من غرامات يومية بسبب نموذج «الدفع أو الموافقة»
حذرت المفوضية الأوروبية ميتا بلاتفورمز، الجمعة، من أنها قد تواجه غرامات يومية إذا لم تمتثل للتغييرات التي اقترحتها على نموذج «الدفع أو الموافقة» الخاص بالشركة لأمر مكافحة الاحتكار الصادر في إبريل/نيسان. وجاء تحذير المفوضية الأوروبية، التي تعمل جهة إنفاذ المنافسة في الاتحاد الأوروبي، بعد شهرين من فرض غرامة 200 مليون يورو (234 مليون دولار) على عملاقة وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكي بسبب انتهاكها قانون الأسواق الرقمية الذي يهدف إلى الحد من نفوذ شركات التكنولوجيا الكبرى. وتُظهر هذه الخطوة مواصلة المفوضية حملتها على شركات التكنولوجيا الكبرى وسعيها إلى إتاحة تكافؤ الفرص أمام المنافسين الأصغر حجماً على الرغم من الانتقادات الأمريكية لقواعد الاتحاد التي تركز بشدة على استهداف شركاته. يمكن أن تصل الغرامات اليومية لعدم الامتثال لقانون الأسواق الرقمية إلى خمسة في المئة من متوسط حجم مبيعات الشركة اليومية على مستوى العالم. انتهاك قانون الوصول للبيانات الشخصية وقالت المفوضية الأوروبية، إن نموذج الدفع أو الموافقة الذي اعتمدته ميتا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 انتهك قانون الوصول إلى البيانات الشخصية حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2024 حينما عدلته الشركة لاستخدام بيانات شخصية أقل في الإعلانات الموجهة. وتدقق المفوضية في هذه التغييرات منذ ذلك الحين.