
بعد الانتشار الواسع لخلايا التجسس الإسرائيلية في إيران.. هذه خريطة العمليات الأمنية لطهران ضد الموساد
أثار رصد إيران لعشرات الخلايا التجسسية التابعة لإسرائيل جدلاً واسعًا، في ظل الحديث عن مدى قدرة جهاز "الموساد" الإسرائيلي على اختراق إيران، وذلك بالتزامن مع حرب الـ12 يومًا التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في الأيام الماضية.
لم تنتظر إيران حتى انتهاء الحرب، بل وفي خضم تبادل القصف بين الطرفين، شرعت السلطات الإيرانية في تنفيذ إجراءات أمنية غير مسبوقة شملت إعدامات واعتقالات ومداهمات ومصادرة معدات حساسة. ورغم أن هذه الخطوات فُسرت كرد فعل مباشر على عمليات تجسس لصالح إسرائيل، فقد تحدثت أصوات إيرانية عديدة عن مدى قدرة إيران على القضاء على ظاهرة الاختراق الإسرائيلي للداخل الإيراني.
وفي غضون 24 ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار، أعلنت إيران تنفيذ أحكام إعدام بحق ثلاثة أشخاص اتهموا بالتجسس لصالح الموساد. جاء هذا الإعلان بعد يومين من إعدام مدان رابع، بينما أفادت تقارير محلية باعتقال حوالي 700 شخص خلال 12 يومًا من المواجهة العسكرية، بتهم تتعلق بالتعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية.
نقدم في هذا التقرير خريطة شاملة للإجراءات الإيرانية في مواجهة الاختراقات الإسرائيلية الواسعة للمنظومة الأمنية والداخل الإيراني.
مهام خلايا الموساد في إيران قبل استعراض تفاصيل الإجراءات الإيرانية، ينبغي توضيح المهام التي أُسندت إلى عناصر الموساد داخل إيران، وهي متعددة، منها:
تهريب الطائرات المسيرة الانتحارية: تقوم خلايا الموساد بتهريب طائرات مسيرة صغيرة تحمل متفجرات، تُعرف بالطائرات الانتحارية. تُخزن هذه الطائرات وتُنقل عادةً على سيارات "بيك آب" مكشوفة ومغطاة، وتُكشف عند اللحظة المناسبة لتنفيذ مهامها.
أهداف الطائرات المسيرة:
اغتيال علماء نوويين بارزين.
استهداف أنظمة الرادار والمعدات المرتبطة بالدفاع الجوي الإيراني.
مهاجمة منشآت حكومية، مثل مبنى وزارة الخارجية الإيرانية.
عمليات السرية والتخفي: تُخفى الطائرات المسيرة داخل سيارات أو في ورش تصنيع سرية في أطراف المدن الإيرانية، مثل أصفهان وطهران ومدينة الري.
وجود قاعدة عسكرية سرية للموساد داخل إيران كشفت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى عن إنشاء الموساد قاعدة سرية داخل إيران لتخزين المسيرات المفخخة. تم تهريب هذه المسيرات منذ فترة طويلة واستُخدمت في استهداف المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية. أقام الموساد مواقع قرب طهران، حيث تم تفعيل المسيرات لاستهداف منصات inverty الصواريخ والمنشآت الدفاعية، مما تسبب في اختراق كبير للأمن الإيراني.
دور الموساد خلال الحرب على إيران كشفت تقارير غربية عن اختراق عميق للمنظومة الأمنية الإيرانية من قِبل الموساد الإسرائيلي خلال فترة الحرب، مما أدى إلى استنفار أمني واسع. فقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الاغتيالات التي استهدفت مسؤولين وعلماء إيرانيين كانت نتيجة سنوات من التجسس على أعلى مستويات صنع القرار، حيث تمكن الموساد من تتبع تحركات المسؤولين بدقة لتنفيذ هذه الاغتيالات.
وأضافت صحيفة "هآرتس" أن عملاء إسرائيليين، بالتعاون مع متعاونين محليين، أنشأوا قاعدة عسكرية سرية داخل إيران لتخن الأسلحة المهربة قبل بدء الحرب. كما أكدت مجلة "ذا أتلانتيك" أن العملية اعتمدت بشكل كبير على إيرانيين جندهم الموساد، ووصفتها بأنها أكبر اختراق منذ تفجير مفاعل نطنز.
عمليات كوماندوس برية إسرائيلية داخل إيران في إعلان هو الأول من نوعه، زعم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، يوم الأربعاء، أن وحدات كوماندوس برية إسرائيلية نفذت عمليات سرية داخل الأراضي الإيرانية خلال النزاع الذي استمر 12 يومًا، بالتعاون مع عناصر من جهاز الموساد. وصرح زامير في بيان مصور نشره الجيش الإسرائيلي: "حققنا سيطرة كاملة على الأجواء الإيرانية، وعلى كل موقع اخترنا العمل فيه"، موضحًا أن ذلك تم "جزئيًا بفضل التنسيق والتضليل الذي نفذته القوات الجوية والبرية الخاصة".
من جانبه، نشر رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع مقطع فيديو وجه فيه رسالة إلى عملاء الجهاز المشاركين في العمليات السرية داخل إيران، مشيدًا بدورهم في العملية الإسرائيلية الأخيرة. وقال برنياع: "سنظل يقظين ونرصد عن كثب كل المشاريع داخل إيران، ونحن على دراية بها. سنكون هناك، كما نحن الآن".
وأكد برنياع على التعاون الوثيق مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، معربًا عن تقديره وامتنانه لدعمها في جعل العملية ممكنة. وأشار إلى أن الموساد عمل على مدى أشهر وسنوات للوصول إلى "اللحظة المناسبة"، مدركًا "خطورة اللحظة" التي استُهدفت فيها إيران.
وأضاف برنياع أن رجال ونساء الموساد، المنتشرين في إسرائيل وحول العالم، يعملون جنبًا إلى جنب مع الجيش الإسرائيلي لتحقيق أهداف العملية. وشدد على أن الموساد، بفضل المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والتقنيات المتقدمة والقدرات العملياتية التي تفوق كل تصور، ساعد سلاح الجو في ضرب المشروع النووي الإيراني، وتحقيق التفوق الجوي في الأجواء الإيرانية، والحد من التهديد الصاروخي، وبالتالي ضمان أمن المواطنين الإسرائيليين.
كما قدم برنياع جزيل الشكر والتقدير للصناعات الأمنية والجيش الإسرائيلي – سلاح الجو ودائرة الاستخبارات العسكرية – على شراكتهم ونجاحاتهم، ولشركائهم في أجهزة الاستخبارات والأمن الأمريكية على دعمهم القيّم. واختتم حديثه بالتأكيد على التزام الموساد بعودة جميع المختطفين، مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، مشددًا على أن الموساد سيواصل مراقبة وإحباط التهديدات الموجهة ضد إسرائيل.
سلسلة العمليات الأمنية الإيرانية ضد الموساد
أولاً: حملات اعتقال واسعة النطاق:
قامت السلطات الإيرانية على مدار الأيام الماضية بمجموعة من الإجراءات التي استهدفت من قالت إنهم يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي، وكانت هذه الإجراءات كالتالي:
في 22 يونيو، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية عن واحدة من أكبر حملات الاعتقال في تاريخ البلاد، حيث استهدفت شبكة تجسس إسرائيلية في مدينة قم.
تم اعتقال 22 شخصًا بتهمة التعاون مع الموساد في جمع معلومات حساسة عن مواقع دفاعية وشخصيات بارزة، والتي يُعتقد أنها ساعدت في اغتيالات لعلماء وقادة في الحرس الثوري.
وفقًا لتقارير رسمية، وجهت التهم للأشخاص المعتقلين بجمع معلومات استخباراتية دقيقة عن مواقع دفاعية تابعة للحرس الثوري، بالإضافة إلى متابعة تحركات قادة عسكريين وعلماء نوويين. وقد ساهم هؤلاء المتعاونون في تسهيل اغتيالات عبر تهريب طائرات مسيرة مفخخة وأسلحة صغيرة إلى داخل إيران، واستهداف منشآت حيوية مثل منشأة نطنز النووية وقواعد عسكرية أخرى.
خلال 12 يومًا من الحرب المفتوحة، ارتفع عدد المعتقلين بتهمة التجسس لصالح إسرائيل إلى أكثر من 700 شخص في مناطق مختلفة من البلاد، مع تنفيذ حكم الإعدام بحق 3 منهم.
ومن بين المعتقلين، حاول 8 أشخاص الفرار عبر الحدود الغربية، وهو ما اعتبرته السلطات دليلاً على انهيار ثقة العملاء في مشغليهم.
في بيان رسمي، ذكرت أجهزة الأمن الإيرانية أن من بين المعتقلين 8 أشخاص حاولوا الفرار عبر الحدود الغربية، في إشارة إلى تصاعد قلق العملاء وانهيار ثقتهم بمشغليهم في جهاز الموساد. هذا التوجه يعكس حالة الارتباك التي يمر بها هؤلاء المتعاونون في ظل حملة الملاحقة الشديدة والمراقبة الأمنية المشددة.
أعلنت استخبارات الحرس الثوري الإيراني والشرطة عن تفكيك خلايا تجسس نشطة في عدة محافظات إيرانية، شملت ياسوج، تشهارمحال وبختياري، فارس، مازندران، كردستان، ولورستان. وقد تم اعتقال عشرات الأشخاص على خلفية هذه العملية، من بينهم "جاسوس أوروبي مشتبه به".
توزعت الاعتقالات على عدة محافظات إيرانية، شملت المدن الكبرى مثل طهران، أصفهان، قم، وأماكن أخرى على الحدود الغربية مع العراق، حيث يتم تهريب المعلومات والأسلحة. كما تضمنت الاعتقالات أفرادًا من خلفيات مختلفة، من موظفين حكوميين إلى مدنيين، وهو ما يشير إلى اتساع دائرة الاختراقات والتحديات الأمنية التي تواجهها إيران في الداخل.
ثانيًا: ضبط طائرات مسيرة وأجهزة متطورة:
قبل هذه الحملة، كشفت أجهزة الأمن عن ضبط ورش سرية في أطراف طهران وأصفهان ومدينة قم مخصصة لصناعة الطائرات المسيرة المفخخة والعبوات الناسفة، حيث تم اعتقال عدد من المتورطين وضبط مئات الطائرات والمعدات المتعلقة بها.
أفادت وكالة "نور نيوز" ووكالات أخرى بأن السلطات الإيرانية ضبطت أكثر من 10 آلاف طائرة مسيرة صغيرة مخصصة للتجسس والتخريب، خاصة في العاصمة طهران، منذ بدء "العدوان الإسرائيلي" في 13 يونيو.
أشارت المصادر إلى أن هذه المسيرات كانت تُستخدم لتوجيه هجمات انتحارية وتصوير مواقع عسكرية حساسة. كما تم ضبط معدات متطورة تشمل أنظمة إطلاق وأجهزة تشويش واتصالات مشفرة.
إجراءات إيرانية لمواجهة ظاهرة التجسس
أولاً: تنفيذ حكم الإعدام وتأثيره الأمني:
في تطور خطير، نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحق 3 من العملاء المدانين، في خطوة توعدت بها الجهات الأمنية بمعاقبة كل من يثبت تورطه في التعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية، سواء في جمع معلومات أو في عمليات تخريب داخلية.
كذلك، في 16 و22 يونيو، أُعدم شخصان إيرانيان مدانان بالتجسس لصالح الموساد: إسماعيل فكري، الذي تعرض للمراقبة الأمنية في أصفهان، ومجيد مسيبي، الذي تلقى تدريبًا عسكريًا خارج البلاد وكشف أسرارًا استراتيجية مهمة.
ثانيًا: الدمج الأمني والقضائي:
قامت إيران، في ظل اندلاع الحرب مع إسرائيل، بترتيب تنسيق مكثف بين وزارة الاستخبارات، الحرس الثوري، والشرطة الأمنية. اعتُمدت سياسة "المجتمع اليقظ" من خلال حث المواطنين على الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.
كما أعادت قوات التعبئة (الباسيج) تفعيل دورها في مراقبة المدن، ووضعت حواجز أمنية، خاصة على سيارات البيك آب التي استخدمها العملاء في عمليات إطلاق المسيرات.
كانت الأجهزة الأمنية الإيرانية – وزارة الاستخبارات، جهاز استخبارات الحرس الثوري، والشرطة الأمنية الخاصة – تعمل غالبًا بمسارات متوازية. أما الآن، فقد تطور التنسيق بينها ليصبح ميدانيًا واستراتيجيًا، يشمل تبادل المعلومات وتوزيع المهام ووضع خطط عمليات مشتركة، وفق التالي:
وزارة الاستخبارات: تركز على تتبع الشبكات الأجنبية والاختراقات الخارجية.
استخبارات الحرس الثوري: تقود العمليات الاستباقية داخليًا وتنسق مع الباسيج.
الشرطة الأمنية: تتولى الجانب التنفيذي المباشر من مداهمات واعتقالات وإدارة حواجز.
ثالثًا: إطلاق سياسة "المجتمع اليقظ":
تُمثل هذه السياسة مقاربة جديدة تدمج المواطنين في المنظومة الأمنية كمراقبين لا مراقَبين. تدعو الدولة الشعب للإبلاغ عن أي تحركات أو سلوكيات مشبوهة، بهدف احتواء التهديدات من جذورها.
تم إطلاق خطوط ساخنة وتطبيقات إلكترونية لتمكين المواطنين من إرسال تقارير ومقاطع فيديو.
تهدف هذه الخطوة إلى توسيع دائرة الرصد بما يتجاوز الإمكانيات البشرية للأجهزة الأمنية.
تثير هذه السياسة جدلاً، خاصة في الأوساط المعارضة، خشية استخدامها لقمع الحريات أو إثارة الفتن الاجتماعية.
رابعًا: العودة القوية لقوات الباسيج:
شهدت قوات التعبئة الشعبية "الباسيج" عودة مكثفة إلى الشوارع، خاصة في المدن الكبرى والمناطق الحدودية. تلعب الباسيج اليوم دورًا مزدوجًا:
دور عسكري: تأمين الحواجز والتفتيش.
دور مخابراتي: رصد التحركات المشبوهة وتزويد الأجهزة المركزية بالتقارير الميدانية.
تم تكليف الباسيج بمراقبة نوع محدد من المركبات، وهي سيارات "البيك آب"، التي رُصد استخدامها في عمليات إطلاق مسيرات أو تهريب معدات خفيفة. كما توسعت تحركات الباسيج لتشمل نشر وحدات راجلة عند المراكز الحيوية، في مشهد يعيد إلى الأذهان دورها في الثمانينات.
خامسًا: المراقبة المشددة لسيارات البيك آب:
لاحظت الأجهزة الأمنية الإيرانية استخدام مركبات "البيك آب" في عدد من العمليات التخريبية الأخيرة، لسهولة تحركها ونقل المعدات الثقيلة:
تم اكتشاف مسيرات صغيرة ومعدات مراقبة داخل شاحنات بيك آب في مدن مثل يزد وقم وكرمان.
أدى هذا النمط المتكرر إلى إدراج هذه المركبات ضمن "قائمة الخطر" وفرض إجراءات خاصة عليها (التحقق من هوية السائق، مطابقة رقم الهيكل، التفتيش الدقيق).
عمليات الموساد السابقة في إيران قبل الحرب
تفجيرات نطنز (2020-2021): تعرضت منشأة نطنز لتفجيرات متتالية، وكان آخرها في أبريل/نيسان 2021. أقرت وكالة الطاقة الذرية ومصادر أمنية بأن هذه التفجيرات كانت "عمليات تخريب إسرائيلية".
اغتيال محسن فخريزاده (نوفمبر/تشرين الثاني 2020): تم اغتيال العالم النووي البارز في طهران باستخدام بندقية مثبتة على شاحنة بيك آب، وقد خطط الموساد لهذه العملية بشكل مباشر.
هجوم الطائرات المسيرة (2023): في يناير/كانون الثاني 2023، استهدفت طائرات مسيرة مصنع ذخيرة عسكريًا في أصفهان، وتم اتهام الموساد بالوقوف وراء هذا الهجوم.
اغتيال إسماعيل هنية (يوليو/تموز 2024): اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في طهران بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الحالي مسعود بزشكيان.
دور متعاظم للموساد داخل إيران:
الحديث حول دور الموساد في إيران هو حديث قديم متجدد، فقد سبق أن تحدث الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد في حوار له مع قناة "CNN Türk" التركية عن الدور المتعاظم للموساد داخل إيران.
كشف أحمدي نجاد أن إيران أنشأت وحدة خاصة داخل وزارة الاستخبارات مهمتها مكافحة اختراق الموساد الإسرائيلي، ليتبين لاحقًا – بحسب قوله – أن رئيس تلك الوحدة كان نفسه عميلًا للموساد.
جاء هذا التصريح ضمن مقابلة متلفزة أجراها نجاد مع قناة "CNN Türk"، وقد أشار فيه إلى أن هذا العميل كان يدير العمليات الأمنية ضد إسرائيل بينما يتجسس لحسابها في آنٍ واحد.
بحسب نجاد، استطاع العميل المزدوج التسهيل للموساد تنفيذ واحدة من أخطر العمليات داخل إيران، حيث تم سرقة كميات ضخمة من الوثائق النووية والفضائية من منشآت حساسة مثل "تورقوزآباد" ومنظمة الفضاء الإيرانية.
وذكر أن هذه الوثائق لم تكن مجرد مستندات بسيطة، بل "خرجت من البلاد عبر شاحنات"، في إشارة إلى حجم الاختراق وخطورته، مشيرًا إلى أن النظام علم بالحادثة فقط بعد أن كشفت إسرائيل عن محتوى الوثائق في وسائل إعلامها.
اتهم أحمدي نجاد الأجهزة الأمنية الإيرانية بالتواطؤ في التستر على الحادثة، وقال إنه تم إخفاء الواقعة عن الرأي العام الإيراني، ولم تتخذ السلطات أي خطوات شفافة لمحاسبة المسؤولين الحقيقيين. بل إن الرد الرسمي اقتصر على تلفيق اعترافات تحت الضغط، وفق قوله، وتقديم روايات وهمية بهدف طمس الحقيقة.
كما أطلق نجاد تعبير "عصابة أمنية فاسدة" على بعض الأطراف داخل النظام الإيراني، متهمًا إياها بلعب دور في التغطية على الاغتيالات التي طالت العلماء النوويين، وكذلك التفجيرات التي استهدفت منشآت نووية مثل نطنز. وأكد أن هذه الجهات مارست نفوذًا واسعًا داخل الدولة وأعاقت الوصول إلى الحقائق.
في تحذير مباشر، أكد نجاد أن الموساد الإسرائيلي يمتلك شبكة واسعة من العملاء داخل إيران، وأن هذه الشبكة "تعمل في الشوارع، وتستطيع أن تغتال من تشاء، بل وتهدد أمن المرشد الأعلى نفسه"، في إشارة إلى آية الله علي خامنئي. واعتبر أن التهاون في معالجة هذه الاختراقات يعرض الدولة لمخاطر أمنية كارثية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوست عربي
منذ 3 أيام
- بوست عربي
الشهداء 100 ألف.. كيف كذبت الدراسات الدولية رواية إسرائيل ووثقت زيادة أعداد ضحايا غزة بشكل يفوق الأرقام الرسمية
قالت صحيفة هآرتس العبرية، الجمعة 27 يونيو/حزيران 2025، إن حصيلة الضحايا الذين قتلوا بهجمات إسرائيلية أو توفوا نتيجة الآثار غير المباشرة للإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 اقتربت من عتبة 100 ألف فلسطيني بنسبة تقارب 4% من عدد سكان قطاع غزة، ما يجعل هذه الحرب "الأكثر دموية في القرن 21". وفي تقرير لها تساءلت الصحيفة عما إذا كانت إسرائيل قتلت 100 ألف فلسطيني في غزة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية، محاولة الإجابة بتسليط الضوء على تقرير نشره فريق بحثي دولي هذا الأسبوع. يأتي ذلك بينما سعى الاحتلال مراراً وتكراراً إلى التشكيك في أعداد الضحايا في غزة، جنباً إلى جنب مع محاولات أمريكية لإخفاء العدد الحقيقي للضحايا في القطاع الفلسطيني المحاصر. ⭕️ صحة #غزة: ▪️ وصول "81 شهيداً و422 مصاباً" إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة جرّاء استمرار الهجمات الإسرائيلية بالقصف وإطلاق النيران. ▪️ ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إلى "56 ألفاً و412 شهيداً، و133 ألفاً و54 مصاباً". ▪️ ارتفاع حصيلة الضحايا… — عربي بوست (@arabic_post) June 28, 2025 وتواجه إسرائيل محاكمات دولية أمام محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية في غزة، وصدرت مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت. ووفقاً لإحصاءات رسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، تجاوز عدد الشهداء في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي حتى الآن 55998 شهيداً، من بينهم 18 ألف طفل و12400 امرأة و3853 مسناً. الحرب الأكثر دموية في القرن 21 ونقلت صحيفة هآرتس تأكيد باحثين دوليين أن عدد الضحايا بغزة جراء الهجمات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والذي أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، "أقل من الحجم الحقيقي للأزمة". وقالوا بهذا الصدد: "الجوع والمرض وإطلاق النار الإسرائيلي على مراكز توزيع الغذاء جعل الحرب في القطاع واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين". وفي الوقت الذي يرفض فيه متحدثون رسميون وصحفيون ومؤثرون في إسرائيل بيانات وزارة الصحة الفلسطينية مدعين أنها "مبالغ فيها"، يؤكد خبراء دوليون أن قائمة تلك الوزارة "بكل ما تجسده من فظائع، ليست موثوقة فحسب بل قد تكون متحفظة جداً مقارنة بالواقع". وعن أبرز الدراسات الدولية التي تناولت هذه القضية، سلطت الصحيفة الضوء على دراسة نشرها البروفيسور مايكل سباغات، الخبير العالمي في الوفيات خلال النزاعات العنيفة، وفريق من الباحثين هذا الأسبوع، إذ اعتبرتها "الأكثر شمولاً حتى الآن بشأن موضوع الوفيات في غزة". وأوضحت الصحيفة أن سباغات وبمساعدة "عالم السياسة الفلسطيني الدكتور خليل الشقاقي"، أجرى الفريق مسحاً لـ 2000 أسرة في غزة، تضم نحو 10 آلاف شخص، وخلصوا إلى أنه حتى يناير/كانون الثاني 2025، قتل حوالي 75 ألفاً و200 شخص في غزة نتيجة أعمال عنف خلال الحرب، غالبيتهم العظمى بسبب الذخائر الإسرائيلية. واستدركت: "في ذلك الوقت، قدرت وزارة الصحة في قطاع غزة عدد القتلى منذ بداية الحرب بـ 45 ألفاً و660 قتيلاً، وبعبارة أخرى، قللت بيانات وزارة الصحة من العدد الحقيقي للقتلى بنحو 40%". وذكرت الصحيفة العبرية أن دراسة "سباغات وزملائه تحاول الإجابة عن سؤال الوفيات الزائدة في القطاع، وبمعنى آخر، كم عدد الأشخاص الذين ماتوا نتيجة الآثار غير المباشرة للحرب: الجوع، والبرد، والأمراض التي استحال علاجها بسبب تدمير النظام الصحي، وعوامل أخرى؟". وقالت بهذا الصدد: "حتى دون احتساب موجات الوفيات الزائدة المتوقعة في المستقبل، أدى الجمع بين ضحايا العنف والوفيات الناجمة عن الأمراض والجوع إلى وفاة 83 ألفاً و740 شخصاً قبل يناير/كانون الثاني (2025)، مع الأخذ في الحسبان المسح والوفيات الزائدة". وأضافت: "منذ ذلك الحين، ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 10 آلاف شخص، وهذا لا يشمل من هم في فئة الوفيات الزائدة، والخلاصة هي أنه حتى لو لم تتجاوز الحرب بعد خط 100 ألف قتيل، فهي قريبة جداً من ذلك". ونقلت الصحيفة عن البروفيسور سباغات، قوله: "حتى لو كان العدد الإجمالي لضحايا الحرب في سوريا وأوكرانيا والسودان أعلى في كل حالة، فإن غزة على ما يبدو تحتل المرتبة الأولى من حيث نسبة القتلى من المقاتلين إلى غير المقاتلين، وكذلك من حيث معدل الوفيات بالنسبة إلى حجم السكان". وأشارت الصحيفة إلى أنه "وفقاً لبيانات المسح، والتي تتوافق مع بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 56% من القتلى كانوا إما أطفالاً دون 18 عاماً، أو نساء، وهذا رقم استثنائي مقارنة بجميع النزاعات الأخرى تقريباً منذ الحرب العالمية الثانية". وبحسب الصحيفة، فإن البيانات التي جمعتها ونشرتها منظمة سباغات، تشير إلى أن نسبة النساء والأطفال الذين قُتلوا نتيجةً للعنف في غزة تزيد على ضعف النسبة في جميع النزاعات الأخيرة تقريباً. ومن البيانات المتطرفة الأخرى التي وُجدت في الدراسة، نسبة القتلى إلى عدد السكان، يقول سباغات: "أعتقد أننا ربما وصلنا إلى نسبة قتلى تُقارب 4% من السكان". ويضيف: "لست متأكداً من وجود حالة أخرى في القرن الحادي والعشرين وصلت إلى هذا المستوى". ولفتت الصحيفة إلى أنه "على عكس ثراء البيانات التي تقدمها قوائم الوزارات الرسمية والدراسات البحثية، والتي تُؤكد أرقام وزارة الصحة في غزة، فإن صمت المتحدثين الرسميين الإسرائيليين عن عدد القتلى لافت للنظر". وقالت: "حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول (2023) هي الأولى التي لم يُقدم فيها الجيش الإسرائيلي تقديرات لعدد القتلى المدنيين من العدو". وأضافت: "الرقم الوحيد الذي تُكرره وحدة المتحدث باسم الجيش والمتحدثون الرسميون الإسرائيليون الآخرون هو مقتل 20 ألفاً من حماس ومنظمات أخرى. هذا الرقم غير مدعوم بقائمة أسماء أو أدلة أو مصادر أخرى". وتابعت: "وفقاً لسباغات، جرت محاولة لإحصاء عدد المسلحين الذين نشرتهم إسرائيل. وقد تمكن فريقه من الوصول إلى بضع مئات، لكن من الصعب إعداد قائمة تضم حتى ألفاً". العدد الحقيقي لضحايا غزة قد يتجاوز 186 ألف ولم يكن تقرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الذي يسلط الضوء على أعداد الضحايا في غزة، الأول من نوعه، حيث صدرت في وقت سابق تقارير تابعة لمؤسسات طبية وحقوقية بارزة توثق زيادة أعداد الشهداء في القطاع المحاصر بشكل يفوق الأرقام الرسمية. ففي يناير/كانون الثاني الماضي، قالت دراسة نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية البريطانية إن حصيلة وفيات غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة "أعلى بنحو 41% مقارنة بأرقام وزارة الصحة في القطاع". واستندت الدراسة الطبية الجديدة إلى بيانات للوزارة الفلسطينية، واستطلاع عبر الإنترنت، ومنشورات نعي على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي يوليو/تموز 2024، قدّرت دراسة أخرى نشرتها أيضاً مجلة " لانسيت" أن يبلغ عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة 186 ألفاً من الوفيات المباشرة وغير المباشرة. واستندت الدراسة إلى حقيقة أنه في الصراعات والحروب الأخيرة، تراوحت أعداد الوفيات غير المباشرة حوالي 3 إلى 15 ضعفاً من أعداد الوفيات المباشرة. وباستخدام تقدير أعداد السكان في قطاع غزة لعام 2022 البالغ 2,375,259 نسمة، فإن ذلك يعني أن عدد الضحايا من الوفيات المباشرة وغير المباشرة سيبلغ 7.9٪ من إجمالي عدد السكان في القطاع. وقال تقرير المجلة البريطانية إن الصراعات المسلحة تنطوي على مخاطر صحية غير مباشرة تتجاوز الضرر المباشر الناجم عن العنف. وحتى لو انتهى الصراع على الفور، فسوف يستمر وقوع العديد من الوفيات غير المباشرة في الأشهر والسنوات التالية لأسباب مثل الأمراض الإنجابية والأمراض المعدية وغير المعدية. وبحسب تحقيق أجرته منظمة "أيروورز" في يوليو/تموز الماضي، والذي حدد بشكل مستقل ما يقرب من 3000 اسم لضحايا مدنيين قتلوا في أول 17 يوماً من الحرب، فإن أرقام وزارة الصحة الفلسطينية "موثوقة على نطاق واسع" على الرغم من الصعوبات التي ينطوي عليها تقييم الخسائر. وقال تقرير منظمة "أيروورز" إن التحقيق وجد ارتباطاً وثيقاً بين أرقام الوزارة وما أفاد به المدنيون الفلسطينيون عبر الإنترنت، حيث ظهرت 75% من الأسماء المبلغ عنها علناً أيضًا في قائمة وزارة الصحة. ومنظمة "أيروورز" هي منظمة غير ربحية مقرها لندن تابعة لقسم الإعلام والاتصالات في جامعة لندن، والتي تقوم بالتحقيق في الوفيات المدنية في الصراعات. محاولات لإخفاء أعداد الضحايا في غزة ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تصدر وزارة الصحة بانتظام تحديثات حول عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي. وكانت هذه الأرقام محل تشكيك من قبل إسرائيل وحلفائها، حيث قال الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، إنه "لا يثق" بها، في حين تسلط وسائل الإعلام الضوء بانتظام على سيطرة حماس على الوزارة مع التلميح إلى أنه يجب التعامل معها بحذر. وضمن المساعي الأمريكية لإخفاء أعداد الضحايا في غزة، تضمن مشروع قانون الدفاع السنوي، الذي تم تقديمه للكونغرس في ديسمبر/كانون الأول 2024، بنداً يحظر على البنتاغون الاستشهاد بوزارة الصحة في غزة كمصدر موثوق، بحسب موقع ذا انترسبت. وقالت النائبة إلهان عمر، عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي عن ولاية مينيسوتا، في بيان لموقع ذا إنترسبت: "هذا محو مثير للقلق لمعاناة الشعب الفلسطيني، وتجاهل الخسائر البشرية الناجمة عن العنف المستمر". فيما شكك سياسيون أمريكيون في الأرقام التي تقدمها وزارة الصحة في غزة، لأنها تقع تحت سلطة حماس. وفي يونيو/حزيران 2024، أقرّ مجلس النواب تشريعاً يحظر صراحةً على وزارة الخارجية الأمريكية الاستشهاد ببيانات من وزارة الصحة في غزة. ووصفت حماس في بيان سابق ادعاء نتنياهو في مقابلة تلفزيونية بأن نسبة (القتلى) من المدنيين إلى المقاتلين في غزة واحد إلى واحد، بأنه "كذب واستخفاف بالرأي العام العالمي"، مشيرةً إلى أن "تقارير وزارة الصحة اليومية، وغيرها من التقارير والتوثيقات التي أجرتها جهات أممية وحقوقية دولية تؤكد أن الغالبية العظمى من الضحايا في قطاع غزة من المدنيين". وفي مقابلة سابقة مع موقع بانشبول الأمريكي، زعم نتنياهو، أن "نسبة الضحايا المدنيين إلى القتلى المسلحين في غزة تبلغ واحداً إلى واحد تقريباً، وهي أدنى نسبة في حروب المدن الحديثة".


بوست عربي
منذ 5 أيام
- بوست عربي
بعد الانتشار الواسع لخلايا التجسس الإسرائيلية في إيران.. هذه خريطة العمليات الأمنية لطهران ضد الموساد
أثار رصد إيران لعشرات الخلايا التجسسية التابعة لإسرائيل جدلاً واسعًا، في ظل الحديث عن مدى قدرة جهاز "الموساد" الإسرائيلي على اختراق إيران، وذلك بالتزامن مع حرب الـ12 يومًا التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في الأيام الماضية. لم تنتظر إيران حتى انتهاء الحرب، بل وفي خضم تبادل القصف بين الطرفين، شرعت السلطات الإيرانية في تنفيذ إجراءات أمنية غير مسبوقة شملت إعدامات واعتقالات ومداهمات ومصادرة معدات حساسة. ورغم أن هذه الخطوات فُسرت كرد فعل مباشر على عمليات تجسس لصالح إسرائيل، فقد تحدثت أصوات إيرانية عديدة عن مدى قدرة إيران على القضاء على ظاهرة الاختراق الإسرائيلي للداخل الإيراني. وفي غضون 24 ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار، أعلنت إيران تنفيذ أحكام إعدام بحق ثلاثة أشخاص اتهموا بالتجسس لصالح الموساد. جاء هذا الإعلان بعد يومين من إعدام مدان رابع، بينما أفادت تقارير محلية باعتقال حوالي 700 شخص خلال 12 يومًا من المواجهة العسكرية، بتهم تتعلق بالتعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية. نقدم في هذا التقرير خريطة شاملة للإجراءات الإيرانية في مواجهة الاختراقات الإسرائيلية الواسعة للمنظومة الأمنية والداخل الإيراني. مهام خلايا الموساد في إيران قبل استعراض تفاصيل الإجراءات الإيرانية، ينبغي توضيح المهام التي أُسندت إلى عناصر الموساد داخل إيران، وهي متعددة، منها: تهريب الطائرات المسيرة الانتحارية: تقوم خلايا الموساد بتهريب طائرات مسيرة صغيرة تحمل متفجرات، تُعرف بالطائرات الانتحارية. تُخزن هذه الطائرات وتُنقل عادةً على سيارات "بيك آب" مكشوفة ومغطاة، وتُكشف عند اللحظة المناسبة لتنفيذ مهامها. أهداف الطائرات المسيرة: اغتيال علماء نوويين بارزين. استهداف أنظمة الرادار والمعدات المرتبطة بالدفاع الجوي الإيراني. مهاجمة منشآت حكومية، مثل مبنى وزارة الخارجية الإيرانية. عمليات السرية والتخفي: تُخفى الطائرات المسيرة داخل سيارات أو في ورش تصنيع سرية في أطراف المدن الإيرانية، مثل أصفهان وطهران ومدينة الري. وجود قاعدة عسكرية سرية للموساد داخل إيران كشفت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى عن إنشاء الموساد قاعدة سرية داخل إيران لتخزين المسيرات المفخخة. تم تهريب هذه المسيرات منذ فترة طويلة واستُخدمت في استهداف المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية. أقام الموساد مواقع قرب طهران، حيث تم تفعيل المسيرات لاستهداف منصات inverty الصواريخ والمنشآت الدفاعية، مما تسبب في اختراق كبير للأمن الإيراني. دور الموساد خلال الحرب على إيران كشفت تقارير غربية عن اختراق عميق للمنظومة الأمنية الإيرانية من قِبل الموساد الإسرائيلي خلال فترة الحرب، مما أدى إلى استنفار أمني واسع. فقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الاغتيالات التي استهدفت مسؤولين وعلماء إيرانيين كانت نتيجة سنوات من التجسس على أعلى مستويات صنع القرار، حيث تمكن الموساد من تتبع تحركات المسؤولين بدقة لتنفيذ هذه الاغتيالات. وأضافت صحيفة "هآرتس" أن عملاء إسرائيليين، بالتعاون مع متعاونين محليين، أنشأوا قاعدة عسكرية سرية داخل إيران لتخن الأسلحة المهربة قبل بدء الحرب. كما أكدت مجلة "ذا أتلانتيك" أن العملية اعتمدت بشكل كبير على إيرانيين جندهم الموساد، ووصفتها بأنها أكبر اختراق منذ تفجير مفاعل نطنز. عمليات كوماندوس برية إسرائيلية داخل إيران في إعلان هو الأول من نوعه، زعم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، يوم الأربعاء، أن وحدات كوماندوس برية إسرائيلية نفذت عمليات سرية داخل الأراضي الإيرانية خلال النزاع الذي استمر 12 يومًا، بالتعاون مع عناصر من جهاز الموساد. وصرح زامير في بيان مصور نشره الجيش الإسرائيلي: "حققنا سيطرة كاملة على الأجواء الإيرانية، وعلى كل موقع اخترنا العمل فيه"، موضحًا أن ذلك تم "جزئيًا بفضل التنسيق والتضليل الذي نفذته القوات الجوية والبرية الخاصة". من جانبه، نشر رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع مقطع فيديو وجه فيه رسالة إلى عملاء الجهاز المشاركين في العمليات السرية داخل إيران، مشيدًا بدورهم في العملية الإسرائيلية الأخيرة. وقال برنياع: "سنظل يقظين ونرصد عن كثب كل المشاريع داخل إيران، ونحن على دراية بها. سنكون هناك، كما نحن الآن". وأكد برنياع على التعاون الوثيق مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، معربًا عن تقديره وامتنانه لدعمها في جعل العملية ممكنة. وأشار إلى أن الموساد عمل على مدى أشهر وسنوات للوصول إلى "اللحظة المناسبة"، مدركًا "خطورة اللحظة" التي استُهدفت فيها إيران. وأضاف برنياع أن رجال ونساء الموساد، المنتشرين في إسرائيل وحول العالم، يعملون جنبًا إلى جنب مع الجيش الإسرائيلي لتحقيق أهداف العملية. وشدد على أن الموساد، بفضل المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والتقنيات المتقدمة والقدرات العملياتية التي تفوق كل تصور، ساعد سلاح الجو في ضرب المشروع النووي الإيراني، وتحقيق التفوق الجوي في الأجواء الإيرانية، والحد من التهديد الصاروخي، وبالتالي ضمان أمن المواطنين الإسرائيليين. كما قدم برنياع جزيل الشكر والتقدير للصناعات الأمنية والجيش الإسرائيلي – سلاح الجو ودائرة الاستخبارات العسكرية – على شراكتهم ونجاحاتهم، ولشركائهم في أجهزة الاستخبارات والأمن الأمريكية على دعمهم القيّم. واختتم حديثه بالتأكيد على التزام الموساد بعودة جميع المختطفين، مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، مشددًا على أن الموساد سيواصل مراقبة وإحباط التهديدات الموجهة ضد إسرائيل. سلسلة العمليات الأمنية الإيرانية ضد الموساد أولاً: حملات اعتقال واسعة النطاق: قامت السلطات الإيرانية على مدار الأيام الماضية بمجموعة من الإجراءات التي استهدفت من قالت إنهم يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي، وكانت هذه الإجراءات كالتالي: في 22 يونيو، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية عن واحدة من أكبر حملات الاعتقال في تاريخ البلاد، حيث استهدفت شبكة تجسس إسرائيلية في مدينة قم. تم اعتقال 22 شخصًا بتهمة التعاون مع الموساد في جمع معلومات حساسة عن مواقع دفاعية وشخصيات بارزة، والتي يُعتقد أنها ساعدت في اغتيالات لعلماء وقادة في الحرس الثوري. وفقًا لتقارير رسمية، وجهت التهم للأشخاص المعتقلين بجمع معلومات استخباراتية دقيقة عن مواقع دفاعية تابعة للحرس الثوري، بالإضافة إلى متابعة تحركات قادة عسكريين وعلماء نوويين. وقد ساهم هؤلاء المتعاونون في تسهيل اغتيالات عبر تهريب طائرات مسيرة مفخخة وأسلحة صغيرة إلى داخل إيران، واستهداف منشآت حيوية مثل منشأة نطنز النووية وقواعد عسكرية أخرى. خلال 12 يومًا من الحرب المفتوحة، ارتفع عدد المعتقلين بتهمة التجسس لصالح إسرائيل إلى أكثر من 700 شخص في مناطق مختلفة من البلاد، مع تنفيذ حكم الإعدام بحق 3 منهم. ومن بين المعتقلين، حاول 8 أشخاص الفرار عبر الحدود الغربية، وهو ما اعتبرته السلطات دليلاً على انهيار ثقة العملاء في مشغليهم. في بيان رسمي، ذكرت أجهزة الأمن الإيرانية أن من بين المعتقلين 8 أشخاص حاولوا الفرار عبر الحدود الغربية، في إشارة إلى تصاعد قلق العملاء وانهيار ثقتهم بمشغليهم في جهاز الموساد. هذا التوجه يعكس حالة الارتباك التي يمر بها هؤلاء المتعاونون في ظل حملة الملاحقة الشديدة والمراقبة الأمنية المشددة. أعلنت استخبارات الحرس الثوري الإيراني والشرطة عن تفكيك خلايا تجسس نشطة في عدة محافظات إيرانية، شملت ياسوج، تشهارمحال وبختياري، فارس، مازندران، كردستان، ولورستان. وقد تم اعتقال عشرات الأشخاص على خلفية هذه العملية، من بينهم "جاسوس أوروبي مشتبه به". توزعت الاعتقالات على عدة محافظات إيرانية، شملت المدن الكبرى مثل طهران، أصفهان، قم، وأماكن أخرى على الحدود الغربية مع العراق، حيث يتم تهريب المعلومات والأسلحة. كما تضمنت الاعتقالات أفرادًا من خلفيات مختلفة، من موظفين حكوميين إلى مدنيين، وهو ما يشير إلى اتساع دائرة الاختراقات والتحديات الأمنية التي تواجهها إيران في الداخل. ثانيًا: ضبط طائرات مسيرة وأجهزة متطورة: قبل هذه الحملة، كشفت أجهزة الأمن عن ضبط ورش سرية في أطراف طهران وأصفهان ومدينة قم مخصصة لصناعة الطائرات المسيرة المفخخة والعبوات الناسفة، حيث تم اعتقال عدد من المتورطين وضبط مئات الطائرات والمعدات المتعلقة بها. أفادت وكالة "نور نيوز" ووكالات أخرى بأن السلطات الإيرانية ضبطت أكثر من 10 آلاف طائرة مسيرة صغيرة مخصصة للتجسس والتخريب، خاصة في العاصمة طهران، منذ بدء "العدوان الإسرائيلي" في 13 يونيو. أشارت المصادر إلى أن هذه المسيرات كانت تُستخدم لتوجيه هجمات انتحارية وتصوير مواقع عسكرية حساسة. كما تم ضبط معدات متطورة تشمل أنظمة إطلاق وأجهزة تشويش واتصالات مشفرة. إجراءات إيرانية لمواجهة ظاهرة التجسس أولاً: تنفيذ حكم الإعدام وتأثيره الأمني: في تطور خطير، نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحق 3 من العملاء المدانين، في خطوة توعدت بها الجهات الأمنية بمعاقبة كل من يثبت تورطه في التعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية، سواء في جمع معلومات أو في عمليات تخريب داخلية. كذلك، في 16 و22 يونيو، أُعدم شخصان إيرانيان مدانان بالتجسس لصالح الموساد: إسماعيل فكري، الذي تعرض للمراقبة الأمنية في أصفهان، ومجيد مسيبي، الذي تلقى تدريبًا عسكريًا خارج البلاد وكشف أسرارًا استراتيجية مهمة. ثانيًا: الدمج الأمني والقضائي: قامت إيران، في ظل اندلاع الحرب مع إسرائيل، بترتيب تنسيق مكثف بين وزارة الاستخبارات، الحرس الثوري، والشرطة الأمنية. اعتُمدت سياسة "المجتمع اليقظ" من خلال حث المواطنين على الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه. كما أعادت قوات التعبئة (الباسيج) تفعيل دورها في مراقبة المدن، ووضعت حواجز أمنية، خاصة على سيارات البيك آب التي استخدمها العملاء في عمليات إطلاق المسيرات. كانت الأجهزة الأمنية الإيرانية – وزارة الاستخبارات، جهاز استخبارات الحرس الثوري، والشرطة الأمنية الخاصة – تعمل غالبًا بمسارات متوازية. أما الآن، فقد تطور التنسيق بينها ليصبح ميدانيًا واستراتيجيًا، يشمل تبادل المعلومات وتوزيع المهام ووضع خطط عمليات مشتركة، وفق التالي: وزارة الاستخبارات: تركز على تتبع الشبكات الأجنبية والاختراقات الخارجية. استخبارات الحرس الثوري: تقود العمليات الاستباقية داخليًا وتنسق مع الباسيج. الشرطة الأمنية: تتولى الجانب التنفيذي المباشر من مداهمات واعتقالات وإدارة حواجز. ثالثًا: إطلاق سياسة "المجتمع اليقظ": تُمثل هذه السياسة مقاربة جديدة تدمج المواطنين في المنظومة الأمنية كمراقبين لا مراقَبين. تدعو الدولة الشعب للإبلاغ عن أي تحركات أو سلوكيات مشبوهة، بهدف احتواء التهديدات من جذورها. تم إطلاق خطوط ساخنة وتطبيقات إلكترونية لتمكين المواطنين من إرسال تقارير ومقاطع فيديو. تهدف هذه الخطوة إلى توسيع دائرة الرصد بما يتجاوز الإمكانيات البشرية للأجهزة الأمنية. تثير هذه السياسة جدلاً، خاصة في الأوساط المعارضة، خشية استخدامها لقمع الحريات أو إثارة الفتن الاجتماعية. رابعًا: العودة القوية لقوات الباسيج: شهدت قوات التعبئة الشعبية "الباسيج" عودة مكثفة إلى الشوارع، خاصة في المدن الكبرى والمناطق الحدودية. تلعب الباسيج اليوم دورًا مزدوجًا: دور عسكري: تأمين الحواجز والتفتيش. دور مخابراتي: رصد التحركات المشبوهة وتزويد الأجهزة المركزية بالتقارير الميدانية. تم تكليف الباسيج بمراقبة نوع محدد من المركبات، وهي سيارات "البيك آب"، التي رُصد استخدامها في عمليات إطلاق مسيرات أو تهريب معدات خفيفة. كما توسعت تحركات الباسيج لتشمل نشر وحدات راجلة عند المراكز الحيوية، في مشهد يعيد إلى الأذهان دورها في الثمانينات. خامسًا: المراقبة المشددة لسيارات البيك آب: لاحظت الأجهزة الأمنية الإيرانية استخدام مركبات "البيك آب" في عدد من العمليات التخريبية الأخيرة، لسهولة تحركها ونقل المعدات الثقيلة: تم اكتشاف مسيرات صغيرة ومعدات مراقبة داخل شاحنات بيك آب في مدن مثل يزد وقم وكرمان. أدى هذا النمط المتكرر إلى إدراج هذه المركبات ضمن "قائمة الخطر" وفرض إجراءات خاصة عليها (التحقق من هوية السائق، مطابقة رقم الهيكل، التفتيش الدقيق). عمليات الموساد السابقة في إيران قبل الحرب تفجيرات نطنز (2020-2021): تعرضت منشأة نطنز لتفجيرات متتالية، وكان آخرها في أبريل/نيسان 2021. أقرت وكالة الطاقة الذرية ومصادر أمنية بأن هذه التفجيرات كانت "عمليات تخريب إسرائيلية". اغتيال محسن فخريزاده (نوفمبر/تشرين الثاني 2020): تم اغتيال العالم النووي البارز في طهران باستخدام بندقية مثبتة على شاحنة بيك آب، وقد خطط الموساد لهذه العملية بشكل مباشر. هجوم الطائرات المسيرة (2023): في يناير/كانون الثاني 2023، استهدفت طائرات مسيرة مصنع ذخيرة عسكريًا في أصفهان، وتم اتهام الموساد بالوقوف وراء هذا الهجوم. اغتيال إسماعيل هنية (يوليو/تموز 2024): اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في طهران بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الحالي مسعود بزشكيان. دور متعاظم للموساد داخل إيران: الحديث حول دور الموساد في إيران هو حديث قديم متجدد، فقد سبق أن تحدث الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد في حوار له مع قناة "CNN Türk" التركية عن الدور المتعاظم للموساد داخل إيران. كشف أحمدي نجاد أن إيران أنشأت وحدة خاصة داخل وزارة الاستخبارات مهمتها مكافحة اختراق الموساد الإسرائيلي، ليتبين لاحقًا – بحسب قوله – أن رئيس تلك الوحدة كان نفسه عميلًا للموساد. جاء هذا التصريح ضمن مقابلة متلفزة أجراها نجاد مع قناة "CNN Türk"، وقد أشار فيه إلى أن هذا العميل كان يدير العمليات الأمنية ضد إسرائيل بينما يتجسس لحسابها في آنٍ واحد. بحسب نجاد، استطاع العميل المزدوج التسهيل للموساد تنفيذ واحدة من أخطر العمليات داخل إيران، حيث تم سرقة كميات ضخمة من الوثائق النووية والفضائية من منشآت حساسة مثل "تورقوزآباد" ومنظمة الفضاء الإيرانية. وذكر أن هذه الوثائق لم تكن مجرد مستندات بسيطة، بل "خرجت من البلاد عبر شاحنات"، في إشارة إلى حجم الاختراق وخطورته، مشيرًا إلى أن النظام علم بالحادثة فقط بعد أن كشفت إسرائيل عن محتوى الوثائق في وسائل إعلامها. اتهم أحمدي نجاد الأجهزة الأمنية الإيرانية بالتواطؤ في التستر على الحادثة، وقال إنه تم إخفاء الواقعة عن الرأي العام الإيراني، ولم تتخذ السلطات أي خطوات شفافة لمحاسبة المسؤولين الحقيقيين. بل إن الرد الرسمي اقتصر على تلفيق اعترافات تحت الضغط، وفق قوله، وتقديم روايات وهمية بهدف طمس الحقيقة. كما أطلق نجاد تعبير "عصابة أمنية فاسدة" على بعض الأطراف داخل النظام الإيراني، متهمًا إياها بلعب دور في التغطية على الاغتيالات التي طالت العلماء النوويين، وكذلك التفجيرات التي استهدفت منشآت نووية مثل نطنز. وأكد أن هذه الجهات مارست نفوذًا واسعًا داخل الدولة وأعاقت الوصول إلى الحقائق. في تحذير مباشر، أكد نجاد أن الموساد الإسرائيلي يمتلك شبكة واسعة من العملاء داخل إيران، وأن هذه الشبكة "تعمل في الشوارع، وتستطيع أن تغتال من تشاء، بل وتهدد أمن المرشد الأعلى نفسه"، في إشارة إلى آية الله علي خامنئي. واعتبر أن التهاون في معالجة هذه الاختراقات يعرض الدولة لمخاطر أمنية كارثية.


بوست عربي
١٧-٠٦-٢٠٢٥
- بوست عربي
أبرزها نفاذ المخزون.. 3 تحديات تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية خلال الحرب مع إيران
بعد مرور خمسة أيام على شن جيش الاحتلال هجوماً موسعاً ضد طهران وما تبع ذلك من رد إيراني بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تحديات عدة لإسقاط واعتراض الصواريخ الإيرانية، التي باتت تصيب أهدافاً في مدن وبلدات في تل أبيب وضواحيها. وتتمثل أهم التحديات التي تواجه منظومات الدفاع الجوي لجيش الاحتلال في استنفاذ المخزون الإسرائيلي والأمريكي من الصواريخ الاعتراضية للصواريخ الباليستية الإيرانية، والكلفة العالية التي تتطلبها عمليات الاعتراض، فضلاً عن تكتيكات الإطلاق الجديدة التي تتبعها إيران في إطلاق الصواريخ. وقال المكتب الصحفي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الإثنين 16 يونيو/حزيران 2025، إن إيران أطلقت ما لا يقل عن 370 صاروخاً باليستياً على إسرائيل منذ الجمعة 13 يونيو/حزيران . ⭕️ متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية: استخدمنا أحد صواريخنا للمرة الأولى في هجوم قواتنا المسلحة اليوم، والصهاينة لم يتمكنوا من رصد أو اعتراض الصاروخ وسيشهدون مزيداً من هذه المفاجآت — عربي بوست (@arabic_post) June 17, 2025 وتمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية التي اعتمدت عليها طهران من قبل في هجماتها التي استهدفت تل أبيب في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، فيما تملك إسرائيل منظومة دفاع جوي متعددة المستويات بدعم أمريكي. وأشارت تقارير عبرية إلى أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي يواجه تحديات متزايدة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن الهجمات الصاروخية الباليستية الأخيرة من إيران أدت إلى تصعيد التهديد إلى مستوى جديد تماماً. وقالت صحيفة هآرتس العبرية إنه وفي حين تم اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية، فقد اخترقت العديد منها دفاعات إسرائيل، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق في الممتلكات. ما هي التحديات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية؟ قال مسؤول أمريكي كبير مطلع لموقع ميدل إيست آي البريطاني إن إسرائيل تستخدم صواريخها الاعتراضية للصواريخ الباليستية بوتيرة سريعة بعد أربعة أيام من الحرب مع إيران. وقال المسؤول إن هناك مخاوف في بعض دوائر الحكومة الأمريكية من أن تؤدي ضربة أمريكية مباشرة على إيران إلى رد إيراني أكبر ضد إسرائيل، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى استنزاف المخزون العالمي للولايات المتحدة من الصواريخ الاعتراضية إلى مستوى "مروع". وتعتمد إسرائيل على نظام دفاع جوي ثلاثي المستويات، وتمثل هجمات إيران تحدياً لدفاعاتها الأكثر تطوراً. وتُستخدم القبة الحديدية لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة التي تطلقها جماعات مثل حماس وحزب الله. والمستوى الثاني هو مقلاع داود، القادر على اعتراض الصواريخ الثقيلة وبعض الصواريخ الباليستية. وتُستخدم منظومتا السهم 2 والسهم 3 لإسقاط الصواريخ الباليستية، حيث يستطيع الأخير إسقاط الصواريخ الأسرع من الصوت التي تخترق الغلاف الجوي. وكان تجديد أنظمة "حيتس" مشكلة دائمة بالنسبة لإسرائيل. وأفاد موقع ميدل إيست آي في سبتمبر/أيلول 2024 أن إسرائيل واجهت صعوبة في تجديد مخزونها من صواريخ آرو الاعتراضية بعد الهجوم الإيراني الأول على إسرائيل في أبريل/نيسان من ذلك العام. ويُذكر أن الولايات المتحدة وإسرائيل تنتجان صواريخ آرو الاعتراضية بشكل مشترك. وكتب دان كالدويل، المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع في إدارة ترامب، والذي عارض المواجهة العسكرية مع إيران، على منصة إكس: "إن أنواع الصواريخ الاعتراضية المطلوبة لإسقاط الصواريخ الباليستية باهظة الثمن ويصعب إنتاجها بكميات كبيرة". وأضاف كالدويل: "أفترض أن إسرائيل قد خزّنت عدداً لا بأس به من صواريخ "السهام" و"الصاعقة" لمقلاع داود، لكن لا بد أنها استخدمت الكثير منها ضد الحوثيين وخلال الهجمات الصاروخية الإيرانية السابقة العام الماضي. لذلك، من المرجح أن تبدأ إسرائيل والولايات المتحدة قريباً بترشيد استخدام صواريخهما الاعتراضية". ويقول مسؤولون إن الولايات المتحدة تحاول تعويض النقص في الصواريخ الاعتراضية التي تمتلكها إسرائيل. إطلاق إيران عشرات الصواريخ في مدة زمنية قصيرة، لا يربك فقط الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بل ويستنزفها أيضاً. ونظراً لأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومن بينها أنظمة "القبة الحديدية" و"مقلاع داود"، تعتمد على صواريخ اعتراضية متطورة، فإن تكلفة هذه الصواريخ باهظة الثمن. وقالت تقارير إن إيقاف الصواريخ الباليستية أثناء طيرانها هو في الأساس مهمة أنظمة الصواريخ بعيدة المدى الأمريكية والإسرائيلية "حيتس 3" و"حيتس 2″، التي استخدمت لأول مرة خلال حرب غزة، والتي تدعمها منظومة "مقلاع داود" متوسطة المدى. وكان المستشار المالي السابق لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قدّر في أبريل/نيسان الماضي أن تكلفة الصاروخ الواحد من "حيتس" الأمريكي المخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية تبلغ 3.5 مليون دولار، بينما تبلغ تكلفة صواريخ نظام "مقلاع داود" الاعتراضية الإسرائيلي مليون دولار للصاروخ الواحد. وقدّرت صحيفة هآرتس أن تصل تكلفة كل سلسلة من عمليات الاعتراض للصواريخ الإيرانية إلى مليار شيكل (حوالي 167 مليون دولار) في يوم واحد. قال الحرس الثوري الإيراني، الإثنين 16 يونيو/حزيران، إن هجومه الأحدث الذي استهدف تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية استخدم أسلوباً جديداً جعل أنظمة الدفاع الإسرائيلية متعددة المستويات تستهدف بعضها البعض وسمح لإيران بقصف العديد من الأهداف بنجاح. وأضاف: "المبادرات والقدرات المستخدمة في هذه العملية، على الرغم من الدعم الشامل من الولايات المتحدة والقوى الغربية وامتلاك (إسرائيل) أحدث التقنيات الدفاعية، أدت إلى إصابة الصواريخ للأهداف في الأراضي المحتلة بنجاح". وقصفت صواريخ إيرانية تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية في إسرائيل، فجر الاثنين، مما أدى إلى تدمير منازل عدة. وأظهرت مقاطع فيديو عدة صواريخ في سماء تل أبيب وسُمع دوي انفجارات هناك وفي أجواء القدس المحتلة. ودمر القصف عدة مبان سكنية في حي مكتظ بالسكان في تل أبيب، وتهشمت النوافذ في فنادق ومنازل أخرى في الجوار تبعد مئات الأمتار فقط عن مقر السفارة الأمريكية في المدينة. وقال السفير الأمريكي إن المبنى تعرض لأضرار طفيفة، ولكن لم تقع إصابات بين الموظفين، وفق وكالة رويترز. ما هي قدرات إيران الصاروخية؟ تمتلك إيران نوعين من الصواريخ الباليستية، تلك التي تعمل بالوقود الصلب وأخرى بالسائل، ولا تستغرق الصواريخ الباليستية العاملة بالوقود الصلب سوى دقائق لتحضيرها قبيل الإطلاق، في مقابل وقت أطول قد يصل لساعات لصاروخ يعمل بالوقود السائل غير مزود بالوقود، مما يجعلها أقل عرضة للضربات الاستباقية، وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية. وفيما يلي أبرز وأهم الصواريخ الباليستية الإيرانية: صاروخ "خيبر" الباليستي إلى جانب صاروخ "فتاح" الفرط الصوتي والذي يعد أهم صواريخ إيران وأحدثها، طورت إيران صاروخ باليستياً يسمى "خيبر"، الذي يصنف بأنه أطول مدى لصاروخ تملكه البلاد حتى الآن. وصاروخ خيبر قادر على الوصول إلى مدى 2000 كيلومتر (1242 ميلاً)، ويحمل رؤوساً حربية تزن أكثر من طن، ومداه يطال إسرائيل ومعظم دول الشرق الأوسط. وفي مايو/أيار 2023 قالت إيران إن الصاروخ تم اختباره بنجاح، حيث بث التلفزيون الحكومي لقطات لما قالت إنه عملية الإطلاق لصاروخ خيبر. ووصفت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" صاروخ "خيبر" بأنه "صاروخ يعمل بالوقود السائل ويبلغ مداه 2000 كيلومتر ويحمل رأسا حربيا يزن 1500 كيلوغرام". صاروخ "سجيل" 2 الباليستي صاروخ يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين ويبلغ مداه 2000 – 2500 كيلومتراً. يحمل الرأس الحربي لهذا الصاروخ مواد شديدة الانفجار يبلغ وزنها 500 كيلوغرام. يملك هذا الصاروخ قدرات على المراوغة من منظومات الدفاع الجوي، ويملك هامش خطأ بنسبة 10 أمتار. صاروخ "الحاج قاسم" الباليستي من أحدث الصواريخ الإيرانية ويبلغ مداه 1400 كيلومتر ويحمل اسم قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية عام 2019. يبلغ وزنه 7 أطنان، وله القدرة على حمل 500 كيلوغرام من المتفجرات، ويمكنه التحرك بسرعة 12 ماخ ويضرب الهدف بسرعة 6 ماخ. يبلغ طول جسم هذا الصاروخ 11 مترا، ويتراوح قطر جسمه بين 85 إلى 95 سم. ويتكون الصاروخ من 8 كتل، وتقول طهران إن دقة هذا الصاروخ أقل من 10 أمتار. صواريخ "خرمشهر" الباليستية صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود السائل، مشتق من صاروخ "موسودان" الكوري الشمالي الذي حصلت عليه إيران عام 2005، كُشف عنه لأول مرة عام 2017، وهو قادر على إيصال حمولة تزن 1800 كلغ إلى مدى 2000 كيلومتر. خلال اختباره في أغسطس/آب 2020، استطاع "خرمشهر" إصابة منطقة تبلغ مساحتها 40 متراً مربعاً، وفقًا لوكالة أنباء فارس. ومن التفسيرات المحتملة لهذه الحمولة الكبيرة جدًا (1500 إلى 1800 كلغ) هو أنه يحمل رؤوسًا حربية متعددة أو أجهزة خداع لإرباك أنظمة الدفاع الصاروخي. ⭕️ مستوطن إسرائيلي يوثق لحظة قصف مبنى يقول إنه للموساد خلال القصف الصاروخي الإيراني صباح اليوم #إيران #إسرائيل — عربي بوست (@arabic_post) June 17, 2025 ما هي منظومات الدفاع الإسرائيلية التي تواجه صواريخ إيران؟ آرو صممت إسرائيل منظومة الصواريخ آرو-2 وآرو-3 بعيدة المدى مع الأخذ في الحسبان التهديد الصاروخي الإيراني، بهدف التعامل مع التهديدات داخل الغلاف الجوي وخارجه. وتحلق هذه الصواريخ على ارتفاع يسمح بالانتشار الآمن لأي رؤوس حربية غير تقليدية. والمتعهد الرئيسي لهذا المشروع هو شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية (إسرائيل إيروسبيس إندستريز) المملوكة للدولة، في حين تشارك بوينج في إنتاج الصواريخ الاعتراضية. مقلاع داود جرى تصميم منظومة ديفيدز سلينج (مقلاع داود) الصاروخية متوسطة المدى لإسقاط الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من مسافة تتراوح بين 100 و200 كيلومتر. وجرى تطوير وتصنيع المنظومة بشكل مشترك بين مؤسسة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة المملوكة لإسرائيل وشركة آر.تي.إكس الأمريكية، التي كانت تعرف سابقاً باسم ريثيون، وهي مصممة كذلك لاعتراض الطائرات والطائرات المسيرة وصواريخ كروز. القبة الحديدية تم بناء القبة الحديدية، وهي منظومة دفاع جوي قصيرة المدى، لاعتراض صواريخ مثل تلك التي تطلقها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من غزة. وطورت شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة منظومة القبة الحديدية بدعم من الولايات المتحدة، وصارت جاهزة للعمل في عام 2011. وتطلق كل وحدة محمولة على شاحنة صواريخ موجهة بالرادار لنسف تهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ وقذائف المورتر والطائرات المسيرة في الجو. ونشرت إسرائيل نسخة بحرية من القبة الحديدية لحماية السفن والأصول البحرية في عام 2017. منظومة ثاد الأمريكية قال الجيش الأمريكي في أكتوبر/ تشرين الأول إنه أرسل إلى إسرائيل منظومة ثاد المتقدمة المضادة للصواريخ. وتعد منظومة ثاد مكوناً رئيسياً في أنظمة الدفاع الجوي للجيش الأمريكي، وهي مصممة لاعتراض وتدمير تهديدات الصواريخ الباليستية ذات المدى القصير والمتوسط وفوق المتوسط خلال المرحلة النهائية من تحليقها.