logo
وقف الحرب يعني بدايتها

وقف الحرب يعني بدايتها

رؤيا نيوزمنذ 5 ساعات
الذين يراهنون على وقف الحرب في غزة بشكل دائم، عليهم ألا يراهنوا على ان الحرب سوف تتوقف، حيث إن اهداف الحرب ستبقى قائمة في كل الاحوال.
شكلت ضربة السابع من اكتوبر ذريعة لإسرائيل لتنفيذ مخططات استراتيجية اكبر، وسواء وقعت الضربة، او لم تقع كانت اسرائيل في طريقها الى تنفيذ هذه الاهداف الاسراتيجية حتى لا تبقى العقدة مربوطة لدى البعض بالسابع من اكتوبر وتأثيراته.
ابرز هدفين للحرب على غزة انهاء اي مقاومة فلسطينية من اي جهة او تنظيم، والهدف الثاني تفريغ القطاع من أهله اي تهجير الفلسطينيين منه الى دول ثانية.
من اجل فهم سياسة اسرائيل في ادارة الحرب والمفاوضات، لا بد من تذكر الهدفين السابقين، وهذا يعني ان اسرائيل اذا استمرت بالحرب العسكرية تريد انهاء تنظيمات المقاومة وتدمير القطاع انسانيا تمهيدا لمرحلة التهجير الطوعية اللاحقة، واذا توقفت الحرب العسكرية تريد ايضا انهاء المقاومة وتسليمها لأسلحتها، ثم الوصول التدريجي لمخطط التهجير الطوعي، والمعنى هنا ان النتيجتين واحدة، سواء توقفت الحرب او استمرت، بهدنة دائمة، او هدنة مؤقتة قابلة للكسر في اي توقيت مثلما حدث في آخر هدنة كسرها الاحتلال.
هذه ليست حربا على تنظيمات فقط، بل حرب على الوجود الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية، اي ان تحقيق مستهدفات حرب غزة، سيؤدي الى الذهاب الى ملف الضفة الغربية، وملف فلسطينيي 1948، بشكل متدرج، حتى لاتبقى ابصارنا متعلقة فقط بما يجري داخل قطاع غزة، الذي يعد ركن الاساس في المشروع الاسرائيلي في هذه المرحلة، بما يفرض هنا رد فعل مختلف تماما عما سبق.
بذريعة المقاومة تهدم اسرائيل القطاع بيتا بيتا وتقتل المدنيين الابرياء وتحول الحياة الى جحيم من اجل ان يصل ابناء غزة الى مرحلة يتوسلون فيها تطبيق مخطط التهجير، وهم نهاية المطاف البشر لديهم مشاعر وابناء، واصبحوا بلا حياة او اقتصاد او دراسة او مستشفيات، بل ان الكلام وصل حد خسارة كل الوثائق الشخصية التي تثبت هويتهم وشهاداتهم وملكياتهم وارصدتهم السابقة بسبب قصف البيوت الذي حرق كل شيء، وكأننا امام مجموعة غير معروفة او معرفة في السجلات الفلسطينية، او الاجتماعية بعد كل عمليات الارتحال.
هل توقيع هدنة واطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين سيؤدي الى وقف الحرب ومستهدفاتها، والاجابة لا كبيرة، لكن الضغط العصبي على الغزيين والكلف الدموية والنفسية التي يدفعونها تدفعهم للمطالبة بوقف الحرب لعل بارقة امل تلوح في الافق، لكن المؤكد ان الجزء الثاني من المخطط الاسرائيلي سيتضح بعد وقف الحرب المؤقت او الدائم، اذا حدث اصلا، بما يعني اننا في بداية المشوار.
هذا اخطر واقع، وهو اخطر من نتائج حرب 1948، وحرب 1967، وكأننا امام صناعة لنكبة جديدة، وهذا ما تدركه المقاومة التي لا تحارب بدم الغزيين لكنها تعرف ان القبول بهدنة مؤقتة، او حتى وقفا دائما للحرب، لن ينهي الحرب الفعلية، بل سيرفعها نحو مستوى اعلى بما يجعل اي قرار حساس جدا، وليس مجرد توقيع على ورقة التفاوض، او شروط الهدنة العسكرية والانسانية.
من اجل كل ما سبق، علينا ان نتخلص من ارهاق الاخبار اليومية حول مقاوضات الهدنة، لنستبصر الواقع المقبل، بشكل مختلف، ولنعرف ان ماخفي اعظم حقا.
وقف الحرب العسكرية يعني بدايتها بأنماط ثانية لتحقيق ذات مستهدفات الحرب العسكرية.. فلا فرق أبدا فنحن امام ما هو اخطر من مشهد تثبه التلفزة يوميا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأردن يرحب بقرار لجنة التراث العالمي إبقاء القدس وأسوارها على قائمة الخطر
الأردن يرحب بقرار لجنة التراث العالمي إبقاء القدس وأسوارها على قائمة الخطر

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

الأردن يرحب بقرار لجنة التراث العالمي إبقاء القدس وأسوارها على قائمة الخطر

رحّبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين باعتماد لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، اليوم، بالإجماع، في دورتها الـ٤٧ المنعقدة في باريس، قرارًا يقضي بإبقاء وضع البلدة القديمة للقدس وأسوارها على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر جراء الإجراءات الإسرائيلية المهددة للتراث الثقافي في البلدة القديمة للقدس وتغيير الوضع القائم فيها. اضافة اعلان وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د. سفيان القضاة إن جميع الإجراءات الإسرائيلية الهادفة لتغيير الهوية العربية الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها هي إجراءات باطلة ولاغية وغير شرعية، مشدّدًا على ضرورة أن توقف إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، جميع انتهاكاتها للمقدسات الإسلامية والمسيحية، التي تُعد خرقًا للقانون الدولي وتقويضًا لجهود حل الدولتين وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وأكّد السفير القضاة أن القرار الذي تم اعتماده اليوم يؤكّد على القرارات السابقة للجنة، وأعاد التذكير بقرارات اليونسكو التي عبّرت جميعها عن الأسف لفشل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في وقف أعمال الحفر والأنفاق وكل الأعمال الأخرى في القدس الشرقية والتي تعتبر غير قانونية وفق قواعد القانون الدولي، إضافة لرفض إسرائيل تنفيذ طلب اليونسكو بتعيين ممثّل دائم يكون مقره في القدس الشرقية لتقديم تقارير منتظمة عن جميع الجوانب التي تغطي مجالات اختصاص اليونسكو في القدس الشرقية، مع التأكيد على الحاجة الملحّة لتنفيذ بعثة الرصد التفاعلي لليونسكو إلى البلدة القديمة في القدس وأسوارها، وبذل كل الجهود الممكنة لضمان التنفيذ الفوري للبعثة. وأشار السفير القضاة إلى أن تبني القرار جاء نتيجة جهود دبلوماسية أردنية مكثفة بالتنسيق بين المملكة ودولة فلسطين والمجموعتين العربية والإسلامية في المنظمة، ما يؤكّد ثبات الموقف الأردني تجاه البلدة القديمة للقدس وأسوارها، بما فيها الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.

معاريف: ترامب بدأ اجتماعا ثانيا مع نتنياهو بـ'الضغط الشديد' عليه
معاريف: ترامب بدأ اجتماعا ثانيا مع نتنياهو بـ'الضغط الشديد' عليه

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا نيوز

معاريف: ترامب بدأ اجتماعا ثانيا مع نتنياهو بـ'الضغط الشديد' عليه

ذكرت صحيفة 'معاريف'، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التقى مجددا، الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد اجتماعهما الاثنين، مبينة أن ترامب سيمارس 'ضغطا شديدا' على نتنياهو. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه بالتزامن مع الاجتماع، تجرى المحادثات في الدوحة حول صفقة الأسرى، ووقف إطلاق النار في غزة. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الاجتماع الثاني من المتوقع أن يستمر حوالي ساعتين، سيمارس فيه ترامب 'ضغطًا شديدًا' على نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة. ونقلت عن مصدر أمريكي قوله، إن 'الضغط الأمريكي على إسرائيل قد بدأ، وسيكون الليلة شديد'. وفي وقت سابق، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مجددا في وقت لاحق لمناقشة الوضع في غزة. والتقى ترامب مع نتنياهو على مأدبة عشاء الاثنين في البيت الأبيض. وأكد ترامب أن إدارته تعمل 'على حل النزاع في غزة حلا نهائيا'، واصفا الوضع في القطاع الفلسطيني بـ'المأساوي'. من جهته، أعلن بنيامين نتنياهو في تصريحات لوسائل الإعلام في مبنى الكابيتول بواشنطن، اجتماعه مجددا بالرئيس ترامب الليلة، مؤكدا أن 'إسرائيل قبلت اقتراح الوسطاء'، معتبرا أن المقترح كان جيدا. وأضاف: 'يجب أن ننهي العمل في غزة – أن نحرر رهائننا وندمر قدرات حماس، لأن غزة يجب أن يكون لها مستقبل مختلف. لن تسمح أي دولة بأقل من ذلك' على حد تعبيره.

وقف الحرب يعني بدايتها
وقف الحرب يعني بدايتها

رؤيا نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • رؤيا نيوز

وقف الحرب يعني بدايتها

الذين يراهنون على وقف الحرب في غزة بشكل دائم، عليهم ألا يراهنوا على ان الحرب سوف تتوقف، حيث إن اهداف الحرب ستبقى قائمة في كل الاحوال. شكلت ضربة السابع من اكتوبر ذريعة لإسرائيل لتنفيذ مخططات استراتيجية اكبر، وسواء وقعت الضربة، او لم تقع كانت اسرائيل في طريقها الى تنفيذ هذه الاهداف الاسراتيجية حتى لا تبقى العقدة مربوطة لدى البعض بالسابع من اكتوبر وتأثيراته. ابرز هدفين للحرب على غزة انهاء اي مقاومة فلسطينية من اي جهة او تنظيم، والهدف الثاني تفريغ القطاع من أهله اي تهجير الفلسطينيين منه الى دول ثانية. من اجل فهم سياسة اسرائيل في ادارة الحرب والمفاوضات، لا بد من تذكر الهدفين السابقين، وهذا يعني ان اسرائيل اذا استمرت بالحرب العسكرية تريد انهاء تنظيمات المقاومة وتدمير القطاع انسانيا تمهيدا لمرحلة التهجير الطوعية اللاحقة، واذا توقفت الحرب العسكرية تريد ايضا انهاء المقاومة وتسليمها لأسلحتها، ثم الوصول التدريجي لمخطط التهجير الطوعي، والمعنى هنا ان النتيجتين واحدة، سواء توقفت الحرب او استمرت، بهدنة دائمة، او هدنة مؤقتة قابلة للكسر في اي توقيت مثلما حدث في آخر هدنة كسرها الاحتلال. هذه ليست حربا على تنظيمات فقط، بل حرب على الوجود الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية، اي ان تحقيق مستهدفات حرب غزة، سيؤدي الى الذهاب الى ملف الضفة الغربية، وملف فلسطينيي 1948، بشكل متدرج، حتى لاتبقى ابصارنا متعلقة فقط بما يجري داخل قطاع غزة، الذي يعد ركن الاساس في المشروع الاسرائيلي في هذه المرحلة، بما يفرض هنا رد فعل مختلف تماما عما سبق. بذريعة المقاومة تهدم اسرائيل القطاع بيتا بيتا وتقتل المدنيين الابرياء وتحول الحياة الى جحيم من اجل ان يصل ابناء غزة الى مرحلة يتوسلون فيها تطبيق مخطط التهجير، وهم نهاية المطاف البشر لديهم مشاعر وابناء، واصبحوا بلا حياة او اقتصاد او دراسة او مستشفيات، بل ان الكلام وصل حد خسارة كل الوثائق الشخصية التي تثبت هويتهم وشهاداتهم وملكياتهم وارصدتهم السابقة بسبب قصف البيوت الذي حرق كل شيء، وكأننا امام مجموعة غير معروفة او معرفة في السجلات الفلسطينية، او الاجتماعية بعد كل عمليات الارتحال. هل توقيع هدنة واطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين سيؤدي الى وقف الحرب ومستهدفاتها، والاجابة لا كبيرة، لكن الضغط العصبي على الغزيين والكلف الدموية والنفسية التي يدفعونها تدفعهم للمطالبة بوقف الحرب لعل بارقة امل تلوح في الافق، لكن المؤكد ان الجزء الثاني من المخطط الاسرائيلي سيتضح بعد وقف الحرب المؤقت او الدائم، اذا حدث اصلا، بما يعني اننا في بداية المشوار. هذا اخطر واقع، وهو اخطر من نتائج حرب 1948، وحرب 1967، وكأننا امام صناعة لنكبة جديدة، وهذا ما تدركه المقاومة التي لا تحارب بدم الغزيين لكنها تعرف ان القبول بهدنة مؤقتة، او حتى وقفا دائما للحرب، لن ينهي الحرب الفعلية، بل سيرفعها نحو مستوى اعلى بما يجعل اي قرار حساس جدا، وليس مجرد توقيع على ورقة التفاوض، او شروط الهدنة العسكرية والانسانية. من اجل كل ما سبق، علينا ان نتخلص من ارهاق الاخبار اليومية حول مقاوضات الهدنة، لنستبصر الواقع المقبل، بشكل مختلف، ولنعرف ان ماخفي اعظم حقا. وقف الحرب العسكرية يعني بدايتها بأنماط ثانية لتحقيق ذات مستهدفات الحرب العسكرية.. فلا فرق أبدا فنحن امام ما هو اخطر من مشهد تثبه التلفزة يوميا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store