
مرور الكرام
ولا نعرج عليه ثانية احتراما لأنفسنا وامتثالا لقول المولى عز وجل: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) (الفرقان: 72).
من هنا أقول إن علينا أن نجعل هذه العبارة سلوكا ونهجا ولغة لنا، لأن أصلها القرآن الكريم، ونحن أحوج ما نكون لها في هذا الزمان الذي أصبح الكون الفسيح فيه وكأنه قرية صغيرة، ولا شيء أنقى وأجمل من أن تمر مرور الكرام فلا تسيء لأحد ولا تجرح مشاعر أحد فتترك أثرا طيبا في نفوس من التقيتهم، وتكسب احترامهم، فكن سهل الألفاظ عذب المنطق، تلقي أحسن القول وتستمع لما ينفع وتحسن السكوت عندما يتحدث غيرك، وتتكلم عندما يكون للكلام أذنا مصغية، وتلتمس العذر لمن أخطأ فلعله لم يكن قاصدا ذلك، وتبادر بالظن الحسن، فمرور الكرام ليس ضعفا ولا استكانة ولكنه تعقل وكياسة.
كما علينا أن نضع باعتبارنا أن هذه المقولة ليست بقرآن منزل ولا حديث شريف ولا قاعدة ثابتة أو سلوك دائم، فإلى جانب ما ذكرت فهناك أمور لا يمكن أن يمر عليها المرء مرور الكرام، أو يغض النظر عنها، فالأحداث التي تمر بنا متفاوتة ومنها ما نقف عنده طويلا، ومنها ما يتطلب الرد، بل والرد السريع، فكل ما يثلم دينك وكرامتك لا يمكن أن تمر عليه مرور الكرام، وإنما يستوجب منك موقفا حازما وردا مناسبا، فمن لا يحترم غيره لا يستحق الاحترام.
في النهاية، ليتنا نخرج من هذا الدنيا كفافا لا لنا ولا علينا فنكون مررنا بها مرور الكرام، ودمتم سالمين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 10 ساعات
- الأنباء
«الكشافة» نظمت «الحركة الكشفية الكويتية إلى أين؟»
عبدالعزيز الفضلي نظمت جمعية الكشافة الكويتية ندوة موسعة بعنوان «الحركة الكشفية الكويتية إلى أين؟» حضرها جمع غفير من منتسبي الحركة الكشفية الكويتية، وتحدث خلالها القائد الكشفي سليمان الزايد والقائد الكشفي محمد البحر، وأدارها نائب رئيس جمعية الكشافة الكويتية حسين المقصيد، حيث تطرقا في البداية عن رحلتهما وتاريخهما المشرف في العمل الكشفي والمحطات التي مرت بها سواء في الرحلات أو المخيمات العالمية. كما تم تناول التطورات والريادة التي شهدتها، وتميزت بها الحركة الكشفية الكويتية ومستقبلها في ظل تحديات العصر وتسارع التحولات المجتمعية. وجاءت الندوة كمحطة تقييم وتقويم لمسيرة كشفية امتدت لعقود، وأسهمت في بناء أجيال من الشباب الواعي والمبادر. وأكد المحاضران أن الحركة الكشفية الكويتية منذ انطلاقتها عام 1936 وهي في الريادة على المستوى المحلي والعالمي، والدليل على ذلك حصول الكويت على عدة مناصب دولية منها ترؤس رئيس جمعية الكشافة الكويتية د.عبدالله الطريجي اللجنة الكشفية العربية واحتضان الكويت لمقر الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات برئاسة الطريجي، وناصر ابل أمينا عاما للاتحاد، وأيضا فوز الكويت من بين 75 دولة بتنظيم المؤتمر العالمي لرواد ورائدات الكشافة والمرشدات الـ 31 عام 2027. وبينوا أن الكشافة الكويتية شهدت في السنوات الأخيرة نقلة نوعية على صعيد تنظيم المؤتمرات والملتقيات الدولية والبرامج والأنشطة الكشفية المتنوعة في نجاح غير مسبوق.


الأنباء
منذ 2 أيام
- الأنباء
مرور الكرام
«مرور الكرام» عبارة جميلة وشائعة بين الناس، تستخدم لوصف تجاوز شيء ما بسرعة ودون اهتمام به، فلا يعرج على الأمر ولا يقف عنده طويلا، ونحن عندما نسمع ما لا يليق أو ما لا يعجبنا من القول تجدنا نمر على هذا الأمر مرور الكرام، ونقوم من المكان ولا نعرج عليه ثانية احتراما لأنفسنا وامتثالا لقول المولى عز وجل: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) (الفرقان: 72). من هنا أقول إن علينا أن نجعل هذه العبارة سلوكا ونهجا ولغة لنا، لأن أصلها القرآن الكريم، ونحن أحوج ما نكون لها في هذا الزمان الذي أصبح الكون الفسيح فيه وكأنه قرية صغيرة، ولا شيء أنقى وأجمل من أن تمر مرور الكرام فلا تسيء لأحد ولا تجرح مشاعر أحد فتترك أثرا طيبا في نفوس من التقيتهم، وتكسب احترامهم، فكن سهل الألفاظ عذب المنطق، تلقي أحسن القول وتستمع لما ينفع وتحسن السكوت عندما يتحدث غيرك، وتتكلم عندما يكون للكلام أذنا مصغية، وتلتمس العذر لمن أخطأ فلعله لم يكن قاصدا ذلك، وتبادر بالظن الحسن، فمرور الكرام ليس ضعفا ولا استكانة ولكنه تعقل وكياسة. كما علينا أن نضع باعتبارنا أن هذه المقولة ليست بقرآن منزل ولا حديث شريف ولا قاعدة ثابتة أو سلوك دائم، فإلى جانب ما ذكرت فهناك أمور لا يمكن أن يمر عليها المرء مرور الكرام، أو يغض النظر عنها، فالأحداث التي تمر بنا متفاوتة ومنها ما نقف عنده طويلا، ومنها ما يتطلب الرد، بل والرد السريع، فكل ما يثلم دينك وكرامتك لا يمكن أن تمر عليه مرور الكرام، وإنما يستوجب منك موقفا حازما وردا مناسبا، فمن لا يحترم غيره لا يستحق الاحترام. في النهاية، ليتنا نخرج من هذا الدنيا كفافا لا لنا ولا علينا فنكون مررنا بها مرور الكرام، ودمتم سالمين.


الأنباء
منذ 2 أيام
- الأنباء
المعلم قوة فاعلة في صياغة مستقبل الوطن
لا يوجد شيء أعز من العلم، فالعلم له أهمية كبيرة في حياتنا كما ورد في القرآن الكريم (اقرأ باسم ربك الذي خلق) سورة العلق - آية رقم «1». والعلم بمعنى المعرفة حاجة إنسانية ميز الله بها الإنسان عن سائر مخلوقاته وهو المحرك والعنصر الأساسي في تطور الحضارات ومحور قياس نمو الحضارات. فالمعلم قوة فاعلة في صياغة مستقبل الوطن ويقع على عاتق المعلم إنجاح النظام التربوي لما يلعبه المعلم من دور أساسي في إعداد النشء وتربيتهم من الناحية العقلية والنفسية والجسمية. لذا لابد أن يحظى المعلم بالتدريب المستمر وإعداد المعلم نظريا وعمليا بإتقانهم لمهارات التدريس ومسايرة المتغيرات المتسارعة في عصر العولمة، لذا إذا أردنا إن نشيد أجيالا جديدة نجعل منه مواطنا صالحا وأفضل وأسعد حالا يستطيع أن يسهم من أجل وطنه وأمته بنجاح، يجب أن تتوافر الصفات المهمة والضرورية في معلم النشء: إذ يجب ان يلم إلماما كبيرا بالثقافة وغزارة وسعة الإطلاع والنضج العقلي لبناء متكامل من المعلومات والخبرات والمهارات، وأن يتميز المعلم بقوة الشخصية والقدرة على الريادة والحزم والحيوية والسماحة في تقدير ظروف الآخرين ودوافعهم، وأن يتوافر لدى المعلم الشعور بالمسؤولية، وأن يستجيب لتطورات الحياه ونحن نعيش في عالم سريع التطور عالم الإنترنت والذكاء الاصطناعي والأجهزة الإلكترونية المتطورة فلابد من مواكبة الاتجاهات العالمية المتقدمة. كذلك ينبغي أن يلم المعلم إلماما كافيا بمادته العلمية وتخصصه العلمي ويلم بالفكر التربوي السيكولوجي العلمي وأن يختار طريقة التدريس المناسبة لعرض مادته العلمية ويختار الوسائل العلمية المعينة والمناسبة لموضوع الدرس، وكذلك أن يحسن التصرف مع التمتع بقدرة على توجيه المتعلمين وإعطائهم فرصة التعبير عن ذاتهم بالحوار والمناقشة وزيادة الثقة بأنفسهم. كما يجب أن يوفر المعلم داخل الفصل الدراسي جوا من الدافعية والتشويق في خلق روح الولاء والانتماء للوطن، وأن يكون شديد الحرص على شرف الانتماء لمهنته، وأن يمتلك مهارات التدريس وأن يكون فطنا وذكيا في تصرفاته، مع توفير الفرص التي تزيد من مهاره المتعلم في القيام بنشاط جماعي، وحتى يتخذ المتعلمون قرارات بأنفسهم ويتحملوا مسؤولياتها، مع تمكينهم وتشجيعهم على التعبير عما في أنفسهم كالكلام واللعب والرسم والأشغال، وهذا يعتبر ضروريا لنمو المتعلم الجسمي والعقلي، وهذا له غايته التربوية العظيمة، كما يجب تشجيع المتعلم أن يعتمد على نفسه. كما يساعد شغف المعلم لعمله وصدق نيته في طرح مادته العلمية بطريقة مشوقة تؤدي إلى انتباه المتعلمين، وعليه أن يكون مرن الطبع وأن يجعل المتعلمين يفكرون بأنفسهم ويعبرون على قدر ما يستطيعون بألفاظهم وأن يقودهم على مواجهة الصعاب ليجعل تعليمهم نافعا ومفيدا. إن المعلم هو القدوة الحسنة في المظهر والهندام والسلوك، وينبغي له التمتع بالصحة الجسمية والنفسية المتزنة والقدرة على العمل والطلاقة اللفظية واللغة السليمة الواضحة. إن المعلم هو المربي القادر على التربية بتحمله مسؤولية عمله وتحمله بكل جد وإخلاص حتى يرى ثمرة مجهوده وثمرة العلم بنبوغ المتعلمين في كل ميادين الحياة. يقول الشاعر: العلم زين وتشريف لصاحبه فاطلب هديت فنون العلم والأدبا