
دموع الغرب!
عندما شنّت إسرائيل حربها ضد حماس دعمتها الولايات المتحدة والكثير من الدول الأوروبية، وسارع زعماء تلك الدول بزيارة إسرائيل مبدين استعدادهم لتقديم المساعدات لها في حربها في غزة والضفة الغربية، وشن حرب ضد حماس بدعوى استعادة الأسرى الإسرائيليين، وهو الأمر الذي طرح سؤالاً لطالما أثاره بعض المحللين عبر منصات الأخبار العالمية، وهو: هل تهتم حكومة نتنياهو بالفعل باستعادة الأسرى؟ فتصريحاته وذرائعه تصب جميعها في أن استعادة الأسرى هو الهدف الرئيسي من تلك الحرب، غير أن الواقع يدل على أن الأمور تسير فعلياً على نحو مختلف تماماً.
من الواضح تماماً أن حكومة نتنياهو لا تهتم فعلياً باستعادة الأسرى، بل تستغل هذه الورقة من أجل تحقيق مجموعة أخرى من الأهداف التي طالما طمحت لتحقيقها، فعملية 7 أكتوبر قدّمت لحكومة نتنياهو الفرصة على طبق من ذهب لتحويل قطاع غزة إلى جحيم، لدفع سكانه للهرب منه وإفراغه تمهيداً لاستيطانه، فإن لم يتم ذلك فستلجأ حينئذٍ لقتل أكبر عدد ممكن من سكان القطاع للتخلص منهم، فجوهر خطة إسرائيل التخلص من سكان قطاع غزة وإخلاؤه بأي طريقة سواء بالقتل أو بالتهجير.
منذ أن بدأت الحرب انعقدت العديد من جولات المفاوضات بين الطرفين لتبادل الأسرى، وفي كل جولة مفاوضات كان الأمل يحدو المجتمع الدولي في إنهاء الصراع ووقف القتال، وهو الأمر الذي كان على ما يبدو يقلق رئيس الوزراء الإسرائيلي على وجه الخصوص، فوقف القتال يعني إنهاء جهوده في إخلاء القطاع وفشل خططه، ولذلك فهو يسعى لوضع العراقيل واحدة تلو الأخرى لإفشال المفاوضات وإطالة أمدها إلى ما لا نهاية، ثم يخرج مصرّحاً بأن حماس تتعنت في المفاوضات لأنها ضد السلام!.
غير أنه مع اشتداد وتيرة الحرب وطول أمدها وتعدد المجازر الإسرائيلية بحق سكان غزة من المدنيين والعزل ووصول الأوضاع لحافة الانهيار بدأ بعض قادة العالم الغربي بالتضجر والتململ من استمرار الحرب ووقوع ضحايا بالمئات بشكل يومي، ومع اندلاع العديد من المظاهرات العارمة داخل تلك الدول ذاتها، ولاسيما بعد تناقل وكالات الأخبار العالمية لصور الجثث والمقابر الجماعية، وتناولها لسياسات التجويع ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول لسكان غزة المحاصرين من كل الجهات، مع القصف المستمر حتى للمستشفيات وتوقف جميع أشكال الحياة داخل القطاع، بدأ الكثير من قادة العالم -ممن دعموا إسرائيل في السابق- في التنديد بما يحدث داخل القطاع من جرائم، غير أن هذا الأسف والتنديد والتألم الظاهري يطرح سؤالاً جوهرياً، ألا وهو هل التنديد بتلك الجرائم الدموية ينم عن اعتقاد حقيقي بمدى خطورة ووحشية تلك الجرائم الإسرائيلية، أم أن هدفها مجرد امتصاص الغضب الشعبي في تلك الدول؟
غير أنه من الواضح أن إسرائيل لم تعد تبالي بأي نقد، إنها حتى لا تبالي بأية إدانات أو قرارات دولية، أما قرار المحكمة الدولية بضرورة محاكمة نتنياهو لارتكابه جرائم حرب فإنه لم يجد أي صدى في إسرائيل، غير أنه قوبل برفض وسخط من بعض الدول المؤيدة لإسرائيل والتي تندد الآن بالجرائم الإسرائيلية، وهو الأمر الذي يُظهر تناقضًا واضحًا بين التصريحات الإعلامية الجوفاء وبين الواقع على الأرض.
الدموع التي تذرفها الآن بعض الدول الغربية لا تجد لها آذاناً صاغيةً في إسرائيل، غير أنها لن تغيّر سيرورة الحرب الظالمة ضد شعب بأكمله، فهي إن لم تقترن بقرارات حاسمة كوقف تصدير شحنات الأسلحة لها وفرض عقوبات اقتصادية ضدها فإن الحرب ستستمر إلى مدى لا يعلمه سوى الله، ووقتها لن يجدي الندم ولن يفيد الأسف، فالأسف وحده لا يكفي بل يجب اتخاذ خطوات جادة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 20 دقائق
- الشرق الأوسط
إسرائيل تعدم تماسيح النيل بـ«القتل الرحيم» لتعرضها لمعاملة «غير إنسانية»
لجأت السلطات الإسرائيلية إلى قتل الزواحف المسنة بطريقة القتل الرحيم بعد سنوات من تكرار هروبها من مزرعة مهجورة منذ فترة طويلة، ويشمل ذلك مجموعة تماسيح تم جلبها إلى مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية قبل عقود. وأفادت السلطات الإسرائيلية، الاثنين، بأن أطباء بيطريين حكوميين أعدموا التماسيح؛ لأنها تهدد سكان المنطقة، وتعاني هي نفسها من معاملة غير إنسانية، وفق «وكالة الأنباء الألمانية». ولم يتضح على الفور العدد الدقيق للتماسيح التي تم قتلها قتلاً رحيماً أو الطريقة التي تم بها إعدامها. وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة التي تدير الشؤون المدنية في المناطق التابعة لهيئة الدفاع الإسرائيلية (كوجات)، إن تماسيح النيل الموجودة المحتجزة في المزرعة في مجمع مهجور في ظروف سيئة تشكل إساءة معاملة لتلك الزواحف، إضافة إلى عدم توفر كميات كافية من الغذاء؛ الأمر الذي دفعها للقيام بأكل لحوم بني جلدتها». وتم جلب التماسيح في البداية إلى بلدة بيتسائيل كمقصد سياحي - في مغامرة تجارية فشلت بسبب العنف الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وفيما بعد اشتراها رجل أعمال كان يأمل ببيع جلودها. ولكن مصيرها لم يحسم فترة طويلة منذ أن أقرت إسرائيل عام 2012 قانوناً يصنف الزواحف كحيوانات محمية، ويمنع تربيتها لبيعها كلحوم أو بضائع.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
التعاون المصري - التركي... كيف ينعكس على حرب غزة؟
في الوقت الذي أكدت فيه مصر وتركيا أهمية مواصلة التحرك المشترك مع الفاعلين الدوليين لوقف «العدوان الإسرائيلي الغاشم» على غزة، والتوصل إلى صفقة تضمن إطلاق سراح الرهائن وتوقف سياسة التجويع الحالية، رأى خبراء أن التعاون المصري - التركي المتنامي في تلك المرحلة «سينعكس بشكل إيجابي» فيما يتعلق بكثير من القضايا بالمنطقة على رأسها الحرب في غزة. ومساء الأحد، أعلنت «الخارجية المصرية» تلقي الوزير بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً من نظيره التركي هاكان فيدان في إطار التواصل الدوري لدعم العلاقات المصرية - التركية، وتبادل وجهات النظر إزاء التطورات في الشرق الأوسط، وأوضحت في بيان أن الوزيرين بحثا الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وأهمية العمل على مواجهتها في ظل سياسة التجويع الممنهجة الحالية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع. ووفقاً للبيان المصري، أطلع عبد العاطي نظيره التركي على الجهود التي تبذلها مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لاستئناف وقف إطلاق النار، والجهود المستمرة التي تقوم بها مصر لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية، وأهمية مواصلة الضغط لزيادة عدد الشاحنات. وأكد الوزيران أهمية مواصلة التحرك المشترك مع الفاعلين الدوليين للتصدي لما تقوم به إسرائيل من الضرب عُرْضَ الحائط بجميع قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما جددا تأكيدهما ضرورة ممارسة الضغوط على الطرفين المعنيين للتوصل إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، كما تطرق الاتصال أيضاً إلى آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الإقليمية، بما في ذلك سوريا وليبيا. جولة مشاورات سياسية بين مصر وتركيا استضافتها القاهرة نهاية يونيو الماضي (الخارجية المصرية) ويرى الأكاديمي والباحث المصري في العلاقات الدولية بشير عبد الفتاح أنه «يمكن للتعاون المصري التركي حالياً أن يضع نهاية لمأساة في غزة، خصوصاً أن تركيا عضو في حلف (الناتو) وفي مجلس أوروبا، ولها حضور دولي مؤثر، كما أن مصر أيضاً مؤثرة دولياً، وهي دولة محورية في محيطها العربي والإقليمي، ومن ثم يمكن للدولتين من خلال منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة أن تقودا تحركاً عربياً وإسلامياً ودولياً واسع النطاق للدفع في هذا المسار». وأوضح عبد الفتاح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وتركيا لهما علاقات وثيقة بالأطراف المتنازعة سواء إسرائيل أو حركة (حماس)، ويمكنهما المساهمة في التأثير فيهما، والعلاقة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب إردوغان باتت طيبة، ويمكنهما العمل معاً للتأثير على الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإقناعه بالتحرك لإنهاء مأساة غزة، وتحرك القاهرة وأنقرة في هذا الملف يأتي على صعيد الدبلوماسية في المحافل الدولية والاتصالات مع الدول المؤثرة، وعلى الصعيد الميداني بتقديم المساعدات والدعم لأهالي غزة». وشهدت العلاقات المصرية التركية تطورات إيجابية ملحوظة خلال الفترة الماضية، ففي الأسبوع الأخير من يونيو (حزيران) الماضي استضافت مصر جولة مشاورات سياسية مع تركيا لتعزيز العلاقات الثنائية، كما أوقفت أنقرة قبل أسبوعين عنصراً «إخوانياً» تتهمه القاهرة بالتخطيط لأعمال تخريبية بمصر، وتم ترحيله لوجهة غير معلومة. وتعد هذه خطوات لافتة في إطار التقارب بين مصر وتركيا رغم وجود خلافات حول قضايا عدة، أبرزها غاز المتوسط، والتحركات التركية في ليبيا ومع بعض دول القرن الأفريقي مثل إثيوبيا، وهو ما يثير حفيظة القاهرة، ومع ذلك شهدت العلاقات بين مصر وتركيا دفعة قوية أخيراً، خصوصاً بعدما زار الرئيس المصري تركيا في أواخر العام الماضي، وتبادل البلدان تعيين سفيرين، ما يشير إلى وجود مساعٍ لتعميق العلاقات وتحسينها. وبحسب المحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو، فإن «أي تقارب وتعاون مصري تركي نحو أي ملف ستكون له نتائج إيجابية... نتحدث عن قوتين في الشرق الأوسط في مواجهة التوسع الإسرائيلي بالمنطقة، ولهم مناطق نفوذ ضخمة وواسعة بالشرق الأوسط، ومن ثم فتعاون تلك القوى في أي قضية تخص المنطقة وعلى رأسها قضية الحرب في غزة والقضية الفلسطينية عموماً سيحدث أثراً إيجابياً بلا شك». وتابع رضوان أوغلو قائلاً: «التعاون المصري والتركي في قضية غزة وفلسطين بالذات قد لا تكون له نتائج مباشرة قوية الآن بسبب المساندة الأميركية القوية لإسرائيل، ولكن استمرار هذا التعاون والضغط مع القوى الأخرى بالمنطقة والعالم بالقطع سيؤدي لأثر إيجابي يساعد في تقصير أمد إنهاء مأساة غزة». يتفق البرلماني التركي السابق، رسول طوسون، مع ذلك قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر وتركيا قوتان مهمتان في المنطقة، ولديهما النفوذ العسكري والدبلوماسي، واستخدام هذه الأدوات عبر التعاون بينهما سيؤدي بلا شك إلى تسريع وتيرة العمل من أجل وقف الحرب في غزة، وحل القضية الفلسطينية بشكل دائم». ووفق بيان «الخارجية المصرية»، فقد «أشاد الوزيران بالتطور الملموس الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات»، وثمَّنا زيادة وتيرة الزيارات الثنائية رفيعة المستوى على نحو يسهم في مزيد من التعاون والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية، خصوصاً مع ما يشهده العام الحالي من الاحتفال بمرور 100 عام على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
الثاني خلال أسبوع.. اتصال هاتفي بين بوتين ونتنياهو
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاثنين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وهذا هو ثاني اتصال بين بوتين ونتنياهو خلال أسبوع، إذ أجريا اتصالاً هاتفياً في 28 يوليو، ناقشا خلاله الملفين السوري والإيراني، "ومختلف جوانب الوضع المتوتر في الشرق الأوسط"، وفق الكرملين. وقال الكرملين حينها إن بوتين أكد "موقفه الثابت الداعي إلى حل سلمي حصري للمشاكل والصراعات القائمة في المنطقة". وأشار إلى أن بوتين "أكد بشكل خاص أهمية دعم وحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية، وتعزيز استقرارها السياسي الداخلي من خلال مراعاة الحقوق والمصالح المشروعة لجميع المجموعات العرقية والدينية من السكان". ولفت بيان الكرملين إلى أن بوتين أبدى استعداده لـ"بذل كل ما في وسعه لتسهيل إيجاد حلول تفاوضية بشأن البرنامج النووي الإيراني، "في ضوء التصعيد الأخير في المواجهة الإيرانية الإسرائيلية". وذكر أن بوتين ونتنياهو اتفقا على "مواصلة الحوار بشأن القضايا الراهنة على الأجندة الدولية والثنائية". بوتين يستقبل وزير الخارجية السوري واستقبل بوتين الخميس، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو. وقالت إدارة الإعلام بوزارة الخارجية والمغتربين السورية إن اللقاء التاريخي، الخميس، بين الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أكد انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين البلدين تقوم على احترام سيادة سوريا ودعم وحدة أراضيها. وأضافت إدارة الإعلام، في بيان، أن الرئيس الروسي شدد على رفض بلاده القاطع لأي تدخلات إسرائيلية أو محاولات لتقسيم سوريا وأكد التزام موسكو بدعمها في إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار. ونهاية يوليو الماضي، أعرب الشيباني عن رغبة دمشق في إقامة علاقات تعاون "صحيحة" مع روسيا، مشيراً إلى أن سوريا "ستعيد تقييم الاتفاقيات السابقة بين البلدين". وقال الشيباني، خلال لقاء مع لافروف في موسكو: "نحن هنا لنمثل سوريا الجديدة، ونريد أن نفتح علاقة صحيحة وسليمة بين البلدين وقائمة على التعاون". وأضاف: "نتطلع إلى تعاون كامل في دعم العدالة الانتقالية في سوريا". وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عن تطلع موسكو لحضور الرئيس السوري أحمد الشرع القمة الروسية العربية الأولى في 15 أكتوبر المقبل.