
لماذا الأردن وليس الدول الغائبة والمغيبة؟
ليس مهما كل هذه الحملات الموجهة ضد الأردن في ملف مساعدات غزة، لأن المؤكد هنا أن من يحاول يتم رجمه ومحاربته، فيما يتم ترك من لا يحاول، وهذا امر غريب حقا، لكنه مفهوم الدوافع والاسباب والمحركات.من بين عشرات الدول العربية والاسلامية يحاول الأردن قدر امكاناته ان يفتح ثغرة في جدار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، لكن اللافت للانتباه ان الحملات الاعلامية ضده بلسان عربي، تحاول معاقبته واتهامه واثارة الشكوك بين الأردنيين، بل والتسبب بالندم والشعور بأن الأردني مهما حاول فإن هناك من يحاول ان ينتقص منه، ويمس سمعته بكل الطرق، وهذا يستهدف فض الأردنيين عن موقفهم بحق غزة، وفلسطين ايضا.لا تجد ذات الطريقة بحق الدول العربية والاسلامية الغائبة والمغيبة، وكل طرف تجنب أزمة غزة سياسيا وإنسانيا، لم يتم شن حملات ضده.الأردن أيضا لم يمنّ على أهل غزة، ولا يتصرف بهذه الروحية، وهو يدرك ان كلفة الدم والروح اغلى بكثير من مقارنتها بشاحنة طحين، او مساعدات غذائية، وهو ايضا لم يقل ان لديه القدرة لتأمين المساعدات لمليوني فلسطيني في قطاع غزة، لكن محاولات ادخال المساعدات جوبهت بحملات تقول إنها لا تصل، لأن الاحتياجات كبيرة جدا، والوضع كارثي، والذين يستلمون المساعدات عدد محدود مقارنة بعدد المحتاجين.لو كانت الدول الغربية الشفافة التي لا تتساهل في المعايير المالية والأخلاقية لديها أي شكوك بحق الأردن لما واصلت إرسال المساعدات بالشراكة مع الأردن، برغم حملات التشويه التي نراها، والأردن هنا استطاع بناء تحالف أردني عربي دولي لصالح غزة، على صعيد الدعوة لوقف الحرب، ووقف الابادة، وإدخال المساعدات، والاعتراف بدولة فلسطينية من جانب دول حليفة تاريخيا لإسرائيل وأبرزها ألمانيا وبريطانيا، وهذا تحشيد يواصله الأردن بكل الطرق، لأنه يدرك أن وقف الحرب مؤقتا دون مسار سياسي، سيؤدي إلى نشوب حرب سابعة، وثامنة، يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني.هناك حقد من المؤسسة السياسية الإسرائيلية على الأردن، ولولا تحالفات الأردن الدولية وضغطها وتأثيرها لواصلت إسرائيل منع إيصال المساعدات، وهذه المساعدات ليست تبييضا لسمعة الاحتلال كما يظن البعض للأسف، بل تأتي في إطار دور مستمر منذ الحرب، مثلما أن المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة موجودة منذ عام 2007، وليست جديدة، لكن الأردن اليوم ومن خلال موقعه الدولي يحاول تغيير الواقع، لأنه يدرك أن الشعب الفلسطيني مضطهد، ولديه حقوق مثل شعوب العالم.هذا يعني أن اللسان العربي في الحملات ضد الأردن ليس ضروريا أن يكون الأب البيولوجي لهذه الحملات، بل قد تكون الحملات مصدرها إسرائيلي في الأساس، ويتم تفعيلها عبر وسطاء وواجهات وجهات عربية من أجل إيقاع الضرر على الأردن، ومعاقبته على اتصالات التحشيد السياسي الذي لا يعرف عنه أغلبنا، وربما لم يتمكن الأردن من وقف الحرب مبكرا لأن هذا دور غيره أيضا إضافة إلى أن الحماية الأميركية توفر لإسرائيل حتى الآن حصانة أمام الإدانة الدولية بسبب الحرب، وأمام التحركات الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطينية، فيما لا يتراجع الأردن عن دوره برغم الإدراك بوجود معادلات معقدة على صعيد اختلال القوى.الأردن سيواصل دوره لصالح الغزيين، ودور المؤسسات الأردنية الرسمية والشعبية في جمع المساعدات مهم جدا، ولا بد من إطلاق مبادرات جديدة لمساعدة الغزيين، ويكفي ما نشهده دائما من وصول مرضى من غزة للعلاج في الأردن، وهو دور لا يتخلى الأردن عنه تحت وطأة كل هذه السموم التي تريد معاقبة الأردن على ما يفعله، وتترك غيره ممن لا يأبهون أصلا بغزة، ولا بأهل غزة، وهذه حالة يجب أن تثير السؤال.. لماذا الإساءة للأردن فقط، ومغفرة ذنوب البقية النائمة إذا كانت الدوافع وطنية أصلا؟.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
جريدة الغد وحال الإعلام
تحتفل جريدة الغد بمرور 22 عاما على انطلاقة عملها، وتشرفت بكتابة مقال أسبوعي بها منذ البدايات، وفي ميزان التقييم والمراجعة ربما تكون الغد أفضل التجارب التي مضت، واستقرت، وحافظت على مساحة من هامش الحرية الصحفية، وتمسكت بضوابط، ومعايير مهنية ذات مستوى رفيع، والأهم أنها بدأت مبكرا بالانتباه للتحول الرقمي، وتمكنت من أدواته، وأدركت أن هذا طريق المستقبل. جريدة الغد مثل كل الصحافة المكتوبة تواجه تحديات لا يمكن إغفالها، فهي تجدف عكس التيار، وقبل أكثر من عقد من الزمان كان هناك من يذهب ليشتري الصحيفة الورقية، وهناك من يؤمن أن إعلانه فيها يصل للمستهدفين الذين يريدهم، وهناك اشتراكات منتظمة تضمن دخلا مقبولا، وواقع الحال الآن أن جميع الصحف المكتوبة تعرف يقينا أن وقف الإعلان القضائي، والرسمي يعني أنها لن تتمكن من الطباعة، أو أن طباعتها لا مردود له، والأفضل وقف نسختها الورقية. ظاهرة تراجع حضور الصحافة الورقية في الأردن يحتاج دراسة معمقة، فمن شركات اتصالات كانت تنفق الملايين سنويا على الإعلان في هذه الصحف إلى انسحاب شبه تام، عدا عن شركات السيارات، وحتى إعلانات النعي للموتى تكاد تكون اختفت، وكان هناك قناعة طريفة في الأردن مفادها «أن المتوفى إذا لم ينشر نعيه في جريدة الرأي لا يعتبر ميتا»، وكان ذلك مؤشرا على درجة حضورها بين الناس. نحتاج إلى مراجعة شاملة لملف الصحافة في الأردن، فالصحافة الأسبوعية كانت ظاهرة لافتة، ومهمة، وسقفها عال في النقد، وقد اختفت بتاتا، والمواقع الإلكترونية معظمها يعاني أزمة مالية، ويحتضر، وحتى محطات التلفزة لم تكتسح في الأردن، وتعاني أيضا، وعندها مشكلاتها التي تحتاج لحلول، والنزوح كان لمنصات التواصل الاجتماعي مشاهدة، واستقاء للمعلومات حتى ولو كانت مضللة، والإعلان بها أصبح أولا، وبكلفة أقل بكثير من وسائل الإعلام المحترفة. تتآكل الصحافة المحترفة في بلادنا، والإعلام العمومي محدود، والتجربة الوحيدة قناة المملكة، وهي تشكو من ضعف موازنتها، وعدم قدرتها على المنافسة مع محطات عربية ميزانياتها بالمليارات، أو مئات الملايين. ربما لست وحدي الذي يشعر بتراجع حالة الإعلام، وملاحظة بسيطة جدا تطرح عشرات الأسئلة، وتبحث عن عشرات الإجابات، فمثلا حين أعود لمطالعة أعداد جريدة الحدث الأسبوعية التي كنت أترأس تحريرها أصاب بالصدمة، فما كتبناه، ونشرناها طوال سنوات سابقة كان جريئا جدا، ولا استطيع حاليا أن أوافق على نشر 20 % منه، وبصراحة لا أعرف بشكل جازم لماذا لا نستطيع أن نفعل ما كنا نفعله سابقا، ولماذا وصلنا إلى هذا الواقع؟! هل كان أصحاب القرار، ومرجعيات الدولة أكثر حلما، وتقبلا لسماع الانتقادات من الصحافة؟، هل كان الصحفيون أكثر شجاعة، وأكثر استعدادا للتضحية في الدفاع عن مساحاتهم في الحرية، والتعبير، والمؤسسات الإعلامية أكثر استقلالية في قرارها، ومواردها المالية أفضل؟، وهل كان المحيط، والوضع الإقليمي، والدولي رافعة تضمن مساحات أفضل لحرية التعبير، والإعلام؟ ملاحظات كثيرة على حال الصحافة، وبالتأكيد ليس كل الحق على الحكومات، فالوضع المهني محل سؤال، والالتزام بمدونات السلوك المهني في تراجع، وبقاء صحافة تتمتع بحدود مقبولة من العمل الاحترافي مسألة في غاية الأهمية. من المهم أن نطالع التجارب العالمية، والإقليمية في الحفاظ على صحافة مستقلة، وندقق في أفضل الممارسات، ومنها تأسيس صندوق مستقل لدعم الإعلام، وكذلك العودة لفكرة تأسيس مجلس شكاوى يخصص لقبول تظلمات المجتمع من الصحافة. لا أريد أن انبش أكثر في أزمة الإعلام في الأردن، ويكفي أن نفرح لاستمرار جريدة الغد، ونتمنى أن تواصل نضالها لتوسيع هامش حريتها، وأن تقتحم عالم الإعلام الجديد لتبقى في الصدارة.


الرأي
منذ 2 ساعات
- الرأي
المعشر: إسرائيل غير ملتزمة "لفظيا أو عمليا" بحل الدولتين
قال وزير الخارجية الأسبق مروان المعشر الأحد، إن أي جهد يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يحترم ويقدر بغض النظر عن فرص تحقيق حل الدولتين، مؤكدا أن أي جهد دولي يقود إلى تغيير الواقع الحالي يجب ألا نقلل من أهميته. وأضاف المعشر في حديثٍ لقناة "المملكة"، أن عددا من الدول أعلنت عزمها على الاعتراف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول، وذلك لأن السردية الإسرائيلية التي تقول إنه لا توجد مجاعة في قطاع غزة لم تعد تقنع أحدا. وبين المعشر أنه لا يرى أن حل الدولتين غاد ممكنا، مؤكدا أن المجتمع الدولي يتغير وهذا لا يعني أن هناك حلا قريبا، لافتا إلى أن فرص الحل القريب صعبة إذا لم تكن مستحيلة إنما على المدى البعيد نحن بصدد رأي عام دولي مختلف تماما عما رأيناه سابقا. واعتبر المعشر مؤتمر نيويورك "حل الدولتين" مهم من عدة نواح لأنه يعري الموقف الإسرائيلي الذي يقول إن الجانب العربي والجانب الفلسطيني لا يريدان السلام، كما دعا المؤتمر إلى قوة دولية مؤقته تحل محل جيش الاحتلال الإسرائيلي ريثما تقوم الدولة الفلسطينية. وأوضح المعشر أن مؤتمر نيويورك أكد وحدة الضفة وغزة وشدد على أن الموضوع ليس وقف الحرب على القطاع الفلسطيني، وإنما إيجاد حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي. كما أكد المؤتمر بحسب المعشر الموقف السعودي الواضح وهو أنه بدون إقامة الدولة الفلسطينية فإن السعودية ليست بصدد توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال. وأكد أن جميع قرارات مؤتمر نيويورك إيجابية ومواقف جيدة، كما شدد المؤتمر على إيجاد خطة عمل لتحقيق كل ذلك خلال فترة لا تتعدى 18 شهرا. وأشار إلى أن مؤتمر نيويورك تحدث عن حكومة فلسطينية واحدة ذات سلاح واحد وهو مهم وضروري لكن حتى تكون مثل هذه الحكومة لابد لها من شرعية، معتبرا أن الشرعية تكون من خلال الانتخابات. وفي السياق ذاته، قال المعشر إن وضع الحكومة الفلسطينية ضعيف لوجود أغلبية ساحقة من الشعب الفلسطيني لا تريد الحكومة، إذ لا بد من انتخابات جديدة وإصلاح سياسي حقيقي حتى يكون هناك مشروع فلسطيني يسطيع الرد على المشروع الإسرائيلي. وأضاف المعشر أن إسرائيل كانت في الماضي ملتزمة لفظينا في حل الدولتين واليوم هي غير ملتزمة لا لفظيا ولا عمليا وقامت بكل ما يؤدي إلى وأد حل الدولتين حتى أصبح شعارا يردد فقط دون إقرانه بأي خطة عملية لتنفيذه.


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
تعيين القاضي اشرف الحباشنة 'قاضياً' في محكمة استئناف عمان
أعرب القاضي العسكري أشرف الحباشنة عن فخره واعتزازه بترفيعه إلى منصب قاضٍ في محكمة استئناف عمان، وذلك بقرار من المجلس القضائي الأردني. وفي منشور له عبر صفحته على موقع 'فيسبوك'، ودّع الحباشنة زملاءه القضاة العسكريين في محكمة الأمن العام، مستذكراً بكل فخر فترة عمله في هذا الجهاز العتيد، والتي كان لها أثر كبير في مسيرته القضائية.وأشاد الحباشنة بالروايات البطولية لرجال الأمن العام، واصفاً إياهم بـ'الأشاوس' الذين نذروا أنفسهم لفداء الأردن وشعبه، مؤكداً على ولائهم المطلق لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين. وأضاف أنه شهد عن قرب التزامهم بإحقاق الحق وإرساء العدالة، واستعدادهم للدفاع عن الوطن كالأسود عندما يناديهم الواجب.واختتم الحباشنة منشوره بالدعاء أن يديم الله عز رجال الأمن العام، ليظلوا ذخراً للوطن، متمنياً مزيداً من التقدم والازدهار للأردن في ظل القيادة الهاشمية.