logo
حدود التوسعية بين الطعام واللغة

حدود التوسعية بين الطعام واللغة

الشرق الأوسطمنذ 3 ساعات
في حفل عشاء صغير بواشنطن، دار الحديث حول إمكانية التعايش بين العرب والإسرائيليين، أو اندماج إسرائيل بالمنطقة في سياق ما يُسمّى «الديانة الإبراهيمية». وكما هي عادة أحاديث العشاء، كان النقاش ناعماً، يبحث عن القواسم المشتركة حتى لا تُفسد الجلسة. وحين جاء دوري للكلام، بعد أن استمعت إلى كثير من المبالغات بشأن قدرات إسرائيل العسكرية ورغبتها المفترضة في السلام رغم ما تملكه من قوة، كان معظم الحضور يتوقعون مني إما تحليلاً سياسياً بحكم المهنة، وإما شكوى من ظلم الاستعمار لمنطقتنا. كنت أرى الردود الجاهزة في عيونهم. كان الوقت المخصص لي عشر دقائق، تزيد أو تنقص.
بدأت حديثي بتأكيد أن أدوات العنف وحدها، عبر التاريخ، لم تكن كافية لتحقيق التوسع. وفي حالة إسرائيل يصبح التوسع مستحيلاً بحكم منطق التاريخ، وتاريخ الثقافات، والأنثروبولوجيا، بل حتى الإثنوغرافيا. فليس في أي من هذه المسارات ما يمنح إسرائيل القدرة على التوسع المزعوم. وقلت أيضاً إن قلق العرب من هذا التوسع هو قلق غير مبرر. كان جوهر أطروحتي أن الطعام واللغة والثقافة هي أعمدة التوسع الحضاري، وأن لغة إسرائيل وطعامها وديانتها غير قابلة للتوسع.
من زاوية ثقافية وأنثروبولوجية صِرفة، تكمن الإجابة عن سؤال قدرة الإسرائيليين على التعايش لا في توسيع المستوطنات التي تبقى، بطبيعتها، مغلقة على أهلها، بل في حدود أخرى لا تحظى بالاهتمام الكافي رغم جوهريتها: حدود اللغة وحدود الطعام. هذان الحدّان يشكلان سقفاً لأي حضارة ذات مشروع توسعي. وإذا ناقشناهما بعمق فسنجد أن المشروع الإسرائيلي غير قابل للتوسع، رغم ما يشغَل البعض من أوهام حول ذلك. فللتوسع شروط لا تنطبق على إسرائيل، أولها الطعام واللغة. وفي هذا تفسير للمجاعة في غزة، لو تأملنا الأمر بعناية.
يعلمنا التاريخ أن الإمبراطوريات التي نجحت في بناء تمدد دائم امتلكت لغة جامعة، قادرة على التواصل وإدارة شؤون الشعوب المختلفة. فالإمبراطورية الرومانية لم تُبنَ بجدار من السيوف فقط، بل بنت شبكة من الطرق اللغوية، وكانت اللاتينية لغة الإدارة والقانون والثقافة. والمسيحية توسعت حين فتحت لغتها على اليونانية ثم اللاتينية، لتصبح لغة مشتركة بين شعوب الإمبراطورية. ولم تكتفِ بذلك، بل فككت القيود الدينية على الطعام، فصار الانتشار لغةً وطعاماً وثقافة. وكذلك الإسلام لم يكن مجرد قوة عسكرية، بل لغة عربية قوية، وديناً جعل الطعام أكثر سماحاً، مما ساعد على تقبّل دعوته. ولم يكن الإسلام وحده، بل كانت العروبة والبداوة، الرجل والجمل والنجوم، وذلك الفضاء الرحب الذي كان يمثّل رؤية البدوي لنفسه وللعالم.
في المقابل، العبرية التي تستند إليها إسرائيل اليوم لغة ضيقة الانتشار، محصورة في مجتمع لا يتجاوز تسعة ملايين نسمة حول العالم، ولا تملك نفوذاً ثقافياً يجعلها لغة تواصل بين شعوب المنطقة. أما الكوشر، نظام الطعام اليهودي، فهو نظام صارم ومقيّد، يجعل المائدة الإسرائيلية مغلقة، يصعب على الآخرين الاختلاط بها أو الاندماج معها. لذلك لا يرى الإسرائيليون في فكرة تجويع الفلسطينيين ذنباً، فالطعام عندهم نظام مغلق لا أداة تواصل حضاري. الطعام في الثقافات ليس مجرد غذاء، بل هو بناء لجسور الثقة والعهد، كما في ثقافة كسر الخبز عند العرب، أو تعبير «بِينَّا عيش وملح». وكان الملح أساسياً في النظام القديم، فالسيطرة عليه كانت تعني القوة، كما شرح مارك كيرلانسكي في كتابه «الملح وتاريخ العالم»، حيث بيّن أن الملح كان سبباً في نشوء طرق التجارة، وإقامة مدن، وإطلاق حروب، وفرض ضرائب. ومع أن المائدة اليهودية تعتمد على الملح، إلا أنها مائدة مغلقة لا تبحث عن بناء جسور بين الشعوب. حين تُغلق المائدة على قواعد صارمة، يصعب أن يتوسع تأثيرها الثقافي، ويصعب معها الإحساس بالآخر الجائع. ففي الانغلاق تبلُّد للإحساس.
هذا الانغلاق في الطعام واللغة يتجلَّى مادياً في الجدار العازل بين إسرائيل والأراضي المحتلة، وفي فكرة المستوطنات بوصفها جيوباً مطهَّرة عرقياً. إسرائيل لا تسعى إلى دمج السكان ثقافياً أو لغوياً، بل تعتمد على المستوطنات المغلقة بوصفها جيوباً منفصلة لغوياً وغذائياً. وهذه ليست سياسة توسع حضاري، بل سياسة فصل وسيطرة أمنية. لا لغة واحدة توحّد الجميع، ولا مائدة مشتركة تجمعهم، بل جدران وحدود مشددة، مما يكرّس الانقسام ويحُول دون التعايش الحقيقي. وهذا هو العائق الأكبر أمام فكرة الدولة الواحدة الديمقراطية لشعبين. إسرائيل، كما لغتها وطعامها، تريد دولة يهودية لليهود فقط، ومن هنا أكدت في مقالات سابقة ضرورة قيام الدولة الفلسطينية بوصفها حاجزاً استراتيجياً.
الطعام وطريقة طهيه أمران جوهريان في فهم الحضارات توسعاً أو انكماشاً. في كتابه «النيئ والمطبوخ»، يطرح كلود ليفي-ستروس فكرة أن الانتقال من الطعام النيئ إلى المطبوخ يمثّل خطوة رمزية في تطور الحضارة؛ حيث يعكس الطهي تدجين الطبيعة وإخضاعها للثقافة، لكنه أحياناً يحد من آفاقها. يوضح ليفي-ستروس أن المجتمعات تستخدم الطعام للتعبير عن العلاقات الاجتماعية ورسم الحدود الثقافية. فالطعام النيئ يرمز إلى الطبيعة والفوضى والاتساع، في حين يرمز المطبوخ إلى النظام والثقافة وأحياناً الانغلاق.
هناك من الأنثروبولوجيين من رسم ملامح العالم بين قطبَي «الملح والسكر»، استعارة للأنظمة الغذائية والاقتصادية التي نشأت حول مواد غذائية أساسية شكّلت ثقافات بأكملها. كان الملح مادة استراتيجية لحفظ الطعام وضبط المجتمعات، فيما كان السُّكر رمزاً لحضارات الإنتاج والترف والاستعمار. وما قصة العبودية في الكاريبي إلا قصة السكر.
إذا أردنا فهم المستوطنات في الضفة الغربية والمجاعة في غزة، فلا بد أن نبدأ من فلسفة الطعام الإسرائيلي مثالاً على مجتمع «المطبوخ المغلق»، الذي يُعيد إنتاج نفسه داخل حدود مغلقة لا تسمح بتداخل ثقافي أو لغوي مع جيرانه، مما يعمّق الفجوة بدل بناء جسور التعايش، ويفتقر إلى الإحساس بالآخر، بخلاف الثقافة الإسلامية التي تحتقر من بات شبعان وجاره جائع. وذلك فارق جوهري بين ثقافة متواصلة وأخرى تبرر القطيعة.
ومن منظور الطعام واللغة، يمكن القول إن بناء سلام مستدام على قاعدة القوة العسكرية وحدها أمر مستحيل. فالسلام يحتاج إلى مشاركة ثقافية، إلى لغة جامعة، ومائدة مفتوحة يتشارك فيها الجميع. إسرائيل اليوم مشروع قوة بلا توسع ثقافي، ومشروع حدود بلا رسالة، ومشروع طعام في مستوطنات غلاف غزة، ومشروع جوع خارجها. وهذا ما يفسّر استمرار الصراع وتعقيداته، وانعدام الإحساس بالآخر.
كانت تلك مشاركتي في ذلك العشاء الوَاشنْطني. لا أزعم أنها القول الفصل، لكنها غيّرت دفة الحوار ومنحته طبقات بعضها فوق بعض، كما طبقات البصلة، حيث الأساس أن أدوات العنف وحدها وأحاديث الاستراتيجيات الكبرى لن تقدم حلولاً لأزمات المنطقة إذا أغفلنا البعد الإنساني. فإذا كانت هناك إبراهيمية فلا بد أن تكون لغة مشتركة ومائدة مشتركة. أما فرضها بالقوة فهو وقود لصراعات جديدة قد تكون أكثر عنصرية وأشد فتكاً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير: إسرائيل لا تستبعد ضربات جديدة ضد إيران وتتوقع موافقة أميركية
تقرير: إسرائيل لا تستبعد ضربات جديدة ضد إيران وتتوقع موافقة أميركية

الشرق السعودية

timeمنذ 39 دقائق

  • الشرق السعودية

تقرير: إسرائيل لا تستبعد ضربات جديدة ضد إيران وتتوقع موافقة أميركية

أفاد موقع "أكسيوس"، نقلاً عن مصدرين مطلعين، بأن إسرائيل تستعد لاحتمال تنفيذ عمليات عسكرية إضافية ضد إيران إذا ما حاولت إعادة تفعيل برنامجها النووي، فيما يرى مسؤولون في تل أبيب أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد يوافق على شن هجمات إسرائيلية جديدة. واستضاف ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مأدبة عشاء في البيت الأبيض، الاثنين، مشيداً بـ"النجاحات" التي حققاها معاً، فيما عبّر عن أمله في أن تكون الحرب مع إيران "انتهت". وأعلن ترمب "تحديد موعد جديد لاستئناف المفاوضات مع الإيرانيين"، فيما قال مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن هذا الاجتماع سيعقد قريباً، وربما "الأسبوع المقبل أو نحو ذلك". ولم يظهر نتنياهو موقفاً مشابهاً لترمب بشأن إيران، وأكد في كلمته أن إسرائيل "ستواصل مراقبة كل تهديد يشكل خطراً" عليها. وكشف وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، خلال إحاطات مغلقة، أنه خرج من زيارته الأخيرة لواشنطن بانطباع بأن إدارة ترمب ستدعم ضربات إسرائيلية جديدة ضد إيران في ظل ظروف معينة، بحسب ما نقله موقع "أكسيوس" عن المصدرين. وأوضح المصدران أن من بين السيناريوهات المحتملة نقل إيران لليورانيوم عالي التخصيب من منشآت متضررة مثل فوردو ونطنز وأصفهان، أو شروعها في إعادة بناء مرافق التخصيب النووي. والتقى رون ديرمر الأسبوع الماضي نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وويتكوف. وخلال لقاءات ديرمر مع المسؤولين الأميركيين، تم بحث ملف مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، والذي يبلغ حالياً نحو 400 كيلوجرام مخصبة بنسبة 60%، في حين أن التخصيب اللازم لصنع سلاح نووي يتطلب نحو 90%. اليورانيوم الإيراني في منشآت متضررة ووفق تقديرات مسؤوليين أميركيين وإسرائيليين، فإن اليورانيوم عالي التخصيب لا يزال معزولاً داخل ثلاث منشآت نووية إيرانية مغلقة ومتضررة بشدة، دون أن تُدمر بالكامل المواد أو البنية التحتية. وقالت مصادر إسرائيلية وأميركية لـ"إكسيوس"، إن أجهزة الاستخبارات في البلدين تراقب بدقة أي تحركات إيرانية لنقل المواد أو استئناف العمليات النووية. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مقابلة مع المذيع الأميركي تاكر كارلسون، يُثت الاثنين، إن المنشآت النووية تضررت بالفعل، لكن إيران لا تملك حالياً القدرة على تقييم مدى الضرر بدقة بسبب عدم الوصول إليها. وتقول مصادر أميركية وإسرائيلية إن أجهزة الاستخبارات في البلدين تراقب التحركات الإيرانية حول المنشآت النووية لرصد أي محاولة لنقل المواد أو استئناف العمليات. وأشار ديرمر إلى أن الولايات المتحدة لا تزال متمسكة بمبدأ "صفر تخصيب على الأراضي الإيرانية" كشرط في المحادثات النووية المقبلة.

"خطوة نادرة".. قاض يحقق في دعوى لوقف خطط ترمب لترحيل طلاب أجانب داعمين لفلسطين
"خطوة نادرة".. قاض يحقق في دعوى لوقف خطط ترمب لترحيل طلاب أجانب داعمين لفلسطين

الشرق السعودية

timeمنذ 39 دقائق

  • الشرق السعودية

"خطوة نادرة".. قاض يحقق في دعوى لوقف خطط ترمب لترحيل طلاب أجانب داعمين لفلسطين

تمكنت مجموعات تمثل أساتذة جامعات أميركية، وتسعى لحماية طلاب وأساتذة أجانب من عقوبة الترحيل بعد مشاركتهم في أنشطة معارضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، من مواجهة خطط إدارة الرئيس دونالد ترمب المتعلقة بترحيل المشاركين، بعد أن بدأ قاض في بوسطن، الاثنين، النظر في الدعوى التي رفعها أساتذة الجامعات بشأن تقييده لحرية التعبير. ومثلت هذه الدعوى حالة نادرة من بين مئات الدعاوى القضائية التي رُفعت في المحاكم الأميركية، لتحدي محاولات ترمب لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية، وخفض الإنفاق، وإعادة هيكلة الحكومة الاتحادية. وفي العديد من تلك الدعاوى، أصدر قضاة أحكاماً سريعة في مستهل الإجراءات دون استدعاء أي شهود للإدلاء بأقوالهم، لكن وليام يانج، القاضي في محكمة جزئية أميركية، تمسّك بالنهج الذي يتبعه منذ فترة طويلة وأمر بدلاً من ذلك بعقد جلسة للنظر في الدعوى التي رفعها أساتذة الجامعات، قائلاً إن تلك هي "أفضل طريقة للوصول إلى الحقيقة". ويأتي ذلك بعد دعوى قضائية رفعتها في مارس الرابطة الأميركية لأساتذة الجامعات وفروعها في جامعات هارفارد وروتجرز ونيويورك وجمعية دراسات الشرق الأوسط، إذ قالوا إن "إدارة ترمب تقيد حرية التعبير في الجامعات بما يخالف الدستور الأميركي". وقالت راميا كريشنان، محامية المدعين، خلال مرافعتها الافتتاحية إن وزارتي الخارجية والأمن الداخلي فعلتا ذلك بعد اعتماد سياسة إلغاء تأشيرات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس غير الأميركيين، الذين شاركوا في مناصرة القضية الفلسطينية، واعتقالهم واحتجازهم وترحيلهم أيضاً. وأضافت: "تثير هذه السياسة أجواء من الخوف في أوساط الجامعات، وهي في حالة حرب مع التعديل الأول للدستور الأميركي". وتابعت:" أن تلك السياسة اعتمدت بعد أن وقع ترمب أمرين تنفيذيين في يناير، يوجهان الوكالات بحماية الأميركيين من غير المواطنين الذين يتبنون أيديولوجية الكراهية، ومواجهة معاداة السامية في أعقاب الاحتجاجات التي اجتاحت الجامعات بعد اندلاع الحرب في غزة". وأشارت كريشنان إلى العديد من الاعتقالات منذ توقيع الأمرين، وذلك بداية من مارس الماضي، عندما اعتقلت سلطات الهجرة محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا، وهو أول شخص تستهدفه مساعي ترمب لترحيل الطلبة الأجانب ممن لا يحملون الجنسية الأميركية، ولهم آراء مؤيدة للفلسطينيين ومناهضة لإسرائيل. وذكرت أن الإدارة الأميركية منذ ذلك الحين ألغت تأشيرات المئات من الطلبة والباحثين الآخرين وأمرت باعتقال بعضهم، ومن بينهم رميساء أوزتورك الطالبة في جامعة تافتس بعد أن شاركت في كتابة مقال رأي ينتقد رد فعل الجامعة على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. انتهاك حقوق حرية التعبير في هذه القضايا وقضايا أخرى، أمر قضاة بالإفراج عن الطلبة الذين اعتقلتهم سلطات الهجرة بعد دفعهم بأن الإدارة اتخذت تلك الإجراءات، بسبب موقفهم المناصر للفلسطينيين في انتهاك لحقوق حرية التعبير التي يضمنها التعديل الأول للدستور الأميركي. وخلال الجلسة أدلى أستاذان أجنبيان مع المدعين بأقوالهما، وقالا إنهما أحجما عن نشر مقالات أو المشاركة في احتجاجات لدعم الفلسطينيين أو السفر خارج الولايات المتحدة، بسبب اعتقال خليل وأوزتورك. وقال ناجي العلي، الأستاذ في جامعة براون والقادم من ألمانيا والذي ترأس سابقا مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة بروفيدنس في رود أيلاند "شعرت أن التالي على القائمة هم أعضاء هيئة التدريس، لذا شعرتُ بالتأكيد بالضعف والاستهداف نتيجة لذلك". وقالت ميجان هيسكا، وهي كندية ومن أعضاء هيئة التدريس بجامعة نورث وسترن في إيفانستون إلينوي، إنها في الوقت الحالي وبدافع الخوف تفكر في البحث عن عمل خارج الولايات المتحدة بعد أن "أصيبت بصدمة وحزن بالغين من اعتقال خليل". وتحدث مسؤولو إدارة ترمب مراراً عن جهود استهداف الطلاب المتظاهرين عبر إلغاء تأشيراتهم. وقالت محامية وزارة العدل فيكتوريا سانتورا "في الواقع، لا توجد سياسة ترحيل أيديولوجية، أو ما شابهها، تحت أي مسمى آخر". وأضافت أن "إدارة ترمب تمارس بشكل قانوني سلطتها التقديرية الواسعة لإنفاذ قانون الهجرة وإلغاء التأشيرات سعياً لتحقيق هدفها المبرر المتمثل في ضمان الأمن القومي وحماية الطلاب اليهود". الخطاب السياسي.. جوهر التعديل وستحدد نتيجة الدعوى ما إذا كانت الإدارة انتهكت حقوق حرية التعبير التي يكفلها التعديل الأول للدستور الأميركي للمدعين. وإذا خلص القاضي يونج إلى أن هذا الانتهاك حدث، فسيحدد سبيلاً لتصحيح ذلك في مرحلة ثانية من القضية. ووصف يونج الدعوى بأنها "قضية مهمة فيما يتعلق بحرية التعبير". ولدى سؤال سانتورا عن موقفها قالت إن هناك "تباينات دقيقة للغاية في تفسير التعديل الأول"، ليرد القاضي بحدة مستفسراً عن معنى ذلك. وقال "الخطاب السياسي هو جوهر التعديل الأول".

نتنياهو يعلن ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام
نتنياهو يعلن ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

نتنياهو يعلن ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى البيت الأبيض، الاثنين، ترشيح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لجائزة نوبل للسلام. وخلال مأدبة عشاء في البيت الأبيض، قال نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب "جرائم حرب": "سيادة الرئيس، أود أن أقدم لك الرسالة التي بعثت بها إلى لجنة جائزة نوبل، والتي رشحتك فيها لجائزة السلام، أنت تستحقها بجدارة، ويجب أن تحصل عليها". وردّ ترمب متفاجئاً: "شكراً جزيلاً، لم أكن أعلم بذلك مسبقاً، عندما يأتي هذا منك تحديداً، فإنه يعني لي الكثير، شكراً لك". وقال نتنياهو للصحافيين في بداية العشاء: "إن (ترمب) يصنع السلام بينما نتحدث". والشهر الماضي، قالت باكستان إنها سترشح ترمب لجائزة نوبل للسلام، لدوره في وقف الحرب مع الهند. ولطالما عبّر ترمب عن انزعاجه من فوز الرئيس السابق باراك أوباما بجائزة نوبل في عام 2009، وهو قرار أثار الجدل بسبب أنه جاء قبل أن يزيد أوباما أعداد القوات الأميركية في أفغانستان، وفق "بلومبرغ". نتنياهو والمحكمة الجنائية الدولية وأثار إعلان نتنياهو ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام موجة جدل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر 2024 أوامر اعتقال بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة، بما في ذلك "التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللاإنسانية". وخلال مأدبة الغداء في البيت الأبيض، سأل أحد الصحافيين رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تهديد زهران ممداني، المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك، باعتقاله إذا زار المدينة بعد انتخابه. ورد نتنياهو قائلاً إنه "غير قلق بشأن ذلك"، واصفاً التهديد بأنه "سخيف". أما ترمب، فوصف ممداني بأنه "شيوعي وليس اشتراكياً"، وزعم أنه "قال أشياء شديدة السوء عن اليهود"، رغم أن المرشح الديمقراطي نفى هذه الاتهامات. وزيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض هي الثالثة له منذ تولي ترمب منصبه في يناير الماضي، في الوقت الذي يحتفلان فيه بما وصفاه بـ"الانتصار" في حرب الـ12 يوماً ضد إيران. وانضمت الولايات المتحدة إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، ونفذت سلسلة من الضربات على منشآت طهران النووية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store