
دياب أبو جهجة: إسرائيل تعمل خلف الكواليس لتخريب مؤسسة "هند رجب"
وأكد أبو جهجة أن هذه العقوبات لن تثني المؤسسة عن مواصلة عملها الحقوقي، داعيا إلى مزيد من الدعم الشعبي لحماية المؤسسة من محاولات العزل والاستهداف.
وكانت إسرائيل أصدرت قائمة عقوبات تستهدف 50 شخصية، في صدارتها رئيس مؤسسة "هند رجب" واثنان من المؤسسين، و3 محامين عملوا مع المؤسسة.
وأشار بيان للمؤسسة إلى أن إسرائيل قلقة بشأن سلسلة القضايا التي تحضّر لها، وأضاف "لدينا معلومات موثوقة بأن حملة دعائية واسعة على وشك الانطلاق هدفها نزع الشرعية من المؤسسة وإثارة الشكوك بشأنها داخل الدوائر المؤيدة لفلسطين".
الهدف من العقوبات
وفي مقابلة مع الجزيرة نت، قال دياب أبو جهجة إن الهدف الأساسي من العقوبات المفروضة على مؤسسة "هند رجب" يكمن في إعاقة عملها الحقوقي المتصاعد، بعد نجاحها في إثارة قضايا جدية دفعت السلطات الإسرائيلية -ومن وصفهم "بالجنود الصهاينة"- إلى الهروب من بعض الدول خوفا من الدعاوى القضائية المرفوعة ضدهم.
وأضاف أبو جهجة أن إسرائيل تدرك أن معظم القضايا التي تعمل عليها المؤسسة ما تزال في مستوى التحضير، وأن القادم أعظم، لذلك تسعى بشكل استباقي لتعطيل عمل المؤسسة وتخريبها.
ومع ذلك يذهب رئيس المؤسسة إلى أن العقوبات التي تفرضها إسرائيل تبقى ذات طابع داخلي ومحدودة التأثير خارج الأراضي المحتلة، رغم أنها قد تشمل تقييدا لحركة المؤسسة في الأراضي المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار إلى أن التحدي الأخطر يتمثل في المساعي الإسرائيلية لتقييد المؤسسة خلف الكواليس على المستوى الدولي، عبر ضغوط متواصلة ومحاولات لإدراجها على قوائم العقوبات المالية في المؤسسات الدولية، ولا سيما داخل الولايات المتحدة.
صورة الإبادة الجماعية
وأكد أبو جهجة أن مؤسسة "هند رجب" نجحت في توثيق صورة كاملة للإبادة الجماعية ضد المدنيين في غزة، بما يشمل تحديد القطاعات العسكرية الإسرائيلية المشاركة، والقيادات المتورطة، وحتى الكتائب والمجموعات الصغيرة داخل الجيش، وذلك بناء على تحقيقات وأدلة مفصلة.
وأوضح رئيس المؤسسة أن أغلب القضايا تعتمد على المحاكم الوطنية في عدة دول بالاستناد إلى مبدأ الولاية القضائية على مزدوجي الجنسية، حيث يملك الكثير من الجنود الإسرائيليين جنسيات أجنبية.
مبينا أن هذه الإستراتيجية تفتح الباب أمام إدانات فعلية خارج سياق التأثير الجيوسياسي ومجموعات الضغط (اللوبي) الإسرائيلية، إذا تراكمت القضايا بالكم والنوع، وهو ما تعمل المؤسسة عليه بدعم من خبراء قانونيين ومنظمات دولية.
طبيعة العقوبات
وقال أبو جهجة -في تصريحاته للجزيرة نت- إن السلطات الإسرائيلية تسعى لمحاصرة المؤسسة عالميا بالضغط والترهيب ونشر تقارير وادعاءات لدى حكومات أجنبية.
وضرب مثلا على ذلك بمحاولة إسرائيل منع المؤسسة من العمل في بلجيكا، وذلك عبر تقرير مليء بالاتهامات التي ثبت لاحقا بطلانها بعد تحقيق رسمي أعلنت خلاله وزيرة العدل البلجيكية أمام برلمان بلادها عدم وجود أي إشكالية مع مؤسسة "هند رجب"، وأن "الادعاءات الإسرائيلية تستند إلى أوهام دعائية".
وأضاف رئيس مؤسسة "هند رجب" أن محاولات إسرائيل لا تقتصر على الجوانب الرسمية، بل تشمل العمل خلف الستار لاختراق حركة التضامن مع فلسطين وتوجيه بعض الأصوات لعزل المؤسسة وإثارة البلبلة حولها.
وأكد أبو جهجة أن استهداف المؤسسة بشكل علني من قبل إسرائيل يمثّل دليلا على أهمية دورها، داعيا إلى احتضانها من قبل الحركات والهيئات الشعبية المناصرة للقضية الفلسطينية.
يذكر أن مؤسسة "هند رجب" منظمة حقوقية غير حكومية مقرها بروكسل، تأسست عام 2024 تكريما للطفلة "هند رجب" التي استشهدت مع عائلتها في غزة على يد الجيش الإسرائيلي.
وتعمل المؤسسة على ملاحقة ومحاكمة الجنود والقيادات الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الفلسطينيين، وتركز في الأساس على تفعيل الولاية القضائية للمحاكم الوطنية في الدول الأوروبية وغيرها، خاصة ضد مزدوجي الجنسية من الضباط والجنود الإسرائيليين.
وقامت بالفعل بعدة خطوات قانونية شملت التقدم بشكاوى وطلبات اعتقال لمسؤولين عسكريين إسرائيليين في دول مثل إيطاليا وهولندا وبريطانيا، حيث تستند المؤسسة في تحقيقاتها إلى جمع الأدلة الرقمية والشهادات والتحقيقات الإعلامية، بالتعاون مع فرق قانونية دولية ومنظمات بحثية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
ترامب: نحن قريبون جدا من صفقة بشأن غزة
نحن قريبون جدا من صفقة بشأن غزة. هناك حظوظ كبيرة بأن نعقد صفقة مع حماس لإطلاق عدد كبير من الرهائن. نحن نعمل على كثير من الأمور مع إسرائيل وربما نتوصل إلى صفقة دائمة مع إيران.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
روبين أندرسون
الجديد من الكاتب تدفق المحتوى مقالات مقالات, "الموت لجيش إسرائيل".. كيف أشعل المغني "فيلان" بريطانيا والعالم؟ في مهرجان غلاستونبري، فجّر مغنّي الراب فيلان الجدل بهتافه ضد إسرائيل، فواجه تحقيقات وحظر تأشيرة، بينما تجاهل الإعلام الغربي الإبادة في غزة وركّز على قمع الأصوات المعارضة. Published On 7/7/20257/7/2025 مقالات مقالات, ما وراء "طوارئ ترامب" الزائفة يتناول المقال كيف استخدم ترامب مداهمات الهجرة في لوس أنجلوس كأداة سياسية وإعلامية، مما أدى إلى عسكرة المدينة، قمع حرية التعبير، وتفاقم الاحتجاجات الشعبية. مقال رأي بقلم روبين أندرسونروبين أندرسون 16/6/2025 مقالات مقالات, هكذا تروّج إسرائيل أكاذيبها للعالم 'قد يستهدفونني داخل المستشفى، في غرفتي هذه. ماذا عساي أن أفعل؟ أنا لا أقاتل. أنا أعمل، وأنا مسؤول عن مهنتي.. وإذا قتلني الجيش الإسرائيلي، فإن الصور التي التقطتها والقصص التي رويتها للعالم ستظل حية'. مقال رأي بقلم روبين أندرسونروبين أندرسون Published On 24/5/202524/5/2025 مقالات مقالات, الشاب الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد يحكي المقال قصة استشهاد الصحفي حسام شبات وعدد من عمال الإغاثة الفلسطينيين على يد الاحتلال الإسرائيلي، موثقًا الجرائم المرتكبة ضد الإعلاميين والمسعفين في غزة. مقال رأي بقلم روبين أندرسونروبين أندرسون Published On 28/4/202528/4/2025 مقالات مقالات, ماذا نعرف عن المنظمة الصهيونية المتطرفة التي حرّضت على محمود خليل؟ يروي النص قصة اختطاف محمود خليل، المقيم الفلسطيني في أميركا، على يد وزارة الأمن الداخلي، مسلطًا الضوء على دور جماعات صهيونية متطرفة في التحريض عليه، وسط موجة من القمع السياسي. مقال رأي بقلم روبين أندرسونروبين أندرسون Published On 11/4/202511/4/2025 مقالات مقالات, كيف فشلت خديعة نتنياهو للإسرائيليين؟ كان الطفلان أريئيل وكيفير بيباس من بين الرهائن الإسرائيليين الذين قُتلوا في غزة مع والدتهما خلال الأسابيع الأولى من العدوان الإسرائيلي على القطاع. مقال رأي بقلم روبين أندرسونروبين أندرسون Published On 6/3/20256/3/2025 مقالات مقالات, المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب يكمن الفرق بين الاستعراض الإعلامي لحماس والدعاية الإسرائيلية في أن حماس بنت رسالتها على الواقع، فيما انكشف أن إسرائيل لم تكن كذلك.. خسرت إسرائيل في هذه المعركة سياسيًا وعسكريًا وإعلاميًا أيضًا. مقال رأي بقلم روبين أندرسونروبين أندرسون Published On 30/1/202530/1/2025 مقالات مقالات, هكذا انهارت بروباغندا إسرائيل إلى الأبد تتصاعد الإدانات الدولية ضد إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية في غزة، مع انهيار البروباغندا الإسرائيلية. أصوات بارزة كعوفر كاسيف ورفعت العرعير ومحمد الكرد تفضح الرواية الإسرائيلية. مقال رأي بقلم روبين أندرسونروبين أندرسون Published On 16/12/202416/12/2024 مقالات مقالات, ترامب الذي سيطرد جميع المهاجرين حتى حاملي الجنسية وعد ترامب بطرد جميع المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، بمن فيهم المواطنون المتجنسون. في ظل هذه الظروف، من الصعب ألا يُعتبر عام 2024 انتصارًا لكل الأميركيين البيض. مقال رأي بقلم روبين أندرسونروبين أندرسون Published On 8/11/20248/11/2024


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
"الموت لجيش إسرائيل".. كيف أشعل المغني "فيلان" بريطانيا والعالم؟
في مِهرجان غلاستونبري الشهير للموسيقى الذي يُقام كل عام في سومرست بإنجلترا، صعد إلى المسرح يوم السبت 28 يونيو/ حزيران مغني الراب الذي يُعرف باسم بوبي فيلان، عاري الصدر، وجعل الجمهور يهتف معه: "فلسطين حرة، حرة". ندد بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة لتواطئهما في الإبادة الجماعية، وأعرب عن أمله في أن يأتي يوم يتحرر فيه الشعب الفلسطيني من طغيان الحكومة الإسرائيلية. ثم تغيرت نبرته، وبدأ يردد: "الموت، الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، وردد الجمهور معه. وبعد ذلك، كما نقول بالإنجليزية، انفجر كل شيء، وهيمنت الضجة حول ما جرى في غلاستونبري على دورة الأخبار. البيان الرسمي الصادر عن مكتب السفارة الإسرائيلية في المملكة المتحدة وصف الهتافات بأنها "خطاب تحريضي مليء بالكراهية"، واعتبرها "تطبيعًا للغة المتطرفة وتمجيدًا للعنف". ومن حكومة يبدو أنها محصنة ضد المفارقة، ادعى البيان أيضًا أن كلمات فيلان تمثل "دعوة" إلى "تطهير عرقي". قامت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ببث العرض مباشرة، ثم عبّرت عن ندمها، ووصفت هتافات فيلان بأنها "غير مقبولة إطلاقًا" وقالت إنه "لا مكان لها" على موجاتها. وفتحت شرطة المملكة المتحدة تحقيقًا جنائيًا في تعليقات فيلان، وكذلك في تعليقات فرقة Kneecap الأيرلندية، كما ألغت وزارة الخارجية الأميركية تأشيرة فيلان، مما منعه من تقديم عروض مقررة في الولايات المتحدة لاحقًا هذا العام. ومع انشغال الإعلام الغربي السائد بهذه القصة، بالكاد تم ذكر الإبادة الجماعية الجارية في غزة، وهي التي أثارت مثل هذه اللغة وردود الفعل، بل تم تجاهلها فعليًا. قبل المهرجان، كانت صور وسائل التواصل الاجتماعي القادمة من غزة تُظهر أهوالًا لا تُصدق؛ كانت صادمة وكارثية. أطفال بأربطة طبية مكان أطرافهم المبتورة، أمهات وآباء وإخوة يبكون، أو يحملون أوعية فارغة بأجسادهم الهزيلة على أمل الحصول على طعام. الفلسطينيون الجائعون الذين يسعون للحصول على المساعدة كانوا يُجبرون على عبور ساحات النار وسط زخات من الرصاص خلال مناظر مدمَّرة كانت في السابق غزة. وكان يتم تنفيذ المراحل الأخيرة من التطهير العرقي عند "مواقع توزيع المساعدات" التي تسيطر عليها إسرائيل، بمساعدة شركة "خاصة" أميركية غامضة- أي مليشيا مرتزقة. شرح الصحفي البريطاني جوناثان كوك ما خططت له إسرائيل في غزة. فقد مكنت الخطة الجيش الإسرائيلي من الإشراف على استخدام المتعهدين الخاصين لتوزيع المساعدات، أو الإيحاء بتوزيعها، من خلال جمع الفلسطينيين في "مراكز" تقع في أقصى جنوب قطاع غزة، وهي أماكن "لا يمكنها بأي حال استيعاب الجميع". كانت هذه المراكز تحتوي فقط على "عُشر كمية المساعدات المطلوبة". ولم تكن هناك أي ضمانات بأن إسرائيل لن تقصف تلك المراكز الإنسانية أو تطلق النار على الغزّيين الجائعين الذين يُجبرون على التوجه إليها. واعتبارًا من 9 مايو/ أيار 2025، كانت 15 وكالة تابعة للأمم المتحدة قد رفضت خطة إسرائيل، ووصفت المساعدات بأنها "طُعم". تم تمويل المخطط الجديد من قبل إسرائيل، عبر متعهدين أميركيين يتظاهرون بأنهم منظمة غير ربحية تُدعى "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF). وبعد بدء هذا النموذج "لتوزيع المساعدات"، أصبح الفلسطينيون أهدافًا سهلة للجيش الإسرائيلي، ووصفتهم منصة Drop Site News بأنهم يُقتلون في "حقول قتل مفتوحة". نشرت صحيفة هآرتس مقالًا اتهم إسرائيل بتحويل مراكز المساعدات التابعة لـ GHF إلى "مواقع للمذابح"، وأضافت أنها "تعمل بعكس المبادئ الإنسانية التي تقرها الأمم المتحدة وكل منظمة تحترم حقوق الإنسان". ووصفت صحيفة CounterPunch هذه المواقع لاحقًا بأنها "فرق إعدام، لا مواقع مساعدات"، ووثّق مرصد Euro-Med قيام إسرائيل باستهداف الفلسطينيين عند اقترابهم من هذه المناطق، واعتبر GHF شريكة في "آلة التجويع". كان تناول الإعلام الأميركي السائد أقل حدة بكثير. فقد وصف تقرير مطوّل في صحيفة نيويورك تايمز حول GHF بأنها "مثيرة للجدل"، وقال في مقدمته إنها "طُورت من قبل إسرائيليين كطريقة لتقويض حماس". ونقل التقرير عن مصدر قوله بسخرية: "أي طعام يدخل غزة اليوم هو أكثر مما دخلها بالأمس". أما تغطيات الصحافة الأميركية الأخرى من جنوب غزة فقد قللت من مسؤولية إسرائيل أو أعفت الجيش الإسرائيلي بالكامل. ففي 2 يونيو/ حزيران، ذكرت وكالة AP أن شهودًا رأوا القوات الإسرائيلية تطلق النار "نحو" حشود عند موقع للمساعدات، وغطّت المجزرة بقولها إن "الجيش الإسرائيلي نفى أن تكون قواته أطلقت النار على المدنيين قرب أو داخل الموقع في مدينة رفح جنوبًا". وجاء عنوان لاحق في صحيفة التايمز بصيغة المبني للمجهول والتلاعب اللغوي الذي يخفي ما حدث خلال "مجزرة الطحين" الأولى في مارس/ آذار 2024، حيث كتبت: "مساعدات قاتلة تصل غزة"، وقالت إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار "بالقرب" من مواقع توزيع الطعام. بخلاف صحيفة التايمز، لم تلجأ صحيفة هآرتس للتخفيف من الحقيقة، ونشرت تقريرًا بعنوان: "إنه حقل قتل: جنود الجيش الإسرائيلي أُمروا بإطلاق النار عمدًا على غزّيين غير مسلحين ينتظرون مساعدات إنسانية". وأكد أحد الجنود أن طالبي المساعدات "يُعاملون كقوة معادية". وأضاف أن الجيش يستخدم "نيرانًا حية" بكل أنواعها، من "الرشاشات الثقيلة، وقاذفات القنابل، والهاونات"، دون "أي حالة من إطلاق النار المضاد. لا يوجد عدو، لا توجد أسلحة". ومرة أخرى، ثبت أن الادعاء باستهداف حماس لم يكن سوى دعاية لتغطية المرحلة الأكثر دموية من إبادة استمرت عشرين شهرًا. نصحت منظمة هيومن رايتس ووتش المجتمع الدولي بإرسال "قافلة دولية" لوقف المجاعة في غزة، وذكّر مركز الحقوق الدستورية بأن GHF قد تكون "مسؤولة قانونيًا عن المساعدة في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين". ومع ذلك، نادرًا ما يشير الإعلام الغربي إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يوقف هذه المذبحة، أو أنه يملك القدرة على كبح إسرائيل إن أراد. كلمات مغني الراب العاري الصدر كانت ردًا على إبادة جماعية وحشية جارية، تُرتكب بلا محاسبة، وتُسهلها وسائل الإعلام التقليدية، ويتم إسكات من يجرؤ على انتقادها بتهديدات "معاداة السامية". ورغم تجريم وقمع الرأي السياسي، فإن المعارضة مستمرة في التوسع، حتى وصلت إلى الفضاءات الثقافية كعروض الموسيقى. مع تصاعد وحشية الجيش الإسرائيلي، أصبح القتل دون محاسبة مصدرَ جرأة للمواطنين الإسرائيليين كذلك. وحتى نفهم كلمات بوبي فيلان في سياق آخر، فلننظر أيضًا لما يردده ويغنيه الإسرائيليون وينشرونه على الإنترنت، بمن في ذلك أفراد من الجيش الإسرائيلي يتفاخرون بتدمير القرى الفلسطينية. ويُظهر منشور آخر أطفالًا إسرائيليين يرددون أغنية عن "إبادة كل سكان غزة"، وفي فعالية "يوم القدس" السنوية التي تحتفل بالاحتلال في القدس الشرقية، هتف آلاف الأشخاص: "الموت للعرب"، ثم ترجموا هذه الهتافات إلى أفعال، فاقتحموا المسجد الأقصى وهاجموا منشأة تابعة للأونروا. الخيار الآن يبدو بين مزيد من القمع لحرية التعبير، أو وقف إبادة إسرائيل، التي تسهم بوضوح في تعزيز معاداة السامية الحقيقية حول العالم. هناك بعض المؤشرات على أن بعض السياسيين البريطانيين بدؤُوا يشعرون بالإرهاق من دعم الإبادة الجماعية الإسرائيلية. في مقابلة على قناة BBC، طُلب من الوزير البريطاني ويس ستريتنغ الرد على ادعاءات السفارة الإسرائيلية بأن مهرجان غلاستونبري سمح بـ"تمجيد العنف". فردّ قائلًا: "أقول للسفارة الإسرائيلية: نظّفوا بيتكم أولًا"، ثم أشار إلى أن "مستوطني إسرائيل الإرهابيين" نفّذوا أعمال عنف مروعة. وأدان النائب عن حزب شين فين، كريس هازارد، قصف إسرائيل مقهى الباقة في غزة، الذي اعتاد على ارتياده الصحفيون والنشطاء والفنانون، وقال: "الإعلام الغربي سيواصل تسليط الضوء على Kneecap وبوبي فيلان. ألا تعني حياة صحفيين فلسطينيين شجعان مثل بيان أبو سلطان شيئًا؟!"، وعلى الرغم من الهجوم المروع على المقهى الذي أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة العشرات، ظلّت الصفحات الأولى في الإعلام البريطاني مشغولة بإدانة كلمات فيلان، بدلًا من أفعال الجيش الإسرائيلي. ومع تصويت البرلمان البريطاني قبل أيام على حظر مجموعة Palestine Action، واصفًا إياها كذبًا بأنها "منظمة إرهابية"، قالت النائبة المستقلة عن كوفنتري ساوث، زهراء سلطانة، إن هذا القرار يمثل "تجاوزًا خطيرًا غير مسبوق من الدولة". وأتطلع إلى اليوم الذي تتوقف فيه حكومتا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن دعم الإبادة الجماعية، وتدينان الفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، بدلًا من قمع وتجريم الخطاب والتضامن والمعارضة.