
حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف إطلاق النار
وطلبت حماس تعديلات وصفت بالطفيفة والشكلية على المقترح.
من جهته أعلن المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي: «حماس تشاورت معنا بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وردها يتسم بالمسؤولية ونحن معنيون بالذهاب نحو اتفاق... قدمنا بعض النقاط التفصيلية بشأن آلية تنفيذ مقترح الوسطاء».
وفي تطور ذي صلة قالت القناة 12 العبرية نقلاً عن مسؤول لدى الاحتلال: من المتوقع أن يغادر وفد «إسرائيلي» إلى الدوحة لإجراء مفاوضات حول شروط الاتفاق.
هذا وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن مؤخراً أنه يتوقع إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بالتزامن مع حلول يوم الإثنين، وهو اليوم الذي سيزوره فيه نتنياهو في البيت الأبيض.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
أكدوا مواصلة إيران للتخصيب.. قلق أوروبي من انهيار جهود استئناف المفاوضات النووية
ووفقاً لما نقلته صحيفة " واشنطن بوست" عن ثلاثة مسؤولين أوروبيين بارزين، فإن الضربات التي وجهتها واشنطن للمنشآت النووية الإيرانية ، وعلى رأسها منشآت فوردو ونطنز ومجمع أصفهان، منحت طهران"حافزاً جديداً" لتطوير سلاح ذري بسرية أكبر. وأكد المسؤولون الأوروبيون أن هذه الهجمات أدت إلى تعقيد المشهد السياسي، ودفع القيادة الإيرانية إلى تبني موقف أكثر تشدداً، مع تزايد القناعة داخل طهران بأن امتلاك السلاح النووي أصبح ضرورة استراتيجية لضمان ردع أي اعتداء مستقبلي. التقييمات الأوروبية الأولية تشير إلى أن الضربات الأمريكية تسببت بالفعل في "أضرار جسيمة" للمنشآت النووية المستهدفة، لكنها لم تنجح في إلغاء البرنامج النووي الإيراني بالكامل، إذ لا تزال إيران تحتفظ بقدرات تمكنها من استئناف التخصيب في مواقع أخرى. وأوضحت المصادر أن استئناف العمل في البرنامج النووي الإيراني قد يكون جارياً بالفعل بعيداً عن الرقابة الدولية، في ظل رفض طهران السماح بتفتيش مواقعها النووية، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال تصريحات أدلى بها على متن طائرته الرئاسية. المسؤولون الأوروبيون أبدوا قلقهم من انهيار جهود استئناف المفاوضات النووية، مشيرين إلى أن آفاق العودة إلى طاولة الحوار أصبحت "ضئيلة للغاية" في ظل التصعيد العسكري الأميركي والإسرائيلي، إلى جانب تصلب الموقف الإيراني. ويؤكد هؤلاء أن الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة زادت من تعقيد المشهد، خاصة بعد أن تبنى الرئيس ترامب موقفاً مغايراً عندما قرر الدخول بقوة على خط المواجهة، بعد أن كان يتجنب في السابق تأييد الهجمات الإسرائيلية بشكل مباشر. ويرى الأوروبيون أن مسار التفاوض المستقبلي سيعتمد بشكل كبير على حجم الأضرار الفعلية التي تعرضت لها البنية التحتية النووية الإيرانية ، ومدى استعداد طهران لتقديم تنازلات، وهو أمر يبدو مستبعداً في الوقت الراهن. من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إن الضربات التي نفذتها قوات بلاده ضد منشآت نووية إيرانية ألحقت "انتكاسة دائمة" ببرنامج طهران النووي، إلا أنه لم يستبعد احتمال أن تعيد إيران تشغيل البرنامج في مواقع أخرى. وأضاف ترمب أنه سيناقش الملف الإيراني بشكل موسع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، في إطار التنسيق المستمر بين الجانبين لمواجهة ما يعتبرانه "التهديد الإيراني المشترك". وفي ظل هذه التطورات، تتزايد مخاوف المجتمع الدولي من انزلاق المنطقة إلى صراع أوسع يصعب احتواؤه، خاصة مع تعطل الجهود الدبلوماسية الأوروبية، وتصاعد نبرة التحدي لدى طهران بعد الضربات الأميركية التي يبدو أنها دفعت إيران لتعزيز قناعتها بالسعي لامتلاك السلاح النووي كخيار دفاعي حتمي.


الأمناء
منذ ساعة واحدة
- الأمناء
إسرائيل تدرس "تعديلات" حماس على اتفاق غزة.. وترسل وفداً للدوحة
تستعد إسرائيل لإرسال وفد إلى الدوحة، الأحد، لإجراء محادثات مكثفة حول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما أرسلت حماس ردا "إيجابياً"، لكنه تضمَّن "تعديلات" حول 3 قضايا، وهي تموضع القوات الإسرائيلية، ومسألة المساعدات، ووقف الحرب. وبدأ مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر بمناقشة رد حماس، الجمعة والسبت، في جلسات متتالية، وسيرسل وفداً للتفاوض، الأحد، من أجل حسم الموضوعات محل الخلاف التي أثارتها الحركة. وفي حين ترجح التوقعات أن ترفض إسرائيل ملاحظات الحركة الفلسطينية، فإن هناك إمكانية للتوصل إلى هدنة مؤقتة، خصوصاً أن تل أبيب تصر على "بنود" في أي اتفاق تسمح لها باستئناف القتال في المستقبل. وستُجرى المفاوضات المرتقبة في الدوحة عشية لقاء في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيناقشان فيه وقف النار في غزة، وإطلاق أسرى إسرائيليين محتجزين في القطاع. تعديلات حماس من جانبه، قال مصدر إسرائيلي، إن حماس تريد لغة أوضح بشأن احتمال عدم الانتهاء من المفاوضات بشأن وقف النار الدائم بحلول نهاية الهدنة المقترحة لمدة 60 يوماً، وفقا لموقع "تايمز أوف إسرائيل". وينص المقترح الأميركي المقدم إلى حماس على إمكانية تمديد وقف النار لما بعد مدة الـ60 يوماً، ما دام الطرفان يتفاوضان بحسن نية. لكن المصدر قال إن الحركة تريد إسقاط الشرط الأخير، لأنه بمثابة فرصة سيستغلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاستئناف الحرب، كما فعل في مارس (آذار) الماضي، عندما خرق اتفاقا تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني) قبل دخول اتفاق وقف النار مرحلته الثانية. وقال المصدر إن حماس تريد أن ينص الاقتراح على أن تستمر المحادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار حتى يتم التوصل إلى اتفاق، وهو ما تعارضه إسرائيل خشية أن تماطل الحركة في المحادثات إلى أجل غير مسمى. أما تعديل حماس الآخر فيتعلق بالمساعدات التي تريد الحركة استئنافها بالكامل من خلال آليات تدعمها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية أخرى، وليس فقط عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. والتعديل الثالث في رد حماس يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية خلال الهدنة، حيث تطالب الحركة بأن يتراجع الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان يسيطر عليها قبل انهيار وقف إطلاق النار السابق في مارس، وذلك وفق ما أكدته مصادر لـصحيفة "يديعوت أحرونوت" والقناة 12 الإسرائيلية. رفض إسرائيلي وبحسب المصادر، فمن المرجح أن تواجه التحفظات الثلاثة رفضاً من إسرائيل، نظراً لأن نتنياهو يضع عراقيل منذ البداية بإصراره على أن تحتفظ إسرائيل بالقدرة على استئناف القتال، بدلاً من الموافقة مسبقاً على وقف إطلاق نار دائم. كما تعارض إسرائيل آليات المساعدة الأخرى غير تلك التي تمرُّ عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، بدعوى أن الآليات الأخرى سمحت لحركة "حماس" بتحويل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية لمصلحتها. وترفض إسرائيل حتى الآن التنازل عن السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، بما في ذلك ما يُسمى "محور موراغ" في جنوب غزة، حيث من المرجح أن تضغط من أجل الإبقاء على قواتها، على غرار "محور فيلادلفيا" الذي يمتد على طول الحدود بين مصر وغزة. فيما يضغط الوسطاء من أجل إبقاء الاتفاق كما هو، وإذا نجحوا في ذلك فستتبقى مسائل فنية متعلقة بعدد قليل من القضايا، مثل عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في الاتفاق، والخرائط التي تُحدِّد انسحاب القوات الإسرائيلية، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت". وتشترط إسرائيل نفي قادة حماس، وسحب السلاح قبل إنهاء الحرب، وهما مسألتان لن توافق عليهما الحركة الفلسطينية بسهولة، ما يجعل استئناف القتال في غزة مسألة محتملة. إعلان من ترامب يأتي هذا بينما من المقرر أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصياً عن النص الجديد لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس. ويضغط ترامب لإنجاز الاتفاق قبل لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في واشنطن يوم الاثنين، وذلك بعدما أعلنت حماس في بيان رسمي، أنها سلّمت ردها إلى الوسطاء بشأن مقترح وقف الحرب في غزة، وأكدت جاهزيتها الجدية للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية تنفيذ الاتفاق. إلى ذلك، يتضمن الاقتراح وقفا للنار لمدة شهرين، وإطلاق رهائن وأسرى، وتسليم جثث من إسرائيل وحماس. ويأخذ النص الجديد في الاعتبار ملاحظات الحركة الفلسطينية على نص سابق سلم للطرفين، ونقاطا أخرى مفصّلة.


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
الصراع الإيراني - الإسرائيلي.. وقف مؤقت أم عودة وشيكة
توقفت الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، وليس مستغرباً أن يعلن كل طرف انتصاره بها، ولكل منهما سرديته التي يقدمه لأنصاره أو للداخل لديه عمومًا، غير أن هذا التوقف باعتقادي لا يعدو توقفاً هشّاً، فسرعان ما ستجد إسرائيل المبرر من جديد لاستئناف هذه الحرب، خاصةً مع عدم تحقيقها أياً من أهداف الحرب التي بدأتها الشهر الماضي واستمرت اثني عشر يوماً وإن كانت وجّهت للدولة الإيرانية ولاقتصادها المنهك بالأساس ضربات مؤلمة غير أنها لم تكن قاضية، هنا يقف الشرق الأوسط على حافة تحول جيوسياسي خطير مع تصاعد التوترات في المنطقة، حيث لم يكن هذا الصراع مجرد مواجهة عسكرية، بل نقطة انعطاف تُعيد تشكيل توازن القوى الإقليمي. في خضم هذا الصراع نجحت الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية في إدارة هذه الأزمة التي كادت أن تعصف بالمنطقة كلها، عبر الدبلوماسية والتدخل غير المباشر والاتصالات المستمرة لاحتواء الأزمة ورفضها أن تكون طرفاً في هذا الصراع الذي سيضر بالمنطقة كلها، إذ تبنت السعودية نهجًا مغايرًا، داعيةً إلى الاستقرار عبر الحوار، انطلاقاً من رؤيتها أن الحلول العسكرية قد تُشعل المزيد من الفوضى، وتُعطي الأولوية للتحالفات الإقليمية، وهو ما يتناقض بالمناسبة مع استراتيجية إسرائيل العسكرية تحت قيادة نتنياهو، التي تربط الأمن القومي بالبقاء السياسي وسط تحديات داخلية. «توقفت الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وليس مستغرباً أن يعلن كل طرف انتصاره بها، ولكل منهما سرديته التي يقدمها لأنصاره أو للداخل لديه >عمومًا، غير أن هذا التوقف باعتقادي لا يعدو توقفاً هشّاً، فسرعان ما ستجد إسرائيل المبرر من جديد لاستئناف هذه الحرب» التصعيد العسكري: توازن القوى المتغير ولا شك أن تكلفة هذه الجولة المنتهية من الصراع كانت كبيرة على الطرفين، فقد قُدرت خسائر الاقتصاد الإسرائيلي اليومية بنحو 500 مليون دولار وفقاً لمعهد تل أبيب الاقتصادي، بينما تحملت إيران ضغوطًا كبيرة جراء العقوبات، وكان استمرار التصعيد يُنذر بحرب إقليمية مكلفة، مما جعل خفض التوتر ضرورة ملحة لتجنب الدمار الاقتصادي والبشري. الأبعاد الإقليمية والعالمية لقد حظي الهجوم على إيران في إسرائيل بدعم شعبي واسع نسبته 82 % من اليهود، بحسب استطلاع معهد القدس، غير أن القلق من التكاليف الاقتصادية هيمن على 70 % من مواطنيها، خاصة العرب، بينما في الولايات المتحدة، أعاقت الانقسامات السياسية وجود استجابة موحدة تجاه هذه الحرب، إذ عارض 56 % من الأميركيين بحسب استطلاع CNN العمل العسكري ضد إيران، مع مقاومة قوية من الديمقراطيين (88 %)، بينما دعمه الجمهوريون بنسبة (82 %)، وهذا التباين أضعف التنسيق بين الحلفاء، مما فاقم عدم اليقين الإقليمي. «في خضم هذا الصراع نجحت الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية في إدارة هذه الأزمة التي كادت أن تعصف بالمنطقة كلها، >عبر الدبلوماسية والتدخل غير المباشر والاتصالات المستمرة لاحتواء الأزمة ورفضها أن تكون طرفاً في هذا الصراع» وبالمجمل، فكل أطراف هذه الحرب سواء الإسرائيليين أو الأميركيين أو الإيرانيين كانوا بحاجة إلى توقف ولو مؤقتاً لإعادة ترتيب الأوراق، وهو ما سمح لهذا التوقف أن يتم وإن كان توقفاً هشاً طُبخ على عجل وربما لن يصمد طويلاً باعتقادي، فمن جانبها، رضيت إيران بالانسحاب من المعركة فيما يشبه الهزيمة، بعدما كانت الطرف المعتدى عليه أولاً وتم قصف منشآتها الحيوية واغتيال كبار قادتها وعلمائها كما استباحت إسرائيل والولايات المتحدة فضاءها وضرب منشآتها النووية ورغم ذلك وافقت على وقف الحرب، بعدما أدركت أن استمرار هذه الحرب الثنائية وفي هذه الظروف هو انتحار لها وستنتهي الحرب حتماً بتدميرها ولها في أفغانستان والعراق وليبيا عظة وعبرة، كما أنها في الحقيقة لم تكن تملك أية أوراق ضغط كما يعتقد البعض، فميليشياتها بالمنطقة باتت بأضعف حالاتها والتهديد بإغلاق مضيق هرمز كان سيجلب عليها عداوة الغرب وربما العالم بأكمله بمن فيهم الصين وروسيا أقرب حلفائها واللذان تبين حين جدّ الجد أن لهما حساباتهما الخاصة الأكثر أولوية من نصرة حليفتهما. ولا ننسى ما كشفت عنه هذه الحرب القصيرة من استباحة إيران واختراقها أمنياً واستخبارياً بشكل لم يكن يُتصور، مما نتج عنه تنفيذ عشرات عمليات الهجوم والاغتيالات بدقة متناهية ومن داخل الأراضي الإيرانية وهو ما استتبعه ملاحقات والقبض على أشخاص بتهم التجسس مثلما أشارت مجلة نيوزويك إلى أن إيران أعدمت الأربعاء الماضي 3 أشخاص بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، ما يرفع عدد عمليات الإعدام المرتبطة بالتجسس خلال هذه الحرب إلى ست حالات، فضلاً عن اعتقال أكثر من 700 شخص عقب وقف إطلاق النار، وقد وصف رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنياع الإنجازات التي تحققت بأنها تفوق الخيال، مؤكداً بحسب "واشنطن بوست" أن الجهاز نفذ عمليات معقدة شملت اغتيالات لقادة عسكريين وعلماء نوويين، وتفجيرات في منشآت نووية، وأخرى لتصنيع الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية وأن الجهاز كان يدير مئات العملاء داخل الأراضي الإيرانية خلال ذروة العمليات، ولعل هذا الاختراق الداخلي المهول كان أقسى على النظام الإيراني من ضربات الطيران الإسرائيلي. أما إسرائيل فقد بدأت هذه الحرب راغبةً في فرض معادلة جديدة، من خلال السيطرة بالقوة، وإسقاط النظام الإيراني، وتدمير برنامجه النووي والصاروخي، غير أنها اصطدمت بالواقع المتمثل في عدم قدرتها وحدها على الحسم وضرورة جرّ أميركا للدخول في المعركة في ظل استنزاف مواردها المتزايد جراء الحرب وتململ الداخل الإسرائيلي مع تصاعد الهجمات الصاروخية الإيرانية ووقوع خسائر أكبر من أن يتم إخفاؤها، ولولا الأمر الأميركي لنتنياهو بالتوقف وقبول وقف الحرب لما توقف نتنياهو الذي يعلم أن مستقبله السياسي على المحك، فضلاً عن إدراكه أن التوقف بهذا الوضع ودون الحسم الكامل يعني انهيار مصداقية الردع الإسرائيلي كقوة لا تُهزم، ودخول المنطقة في سباق تسلح بعدما رأوا نجابة الصواريخ الإيرانية وعدم قدرة إسرائيل على منعها أو القضاء عليها. أما الطرف الثالث والمتمثل في الولايات المتحدة فقد عانى ترمب معضلة كبيرة نظراً لهجومه دومًا على الرؤساء السابقين لما جروه على بلدهم جراء خوض حروب بالنيابة عن غيرهم، ثم ها هو يضطر لأخذ القرار الأصعب خلال فترة رئاسته الحالية، كونه لا يريد التدخل عسكرياً غير أنه لا يقدر على الامتناع، فإذا تدخل عسكريا فقد تتوسع الحرب وتوابعها من زعزعة أمن الطاقة واستقرار المنطقة وتعريض جنوده وقواعده لخطر الاستهداف فيخسر مناصريه الرافضين للاشتراك بالحرب، وإذا لم يتدخل فسيبدو عاجزاً عن دعم إسرائيل ويخسر اللوبي الإسرائيلي، فكان الحل الأمثل لديه متمثلاً في ضربة خاطفة يبدو أنه تم التوافق عليها من مختلف الأطراف بضرب المفاعلات النووية الإيرانية بعد تفريغها وإعطاء إيران فرصة رد فعل رمزي يحفظ ماء وجهها ثم يخرج هو ليعلن شخصياً وقف الحرب، بما يرضي الجميع الذين سيكون بإمكان كل منهم الخروج بعدها لإعلان النصر لمؤيديه وتقديم روايته للأحداث. ولما كان ترمب شخصية مهووسة بالإعلام والظهور واستعراض القوة، فقد مثّل تشكيك العديد من وسائل الإعلام الأميركية على رأسها CNN ونيويورك تايمز وول ستريت جورنال وواشنطن بوست بروايته بشأن تدمير المنشآت النووية الإيرانية وإنقاذه إسرائيل وانتهاء الخطر النووي الإيراني حرجاً كبيراً لمصداقيته، بعدما نشرت تقريراً استخباريًا أميركياً مسربًا عن أن أضرار هذه الضربات كانت محدودة، ولعل هذا تحديداً ما جعل ترمب يجن جنونه ويصف وسائل الإعلام المكذبة له بـ"الحثالة"، ويسارع بإخراج وزير دفاعه ورئيس الأركان الأميركي في مؤتمر لتأكيد تصريحاته، غير أن نتنياهو واللوبي الصهيوني بأميركا وفقاً لمحللين لم يفوتوا هذه الفرصة خاصة وأن قرار وقف الحرب لم يكن يوافق الرغبة الإسرائيلية، لذا فهناك الآن حملات إعلامية تقلل من أهمية فاعلية الضربة الأميركية وضغط سياسي من اللوبي الصهيوني لتحريض ترمب على استكمال ما بدأه. والحاصل الآن أننا نشهد توقفاً هشاً للصراع الإيراني الإسرائيلي الأميركي قد ينهار في أية لحظة طال وقتها أو قصر، والأطراف الثلاثة بالتأكيد تعلم ذلك، ولعل ما يفعله كل طرف الآن هو الاستعداد للجولة القادمة وترميم خسائر الجولة السابقة والوقوف على نقاط الضعف والقوة التي كشفت عنها الجولة الأولى، خاصة الجانب الإسرائيلي الذي لن يهدأ دون أن يحقق هدفه في إسقاط هذا النظام أو القضاء على التهديد النووي والصاروخي، ولعل هذا يتوافق وما يتحدث عنه المحللون الإسرائيليون صراحةً، يقول راز تسيمت من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إن الضربات الإسرائيلية والأميركية داخل إيران وإن وفرت استجابة مؤقتة للتحدي الإيراني، إلا أنها لا تشكل حلاً شاملاً للتهديدات الصادرة عن إيران وأن الحل طويل الأمد للتحدي الإيراني المهدد للأمن القومي الإسرائيلي هو تغيير النظام في طهران ومنعها من الوصول إلى السلاح النووي وتفكيك المحور الموالي لها وتقييد مشروعها الصاروخي. النهج السعودي.. مسار دبلوماسي مستقبلي وعلى الرغم من هذه الغيوم التي تظلل المنطقة بأسرها وتزعزع الاستقرار وتثير قلق المتابعين من انغماس المنطقة في سباق تسلح يتحرك قادة المنطقة لفرض حلول سياسية تكون قابلة للتطبيق مدركين أن مستقبل الشرق الأوسط يعتمد على إعطاء الأولوية للدبلوماسية على الصراع، لذا يقدم النهج السعودي نموذجًا يُركز على التعاون الإقليمي لتخفيف التوترات، ومن ذلك معالجة الأزمات الإنسانية، مثل محنة غزة، كونها حاسمة للحد من الاحتكاك الإقليمي، وهنا يجب على إسرائيل إعادة تقييم اعتمادها على القوة، فيما ينبغي على إيران الانخراط في مفاوضات بحسن نية لإعادة اندماجها عالميًا، وأن يدرك الطرفان أن وقفة جماعية للأعمال العدائية قد تُمهد الطريق للحوار، مما يُعزز نظامًا شرق أوسطي جديداً قائماً على الاحترام المتبادل. إن العالم العربي الآن أمام مواجهة حاسمة لخطابات العداء والفوضى، وما يجب عليه هو الوحدة فيما بينهم والتركيز على نقاط القوة الداخلية والعدالة والحوكمة، وكما يُحذر المثل: "عندما تتغير الدول، احمِ رأسك" لذا فالحذر الاستراتيجي ضروري في خضم هذه التحولات الجذرية بما في ذلك تأمين الغذاء والماء والطاقة. وختاماً، يُشكل الصراع الإيراني - الإسرائيلي لحظة حاسمة للشرق الأوسط، حيث تتصارع رؤى الأمن والاستقرار ورؤى فرض السيطرة والقوة، فبينما تعتمد إسرائيل والولايات المتحدة على القوة، يُقدم النهج الدبلوماسي السعودي نموذجًا للتعايش، ويُعلمنا التاريخ أن الحروب تُعقّد الصراعات بدلًا من حلها، ومن خلال إعطاء الأولوية للحوار ومعالجة الأزمات الإنسانية وبناء مجتمعات عادلة يمكن للمنطقة كسر دائرة العنف وصياغة نظام إقليمي جديد قائم على التعاون والاحترام المتبادل، فالخيار الآن بين الصراع المدمر أو التعايش البنّاء، والقرار بيد القوى الإقليمية. *أستاذ زائر بكلية الزراعة وعلوم الحياة، قسم الهندسة الزراعية والنظم البيولوجية بجامعة أريزونا، توسان، أريزونا، الولايات المتحدة. ومستشار في كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت بلبنان.