
علامات التوتر المزمن وكيفية التعامل معه بوعي وفق اختصاصية علم نفس
أصبح التوتر جزءاً لا يتجزّأ من الحياة اليومية، في عالمنا السريع والمليء بالمحفّزات. لكن عندما يتحوّل هذا التوتر من حالة مؤقّتة إلى حالة مستمرة ومزمنة؛ فإنه يمكن أن يؤثر بعمق على: صحتنا النفسية والجسدية، وعلاقاتنا، وحتى قدرتنا على اتخاذ القرارات.
في هذا المقال، تُطلعنا اختصاصية علم النفس فانيسا حداد، على علامات التوتر المزمن، وكيفية التعامل معه بوعي؛ بدلاً عن التجاهل أو المقاومة.
ما هو التوتر المزمن؟
التوتر المزمن هو حالة من الاستجابة المستمرة للضغط، سواء أكان مصدره: العمل، العلاقات، المشكلات المالية، أو حتى التوقعات الشخصية العالية. وعندما يبقى الجسم في حالة استنفار لفترة طويلة، من دون أن يُمنح فرصة للراحة والتعافي؛ فإن ذلك يؤدي إلى استنزاف الطاقة والموارد الداخلية؛ مما قد يُسبب اضطرابات صحية ونفسية حقيقية.
ما هي علامات التوتر المزمن؟
قد لا ندرك أحياناً أننا نعيش تحت وطأة التوتُّر المزمن؛ لأننا ببساطة تعوّدنا على الشعور بالتعب أو القلق. إليكِ بعض العلامات التحذيرية:
أعراض جسدية مستمرة، مثل:
صداع متكرر أو صداع توتري.
اضطرابات في النوم (أرق أو نوم مُفرط).
آلام عضلية مزمنة خاصةً في الرقبة والظَهر.
اضطرابات في الجهاز الهضمي (مثل القولون العصبي ، الغثيان، الإمساك).
تسارُع ضربات القلب، أو ضيق في التنفس ، من دون سبب عضوي واضح.
أعراض نفسية وعاطفية مثل:
القلق المستمر أو الإحساس بالخطر الوشيك.
المزاج المتقلّب أو نوبات غضب مفاجئة.
فقدان الحماس، أو الشعور بالإرهاق رغم عدم بذل جُهد كبير.
صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
الشعور بالعجز، أو فقدان السيطرة على الأمور.
أعراض سلوكية مثل:
الانسحاب الاجتماعي.
الإفراط في تناوُل الطعام، أو فقدان الشهية.
الاعتماد على الكافيين أو التدخين أو المهدّئات.
تجاهُل المهام أو التأجيل المزمن.
التشتت الدائم وتعدُّد المهام من دون إنجاز حقيقي.
كيف يتم التعامل مع التوتر المزمن بوعي؟
التعامل مع التوتُّر لا يعني التخلُّص منه تماماً؛ بل يعني أن نصبح أكثر وعياً بوجوده، وأن نتعلم كيفية تهدئة أجسامنا وعقولنا بطريقة متزنة. إليكِ بعض الإستراتيجيات الفعالة:
ملاحظة الإشارات والاستجابة المبكرة
أول خطوة في التعامل الواعي مع التوتر، هي ملاحظة العلامات مبكراً. اسألي نفسك:
متى يبدأ جسمي في التوتر؟
ما الذي يسبب لي الانزعاج؟
كيف أتعامل عادة مع هذه الحالة؟
الوعي بهذه الأسئلة، يساعدكِ على كسر دائرة التوتُّر قبل أن تتفاقم.
التنفس الواعي وتقنيات الاسترخاء
تقنيات التنفس العميق والتأمل (مثل التنفس من البطن لعدة دقائق) يمكن أن تعيد للجسم توازنه الطبيعي. جرّبي أن تأخذي وقتاً يومياً، حتى 5 دقائق فقط، لممارسة التنفس العميق أو التأمُّل الهادئ.
تغيير نمط التفكير
العقل يميل إلى تضخيم الأحداث عند التوتر. جرّبي أن تسألي نفسك:
هل هذه الفكرة حقيقية أم مجرد افتراض؟
ما هي أسوأ نتيجة ممكنة؟ وهل أستطيع التعامل معها؟
الوعي بالأفكار السلبية ومحاولة إعادة صياغتها بشكل إيجابي، يخفف من حدة التوتُّر.
العناية بالجسم
الغذاء المتوازن، الحركة اليومية (حتى المشي الخفيف)، وشرب الماء بانتظام، كلّها عناصر تعيد للجسم شعوره بالأمان. اجعلي العناية بنفسكِ أولويةً لا رفاهية.
التحدث مع شخص تثقين به، سواء أكان صديقاً أو معالجاً نفسياً، يمكن أن يكون له أثرٌ كبير في تفريغ الضغط وإيجاد حلول واقعية. لا تخجلي من طلب الدعم.
الامتنان والكتابة الواعية
تخصيص وقت لكتابة مشاعركِ أو ما تشعرين بالامتنان تجاهه، يساعدكِ على التحوُّل من نمط "النجاة" إلى نمط "الحضور". يمكن أن تسألي نفسك يومياً: "ما الذي يجعلني أشعر بالأمان اليوم؟"
التوتر المزمن: خلاصة
التوتر المزمن ليس ضعفاً؛ بل هو إشارة ذكية من جسدكِ وعقلك بأن هناك شيئاً يحتاج للانتباه. عندما نبدأ في التعامل معه بوعي، نصبح أكثر قدرة على حماية أنفسنا، والعيش بحالة من التوازن والهدوء الداخلي.
تذكّري دائماً أن الشفاء لا يأتي من الهروب؛ بل من الحضور واحتضان الذات بلطف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
«الإخلاء الطبي» يُنفِّذ 507 رحلات في 6 أشهر
كشفت وزارة الدفاع، أرقام الإخلاء الطبي الجوي التي تم تنفيذها خلال النصف الأول من 2025، مؤكدة تحقيق سرعة استجابة ودقة إنجاز في مختلف الحالات الطارئة. وبحسب البيانات الصادرة، بلغ عدد الرحلات الطبية الجوية - الداخلية والخارجية - 507 رحلات، نُقِل خلالها 1,404 مرضى، بينهم 1,321 مريضاً داخل المملكة، و83 مريضاً دولياً، في حين سُجلت 5 حالات نقل أعضاء، وهو ما يعكس مستوى الجاهزية العالية والتكامل بين القطاعات المعنية. وأكدت الوزارة، أن هذه العمليات، تأتي في إطار التوجيهات المستمرة بتوفير أفضل الخدمات الطبية العاجلة، وإنقاذ الأرواح، وتعزيز التكامل بين الخدمات الطبية العسكرية والمدنية، بما يتوافق مع مستهدفات الرؤية الوطنية في دعم جودة الحياة والرعاية الصحية. ويُعد الإخلاء الطبي الجوي، أحد أبرز الخدمات النوعية التي توفرها وزارة الدفاع، بفضل ما تمتلكه من كوادر طبية مؤهلة وطائرات مجهزة بأحدث التقنيات، ما يتيح سرعة التدخل في الحالات الحرجة، سواء للمواطنين أو منسوبي القوات المسلحة، داخل المملكة وخارجها. ويقدّم النموذج السعودي في الإخلاء الطبي الجوي صورة متقدمة لخدمة إنسانية تنفذها الدولة بكفاءة عالية دون أي مقابل مادي للمستفيدين. وتعتمد وزارة الدفاع في هذا الإطار على منظومة متكاملة، تشمل أسطول طائرات مجهزة طبياً، وأطقم إسعافية متخصصة، مع تغطية جغرافية تمتد إلى جميع مناطق المملكة بل تتجاوزها إلى الخارج عند الحاجة. ويُعد هذا النهج امتداداً عمليّاً لمستهدفات «جودة الحياة»، وضمان توفير الرعاية الطبية العاجلة لكل مواطن، مدنياً كان أو عسكرياً، دون تمييز أو عبء مالي. في المقابل، تعتمد معظم الدول المتقدمة على شركات خاصة تقدم خدمات الإخلاء الطبي الجوي بأسعار مرتفعة، تتجاوز في الولايات المتحدة مثلاً 70 ألف دولار للحالة الواحدة، وغالباً ما تخرج هذه التكاليف عن مظلة التأمين الصحي. وتشير تقديرات سوق الإخلاء الطبي عالمياً إلى بلوغه نحو 18.7 مليار دولار في 2023، مع توقعات بتجاوزه 39 مليار دولار بحلول 2033، ما يعكس طبيعته الربحية الخالصة. حتى في نماذج الإغاثة الدولية، مثل برنامج UNHAS التابع للأمم المتحدة، فإن أكثر من 3,000 عملية سنوية تتم في سياقات استثنائية، وغالباً ما تتطلب تمويلاً دولياً أو شراكات جزئية. وتُشكل التجربة السعودية، نهجاً إنسانياً واضحاً، إذ تتعامل الدولة مع الإخلاء الطبي بصفته جزءاً من منظومة الأمن الوطني. أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
"الملك سلمان للإغاثة".. جهود إنسانية متواصلة
تواصل المملكة العربية السعودية، عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تقديم المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية والإنمائية للأشقاء في اليمن والسودان، في إطار جهودها المستمرة للتخفيف من معاناة الشعوب المحتاجة وتعزيز الأمن الغذائي والخدمات الصحية. ففي مديرية رازح بمحافظة صعدة، واصلت العيادات الطبية المتنقلة التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تقديم خدماتها العلاجية، حيث استفاد منها (524) مستفيدًا خلال شهر مايو 2025م، منهم (141) في عيادة مكافحة الأمراض الوبائية، و(122) في عيادة الحالات الطارئة، و(226) في عيادة الباطنية، و(35) في عيادة الصحة الإنجابية، إضافة إلى (8) مراجعين لقسم التوعية والتثقيف. كما راجع عيادة الخدمات التمريضية (224) مريضًا، وصُرفت الأدوية لـ (475) مريضًا، ونُفذت (8) أنشطة للتخلص من النفايات، وراجع عيادة الجراحة والتضميد (21) مصابًا. وفي محافظة مأرب، وزع المركز (3.220) كرتون تمر للفئات الأكثر احتياجًا في مديرية الوادي، استفاد منها (19.000) فرد، وذلك ضمن مشروع توزيع مساعدات التمور في الجمهورية اليمنية للعام 2025م، تعزيزًا لجهود المملكة في دعم الأمن الغذائي للفئات المحتاجة. وفي مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، قدّم مشروع تشغيل مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل خدماته الطبية المتنوعة لـ (775) مستفيدًا ممن فقدوا أطرافهم خلال شهر مايو 2025م، وذلك بدعم من المركز، حيث تم تقديم (2.276) خدمة، شملت تصنيع وتركيب الأطراف، والعلاج الطبيعي، والتأهيل، والاستشارات التخصصية، وشكّل الذكور (60 %) من المستفيدين، والإناث (40 %)، بينما بلغت نسبة النازحين (18 %) والمقيمين (82 %)، تأكيدًا على التزام المملكة بدعم المحتاجين وتحسين قدراتهم الصحية والمعيشية. وفي جمهورية السودان، وضمن المرحلة الثالثة من مشروع دعم الأمن الغذائي للعام 2025م، وزع المركز (911) سلة غذائية للفئات المحتاجة في محلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة، استفاد منها (6.007) أفراد، إلى جانب توزيع (1.500) سلة غذائية للأسر النازحة في محافظة باو بولاية النيل الأزرق، استفاد منها (9.982) فردًا، في إطار الجهود الإنسانية السعودية لتخفيف الأزمة الغذائية التي تمر بها البلاد. وتؤكد هذه المبادرات المتنوعة التي ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة، التزام المملكة العربية السعودية بدورها الإنساني الرائد في مختلف المجالات، ودعمها المتواصل للشعوب المتضررة، من خلال مشاريع صحية وغذائية وتنموية شاملة تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستقرار.


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
انطلاق أعمال «المؤتمر الدولي للصيدلة السريرية» بحائل
برعاية واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل انطلقت فعاليات "المؤتمر الدولي للصيدلة السريرية في الرعاية الأولية" تحت عنوان "نحو مستقبل واعد للرعاية الصحية", الذي ينظمه التجمع الصحي في حائل بهدف طرح حلول مبتكرة لتعزيز جودة الرعاية الصحية ومواءمتها مع التطورات العالمية، بحضور أكثر من 700 ممارس صحي، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين الدوليين في المجالات الصحية والصيدلية. وناقش المؤتمر الذي يُعد الأول من نوعه على مستوى المملكة أحدث التطورات في الصحة الافتراضية والأبحاث، بالإضافة إلى تحسين تجربة المستفيد في الرحلة الدوائية واستكشاف الأنظمة المستقبلية لتوسيع الخدمات الصيدلية. وتضمن المؤتمر عرضًا لأحدث الملصقات البحثية التي تسلط الضوء على الابتكارات والممارسات المبنية على الأدلة في مجال الصيدلة السريرية، ومعرضًا للجهات المشاركة التي قدمت حلولًا متقدمة ومنتجات مبتكرة تسهم في تطوير الرعاية الصحية وتعزيز دور الصيدلة في منظومة الرعاية الأولية. ويُعدُّ المؤتمر الأول من نوعه على مستوى المملكة، ومنصة رائدة لتعزيز التميز والابتكار في مجال الصيدلة السريرية، وتشجيع البحث العلمي والتعاون مع التخصصات الصحية المختلفة. ويسعى المؤتمر إلى تحقيق أهداف إستراتيجية تشمل دعم الابتكار في تقديم الرعاية الصحية، وإبراز دور الصيادلة في الرعاية الأولية، ومناقشة أحدث التطورات في الصحة الافتراضية والأبحاث، كما يهدف إلى تحسين تجربة المستفيد في الرحلة الدوائية واستكشاف الأنظمة المستقبلية لتوسيع الخدمات الصيدلية. وجذب المؤتمر نخبة من الصيادلة والمتخصصين في مجالات متعددة من داخل وخارج المملكة؛ لتعزيز الممارسات المبنية على الأدلة، والسعي لتمكين المتخصصين من تطوير مهاراتهم العلمية والسريرية. وأكد الرئيس التنفيذي لتجمع حائل الصحي م. حاتم الرشدان أن هذا المؤتمر النوعي بهذا التخصص الدقيق يمثل الحدث العلمي والمهني البارز الذي يجمع نخبة متميزة من المتخصصين والممارسين في مجال الصيدلة السريرية في الرعاية الأولية، من داخل وخارج المملكة، بهدف تبادل الخبرات واستعراض أفضل الممارسات، ومناقشة أبرز التطورات والتحديات. ولفت إلى إن قطاع الصيدلة بعد ركيزة أساسية في المنظومة الصحية، لما له من دور محوري في سلامة المرضى، وتعزيز جودة الرعاية الدوائية المتكاملة. ويأتي هذا المؤتمر امتدادًا لالتزامنا في تجمع حائل الصحي بدعم المبادرات العلمية التي تسهم في تحقيق مستهدفات نموذج الرعاية الجديد، ورفع كفاءة الخدمات الصحية المقدمة. متطلعا م. الرشدان إلى أن تسهم مخرجات المؤتمر في دفع عجلة تطوير الصيدلة السريرية في الرعاية الأولية. وتحقيق أثر ملموس في تحسين صحة الفرد والمجتمع.