
لوتان: تحقيق للتاريخ حول الجرائم الإسرائيلية في غزة
إنهم يقولون إن غزة مكان "لا أهمية فيه لفقدان الأرواح البشرية" لذا، يُطلق الجنود الإسرائيليون النار، منذ بداية عمليات المؤسسة الإنسانية لغزة، إنهم يطلقون النار أيضًا على المدنيين الذين يسعون للحصول على مساعدات غذائية، وهكذا يجد هؤلاء المدنيون أنفسهم في مواجهة أقسى المعضلات: الموت جوعًا أو خطر التعرض لإطلاق النار، وفقا للافتتاحية بقلم ألين جاكوتيت.
ولأول مرة -كما تقول الكاتبة- يُعلن من يقتلونهم عن جرائمهم، كنا نعلم أن غزة كانت مسرحًا لأعمال شنيعة، وروايتهم تحكي ذلك بوضوح أكبر.
لكن ما يبرز في عمل صحفيي هآرتس: نير حسون ويانيف كوبوفيتش وبار بيليغ تسليط الضوء على الطبيعة الممنهجة والمتعمدة للجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، وهو ما يكشفه التحقيق "قتل الأبرياء أصبح أمرًا طبيعيًا": جنود إسرائيليون يكشفون آليات المجازر أثناء توزيع المساعدات على المدنيين في غزة.
وتنقل الكاتبة تأكيد أحد الجنود على الهشاشة المطلقة لضحاياهم، فأثناء توزيع المساعدات الغذائية "لا يوجد خطر على قواتنا ولا يوجد عدو ولا أسلحة".
وتعلق الكاتبة على ذلك بالقول إنه بعيد كل البعد عن ذعر الجنود المهددين الذي يتذرع به البعض لتبرير إطلاق النار على حشد يتضور جوعًا. أما بالنسبة للآليات التي ينبغي أن تمنع أو تعاقب هذه الجرائم، فهي موجودة بالفعل في هذا البلد الذي يفتخر بأنه "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط". لكن التحقيق يُظهر فشلها.
ضوء ساطع على ظلمة الإفلات من العقاب
وتلفت الكاتبة إلى أن التحقيق يكشف شيئًا آخر، أساسيًا: الصمت، إذ لم يوافق أي ممن أدلون بشهادتهم على نشر اسمه، فهم يدركون أن أفعالهم ستعرضهم للمقاضاة.
ولكن الأهم من ذلك كله -وفقا للكاتبة- أن التحدث علنًا يجعلهم خونة، كما هو الحال في أي بلد في حالة حرب، وخاصة في إسرائيل، حيث الجيش مصدر إلهام للثقة وحيث يُعتبر الجندي بطلًا، فمن هو مستعدٌّ لسماع أن الابن الذي قد يُخاطر بحياته هو، قبل كل شيء، رجلٌ ينتزعها من الأبرياء؟ هكذا تتساءل الكاتبة.
وهذا يعني -وفق جاكوتيت- أن الجرائم تُرتكب بإفلاتٍ تام من العقاب، فغزة اليوم هي "عالمٌ موازٍ" لا "قواعد فيه" و"لم يعد يهمّ أحدًا" كما يقول الجنود الإسرائيليون الذين أُجريت معهم المقابلات.
وبتهكم تتساءل الكاتبة قائلة: لماذا القلق وأنتَ جزءٌ من "أكثر الجيوش أخلاقيةً في العالم" كما ادّعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارًا وتكرارًا مُشوّهًا هذا التحقيق علنًا؟ أما مؤسسة غزة الإنسانية، فقد أنكرت في الثاني من يوليو/تموز مقتل فلسطينيين على مواقعها.
وتختتم الكاتبة الافتتاحية بالقول: إن عمل صحفيي هآرتس يُسلّط ضوءًا قاسيًا على ظلمة هذا الإنكار المُخزي، وهذه اللامبالاة القاسية. ولعلّ هذا العمل يُسهم يومًا ما في ضمان نيل الناجين من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هذه العدالة، ويُعيد فظائع مرتكبيها إلى مكانها الصحيح: في مركز اهتمامنا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
ماذا يحمل بزشكيان في جعبته إلى قمة إيكو بأذربيجان؟
طهران- في أول زيارة خارجية له منذ الحرب الإسرائيلية، التي استمرت 12 يوما على بلاده، قام الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ، اليوم الجمعة، بزيارة رسمية إلى مدينة خانكندي الأذربيجانية للمشاركة في القمة الـ17 لمنظمة التعاون الاقتصادي (إيكو). وتأتي زيارة بزشكيان بعد مرور أسبوع على محادثته الهاتفية مع نظيره إلهام علييف ، ومطالبته بالتحقيق في ما قال إنها هجمات من مسيّرات إسرائيلية على إيران عبر أجواء أذربيجان، مؤكدا ضرورة إجراء تحقيق دقيق وموثوق في هذه المزاعم، التي إن صحت، فإنها "تمثل انتهاكا خطيرا للسيادة الإيرانية من خلال استغلال المجال الجوي لدولة مجاورة". ورغم أن وكالة "ترند" الأذربيجانية قد نشرت خبرا عن عزم بزشكيان المشاركة في هذه القمة قبل أيام، فإن السلطات الإيرانية لم تؤيد الخبر حينها، كما أن الصحافة الفارسية -بما فيها وكالة إرنا الرسمية- نشرته نقلا عن الصحافة الأذربيجانية، قبل أن تنشر خبرا بحلول ظهر اليوم عن "وصول بزشكيان إلى خانكندي". فرصة ونقلت "إرنا" عن بزشكيان قوله إن القمة تمثل "فرصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فضلا عن خلق مجالات للتعاون المشترك في إطار المصالح الإقليمية"، مضيفا -في تصريحات قبيل مغادرته طهران- أن "جشع الأعداء في خلق حالة من انعدام الأمن سيتضاءل مع تزايد التنسيق والتعاون بين دول المنطقة". وبعد لقاءات سريعة عقدها مع عدد من نظرائه على هامش القمة، ركز خطاب بزشكيان في قمة "إيكو" على إدانة العدوان الإسرائيلي، ورؤية طهران الاقتصادية لهذا التكتل الاقتصادي، موضحا أن العدوان بدأ "بمخالفة صريحة للمادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة وتم بتنفيذ مشترك مع القوات الأميركية". وفي حين أشار إلى أن القوات المسلحة الإيرانية التزمت بالدفاع المشروع وفق المادة 51 من الميثاق الأممي، أكد أن دفاع بلاده المشروع "قدّم درسا للمعتدين وحمى المنطقة من توسع النزاع"، في حين تجنب التصريح المباشر بشأن المزاعم بفتح الأجواء الأذربيجانية للطائرات الإسرائيلية، لكنه أكد أن "زيادة التنسيق الإقليمي تقلل طمع الأعداء في زرع الفوضى"، ساعيا لتحويل الأزمة إلى فرصة من خلال دعوته دول "إيكو" لتعزيز "المناعة الجماعية" ضد الصدمات المستقبلية. من ناحيته، قرأ عطا تقوي أصل -أستاذ الجغرافيا السياسية- عدم الإعلان المسبق عن مشاركة بزشكيان في سياق عدم اتخاذ القرار النهائي حتى قبيل الزيارة بسبب أولويات البلاد، وذلك رغم حرص طهران على المشاركة بمستويات رفيعة في قمم هذا التكتل كونها من الأعضاء الأساسيين فيه. وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح تقوي أصل أن طهران سجلت اعتراضا دبلوماسيا حيال سلوك باكو من خلال عدم المناورة الإعلامية على زيارة بزشكيان إلى أذربيجان ، مشيرا إلى أن نبرة خطاب الرئيس الإيراني تحمل عتبا حول تعاون باكو مع تل أبيب خلال السنوات الماضية إلى جانب الغموض الذي لايزال يلف المزاعم بشأن التعاون بينهما إبان العدوان الأخير. وبرأي تقوي أصل، فإن الزيارة تحمل دلالات مهمة جدا، موضحا أنه رغم استمرار التحقيقات الإيرانية بشأن ضلوع بعض الدول الجارة في العدوان الإسرائيلي، فإن قرار طهران إجراء هذه الزيارة المخطط لها مسبقا يدل على انتهاجها الدبلوماسية لحلحلة الخلافات وتحييد مخاطرها في سياق المصالح الوطنية، بدلا من تبني طرق أخرى قد تزيد الطين بلة في علاقات الدول، وهذا ما نلمسه في ملف المفاوضات مع واشنطن. ووفق المتحدث نفسه، فإن بزشكيان حرص على تحويل حديثه -الذي بدأه بلفت الانتباه إلى خطر العدوان الأجنبي- إلى الآليات الإقليمية لمواجهة التحديات بما فيها الأمنية والاقتصادية، حيث قدّم مشاريع ملموسة تعكس رؤية إيران لمنظمة إيكو، وذلك من خلال الاعتراف بعدم تحقيقها أهدافها في العام الأخير من رؤيتها لعام 2025، ومطالبته بضرورة مراعاة بعض الجوانب في صياغة رؤية 2035. وتابع الأكاديمي تقوي أصل أن الرئيس الإيراني يحمل في جعبته أجندة واضحة لتحويل منظمة "إيكو" إلى كتلة اقتصادية رقمية منافسة، باستغلال الفراغ الجيوسياسي في آسيا الوسطى بعد التطورات التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة، وأنه قد يناقش مع نظرائه أسباب إخفاقات المنظمة وتبني إستراتيجيات النهوض. ومن خلال دعوة طهران أعضاء "إيكو" لتسهيل التأشيرات السياحية انطلاقا من تنوع المقاصد في الدول الأعضاء، يعتقد تقوي أصل أن بزشكيان والوفد المرافق له سيعملون على تفعيل دور هذا التكتل كمنظومة مضادة للغرب من جهة، وربط الازدهار الإقليمي بإحباط مخططات التفتيت الخارجي، من جهة أخرى. ملفات مشتركة من ناحيته، يعتقد محسن باك آئين السفير الإيراني الأسبق في باكو أن بزشكيان يحمل في جعبته 3 أجندات واضحة بشأن التجارة والنقل والطاقة إلى القمة، فضلا عن ملفات ذات اهتمام مشترك، منها التعاون الثنائي مع كل من باكو وسائر الدول الأعضاء المشاركة، بما فيها الأمن والسياحة والزراعة ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات. وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح باك آئين أن تطورات الحرب الإسرائيلية الأميركية على إيران تحل في صلب مباحثات بزشكيان ووزير خارجيته عباس عراقجي مع نظرائهما في مدينة خانكندي الأذربيجانية، رغم الطابع الاقتصادي الذي يفترض أن يطغى على جدول أعمال القمة الاقتصادية. وختم أن الرئيس الإيراني سيناقش مع نظرائه على هامش القمة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ومخاطر السياسات الرامية إلى إعادة ترسيم المشهد السياسي في الشرق الأوسط، إلى جانب متابعته مع سلطات باكو الاتفاقات الموقعة خلال زيارته السابقة إلى أذربيجان قبل أشهر. وفي حين أن الزيارة إلى خانكندي تأتي كمحاولة إستراتيجية لاستعادة طهران المبادرات الإقليمية بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، يرى مراقبون إيرانيون أن خطاب بزشكيان في قمة "إيكو" استخدم فشل المنظمة ذريعة لتسويق رؤية بلاده القائمة على "الممانعة الاقتصادية" في وجه الضغوط الغربية التي قد تتخذ منحى تصاعديا ضد طهران عقب حرب الـ12 يوما. بينما تعتقد شريحة من الأوساط السياسية في إيران أنه في ضوء التوترات المتواصلة بين طهران والعواصم الغربية بشأن الملف النووي، يبقى نجاح الرهان على الممانعة الاقتصادية مرهونا بقدرة طهران على تجاوز عقبة التعاون مع أنظمة تعتبرها تابعة للغرب وأخرى تتهمها بالتعاون مع أطراف معادية لها.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
مقتل 3 جنود إسرائيليين في "يوم صعب" و5 فرق عسكرية تواصل عملياتها بغزة
اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، بمقتل جنديين اثنين في عمليات منفصلة نفذتها فصائل المقاومة في خان يونس و بيت حانون بقطاع غزة ، حيث تحدث وزير الدفاع يسرائيل كاتس عن "يوم صعب" سقط فيه الجندي في سلاح الهندسة القتالية بالفرقة الشمالية يائير إلياهو وجندي مدرعات في الكتيبة 53 أساف زامير. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت في وقت سابق اليوم بمقتل 3 جنود في حوادث عسكرية منفصلة في غزة، اثنان منهم في خان يونس وبيت حانون، وثالث قيد التحقيق. يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 5 فرق عسكرية تواصل تنفيذ عملياتها البرية وهجماتها الجوية المكثفة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، في وقت تؤكد فيه الوقائع الميدانية أن ضحايا هذه الهجمات غالبيتهم من المدنيين الفلسطينيين، بينهم نازحون ومنتظرو مساعدات. وذكر الجيش الإسرائيلي أن جنديين آخرين أصيبا بجروح خطيرة في خان يونس، إثر استهدافهما بقذيفة مضادة للدروع. كما تحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن مقتل جندي وإصابة 4 آخرين، 2 منهم إصابتهما خطيرة في عملية خان يونس، مشيرة إلى أن مسلحا فلسطينيا استهدف دبابة في المدينة ثم لاحقا قوة الإنقاذ العسكري خلال عملية إجلاء القتلى والجرحى. وقالت مواقع إسرائيلية، في وقت سابق، إن الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرضت تعتيما شديدا على ما وصفته "حادثا صعبا" في القطاع. وتحدثت مواقع إعلامية إسرائيلية عن تنفيذ غارات جوية وتحليق مكثف على علو منخفض وقصف مدفعي عنيف، وعن إطلاق مروحية صاروخين على هدفين في وسط خان يونس وإطلاق نار كثيف خلال الدقائق الأخيرة. كما قالت ألوية الناصر وقوات عمر القاسم إنهما قصفتا بقذائف الهاون تجمعا لقوات الاحتلال المتوغلة شمالي قطاع غزة. 5 فرق عسكرية من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 5 فرق عسكرية تواصل تنفيذ عملياتها البرية وهجماتها الجوية المكثفة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة. وقال الجيش -في بيان- إن "الفرقة 98 تواصل منذ أسبوع نشاطها في محيط مدينة غزة"، بينما "تواصل الفرقة 99 عملياتها في (محافظة) شمال القطاع"، حيث نفذت خلال الساعات الأخيرة عدة غارات جوية استهدفت ما ادعى أنها "بنى تحتية معادية". وأشار إلى أن قوات الفرقة 162 تواصل أيضا نشاطها شمال القطاع، مدعيا أنها "تمكنت خلال اليوم الأخير من تحييد مسلحين وتدمير بنى تحتية ووسائل قتالية ومسارات تحت الأرض". كما ذكر أن الفرقة 36 تواصل عملها في محيط مدينة خان يونس جنوبي القطاع، و"تركز على رصد وتدمير بنى تحتية تابعة لحركة حماس". وأضاف "فرقة غزة 143 تنفذ عمليات في محيط مدينة رفح وتمكنت من تدمير عشرات الأهداف التابعة لحماس، بما في ذلك وسائل قتالية"، وفق ادعائه. ويمثل هذا التصعيد زيادة في عدد الفرق العسكرية العاملة داخل غزة، بعد إدخال فرقتين إضافيتين خلال الأيام الأخيرة، في ظل تكتم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على حجم القوات المشاركة في العمليات. فيما تشير التقديرات إلى أن كل فرقة عسكرية تضم في العادة نحو 10 آلاف جندي. وبحسب معطيات الجيش الإسرائيلي فإنه منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، قُتل 883 عسكريا بينهم 439 بالمعارك البرية في قطاع غزة التي بدأت في 27 من الشهر نفسه. كما تشير المعطيات إلى إصابة 6032 عسكريا بينهم 2745 بالمعارك البرية في قطاع غزة. وتتكتم إسرائيل -وفق مراقبين- على معظم خسائرها البشرية والمادية، وتمنع التصوير وتداول الصور والمقاطع المصورة، وتحظر الإدلاء بمعلومات لوسائل إعلامية بشأن الخسائر، إلا عبر جهات تخضع لرقابتها المشددة. في المقابل، خلّفت الإبادة الإسرائيلية في غزة، بدعم أميركي، أكثر من 192 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
فوق السلطة: نتنياهو مكلف بتعجيل ظهور المسيح وهذا ما يفعله
فوق السلطة أفرد برنامج 'فوق السلطة' -في حلقته بتاريخ (2025/7/4)- مساحة كبيرة للتطورات العسكرية الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وربط بين وقائع قديمة وأخرى جديدة محاولا توضيح ما يحدث بناء على ذلك. اقرأ المزيد