logo
ساعر: إسرائيل مهتمة بإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا ولبنان

ساعر: إسرائيل مهتمة بإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا ولبنان

الشرق الأوسطمنذ 7 ساعات

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في مؤتمر صحافي اليوم (الاثنين) إن إسرائيل مهتمة بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع سوريا ولبنان، لكنها لن تتفاوض على مصير هضبة الجولان في أي اتفاق سلام.
وبالأمس، أعلن الموفد الأميركي الخاص إلى سوريا، أن لبنان وسوريا يحتاجان إلى التوصل لـ«اتفاقات سلام» مع إسرائيل، بعدما فتحت الحرب بين إسرائيل وإيران طريقاً جديداً للشرق الأوسط، على حد قوله.
وقال توماس برّاك، في مقابلة مع «وكالة أنباء الأناضول» التركية: «أشار الرئيس (أحمد) الشرع إلى أنه لا يكره إسرائيل (...) وأنه يريد السلام على هذه الحدود. أعتقد أن هذا سيحصل أيضاً مع لبنان. إن اتفاقاً مع إسرائيل لهو أمر ضروري»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
ويأتي هذا في الوقت الذي تواصلت فيه الانتهاكات الإسرائيلية على جنوب لبنان، وفي وقت برزت فيه تصريحات لمسؤولين في «حزب الله» عبر التهديد بالردّ على إسرائيل، ورفض الحوار حول السلاح قبل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس.
والأحد، شنّت مسيّرات إسرائيلية غارات على منزلين في بلدتَي عيتا الشعب ورامية في قضاء بنت جبيل؛ ما أدى إلى أضرار كبيرة فيهما.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا أسقطت إسرائيل عضوية النائب العربي في البرلمان أيمن عودة ؟
لماذا أسقطت إسرائيل عضوية النائب العربي في البرلمان أيمن عودة ؟

عكاظ

timeمنذ 44 دقائق

  • عكاظ

لماذا أسقطت إسرائيل عضوية النائب العربي في البرلمان أيمن عودة ؟

على خلفية مساواته بين الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، صوتت لجنة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، اليوم (الاثنين)، بالأغلبية لصالح استكمال إجراءات إسقاط عضوية النائب العربي أيمن عودة، رغم تحفظ المستشارة القضائية. وأيد الاقتراح 14 من أعضاء اللجنة البالغ عددهم 25 عضواً، في خطوة جاءت بدعم من أحزاب الائتلاف الحكومي برئاسة الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأيدها نواب حزب «يسرائيل بيتينو» الذي يترأسه أفيجدور ليبرمان، وذلك بعد أن شهدت الجلسة توتراً كبيراً تطوّر إلى مشادة كلامية بين النائبين عوفر كسيف ونيسيم فاتوري، ما دفع رئيس اللجنة أوفير كاتس إلى تعليق الاجتماع. وكان عودة، الذي يرأس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، قد أدلى بتصريح صحفي أثناء تبادل الأسرى بين حركة «حماس» وإسرائيل ساوى فيه بين الأسرى الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين. وكتب أيمن عودة عقب المرحلة الأولى من صفقة التبادل على منصة «إكس»: «سعيد لتحرير الأسرى والمحتجزين، من هنا علينا تحرير الشعبين من الاحتلال لأننا جميعاً ولدنا أحراراً». وأطلق النائب عن حزب الليكود أفيحاي بوؤرون عقب هذه التغريدة مبادرة لإقصاء عودة، مشيراً إلى أنه جمع توقيع 68 عضواً على مذكرة تطالب بفصل عودة، مدعياً أنه ساوى بين مقاتلي النخبة التابعين لحركة (حماس) والمتحجزين، على حد تعبيره. وزاد عدد الموقعين إلى 70 عندما قال لاحقاً في كلمة خلال مظاهرة عربية يهودية مشتركة ضد الحرب: «غزة ستنتصر على سياسة الحرب والقتل والدمار، والشعب الفلسطيني سينتصر على الاحتلال». والخطوة التالية لهذه الإجراءات تتمثل في طرح القرار على الهيئة العامة للكنيست للتصويت عليه، وينبغي أن يؤيده 90 نائباً بغض النظر عن عدد الحضور في جلسة التصويت، لكي يصبح القرار نافذاً، وفي حالة التصويت بإسقاط عضويته يستطيع عودة التوجه إلى المحكمة العليا للطعن على قرار الكنيست. وعلق عودة عبر حسابه على فيسبوك على القرار بالقول: «أي تراجع يعني أن يتراجع حق العامل وطالب الجامعة وأبناء شعبنا من التعبير عن رأيهم، وأن ينجحوا بسياسة التخويف التي يسعون لفرضها منذ بدء الحرب»، مضيفاً: «كل صمود في مواجهتهم يعني كسر هذا السياسة، والدفاع عن حقّ أبناء شعبنا بالتعبير عن رأيهم، لن نتراجع قيد أُنملة.. وأعلى ما بخيلهم يركبوه». وكان عودة عوقب أخيراً بالإبعاد عن الجلسات العامة للكنيست لمدة أسبوعين، بقرار من لجنة السلوك والأداء، على خلفية تصريحات اتهم فيها إسرائيل بارتكاب مجازر وتجويع في قطاع غزة، وخلال فترة الإبعاد لن يتقاضى النائب راتباً، كما فُرضت عقوبة مماثلة على النائبة عايدة توما سليمان من حزبه، التي أُبعدت 3 أيام بسبب تصريحات مشابهة تتعلق بعمل الجيش الإسرائيلي في غزة. وحذر مركز مساواة من قرار اللجنة، مؤكداً أنه يفتح الباب أمام المزيد من الممارسات المشابهة التي تهدف إلى نزع الشرعية عن المجتمع العربي، وحقه في اختيار نوابه. وقال المركز، في بيان، إن قرار اللجنة يكشف سيطرة اليمين المتطرف على موقف غالبية الأحزاب السياسية الإسرائيلية، وإن هذا ليس إلا بداية، خصوصاً أن الجلسة شهدت تحريضاً وتطاولاً غير مسبوق ضد عودة، والنواب العرب، وكل من يعارض إسقاط العضوية. فيما دعا المركز إلى توحيد الصفوف في المجتمع العربي، والعمل على خطة موحدة لكافة القوى السياسية للتصدي للمقترح قبل التصويت عليه في الهيئة العامة، والتصدي لمقترحات ومخططات أخرى ربما تظهر خلال الفترة القادمة ضد سياسيين وأحزاب عربية، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات، وتزايد الحديث عن إمكانية تقديم موعدها. أخبار ذات صلة

إيران تربط استئناف التفاوض بضمانات «أمنية» من واشنطن
إيران تربط استئناف التفاوض بضمانات «أمنية» من واشنطن

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

إيران تربط استئناف التفاوض بضمانات «أمنية» من واشنطن

بعد أسبوع من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن المحادثات مع طهران متوقفة، وإنه لا يقدّم لها أي عرض حالياً. من جانبه، ذكر نائب وزير الخارجية الإيراني أن بلاده مستعدة للحوار، لكنها تطلب ضمانات بعدم تعرضها لهجمات أميركية خلال المفاوضات، مؤكداً أن واشنطن لم توضّح موقفها من هذا الأمر بعد. وبدأت الحرب فجراً في 13 يونيو (حزيران) بهجوم مفاجئ شنته إسرائيل على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، مستهدفة أيضاً العشرات من القادة العسكريين والعلماء النوويين، في إطار ما وصفته تل أبيب بمحاولة منع طهران من امتلاك القنبلة النووية. وفي ليلة 21 إلى 22 يونيو، نفذت الولايات المتحدة ضربات استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية في فوردو، نطنز، وأصفهان. وبعد 12 يوماً من التصعيد، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقفاً لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل. لكنه توعّد لاحقاً بأن الولايات المتحدة ستستأنف الضربات في حال عاودت إيران تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية. وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الاثنين، بأن «935 شخصاً قُتلوا في إيران خلال الحرب الجوية التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل»، بحسب المتحدث باسم السلطة القضائية، أصغر جهانكير، الذي أوضح أن هذا العدد يشمل 38 طفلاً و132 امرأة، وأنه يستند إلى أحدث بيانات الطب الشرعي. ويمثل هذا الرقم زيادة كبيرة عن الحصيلة السابقة التي أعلنتها وزارة الصحة والتي بلغت 610 قتلى قبل بدء وقف إطلاق النار في 24 يونيو. كما صحح جهانكير عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على سجن إيفين في طهران من 71 إلى 79. ويأتي ذلك بعد يومين من إعلان منظمة نشطاء حقوق الإنسان «هرانا»، ومقرها واشنطن، مقتل أكثر من 1000 شخص، بينهم 417 مدنياً على الأقل. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، إن على الولايات المتحدة أن تتجنب تنفيذ أي ضربات جديدة إذا كانت جادة في العودة إلى طاولة المفاوضات، مشيراً في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن إدارة ترمب أعربت عن استعدادها للحوار عبر وسطاء، لكنها لم تقدم أي ضمانات واضحة بشأن وقف الهجمات. وتابع تخت روانجي أن هناك إشارات إلى نية أميركية لوقف الهجمات، مضيفاً أن بعض الدول العربية تبذل جهوداً لتهيئة أجواء التفاوض، لكنه شدد على أن «إيران لا تريد الحرب، بل الحوار والدبلوماسية». وأوضح: «نحن لا نريد الحرب. نريد الانخراط في الحوار، لكن يجب أن نكون مستعدين، ويقظين». من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، أنه «لا يعرض شيئاً» على إيران، «على عكس (الرئيس السابق باراك) أوباما الذي منحها مليارات الدولارات»، وأوضح ترمب على منصة «تروث سوشال»: «لا أتحدث معهم حتى، بما أننا دمرنا منشآتهم النووية بالكامل». والجمعة، حذّر ترمب من أن الولايات المتحدة ستشنّ «بلا شك» ضربات جديدة على إيران إذا قامت بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات تسمح لها بصناعة أسلحة نووية. وانتقد ترمب المرشد الإيراني بشدة، زاعماً، الأربعاء أنه «أنقذ خامنئي من الموت» بعد أن عارض خطة إسرائيلية لاغتياله. وجدد ترمب تعهده بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مؤكداً استئناف المفاوضات قريباً. وأشار تخت روانجي إلى أن طهران لم تتفق مع واشنطن على آليات التفاوض، ولا على تاريخ محدد، مضيفاً أن بلاده في حاجة إلى إجابة واضحة حول احتمال تعرضها لهجمات أثناء الحوار. وأكد أن الولايات المتحدة لم توضح موقفها بخصوص وقف الضربات، متسائلاً: «هل سنشهد تكراراً لعمل عدواني ونحن منخرطون في حوار؟». كما شدَّد تخت روانجي على تمسك إيران بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض «سلمية»، رافضاً اتهامات الغرب بأنها تطور سلاحاً نووياً سراً. وقال إن طهران اضطرت إلى الاعتماد على نفسها بعد أن مُنعت من استيراد المواد النووية اللازمة لبرنامجها «المدني». وأكد أن الحديث عن تخصيب «صِفري» مقابل رفع العقوبات أو استثمارات «غير منطقي». وعند سؤاله عما إذا كانت إيران قد تعيد النظر في برنامجها النووي ضمن أي اتفاق محتمل مقابل رفع العقوبات أو استثمارات اقتصادية، قال: «لماذا علينا أن نوافق على مثل هذا الاقتراح؟». وقال: «تمكن مناقشة المستوى، وتمكن مناقشة القدرة، ولكن القول إنه يجب أن يكون مستوى التخصيب صفراً، وإذا لم توافقوا فسوف نقصفكم، فهذا هو منطق شريعة الغاب». وأوضح أن الرسائل الأميركية التي وصلت عبر وسطاء لا تشير إلى نية لتغيير النظام في إيران من خلال استهداف المرشد. في الوقت نفسه، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإيرانيين إلى الانتفاض لإسقاط النظام، لكن ترمب قال عقب وقف إطلاق النار إنه لا يهدف إلى ذلك. واختتم تخت روانجي تصريحه قائلاً إن الإيرانيين «رغم الخلافات الداخلية، سيتوحدون ضد أي عدوان خارجي». وشدد تخت روانجي على أن الهدنة مع إسرائيل قد تكون مؤقتة، وقال: «ما دام لم يحدث هجوم عسكري جديد، سنواصل احترام وقف إطلاق النار». لكن التوتر لا يزال قائماً، مع تصويت البرلمان الإيراني على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد الضربات. بموجب اتفاق 2015، مُنعت إيران من تخصيب اليورانيوم فوق 3.67 في المائة ومن استخدام منشأة فوردو لمدة 15 عاماً. إلا أن ترمب انسحب من الاتفاق في 2018، وأعاد فرض العقوبات؛ ما دفع طهران إلى رفع مستوى التخصيب تدريجياً حتى بلغ 60 في المائة عام 2021. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه «لا يوجد بلد آخر خصب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي دون إنتاج أسلحة نووية». وفي تقرير نشرته الوكالة في 31 مايو (أيار)، أكدت أن إيران تملك ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة لصناعة تسع قنابل نووية إذا ما تم تخصيبه أكثر. وفي يونيو، قالت الوكالة إنها غير قادرة حالياً على تأكيد سلمية البرنامج الإيراني بشكل تام، وهو ما عزز القلق الدولي. بدورها، انتقدت الخارجية الإيرانية تقلب مواقف ترمب بشأن العقوبات، عادّةً تصريحاته «ألاعيب نفسية وإعلامية»، لا تهدف إلى حل المشاكل بين البلدين... وقال المتحدث باسمها، إسماعيل بقائي، إن الولايات المتحدة والقوى الأوروبية «لا تزال تتبع نهجاً سياسياً» ضد إيران. وأوضح أن بلاده «لن ترضخ لمطالب غير واقعية، خصوصاً بعد العدوان المشترك مع إسرائيل». وتابع: «في خضم عملية دبلوماسية، وقبل يومين فقط من الجولة السادسة من المفاوضات، نسَّق الكيان الصهيوني مع أميركا، بعدوان عسكري على إيران». وعند سؤاله عن الجولة السادسة من المفاوضات مع الولايات المتحدة، قال بقائي إنه لا يوجد موعد نهائي حتى الآن. وأكد أن العدوان الأميركي والإسرائيلي لا يمكن ألا يترك أثراً سلبياً على المسار الدبلوماسي، كما دعا الأوروبيين إلى إعادة النظر في منهجهم التفاوضي. وحذَّر بقائي مرة أخرى من لجوء الأوروبيين إلى تفعيل آلية «سناب باك»، وقال: «تهديد الأوروبيين بإعادة العقوبات إذا لم نعد للمفاوضات ليس جديداً. لن نرضخ لمطالبهم المبالَغ فيها، والتفاوض بهذه العقلية لا معنى له. على الأوروبيين إعادة النظر في مواقفهم». وقال بقائي إن البرلمان أقر تشريعاً يلزم الحكومة بتعليق التعاون مع «الوكالة الذرية». وأضاف أن سلامة مفتشي الوكالة باتت موضع شك، مشيراً إلى صعوبة ضمان أمنهم في ظل الهجمات الأخيرة على المنشآت الإيرانية. وانتقد بشدة تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس التي وصف فيها عمليات إسرائيل بـ«العمل القذر من أجلنا جميعاً»، وعدَّها «تشبيهاً يعيد نغمة الحقبة النازية». وقال: «لم أكن لأتخيل أن مستشار ألمانيا سيستخدم لغة تبرر جرائم هتلر». كما تحدث الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، مع نظيره الفرنسي ماكرون، عادَّاً أن تعليق التعاون مع الوكالة جاء رداً على سلوك مديرها العام «غير البنَّاء». وشدد على أن قرار البرلمان الإيراني هو رد طبيعي على المواقف «العدائية» للوكالة تجاه طهران. ودعا ماكرون في منشور على «إكس»، الأحد، إلى «احترام وقف إطلاق النار» والعودة إلى طاولة المفاوضات «لحل قضيتي الأنشطة الباليستية والنووية». وردت فرنسا وألمانيا وبريطانيا بإدانة «التهديدات» التي طالت مدير الوكالة رافايل غروسي، خصوصاً بعد رفض إيران السماح بزيارة المنشآت المقصوفة. وهدَّد علي لاريجاني، مستشار المرشد، بـ«محاسبة» غروسي، في حين وصفت صحيفة «كيهان» غروسي بأنه «جاسوس صهيوني يجب إعدامه».

حرب إسرائيل وإيران ترسم ديناميكيّات جديدة في الشرق الأوسط
حرب إسرائيل وإيران ترسم ديناميكيّات جديدة في الشرق الأوسط

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

حرب إسرائيل وإيران ترسم ديناميكيّات جديدة في الشرق الأوسط

تحوّلت الحرب التي كانت مُتخيّلة بين إسرائيل وإيران واقعاً ملموساً. خلقت الشيطنة المتبادلة أجيالاً تكره أجيالاً أخرى. إسرائيل هي «الشيطان الأصغر»، ومدعومة من «الشيطان الأكبر... العم سام». إيران هي التهديد الوجودي للدولة العبريّة. رُسمت الاستراتيجيات، وحُضّرت الوسائل، ومُهّدت الطريق للصدام الأكبر، لتتحقّق النبوءة. وقد يمكن مقارنة مسار هذه الحرب بما كتبته بربارا توخمان في كتابها «مدافع أغسطس»، بشأن فشل الدبلوماسية في الحرب العالمية الأولى، كما الحسابات العسكرية الخاطئة. تَمثّل فشل الدبلوماسية في غياب قنوات التواصل بين القوى الكبرى المتنازعة، كما تمثّل الفشل العسكري في الاعتقاد الذي كان سائداً في ذلك الوقت لدى القيادات العسكرية، بأن الحرب ستكون قصيرة وسريعة وخاطفة. لكن الأكيد، ووفق توخمان، أنّ هذه الحرب ضربت نظاماً أوروبيّاً قديماً، لتفتح الباب لنظام جديد. قبل الحرب شيء؛ وما بعد الحرب مرحلة مختلفة كليّاً. في الحرب بين إسرائيل وإيران، تَظهّر كثير من المعادلات الجديدة، كما سقطت غالبية المعادلات القديمة. في هذه الحرب، شكّل الداخلُ الإسرائيليّ والداخلُ الإيرانيّ مسرحَيَّ الحرب الأساسيّين. نصح بن ديفيد بن غوريون بالقتال على أرض العدو، وها هو الداخل الإسرائيليّ يعاني بشكل لم يعهده منذ تأسيس الكيان. خطّط المرشد الإيراني علي خامنئي لاستراتيجيّة «الدفاع المُتقدّم»، ليكون القتال بعيداً عن الداخل الإيرانيّ، وبالواسطة. ضُرب الوكلاء، ودُمّر الداخل الإيراني، كما استُهدفت جوهرة التاج النووي الإيرانيّ؛ «فوردو». هذا عدا اغتيال القيادات العسكريّة والعلميّة من الصف الأوّل. في التسعينات، ورثت أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي نحو 1900 رأس نوويّ استراتيجي، و2500 رأس نوويّ تكتيكي، وكانت ثالثة الدول في التصنيف العالميّ. سلّمت أوكرانيا هذه الترسانة إلى روسيا عام 1994. في عام 2022، غزا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا. في عام 2003، فكّك العقيد معمّر القذافي المشروع النووي الليبي، وذلك بضغط غربيّ، خصوصاً بضغط أميركيّ. في عام 2011، سقط نظام القذافي تحت تأثير هجوم «الناتو» على ليبيا، وقُتل القائد على قارعة الطريق. خلال 12 يوماً من الحرب بين إيران وإسرائيل، تدخّلت الولايات المتحدة لضرب مركز ثقل المشروع النووي الإيراني (فوردو - نطنز - أصفهان). بعد ذلك، دعا الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى وقفٍ لإطلاق النار. وبذلك، يكون الرئيس ترمب هو الخصم والحكم في المسألة الإيرانية. وبهذا، استعاد ترمب المصداقية الأميركية لدى الحلفاء، خصوصاً في المنطقة. فهل يمكن القول إن توفّر السلاح النووي لدى الدول يرفع من مستوى الردع لديها؟ وهل يمكن القول إن السلاح النووي ورقة الدول الكبرى، خصوصاً الحليفة لأميركا، لضمان أمنها القومي، تحديداً بعد التحوّل في المواقف الأميركية من الأمن الأوروبي عموماً؟ هناك مؤشرات عدّة تدلّ على المسار الذي أدّى إلى وقف النار. فما هذه المؤشرات؟ نشرت جريدة «واشنطن بوست»، وقبيل الضربة الأميركية على مفاعل «فوردو»، صورة جوية لـ16 شاحنة متوقفة قرب المفاعل. فما كانت مهمة هذه الشاحنات؟ ولماذا لم تُدمَّر، خصوصاً أن المفاعل يخضع لمراقبة مستدامة؟ فهل سُمح بنقل الـ409 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المائة إلى مكان آمن؟ ولماذا 16 شاحنة لنقل 409 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصّب؟ هل هذا العدد مخصّص لنقل الطرود المركزية من «فوردو»؟ بعد الضربة الأميركية، قال جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، خلال مقابلة تلفزيونية، إن مقياس النصر بالنسبة إلى أميركا هو بضرب إمكانات إيران في مجال تخصيب اليورانيوم. فما نفعُ امتلاك يورانيوم مخصّب بنسبة عالية إذا لم تكن هناك قدرة على تخصيبه إلى مستوى أعلى، أي إلى 90 في المائة؟ كان مفاعل «فوردو» يحتوي 6 آلاف طارد مركزي من الجيل السادس، هذا عدا المفاعلات الأخرى التي استهدفتها الغارات الأميركية. ووفق فانس، فإن إيران غير قادرة حالياً على تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المائة، أي إلى المستوى اللازم لتصنيع قنبلة نووية حقيقية. وقد تدخل هنا استراتيجيّة إسرائيل في اغتيال العلماء (Know How). لكن الحصول على يورانيوم مُخصّب بنسبة 90 في المائة، لا يعني الحصول على القنبلة فوراً. فالوصول إلى القنبلة مسار مُعقّد وطويل يقوم على ما يلي: تجهيز الكميّة اللازمة للقنبلة؛ 47 كيلوغراماً من اليورانيوم المُخصّب بنسبة 90 في المائة. ثم التجربة، مع توفّر المُفجّر، أو آليّة التفجير. وبعد نجاح التفجير، يلزم تحويل القنبلة إلى رأس حربيّ، وبعده السعي إلى تأمين وسيلة الإطلاق (الأسهل لإيران هو الصاروخ الباليستيّ)، واختبار هذا الأمر. بعد هذه المرحلة، السعي إلى تنويع وسيلة الإطلاق لخلق ردع نوويّ موثوق وفعّال، كتأمين الإطلاق من البحر والجو. إنّ الرّد الإيرانيّ على الهجمة الأميركيّة لا يتناسب مع الخسائر التي مُنيت بها (Proportionality). لكنها اختارت جوهرة التاج الأميركيّ في المنطقة، قاعدة «العديد»، لتضربها، لكن بعد تنسيق مُسبق كما قال الرئيس ترمب. بعد هذا الرّد الإيرانيّ، أعلن الرئيس ترمب وقف النار. إذا تبجح نتنياهو بأنه حقق كلّ أهدافه، فهذا يعني أنّ إيران هي الخاسر الأكبر. وإذا صمد وقف النار وفُتح باب الدبلوماسية مع طهران، فما الإغراءات لإيران؟ وهل سيحصل تغيير جذريّ في الداخل الإيرانيّ، تحت مقولة إن «من يبدأ الحرب لا يمكن له صناعة السلم»؟ لكن الأكيد أنّ هذه الحرب شكّلت المسرح الجديد والأهمّ لتجربة الأسلحة، والاستراتيجيّات، والتكتيك، وذلك بعد أوكرانيا، وغزّة، ولبنان. في هذه الحرب، وصلت إسرائيل إلى امتدادها الأقصى باستعمال أفضل ما تملك من السلاح، حتّى حدود النوويّ. في المقابل، وصلت إيران إلى الحدّ الأقصى باستعمال ترسانتها من صواريخ باليستيّة ومسيّرات، فقط لتنقذ مشروعها النوويّ. ولأنّنا تحدثنا عن ديناميكيات جديدة في الشرق الأوسط، فقد يمكن، وبعجالة، مقارنة ما رسمه قائد «فيلق القدس» السابق، قاسم سليماني، لإيران في المنطقة، مع الواقع الذي نتج بعد عمليّة «طوفان الأقصى». فهو قال لرئيس أركان الجيش الإيرانيّ، نقلاً عن الجنرال غلام علي رشيد، قائد العمليات الإيرانية في هيئة الأركان، الذي بدوره اغتيل من قبل إسرائيل في حرب الـ12 يوماً (وفق إليوت كوفمان): «لقد جمعتُ لكم 6 جيوش خارج إيران. وبنيتُ كوريدوراً بطول 1500 كيلومتر وبعرض ألف كيلومتر، يصل مباشرة إلى البحر المتوسّط. فإذا أراد أيّ عدوّ قتال الجمهوريّة الإسلاميّة، فعليه أن يمرّ عبر هذه الجيوش الستّة، وهو حتماً لن يستطيع ذلك». في الختام، قد يمكن تشبيه تاريخ إيران بتاريخ روسيا في بعض الزوايا؛ فهما تأرجحتا بين الامتداد الأقصى جغرافياً خلال عصر الإمبراطوريات، ومن ثمّ الانحسار. وعند كلّ تمدّد وانحسار، تتبدّل الديناميكيّات في المحيط المباشر لهما. امتدّ سليماني إلى الحدّ الأقصى... أُسقط مشروعه بالضربة القاضية بعد «طوفان الأقصى». فكيف سيكون شكل الشرق الأوسط والمحيط المباشر لإيران خصوصاً أنّ إسرائيل بدأت الاستعداد لمرحلة ما بعد حرب الـ12 يوماً؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store