logo
إسرائيل بين سلامين!

إسرائيل بين سلامين!

الشرق الأوسطمنذ 4 ساعات
منذ حصول التغيير الكبير أواخر عام 2024 الذي سجل انهيار نظام بشار الأسد وصعود العهد الجديد إلى السلطة في سوريا، تصاعدت الأحاديث، وتكررت الإشارات واللقاءات، التي تناولت احتمالات، بل سيناريوهات، سلام قريب ومحتمل ومشغول عليه بين إسرائيل وسوريا. وغالباً ما تم ربط ما سبق بحدثين ضربا شرق المتوسط، أولهما اندلاع الحرب على قطاع غزة رداً على عملية طوفان الأقصى 2023، والثاني تمدد الحرب الإسرائيلية على «حزب الله» اللبناني، ثم إيران، ونظام الأسد، وأكدت إسرائيل فيها جميعاً تفوقها الميداني، ومهدت عبر أحداث تتواصل لتغييرات في واقع ومستقبل شرق المتوسط.
وسط هذه المتغيرات، تبدو فكرة السلام بين إسرائيل وسوريا في مسار ما حدث موضوعاً تفصيلياً، رغم ما يحيط بها من أقوال وتحركات وتقديرات وسيناريوهات، بعضها ينطلق من ضرورات السلام في المنطقة، وهو اتجاه تقليدي في سياسات المنطقة ودولها، لكن بعضها الآخر ينطلق من اختلاطات الكلام عن السلام مع سياسات وإجراءات أخرى، وخاصة تلك التي تقوم بها إسرائيل، مما يجعل مسار السلام في المنطقة أمام اختيارين مختلفين نتيجة المعطيات والمؤشرات المتناقضة، أولهما يؤكد على التقليدي والشائع للأطراف ومساعيها في موضوع السلام في الصراع العربي - الإسرائيلي، والوصول إلى سلام على الجبهتين السورية واللبنانية مع إسرائيل، ويتجسد الثاني في تعبيرات رفض وحذر أو سكوت الأطراف المعنية عن سياسات وممارسات وخاصة من جانب إسرائيل، وكثير منها يؤكد أن المنطقة وجهود السلام، يسيران نحو البعد أكثر فأكثر عن السلام المنشود بل وحتى الممكن.
وإن كان تناول المواقف التقليدية لأطراف الصراع من السلام، ليس أكثر من كلام مكرور، لا فائدة من العودة إليه في هذا الحيز، فإن التوقف عند سياسات وممارسات الأطراف المعنية هو الأهم.
ولا يحتاج إلى تأكيد أن موقف إسرائيل هو الأهم؛ لأن موقفها لا يقوم على فكرة السلام والتسويات، كما في موضوعي الجولان وغزة وغيرهما، بل يقوم على استخدام القوة إلى أقصى طاقاتها للتعبير عن موقف سياسي، يركز على أمن واحتياجات إسرائيل، وهذه غاية إسرائيل من أي تحرك في كل المنطقة أو في العلاقة مع أي بلد فيها، أما في الإجراءات، فقد تابعت إسرائيل تدخلاتها المسلحة في سوريا، ورفعت وتيرتها في السنوات الأخيرة من حكم الأسد، ضد أهداف سورية وأخرى تخص الحلفاء من الإيرانيين و«حزب الله»، وتجاوزت بعد التغيير السوري ما سبق إلى خرق اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، وغيرت خريطة ومواقع خط وقف إطلاق النار، وتجاوزته إلى ضرب معسكرات ومخازن الجيش المنحل، وصارت تنفذ عمليات نوعية في أنحاء مختلفة من سوريا، بما فيها ملاحقة أشخاص، وهذا كله لا يشير ولا يدعم مسار سلام بين إسرائيل وسوريا، خاصة في ظل صمت سوري، يؤكد رغبة أن يظل الموقف في حده الأدنى وسط تحديات كثيرة تواجه سوريا، التي لا تتأخر عن مفاوضات في الكواليس بين الجانبين، أقصى ما يمكن أن تتمخض عنه هو استكشاف النيات وتبريد المواقف، وترتيبات تتعلق بتفاصيل يرى كل طرف أنها تهمه.
والواقع أن موقف القوى المعنية وذات العلاقة في موضوع السلام المحتمل، وفي المقدمة لبنان شريك سوريا، لا يبدو أفضل حالاً من الموقف السوري؛ فما زالت آثار الحرب الإسرائيلية الطاحنة عليه قائمة، وثمة تهديدات تتواصل، وما زالت تركيبة السلطة الثلاثية قائمة رغم مساعي تجديدها، وهذا يمثل بعض تحديات السلام بين لبنان وإسرائيل؛ لأن بقاء نفوذ وسلاح «حزب الله» ولو في حالة ضعف له تأثير كبير على الملف، ومثله ضرورة حل المشاكل العالقة في العلاقات السورية – اللبنانية، ولا سيما ملف ترسيم الحدود، بما يعنيه من حسم تبعية مناطق في الجنوب بين سوريا ولبنان.
إن التباسات السياسة والممارسة بالنسبة للدول المعنية بملف السلام الإسرائيلي مع سوريا ولبنان، التي تجعلها بين سلام الوهم وسلام الواقع، تجد لها واقعاً موازياً في البعدين الإقليمي والدولي، ربما كان التعبير الأبرز فيه، موقف بلدان الخليج العربية، التي تلعب دور الداعم نحو حل الدولتين للقضية الفلسطينية؛ باعتبارها لب الصراع العربي - الإسرائيلي، ومن شأنه أن يضع أساساً لحل أي مشاكل ومعيقات، تمنع الوصول إلى سلام عام وشامل في المنطقة.
ويشكل الموقف الأميركي خليطاً من دعم لسياسة إسرائيل في المنطقة، بما فيها استخدام القوة المفرطة سعياً إلى ضمان أمنها إلى أبعد الحدود، بالتوازي مع السعي إلى إعادة صياغة المواقف العربية بالحديث عن السلام في المنطقة، وتطوير حلقات فيه بين بعض البلدان وإسرائيل، وفق ما يلبي مصالح الأخيرة، ويخدم أهدافها، سواء في صياغة مبادرات مشتركة، أو عبر اتفاقات وإجراءات تحقق تقاربات إسرائيلية - عربية جديدة، مثل الاتفاقات «الإبراهيمية»؛ لكن النتيجة الأخيرة لن تكون سوى فصل من السلام الذي شهدناه في العقود الخمسة الماضية، بديلاً عن سلام واقعي، يقوم على حلول تحقق وتقارب مصالح مختلف الأطراف في المنطقة، وهو أمر خارج أغلب التصورات الإسرائيلية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضغوط أميركية لإبرام «هدنة الشهرين» في غزة
ضغوط أميركية لإبرام «هدنة الشهرين» في غزة

الشرق الأوسط

timeمنذ 38 دقائق

  • الشرق الأوسط

ضغوط أميركية لإبرام «هدنة الشهرين» في غزة

أكدت مصادر من حركة «حماس» أن «هناك ضغوطاً أميركية واضحة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق قريب»، خلال المفاوضات الجارية مع إسرائيل في الدوحة، التي تهدف للتوصل إلى هدنة لمدة شهرين في غزة تجرى خلالها مباحثات حول إنهاء الحرب. وقبل ساعات من لقاء كان مقرراً أن يعقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في واشنطن، مساء أمس (الاثنين)، أكد البيت الأبيض أن ترمب يعتبر إنهاء الحرب في غزة «أولوية قصوى». وأعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف سيتوجه إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه «رغم صعوبة التكهن بالنتائج؛ لكن يمكن أن نبدي تفاؤلاً إزاء إمكانية نجاحها»، واصفة أجواء المحادثات بأنها «جادة أكثر من المرات السابقة التي كانت تشهد حالة من عدم الجدية لدى إسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة». ووفقاً للمصادر فإن المفاوضات متواصلة وقد تستمر لعدة أيام. ورجحت أنه «في حال سارت عملية المفاوضات بشكل إيجابي فقد يتم الإعلان عن بدء سريان الاتفاق يوم الخميس المقبل». يأتي ذلك كله، مع تواصل التصعيد الميداني الإسرائيلي في قطاع غزة، مما خلَّف العشرات من الضحايا والإصابات نتيجة سلسلة غارات جوية بعضها كان مُركَّزاً طال شققاً سكنية ومراكز إيواء وخياماً للنازحين، وكذلك بعض منتظري المساعدات. ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 57 ألفاً و523 شخصاً، حسبما أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس.

تقرير: إسرائيل لا تستبعد ضربات جديدة ضد إيران وتتوقع موافقة أميركية
تقرير: إسرائيل لا تستبعد ضربات جديدة ضد إيران وتتوقع موافقة أميركية

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

تقرير: إسرائيل لا تستبعد ضربات جديدة ضد إيران وتتوقع موافقة أميركية

أفاد موقع "أكسيوس"، نقلاً عن مصدرين مطلعين، بأن إسرائيل تستعد لاحتمال تنفيذ عمليات عسكرية إضافية ضد إيران إذا ما حاولت إعادة تفعيل برنامجها النووي، فيما يرى مسؤولون في تل أبيب أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد يوافق على شن هجمات إسرائيلية جديدة. واستضاف ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مأدبة عشاء في البيت الأبيض، الاثنين، مشيداً بـ"النجاحات" التي حققاها معاً، فيما عبّر عن أمله في أن تكون الحرب مع إيران "انتهت". وأعلن ترمب "تحديد موعد جديد لاستئناف المفاوضات مع الإيرانيين"، فيما قال مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن هذا الاجتماع سيعقد قريباً، وربما "الأسبوع المقبل أو نحو ذلك". ولم يظهر نتنياهو موقفاً مشابهاً لترمب بشأن إيران، وأكد في كلمته أن إسرائيل "ستواصل مراقبة كل تهديد يشكل خطراً" عليها. وكشف وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، خلال إحاطات مغلقة، أنه خرج من زيارته الأخيرة لواشنطن بانطباع بأن إدارة ترمب ستدعم ضربات إسرائيلية جديدة ضد إيران في ظل ظروف معينة، بحسب ما نقله موقع "أكسيوس" عن المصدرين. وأوضح المصدران أن من بين السيناريوهات المحتملة نقل إيران لليورانيوم عالي التخصيب من منشآت متضررة مثل فوردو ونطنز وأصفهان، أو شروعها في إعادة بناء مرافق التخصيب النووي. والتقى رون ديرمر الأسبوع الماضي نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وويتكوف. وخلال لقاءات ديرمر مع المسؤولين الأميركيين، تم بحث ملف مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، والذي يبلغ حالياً نحو 400 كيلوجرام مخصبة بنسبة 60%، في حين أن التخصيب اللازم لصنع سلاح نووي يتطلب نحو 90%. اليورانيوم الإيراني في منشآت متضررة ووفق تقديرات مسؤوليين أميركيين وإسرائيليين، فإن اليورانيوم عالي التخصيب لا يزال معزولاً داخل ثلاث منشآت نووية إيرانية مغلقة ومتضررة بشدة، دون أن تُدمر بالكامل المواد أو البنية التحتية. وقالت مصادر إسرائيلية وأميركية لـ"إكسيوس"، إن أجهزة الاستخبارات في البلدين تراقب بدقة أي تحركات إيرانية لنقل المواد أو استئناف العمليات النووية. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مقابلة مع المذيع الأميركي تاكر كارلسون، يُثت الاثنين، إن المنشآت النووية تضررت بالفعل، لكن إيران لا تملك حالياً القدرة على تقييم مدى الضرر بدقة بسبب عدم الوصول إليها. وتقول مصادر أميركية وإسرائيلية إن أجهزة الاستخبارات في البلدين تراقب التحركات الإيرانية حول المنشآت النووية لرصد أي محاولة لنقل المواد أو استئناف العمليات. وأشار ديرمر إلى أن الولايات المتحدة لا تزال متمسكة بمبدأ "صفر تخصيب على الأراضي الإيرانية" كشرط في المحادثات النووية المقبلة.

نتنياهو يعلن ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام
نتنياهو يعلن ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

نتنياهو يعلن ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى البيت الأبيض، الاثنين، ترشيح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لجائزة نوبل للسلام. وخلال مأدبة عشاء في البيت الأبيض، قال نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب "جرائم حرب": "سيادة الرئيس، أود أن أقدم لك الرسالة التي بعثت بها إلى لجنة جائزة نوبل، والتي رشحتك فيها لجائزة السلام، أنت تستحقها بجدارة، ويجب أن تحصل عليها". وردّ ترمب متفاجئاً: "شكراً جزيلاً، لم أكن أعلم بذلك مسبقاً، عندما يأتي هذا منك تحديداً، فإنه يعني لي الكثير، شكراً لك". وقال نتنياهو للصحافيين في بداية العشاء: "إن (ترمب) يصنع السلام بينما نتحدث". والشهر الماضي، قالت باكستان إنها سترشح ترمب لجائزة نوبل للسلام، لدوره في وقف الحرب مع الهند. ولطالما عبّر ترمب عن انزعاجه من فوز الرئيس السابق باراك أوباما بجائزة نوبل في عام 2009، وهو قرار أثار الجدل بسبب أنه جاء قبل أن يزيد أوباما أعداد القوات الأميركية في أفغانستان، وفق "بلومبرغ". نتنياهو والمحكمة الجنائية الدولية وأثار إعلان نتنياهو ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام موجة جدل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر 2024 أوامر اعتقال بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة، بما في ذلك "التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللاإنسانية". وخلال مأدبة الغداء في البيت الأبيض، سأل أحد الصحافيين رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تهديد زهران ممداني، المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك، باعتقاله إذا زار المدينة بعد انتخابه. ورد نتنياهو قائلاً إنه "غير قلق بشأن ذلك"، واصفاً التهديد بأنه "سخيف". أما ترمب، فوصف ممداني بأنه "شيوعي وليس اشتراكياً"، وزعم أنه "قال أشياء شديدة السوء عن اليهود"، رغم أن المرشح الديمقراطي نفى هذه الاتهامات. وزيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض هي الثالثة له منذ تولي ترمب منصبه في يناير الماضي، في الوقت الذي يحتفلان فيه بما وصفاه بـ"الانتصار" في حرب الـ12 يوماً ضد إيران. وانضمت الولايات المتحدة إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، ونفذت سلسلة من الضربات على منشآت طهران النووية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store