
قراءة في الآتي
ما الذي ينتظر المنطقة في الزمن القريب الآتي؟ لم تحقق حرب الـ12 يوماً الإسرائيلية على إيران مجمل أهدافها. كانت الغاية في حدّها الأدنى القضاء على المشروع النووي والقدرات الصاروخية وسلاح المسيّرات، على رغم أن مسؤولين إسرائيليين لوحوا خلال الحرب بأهداف أكبر. على الرغم من الخسائر الهائلة التي لحقت بإيران، لم تحقق إسرائيل كل ما تريد.
لكن الحرب كشفت للطرفين عن منجم من المعطيات والمعلومات، برزت معها نقاط الضعف ونقاط القوة لديهما، ينكبّ اليوم كلٌّ منهما على تحليلها بعناية، لرسم الخطوات المقبلة.
كانت نقاط قوة إيران هي توزّع أنشطتها النووية في أمكنة عدّة محصّنة تحت الأرض بشكل بالغ، وضخامة ترسانتها من الصواريخ الاستراتيجية كمّاً ونوعاً، المدعومة من شبكة المسيَّرات، إضافة إلى مدى إيران الجغرافي الشاسع وقوتها البشرية وموقعها الحسّاس على الممرّات البحرية. ولكن في المقابل ظهرت نقاط ضعف إيرانية منها الفشل في منع نشاط شبكات من العملاء المفترضين لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، وعدم قدرة أنظمة الدفاع الجوّي على ضمان سلامة أجواء إيران بالكامل.
من جهة الدولة العبرية، تمثّلت نقاط قوّتها في التفوق التكنولوجي العسكري الكبير، وكمية المعلومات الدقيقة المتوافرة لديها عن المواقع والأشخاص مهما كانت رتبهم وأهميتهم، ومتانة تحالفها الحربي مع أميركا ومجمل الغرب، وقدرتها على المواجهة على جبهات عدة معاً، وعلى خوض حروب طويلة الأمد، وهو أمر لم يكن متوقعاً في السابق. أما ضعفها، فيتجلّى في حساسيتها الشديدة على الدمار الذي يصيب تجمعاتها السكانية، ومدييها البشري والجغرافي الضيّقين، وخطر عدم شعور شعبها بالأمان والاستقرار على مستقبلها، والطابع المصيري لتحالفها مع أميركا والغرب.
قراءة في الآتي: ستعمل إيران في المرحلة المقبلة على تضميد جراحها، وستحاول الاستفادة القصوى من كسب الوقت بشتى الوسائل لإعادة بناء قدراتها شيئاً فشيئاً.
يُتوقع أن تعمل إيران أيضاً على استثمار التناقضات الغربية، خصوصاً في السنوات الثلاث المقبلة من عهد ترمب؛ على أمل عودة تيار أوباما إلى البيت الأبيض، وعلى أمل سقوط نتنياهو في المتاهات الإسرائيلية. فالغرب، على الرغم من كونه لا يزال القوة العظمى في العالم فهو يعاني تجاذبات داخلية عميقة: بين تياراته القومية المحافظة وتياراته الليبرالية، بين نخب مدنه الكبرى ووسائل إعلامها وجامعاتها، وشعب الداخل. فثمة متشددون كثر خارج الحكم في الغرب يتمنون سرّاً انتصار إيران لإرباك خصومهم في السلطة، ويفعلون ما في وسعهم لذلك من دون تعريض أنفسهم للمحاسبة. وثمة شركات غربية كبرى عينها على العقود الإيرانية. هذه هي، في أي حال، الديمقراطيات الغربية، في حيويتها المجتمعية الهائلة التي تتيح لها تفتّح طاقاتها البشرية المتجدّدة والخلّاقة، وهو سرّ تفوقّها، من جهة، وفي تياراتها المتناقضة وتغيّراتها الانتخابية التي لا تهدأ، من جهة أخرى.
لكن من الصعب جدّاً على إيران الذهاب بعيداً في طموحاتها الداخلية والخارجية في مواجهة القوميين الأكثر تشدّداً ومكيافيلية الذين في سدّة الحكم في الولايات المتحدة والدولة العبرية. وهم وراء توزيع الأدوار، متفقون في العمق على الأساسي، خصوصاً عدم ترك إيران تستفيد من كنز الوقت الثمين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 28 دقائق
- صحيفة سبق
استشهاد 19 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
استشهد 19 فلسطينيًا وأصيب العشرات بجروح مختلفة، بينهم أطفال ونساء، في قصف الاحتلال الإسرائيلي اليوم، منازل وخيامًا وتجمعات للفلسطينيين في مناطق متفرقة من قطاع غزة. في السياق، تواصل قوات الاحتلال القصف المدفعي والجوي المكثف على مدينة خان يونس وجباليا والأحياء الشرقية من مدينة غزة، ترافق ذلك مع عمليات نسف وتدمير واسعة لمنازل وممتلكات الفلسطينيين.


الشرق السعودية
منذ 29 دقائق
- الشرق السعودية
وزير الخارجية السعودي: نثمن التوافق مع روسيا حيال القضية الفلسطينية
قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الجمعة، إن السعودية تثمن التوافق مع روسيا حيال القضية الفلسطينية ونؤكد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حل دائم وعادل يضمن تمكين الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة. وأضاف، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أنه أكد خلال مباحثاته في موسكو على أهمية تسوية الخلافات عبر الوسائل السلمية وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية بين الدول سواءً داخل منطقة الشرق الأوسط أو خارجها، انطلاقاً من حرصنا على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وأكد الوزير السعودي أن السلام هو "الخيار الاستراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الصراع العربي الإسرائيلي"، بما يسهم في تحقيق الأمن والتنمية، بحسب تعبيره. كما شدد الأمير فيصل بن فرحان على ضرورة العودة سريعاً إلى النهج التفاوضي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وأهمية التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشاد الوزير السعودي بتزايد أعداد السياح بين السعودية وروسيا، وأعرب عن أمله في إنجاز اتفاقية للإعفاء من التأشيرات قريباً، وأن يكون هذا دافعاً لمزيد من التبادل بين البلدين والتوسع في الرحلات المباشرة. وثمن وزير الخارجية السعودي "التوافق البناء القائم بين البلدين في إطار أوبك+ والذي يؤكد روح التعاون المشترك في مواجهة التحديات العالمية بقطاع الطاقة"، بحسب تعبيره. روسيا والدور السعودي من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده تتواصل مع السعودية فيما يخص جميع القضايا، بما في ذلك الملف الإيراني وأيضاً ما حدث في الحرب بين إيران وإسرائيل. وأضاف: "نأمل أن يحمل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل صفة مستدامة"، معرباً عن الترحيب بتطبيع العلاقات بين إيران ودول الخليج، خاصة السعودية. وأكد لافروف أن الأوضاع في الضفة الغربية ليست أفضل من مثيلاتها في غزة، وأشار إلى دعم روسيا إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأضاف: "لدينا مواقف متقاربة مع السعودية حول الوضع في غزة وضرورة إنهاء الحرب وإيصال المساعدات"، مشدداً على "ضرورة خفض التصعيد وتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة". وقال وزير الخارجية الروسي: "️نشجع المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين للتقدم نحو إقامة الدولة الفلسطينية". وعن الحرب في أوكرانيا، قال لافروف: "لا يمكننا أن نكون راضين عن حل لا يأخذ في الاعتبار بشكل كامل المصالح الأمنية المشروعة لروسيا، ولن يقضي ويضمن عدم تكرار أي انتهاكات لحقوق السكان الروس والناطقين بالروسية". وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار إلى أن لروسيا والسعودية استعداد مشترك للتعاون بمجال النفط في إطار أوبك بلس. ولفت لافروف إلى أن عدد السياح السعوديين إلى روسيا زاد بمقدار 6 أضعاف عما كان عليه في العام الماضي، مشيراً إلى أن 36 ألف سائح روسي زاروا السعودية العام الماضي. وأعرب عن تفاؤله باجتماع لجنة التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا والسعودية الذي يعقد في النصف الثاني من العام الجاري في المملكة.


العربية
منذ 32 دقائق
- العربية
مسؤول أميركي لـ"العربية": لم يتم تدمير المشروع النووي الإيراني بالكامل
بدأت الولايات المتحدة مواجهة الحقائق الجديدة، ونتائج العمليات العسكرية على المواقع العسكرية والنووية الإيرانية ، إذ من المنتظر أن تلقي هذه الحقائق بظلّ ثقيل على المرحلة التالية من "مسألة إيران" وكيف على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يتعاطى معها. "تمّ إضعاف إيران" فبعد قصف طائرات بي 2 للمنشآت النووية، قال ترامب إن هذه المنشآت قد تمّ تدميرها بشكل كامل، لكن أجهزة الاستخبارات الأميركية، وفي مقدمها السي آي أيه، تحدثت عن "ضرر كبير"، ثم جاء المتحدث باسم البنتاغون يوم الأربعاء ليقول إن البرنامج النووي الإيراني قد تمّت إعاقته لسنتين. إلا أن مسؤولاً في الإدارة الأميركية تحدث لـ"العربية/الحدث"، وقال إنه تمّ إضعاف إيران مقارنة لما كانت عليه وما تملكه من قوّة منذ أشهر. كما كغيره من المسؤولين الأميركيين ممن يعددون لائحة الدمار الذي لحق بالإيرانيين خلال الأشهر والأسابيع الماضية، ويلفتون مع بداية كلامهم إلى أن إيران خسرت سواعدها"، في إشارة إلى حزب الله وخسائره في لبنان، وسقوط نظام الأسد في سوريا، وضربات كثيرة وجهها الأميركيون إلى الحوثيين. كما خسر الإيرانيون الكثير من قدرتهم العسكرية على الدفاع عن منشآتهم بعدما ضرب الطيران الإسرائيلي الدفاعات الجوية الإيرانية، خصوصاً الرادارات، وخسرت إيران أيضاً عدداً كبيراً من الضباط الكبار في القوات المسلحة والحرس الثوري والأمن. سقوط الهالة رأى أحد المسؤولين الأميركيين لـ"العربية/الحدث"، أن ما حدث من قصف أميركي وإسرائيلي أسقط شيئاً مهماً، لافتا إلى أنه أسقط مقولة أن الإيرانيين محصّنون. وقال: "سقطت الهالة، وسقط القول إنهم أبعد من أن نطالهم، وإنهم أقوياء ولا يمكن ضربهم". وأضاف "الحقيقة هي أنهم ليسوا كذلك". كذلك يأخذ الأميركيون في الاعتبار هذه الضربات الموجعة لإيران، لكن موضوع المنشآت والمواد النووية الإيرانية يبقى أمراً عسيراً. الدمار المستحيل أكد مسؤول أميركي لـ"العربية /الحدث"، أن المشروع النووي لم يتمّ تدميره بالكامل، وهذا هدف مستحيل تحقيقه بالقصف الجوي، بل يجب القول إنه تمّ إضعاف المشروع النووي الإيراني". وأضاف أن الولايات المتحدة تمكنت من منع وصول إيران إلى هدفها المباشر، وهو الوصول أو إمكانية الوصول إلى السلاح النووي خلال أسابيع، فالكثير من البنى التحتية تمّ تدميره". ويعود الأميركيون للتأكيد على أن إيران أصبحت أضعف بكثير، وأن هناك واقعا جديدا. المسألة الإيرانية يبدو أن هذا الواقع الجديد متعدّد الأوجه، فإضافة إلى الضرر العسكري وإضعاف البرنامج النووي الإيراني، تبقى لدى إيران كميات ضخمة من الصواريخ الباليستية، لا يقلّ عددها عن 1500 صاروخ، وتستطيع استعمالها وتهديد إسرائيل والمصالح الأميركية والدول الجارة. كما أن إيران تسيطر بقوة على الداخل الإيراني. وتشير تقديرات الأميركيين إلى أن النظام الإيراني لجأ إلى القمع خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، "وهذا ما يلجأ إليه أي نظام عندما يكون في أزمة" بحسب أحد المسؤولين الأميركيين. أيضا تلفت تقديرات الحكومة الأميركية، بحسب مصادر "العربية/الحدث"، إلى أن المخاطر التي تتسبب بها إيران للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ما زالت كثيرة ومتعددة الأوجه، وهذا يدفع الإدارة الأميركية إلى اتخاذ خطوتين في وقت واحد، الأولى، هي الحفاظ على قدرات عسكرية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة التهديدات الإيرانية المحتملة، خصوصاً الصاروخية منها، والثانية هي الإسراع في العمل الدبلوماسي. لا جدوى من المواجهة الطويلة إلى ذلك، شدّد مسؤول أميركي إلى "العربية/الحدث"، على أن الغارات الأميركية والإسرائيلية توصل إلى نتيجة جديدة، وهي ضرورة الوصول إلى حلّ بالدبلوماسية. وأضاف أن فترة الاثني عشر يوماً أثبتت أنه من المستحيل متابعة المواجهة العسكرية، "حيث نقصف وتردّ إيران بالقصف". كذلك لفت إلى أن الضرر لإيران واضح، لكن إيران أيضاً تعلّمت من القصف، مشددا على أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية والإسرائيلية فعّالة جداً لكنها لا تقدّم حماية مئة في المئة، والإيرانيون تمكنوا من إصابة أهداف. تهديد بعقوبات أكثر قسوة يذكر أن الموفد الخاص ستيف ويتكوف يعمل الآن بطرق عديدة، خصوصاً من خلال الوسطاء لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات. كما لم يعلن مكتب ويتكوف عن أي اجتماع على جدوله، لكن غالبية التقديرات تشير الآن إلى أن واشنطن تريد الاستفادة من نتائج قصف طائرات بي 2 للمنشآت النووية الإيرانية للقول لطهران إن أميركا هي القوة الحقيقية في المنطقة، ومن الأفضل التفاوض على حلّ دبلوماسي، وإلا عمدت واشنطن إلى فرضت عقوبات أكثر قسوة عليها ما سيترك أضراراً كبيرة على الاقتصاد الإيراني، وتكون موجعة، وتتسبب بالكثير من المشاكل لطهران قبل أن تتمكن الحكومة الإيرانية من العودة إلى تخصيب اليورانيوم مرة أخرى.