logo
ترامب يترقب رد حماس حول مقترح الاتفاق والحركة تجري مشاورات مع الفصائل

ترامب يترقب رد حماس حول مقترح الاتفاق والحركة تجري مشاورات مع الفصائل

الجزيرةمنذ 6 ساعات
أجاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سؤال حول موقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أن الإجابة ستتضح خلال الـ24 ساعة القادمة.
وأكد ترامب رغبته في ضمان أمان سكان غزة وسعيه لإطلاق سراح جميع الأسرى، على حد قوله.
وأعلنت حركة حماس مساء الخميس، أنها تجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية بشأن عرض قدمه الوسطاء، وأنها ستعلن قرارها النهائي بعد انتهائها من ذلك.
قالت الحركة في بيان إنه في إطار حرصها على إنهاء العدوان على شعبنا وضمان وصول المساعدات بحرية، فإنها تُجري مشاورات مع قادة القوى والفصائل الفلسطينية بشأن العرض الذي تلقته من الوسطاء.
وأكدت حماس أنها ستسلم القرار النهائي للوسطاء بعد الانتهاء من المشاورات، وستعلن ذلك رسميا.
في غضون ذلك، قال مسؤولون في المجلس الوزاري المصغر بإسرائيل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – يرغب "في التوصل إلى اتفاق بأي ثمن"، معتبرا أن النافذة المتاحة نادرة.
من جهته، صرّح السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي لوسائل الإعلام الإسرائيلية بأن ترامب "أوضح أن لا مستقبل لحماس" على حد قوله.
وأكد هاكابي أن هذا هو "النهج الصحيح"، وأن إطلاق سراح جميع الأسرى أولوية قصوى بالنسبة للرئيس الأميركي، معربا عن أمله "أن نكون قريبين جدا من التوصل إلى اتفاق".
والأربعاء، قالت حماس إنها تجري مشاورات مكثفة بشأن مقترحات تلقتها من الوسطاء، موضحة في بيان أنها تتعامل مع هذه الجهود بمسؤولية عالية، وتجري مشاورات مع قادة الفصائل والقوى الفلسطينية من أجل الوصول لاتفاق يضمن إنهاء العدوان وتحقيق الانسحاب وإغاثة الشعب الفلسطيني بشكل عاجل في قطاع غزة.
وأضافت الحركة الفلسطينية أن الوسطاء "يبذلون جهودا مكثفة من أجل جسر الهوة بين الأطراف".
يأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات لمسؤولين إسرائيليين نقلتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية الخميس، أن الرئيس الأميركي قد يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، خلال اجتماعه في واشنطن مع نتنياهو، الاثنين المقبل.
كما قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن نتنياهو أبلغ عائلات أسرى بقطاع غزة بـ"الموافقة" على إبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية.
وادعى نتنياهو أن تل أبيب"وافقت" على مقترح الوسطاء الأخير، و"تنتظر رد حركة حماس".
كما قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن هناك "مؤشرات إيجابية" على إمكانية التوصل إلى صفقة لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
ومرارا أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
لكن نتنياهو، الذي يُحاكم بتهم فساد في إسرائيل، يتهرب بطرح شروط جديدة تعجيزية، ويرغب فقط في صفقات جزئية تضمن له استئناف حرب الإبادة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هآرتس تصف الحرب على غزة بالوحشية وتدعو لوقفها
هآرتس تصف الحرب على غزة بالوحشية وتدعو لوقفها

الجزيرة

timeمنذ 39 دقائق

  • الجزيرة

هآرتس تصف الحرب على غزة بالوحشية وتدعو لوقفها

وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها "عبثية وبلا أهداف ووحشية للغاية"، ودعت إلى إنهائها فورا "مهما كان الثمن"، مؤكدة أن ما يسمى مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة إسرائيليا وأميركيا "فشلت تماما". وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "الدماء تسفك من الجانبين هباء، ولن يجني منها أحد شيئا بعد الآن"، ورأت أنه لم يعد ممكنا إنكار أن الغالبية العظمى من ضحايا الحرب بغزة هم مدنيون أبرياء، مشددة على أن استمرار هذا القتل الجماعي لا يمكن تبريره بالوضع الراهن. يذكر أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين انتقدوا صحيفة هآرتس ودعوا لفرض عقوبات عليها بسبب "نشر الدعاية الانهزامية والكاذبة والتحريض ضد الدولة أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة". كما انتقدت هآرتس بشدة "مؤسسة غزة الإنسانية"، مشيرة إلى تحقيق أجرته جمعت فيه شهادات عسكريين إسرائيليين أكدوا أن الجيش أطلق النار عمدا على مدنيين احتشدوا قرب مراكز توزيع المساعدات. وأضافت أن "الوضع في غزة بات بائسا للغاية"، مشيرة إلى ضرورة "أن يتوقف هذا الوضع فورا". وبخلاف الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية الأخرى، عادة ما تنتقد هآرتس اليسارية التوجه ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما تتخذ بشكل عام موقفا معارضا للاحتلال ومؤيدا للسلام مع الفلسطينيين.

سيناريو الحرب الثانية على إيران
سيناريو الحرب الثانية على إيران

الجزيرة

timeمنذ 41 دقائق

  • الجزيرة

سيناريو الحرب الثانية على إيران

توقّفت الحرب على إيران في 24 يونيو/ حزيران الماضي، بعد أن قامت واشنطن بقصف أهم منشآت المشروع النووي الإيراني: نطنز، وأصفهان، وفوردو. وعقب تلك الخاتمة للمعركة التي استمرّت 12 يومًا، وقَعَ جدل واسع في الولايات المتحدة وإسرائيل على حد سواء، بشأن مدى تحقيق المعركة أهدافها؛ فالرئيس ترامب، وبشكل لافت، أكّد في أكثر من مناسبة تدمير المشروع النووي الإيراني، ردًا على تقارير أمنية وإعلامية شكّكت في جدوى الضربة الأميركية. إذا كانت الحرب تُقاس بأهدافها، فبنيامين نتنياهو حدّدها بالقضاء على المشروع النووي، وبتقويض القدرات الصاروخية لإيران، وبتغيير النظام كنتيجة للحرب، وإعادة رسم الشرق الأوسط. هذه الأهداف بكلّيّتها لم تتحقّق بعد، حتى المشروع النووي الإيراني من الصعوبة بمكان الحسم بأنه تم تدميره، وإخراجه عن الخدمة نهائيًا، ناهيك عن مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب. في هذا السياق، أشار رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى صعوبة تحديد حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية إلا بعد زيارتها. إيران بدورها قطعت الطريق على الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتعليق التعاون معها، بعد اتهامها الوكالة ومديرها رافائيل غروسي بالتواطؤ مع إسرائيل، وتمهيد العدوان على إيران. هذا الواقع عقّد القدرة على التقدير الحقيقي لمستوى الأضرار التي أصابت المشروع النووي، في وقت تؤكّد فيه طهران أنها أمّنت مخزونها من اليورانيوم المخصّب، وبأنها "لن تتخلى عن التكنولوجيا النووية"، وأن بإمكانها استئناف تخصيب اليورانيوم خلال وقت قصير إذا رغبت، كما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. الدعاية لا تُلغي واقعًا يمكن لإسرائيل إعلان النصر والتباهي به، ولكن ذلك أمر يمحوه الواقع إذا كان مخالفًا لادعائهم وزعمهم. بنيامين نتنياهو، وفي كلمة له أمام أعضاء حكومته، في 1 يوليو/ تموز، أشار إلى أن إيران سعت لبناء ثلاث إستراتيجيات في مواجهة إسرائيل حسب قوله، وهي: بناء مشروع نووي إيراني، ومنظومة صاروخية، ومحور من الحلفاء المناهضين لإسرائيل. إعلان هذا يشير إلى أن إسرائيل، وفقًا لهذا المنظور، ما زالت تعيش في قلب المعركة وليس نهايتها، فهي لم تستطع القضاء على المشروع النووي، ولا هي قوّضت المنظومة الصاروخية لإيران، ولا هي قضت على حلفاء إيران أو أصدقائها في المنطقة. صحيح أن إسرائيل أضعفت حزب الله اللبناني، لكنه ما زال قائمًا ويمكن له أن يرمّم ذاته بنيويًا وعسكريًا، كما أن حماس ما زالت تقاتل قتالًا استثنائيًا رغم الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في غزة على مدار 21 شهرًا. كما أن الحشد الشعبي في العراق لم يصب بأذى، واليمن وأنصار الله، رغم الضربات الأميركية والإسرائيلية، يظهرون قدرة على التحكم والتأثير في مسارات التجارة الدولية عبر باب المندب، وإيذاء إسرائيل والضغط عليها دعمًا لغزة. واقع الحال يقول إن إسرائيل حققت إنجازات مهمّة في مواجهة إيران، لكن الأخيرة لم ترفع الراية البيضاء ولم تستسلم، ومن المتوقّع أنها ستحاول النهوض بقوّة بعد العدوان الإسرائيلي عليها، وبروز حجم المخاطر المهدّدة لها ولمصالحها القومية. مسيرة التعافي الضربة الإسرائيلية التي لم تنجح في هزيمة إيران، ستدفعها لإعادة حساباتها على قاعدة الحصانة الداخلية، وامتلاك معالم القوّة الإستراتيجية الرادعة لإسرائيل، على عدّة مسارات متوقّعة، ومنها: أولًا: تحصين الجبهة الداخلية في مواجهة التهديدات الخارجية، استنادًا لتضامن الشعب الإيراني ووحدته (معارضة وموالاة)، أثناء المعركة الأخيرة، ناهيك عن تنظيف بيتها من شبكة العملاء، وآليات الاختراق الإلكتروني لجسدها السياسي والمؤسسي. ثانيًا: التشبّث بمشروعها النووي، وتطوير منظومتها الصاروخية التي أثبتت قدرتها وجدواها في المواجهة الأخيرة، علاوة على ترميم أنظمة دفاعها الجوي أمام الطيران الإسرائيلي، وهو هدف يمثل تحديًا حقيقيًا لطهران في ظل الحسابات المركّبة لحليفتها روسيا، غير الراغبة في إغضاب الرئيس ترامب، وإسرائيل التي تربطها بها علاقات جيدة، ما يدفع إيران للبحث عن مصادر أخرى. ثالثًا: النهوض بشبكة علاقاتها المناهضة لإسرائيل، كحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وأنصار الله في اليمن. فالمعركة الأخيرة أثبتت أهمية قوّة حزب الله اللبناني؛ فإسرائيل لم تكن لتتجرّأ على ضرب طهران لو كان حزب الله بعافيته كما كان سابقًا. يعزّز هذا التوجّه لدى إيران، اقتراب إسرائيل من شواطئها عبر سياسة التطبيع، ومساعي واشنطن لإعادة تموضع إسرائيل في المنطقة العربية، عبر توسيع دائرة التطبيع بينها وبين دول عربية إضافية. رابعًا: توطيد علاقاتها مع دول الجوار، ولا سيّما باكستان وتركيا، اللتان دعمتا موقف إيران وحقها في الدفاع عن نفسها، في استشعار منهما لخطورة ما تقوم به إسرائيل من مسعى لتغيير خارطة القوى والجغرافيا السياسية في المنطقة. حديث الرئيس رجب طيب أردوغان عن سعي أنقرة لامتلاك قدرات دفاعية رادعة لأي طرف يمكن أن يفكّر في استفزاز تركيا، مؤشّر على قلق تركيا من تداعيات الحرب على إيران، ومن فرضية استهداف مصالحها لاحقًا في ظل تراجع الثقة بينها وبين إسرائيل، واضطراب العلاقة السياسية بينهما بسبب دعم تركيا للموقف الفلسطيني، ونفوذها المتعاظم في سوريا. التحضير للمعركة ضد إيران إذا كانت إسرائيل شنّت عدوانها على إيران لأسباب ما زالت قائمة، ولتحقيق أهداف سياسية وعسكرية لم تتحقّق بعد، وإذا كان الهجوم أتى بمفاعيل عكسية في السلوك الإيراني، فهذا يعني أن فرضية شن إسرائيل هجومًا ثانيًا على إيران أمر وارد ومتوقّع. ادعاء نتنياهو تحقيق النصر على إيران، لا يعكس بالضرورة حقيقة الموقف الإسرائيلي وتقديراته الأمنية بشأن تحقيق الأهداف. إسرائيل، في عقيدتها السياسية، لا تقبل امتلاك إيران أو أي دولة عربية أو إسلامية مشروعًا نوويًا، أو امتلاك قوّة عسكرية منافسة لها في عموم المنطقة والشرق الأوسط. وهذا يذكّرنا بما حدث مع العراق، الذي تعرّض لغزو وتدمير بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، وكان الهدف هو التخلّص من قوّة العراق كدولة عربية مناهضة لإسرائيل. إسرائيل ربما تجد في الظرف الحالي فرصة مواتية لتوجيه ضربة أخرى لإيران، قبل أن تتمكّن الأخيرة من ترميم نفسها واستعادة إمكاناتها وجهوزيتها لأي معركة قادمة، وهذا مشروط بأمرين: الأول: جهوزية إسرائيل داخليًا وعسكريًا وقف الحرب على إيران يشكّل فرصة لإسرائيل لسد الثغرات التي ظهرت أثناء المعركة السابقة، وللتزوّد بالأسلحة المناسبة وملء مستودعاتها من الذخيرة. وفي هذا الصدد كان لافتًا موافقة واشنطن، قبل أيام، على تزويد إسرائيل بذخائر بقيمة 510 ملايين دولار. ناهيك عن أن نتنياهو قد يستغل مستوى التأييد الشعبي له في إسرائيل، بسبب هجومه الأخير على إيران، كي يقوم بهجوم آخر. ثانيًا: موافقة الرئيس ترامب حسب استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك، بعد الحرب على إيران، فإن أغلبية ساحقة من الجمهوريين أيّدوا انضمام الولايات المتحدة لإسرائيل في ضربات عسكرية على المواقع النووية لإيران، حيث أيّد ذلك 68% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا، في حين أيده 87% ممن تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر. هذا التوجّه للأغلبية يريح الرئيس ترامب، الذي كان يخشى من ردة فعل جمهوره، الذي أوصله للبيت الأبيض تحت عنوان: "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا"، عبر الاهتمام بالاقتصاد والبعد عن الحروب المستنزفة. يبقى هنا قدرة نتنياهو وفريقه على إقناع الرئيس ترامب بأن أي عملية أخرى ضد إيران لن تهدّد مصادر الطاقة في الخليج العربي، والتي تُقدّر بـ20% عالميًا، وبأن العملية ستكون خاطفة وحاسمة، ما سيأتي بإيران مستسلمة إلى طاولة المفاوضات، دون أن يكون لهذه العملية الجراحية تداعيات كبيرة على المنطقة أو على الاقتصاد الأميركي والدولي. ليس مستبعدًا أن إحياء مسار المفاوضات مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة، والسعي للوصول لهدنة لمدة 60 يومًا على أمل التوصّل لوقف دائم لإطلاق النار، أن يكون المقصود منه تخفيف الضغوط على إسرائيل دوليًا بسبب جرائمها في غزة، ولمنحها الفرصة لتركيز عملياتها العسكرية ضد إيران. تقديم نتنياهو لزيارته إلى واشنطن، من نهاية يوليو/ تموز الجاري إلى بداية الأسبوع الثاني منه، يدل على أن هناك ما يستدعي اللقاء العاجل وعلى مستوى رفيع. هذه الزيارة المستعجلة لواشنطن، ليست بالضرورة للتباحث بشأن غزة، بقدر ما هي مرتبطة بالنقاش حول إيران ومشروعها النووي والصاروخي، وماهية الخيارات للتعامل معها، إضافة إلى علاقات إسرائيل السياسية في الإقليم، وإمكانية توسيع دائرة التطبيع بينها وبين دول عربية أخرى. زيارة نتنياهو ستأخذ أبعادًا إقليمية تتعلّق باستكمال المهام لإعادة رسم الشرق الأوسط، وذلك في سياق تبادل الأدوار بين واشنطن الداعية للسلام، وبين إسرائيل صاحبة اليد الغليظة، المدعومة من أميركا العظمى، ورئيسها الذي يرى أنه معنيّ بتحقيق إرادة الرب ونبوءة السماء بدعم "إسرائيل الكبرى".

ماذا يحمل بزشكيان في جعبته إلى قمة إيكو بأذربيجان؟
ماذا يحمل بزشكيان في جعبته إلى قمة إيكو بأذربيجان؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ماذا يحمل بزشكيان في جعبته إلى قمة إيكو بأذربيجان؟

طهران- في أول زيارة خارجية له منذ الحرب الإسرائيلية، التي استمرت 12 يوما على بلاده، قام الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ، اليوم الجمعة، بزيارة رسمية إلى مدينة خانكندي الأذربيجانية للمشاركة في القمة الـ17 لمنظمة التعاون الاقتصادي (إيكو). وتأتي زيارة بزشكيان بعد مرور أسبوع على محادثته الهاتفية مع نظيره إلهام علييف ، ومطالبته بالتحقيق في ما قال إنها هجمات من مسيّرات إسرائيلية على إيران عبر أجواء أذربيجان، مؤكدا ضرورة إجراء تحقيق دقيق وموثوق في هذه المزاعم، التي إن صحت، فإنها "تمثل انتهاكا خطيرا للسيادة الإيرانية من خلال استغلال المجال الجوي لدولة مجاورة". ورغم أن وكالة "ترند" الأذربيجانية قد نشرت خبرا عن عزم بزشكيان المشاركة في هذه القمة قبل أيام، فإن السلطات الإيرانية لم تؤيد الخبر حينها، كما أن الصحافة الفارسية -بما فيها وكالة إرنا الرسمية- نشرته نقلا عن الصحافة الأذربيجانية، قبل أن تنشر خبرا بحلول ظهر اليوم عن "وصول بزشكيان إلى خانكندي". فرصة ونقلت "إرنا" عن بزشكيان قوله إن القمة تمثل "فرصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فضلا عن خلق مجالات للتعاون المشترك في إطار المصالح الإقليمية"، مضيفا -في تصريحات قبيل مغادرته طهران- أن "جشع الأعداء في خلق حالة من انعدام الأمن سيتضاءل مع تزايد التنسيق والتعاون بين دول المنطقة". وبعد لقاءات سريعة عقدها مع عدد من نظرائه على هامش القمة، ركز خطاب بزشكيان في قمة "إيكو" على إدانة العدوان الإسرائيلي، ورؤية طهران الاقتصادية لهذا التكتل الاقتصادي، موضحا أن العدوان بدأ "بمخالفة صريحة للمادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة وتم بتنفيذ مشترك مع القوات الأميركية". وفي حين أشار إلى أن القوات المسلحة الإيرانية التزمت بالدفاع المشروع وفق المادة 51 من الميثاق الأممي، أكد أن دفاع بلاده المشروع "قدّم درسا للمعتدين وحمى المنطقة من توسع النزاع"، في حين تجنب التصريح المباشر بشأن المزاعم بفتح الأجواء الأذربيجانية للطائرات الإسرائيلية، لكنه أكد أن "زيادة التنسيق الإقليمي تقلل طمع الأعداء في زرع الفوضى"، ساعيا لتحويل الأزمة إلى فرصة من خلال دعوته دول "إيكو" لتعزيز "المناعة الجماعية" ضد الصدمات المستقبلية. من ناحيته، قرأ عطا تقوي أصل -أستاذ الجغرافيا السياسية- عدم الإعلان المسبق عن مشاركة بزشكيان في سياق عدم اتخاذ القرار النهائي حتى قبيل الزيارة بسبب أولويات البلاد، وذلك رغم حرص طهران على المشاركة بمستويات رفيعة في قمم هذا التكتل كونها من الأعضاء الأساسيين فيه. وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح تقوي أصل أن طهران سجلت اعتراضا دبلوماسيا حيال سلوك باكو من خلال عدم المناورة الإعلامية على زيارة بزشكيان إلى أذربيجان ، مشيرا إلى أن نبرة خطاب الرئيس الإيراني تحمل عتبا حول تعاون باكو مع تل أبيب خلال السنوات الماضية إلى جانب الغموض الذي لايزال يلف المزاعم بشأن التعاون بينهما إبان العدوان الأخير. وبرأي تقوي أصل، فإن الزيارة تحمل دلالات مهمة جدا، موضحا أنه رغم استمرار التحقيقات الإيرانية بشأن ضلوع بعض الدول الجارة في العدوان الإسرائيلي، فإن قرار طهران إجراء هذه الزيارة المخطط لها مسبقا يدل على انتهاجها الدبلوماسية لحلحلة الخلافات وتحييد مخاطرها في سياق المصالح الوطنية، بدلا من تبني طرق أخرى قد تزيد الطين بلة في علاقات الدول، وهذا ما نلمسه في ملف المفاوضات مع واشنطن. ووفق المتحدث نفسه، فإن بزشكيان حرص على تحويل حديثه -الذي بدأه بلفت الانتباه إلى خطر العدوان الأجنبي- إلى الآليات الإقليمية لمواجهة التحديات بما فيها الأمنية والاقتصادية، حيث قدّم مشاريع ملموسة تعكس رؤية إيران لمنظمة إيكو، وذلك من خلال الاعتراف بعدم تحقيقها أهدافها في العام الأخير من رؤيتها لعام 2025، ومطالبته بضرورة مراعاة بعض الجوانب في صياغة رؤية 2035. وتابع الأكاديمي تقوي أصل أن الرئيس الإيراني يحمل في جعبته أجندة واضحة لتحويل منظمة "إيكو" إلى كتلة اقتصادية رقمية منافسة، باستغلال الفراغ الجيوسياسي في آسيا الوسطى بعد التطورات التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة، وأنه قد يناقش مع نظرائه أسباب إخفاقات المنظمة وتبني إستراتيجيات النهوض. ومن خلال دعوة طهران أعضاء "إيكو" لتسهيل التأشيرات السياحية انطلاقا من تنوع المقاصد في الدول الأعضاء، يعتقد تقوي أصل أن بزشكيان والوفد المرافق له سيعملون على تفعيل دور هذا التكتل كمنظومة مضادة للغرب من جهة، وربط الازدهار الإقليمي بإحباط مخططات التفتيت الخارجي، من جهة أخرى. ملفات مشتركة من ناحيته، يعتقد محسن باك آئين السفير الإيراني الأسبق في باكو أن بزشكيان يحمل في جعبته 3 أجندات واضحة بشأن التجارة والنقل والطاقة إلى القمة، فضلا عن ملفات ذات اهتمام مشترك، منها التعاون الثنائي مع كل من باكو وسائر الدول الأعضاء المشاركة، بما فيها الأمن والسياحة والزراعة ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات. وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح باك آئين أن تطورات الحرب الإسرائيلية الأميركية على إيران تحل في صلب مباحثات بزشكيان ووزير خارجيته عباس عراقجي مع نظرائهما في مدينة خانكندي الأذربيجانية، رغم الطابع الاقتصادي الذي يفترض أن يطغى على جدول أعمال القمة الاقتصادية. وختم أن الرئيس الإيراني سيناقش مع نظرائه على هامش القمة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ومخاطر السياسات الرامية إلى إعادة ترسيم المشهد السياسي في الشرق الأوسط، إلى جانب متابعته مع سلطات باكو الاتفاقات الموقعة خلال زيارته السابقة إلى أذربيجان قبل أشهر. وفي حين أن الزيارة إلى خانكندي تأتي كمحاولة إستراتيجية لاستعادة طهران المبادرات الإقليمية بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، يرى مراقبون إيرانيون أن خطاب بزشكيان في قمة "إيكو" استخدم فشل المنظمة ذريعة لتسويق رؤية بلاده القائمة على "الممانعة الاقتصادية" في وجه الضغوط الغربية التي قد تتخذ منحى تصاعديا ضد طهران عقب حرب الـ12 يوما. بينما تعتقد شريحة من الأوساط السياسية في إيران أنه في ضوء التوترات المتواصلة بين طهران والعواصم الغربية بشأن الملف النووي، يبقى نجاح الرهان على الممانعة الاقتصادية مرهونا بقدرة طهران على تجاوز عقبة التعاون مع أنظمة تعتبرها تابعة للغرب وأخرى تتهمها بالتعاون مع أطراف معادية لها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store