logo
إسرائيل على مفترق طرق: احتلال، إبادة جماعية وموت رؤية

إسرائيل على مفترق طرق: احتلال، إبادة جماعية وموت رؤية

الغدمنذ 15 ساعات

ألون بن مئير* - (مدونة بن مئير) 2025/5/8
لن تستمر الدولة -التي نهضت من رماد ملايين اليهود الذين قضوا في المحرقة- في البقاء على رماد الفلسطينيين.
* * *
إسرائيل هي تحقيق حلمٍ دام ألف عام: أن تكون حراً، تعيش
اضافة اعلان
بسلام، تزدهر، وتنمو في وطن ذي سيادة. وقد أصبحت معجزة إنشائها وإنجازاتها وإمكانياتها اللامحدودة المسترشدة بالقيم الأخلاقية السامية التي تركت وراءها الخوف والرعب من الغد، تُسحق الآن أمام أعيننا.
بأي مقياس تستطيع إسرائيل مواجهة الموت والدمار والقسوة وسفك الدماء والوحشية والقسوة التي ما تزال تمطر غزة والضفة الغربية؟ إن نزع الصفة الإنسانية وتجاهل الأرواح البشرية والانتقام والقصاص بدم بارد قد خانت مجتمعة رؤية مؤسسي إسرائيل وسلبتها أساسها الأخلاقي، وهو أمر سيظل يطارد إسرائيل لأجيال مقبلة. وتتحمل جميع المؤسسات السياسية الإسرائيلية والجمهور مسؤولية إطالة أمد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعواقبه الوخيمة.
نتنياهو: العدو من الداخل
لم يؤثر أي رئيس وزراء إسرائيلي سلبًا على حياة ومصير الإسرائيليين أكثر من نتنياهو. وهو بارع في الكذب والتلاعب وخبير في فن الخداع، ونرجسي أناني وفاسد حتى النخاع، يضع مصلحته الذاتية فوق مصلحة الأمة لأكثر من ثلاثة عقود، وهو ما برهن عليه بلا خجل بإطالة أمد الحرب في غزة، فقط لإنقاذ جلده السياسي القبيح.
نتنياهو، وليس غيره، هو من أوصل إسرائيل إلى حافة كارثة غير مسبوقة. بالنسبة له، فإن موت الجنود الإسرائيليين وعشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء عبثًا وترك الرهائن لمصيرهم الجهنمي، يستحقان الثمن، ولو كان مجرد الحفاظ على قبضته على السلطة.
بدلا من البحث عن سبل جديدة لإيجاد حل للصراع، كثف نتنياهو جهوده لخدمة مشروعه الضخم للاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، وهو ما لا يمكن تحقيقه من خلال المفاوضات السلمية، وطرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. وهو الآن يستخدم الحرب في غزة كمحفز لتحقيق هدفه المشؤوم، غافلًا عن حقيقة أنه بذلك يدمر إسرائيل كما نعرفها.
حكومة فاشية
ولتحقيق هدفه البغيض، شكل نتنياهو أكثر الحكومات اليمينية المسيانية تطرفًا التي دعا العديد من وزرائها إلى التطهير العرقي للفلسطينيين، بمن فيهم وزير المالية سموتريتش، الذي أكد نوايا الحكومة بتصريحه في 6 أيار (مايو) أن "غزة ستُدمر بالكامل" وأن الفلسطينيين سيبدأون "بالرحيل بأعداد كبيرة".طالب هؤلاء الوزراء المجرمون باستمرار الحرب، وكان نتنياهو، المحارب السعيد، الذي ما يزال يتلذذ بوهم إمكانية القضاء على "حماس" وإطلاق سراح الرهائن، في غاية السعادة لتلبية هذا الطلب.
قبل أيام، وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بالإجماع على غزو جزء كبير من غزة. وكان الهدف هو إقامة حكم عسكري دائم ومستوطنات يهودية وحشر ما يقرب من 2.2 مليون فلسطيني في الجزء الجنوبي من غزة الذي يمثل أقل من 25 في المائة من إجمالي مساحة القطاع.
حقيقة أن مثل هذه العملية ستتسبب في خسائر في أرواح الجنود الإسرائيليين، وربما الرهائن، وستتسبب في أزمة إنسانية كارثية بين الفلسطينيين، علاوة على الظروف المروعة التي يعيشون فيها حاليًا، لا تشغل بال نتنياهو وحكومته الفاشية.
إن الفكرة التي أوضحها وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بأن العملية الجديدة ستحقق هزيمة "حماس" في النهاية وتشكل ضغطًا لا يُقاوم عليها لإطلاق سراح جميع الرهائن، ليست سوى وهم كارثي آخر ستدفع إسرائيل ثمنه غاليًا. يبدو أن نتنياهو وحكومته لم يتعلموا شيئًا من الاحتلال المروع للضفة الغربية الذي دام 57 عامًا، والذي اتسم بالعنف المستمر وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وآلاف الجنود والمدنيين الإسرائيليين.
التقوى الزائفة للأحزاب الدينية
بينما تستمر الحرب الكارثية في التكشف، فإن من يسمون قادة الأحزاب الدينية المتدينين الذين يستحضرون اسم الله في كل جملة، ويتلبسون بثياب التقوى، ويبشرون بإنجيل الرعاية والرحمة، لم يرفعوا أصواتهم أبدًا للاحتجاج على القتل العشوائي للفلسطينيين. وقد أيدت أحزاب شاس ويهودية التوراة المتحدة بقيادة المنافقين العملية الجديدة بلا خجل، بغض النظر عن الدمار الهائل والموت الذي سيلحق بالفلسطينيين.
إنهم يُحاكون إلى حد كبير بتسلئيل سموتريتش المتعطش للدماء الذي صرح، في خطاب له في باريس في العام 2023: "لا وجود لأمة فلسطينية. ولا تاريخ فلسطيني. ولا لغة فلسطينية"، وهو ما يبرر في رأيه تدمير الفلسطينيين كشعب. إنهم يبررون ذبح الفلسطينيين كما لو كان ذلك مباركًا من ربهم. ليس من المستغرب أن يسمح هؤلاء المحتالون -الذين يتظاهرون بالإيمان المتحمس- بمثل هذه المجازر بحق رجال ونساء وأطفال فلسطينيين أبرياء. إنهم يرتدون زيهم الديني بفخر بينما يرتكبون جرائم ضد الإنسانية.
لقد ضحوا بالقيم والأخلاق اليهودية مقابل الحصول على الأموال التي يريدونها من الحكومة لإدارة مؤسساتهم الدينية، بينما يرفضون إرسال أبنائهم وبناتهم للخدمة في الجيش. لا يهم كم من الجنود الإسرائيليين يُقتلون، بما أنهم لا يضطرون إلى الحداد على موت أبنائهم.
عجز أحزاب المعارضة
تواصل أحزاب المعارضة السياسية خلافاتها متفقةً أحيانًا على قضايا خارجية وداخلية، لكنها لم تتوصل ولو لمرة واحدة إلى توافق في الآراء حول كيفية إنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وقد خدمت نتنياهو بفشلها الذريع في تحدي استراتيجية نتنياهو لسحق الفلسطينيين. بدلًا من حشد الرأي العام وراء اتفاق سلام قائم على حل الدولتين الذي من شأنه أن يوفر الأمن القومي النهائي، اكتفت بالنقد الفارغ لسياسة نتنياهو وشخصيته، بينما تستمر الحرب في الاشتعال وتتبدد فرص الحل، مما يضر بإسرائيل.
اللامبالاة الكارثية للشعب الإسرائيلي
لا أحد يتحمل مسؤولية الوضع المأساوي الذي يجتاح البلاد أكثر من الإسرائيليين أنفسهم، الذين، وللمفارقة، هم الجناة الذين سمحوا باستمرار الصراع وهم أيضًا الضحايا الذين يعيشون تحت تهديد الحرب الدائم. لقد تم الكذب عليهم وتضليلهم ليصدقوا أنه لا يمكن إصلاح الفلسطينيين ولا يمكن احتواؤهم إلا بالقوة الغاشمة. لقد ابتلعوا بتهور حجة نتنياهو الزائفة بأن الدولة الفلسطينية تشكل خطرًا وجوديًا نهائيًا عليهم وأنه يجب منعها بأي ثمن.
للأسف، أصبح الاحتلال بالنسبة للغالبية العظمى من الإسرائيليين أسلوب حياة. ففي نهاية المطاف، ولد 80 في المائة من الإسرائيليين بعد العام 1967. وبالنسبة لهم، لم يكن للعبودية والمعاناة والحرمان والإذلال الفلسطيني في ظل الاحتلال أي تأثير يذكر على حياتهم اليومية.
وقد تظاهروا جماعيًا لمدة ستة أشهر ضد ما يسمى بالإصلاحات القضائية؛ وظلوا يتظاهرون يومًا بعد يوم، مطالبين بإعادة الرهائن، لكنهم لم يتظاهروا جماعيًا قط للمطالبة بإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وحتى يومنا هذا، ما يزالون متمسكين بشدة برواية نتنياهو وعصابته الإجرامية الزائفة بأن الدولة الفلسطينية المستقلة تشكل خطرًا وجوديًا. ولم يطالبوا حكومتهم ولو مرة واحدة باتفاقية سلام بديلة مقبولة من الطرفين، على الأقل على أساس حل الدولتين لإنهاء أعنف وأطول صراع منذ الحرب العالمية الثانية.
قد يظن المرء أنه بعد هجوم "حماس" وحرب الانتقام الإسرائيلية سيتوقف الإسرائيليون ويطالبون بحل لهذا الصراع المدمر. لكنهم بدلًا من ذلك ضاعفوا جهودهم واستسلموا للعيش بسلاحهم، مقتنعين بأنه لا يوجد حل. لقد نسوا، متغاضين، عن أن 90 في المائة من الفلسطينيين الأحياء ولدوا تحت الاحتلال ولم يتبق لهم الكثير ليخسروه ولن يكفوا عن مقاومة إسرائيل بعنف حتى يوم الخلاص.
حان وقت الحساب
متى سيأتي الوقت ليدرك الإسرائيليون أن إسرائيل لن تتمكن أبدًا من السيطرة على الفلسطينيين رغمًا عنهم؟ عليهم أولًا أن يدركوا المعادلة الديموغرافية المرعبة. يعيش سبعة ملايين يهودي في إسرائيل جنبًا إلى جنب مع سبعة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وغزة وداخل إسرائيل نفسها، ولا يمكنهم استعباد الفلسطينيين إلى أجل غير مسمى، مهما بلغت قسوة ووحشية الحكم العسكري، ومهما سجن أو قتل أو طرد أي عدد من الفلسطينيين.
ثانيًا، على عكس أي صراع عنيف سابق، أدى حجم الموت والدمار الذي لحق بغزة والضفة الغربية إلى بروز جيل جديد من الفلسطينيين سيعيشون للانتقام لما لحق بشعبهم. فمقابل كل مقاتل فلسطيني يقتل، سيظهر اثنان ليحلا محله.
ثالثًا، على الرغم من أن "حماس" قد دُمرت، فإن إسرائيل لن تقضي عليها أبدًا كفكرة وحركة. إن العملية العسكرية للإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل في غزة وخطة نتنياهو لإعادة احتلالها لن تثبت سوى صحة ادعاء "حماس" بأن إسرائيل عازمة على تدمير الفلسطينيين كشعب، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى تكثيف مقاومتهم العنيفة مهما طال الزمن.
سوف يتذكر كل فلسطيني أنه لو شكلت النساء والأطفال وكبار السن الذين قتلوا في هذه الحرب الشرسة صفًا واحدًا لكان طوله 15 ميلًا. 90 في المائة من غزة مدمر، وسكانها جميعًا تقريبًا مهجرون مرارًا وتكرارًا، وهم محرومون من الطعام والدواء ومياه الشرب، والآلاف على شفا المجاعة. هذه مأساة لا تلحق بالفلسطينيين فحسب، بل بإسرائيل نفسها أيضًا التي تدمر الأساس الذي تقوم عليه.
على كل إسرائيلي أن يتذكر أن بلاده التي نهضت من رماد ملايين اليهود الذين هلكوا، لن تستمر في البقاء على رماد الفلسطينيين. فقط دولتان مستقلتان تعيشان بسلام جنبا إلى جنب ستنقذان إسرائيل التي جسدت حلم اليهود الذي دام آلاف السنين.
‏*د. ألون بن مئير: أستاذ متقاعد في العلاقات الدولية، يعمل سابقا في مركز الشؤون الدولية بجامعة نيويورك وزميل أول في معهد السياسة العالمية، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط وغرب البلقان والمفاوضات الدولية وحل النزاعات. في العقدين الماضيين، شارك بن مئير بشكل مباشر في العديد من المفاوضات الخلفية التي شاركت فيها إسرائيل والدول المجاورة لها وتركيا. ‏
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Israel at the Crossroads: Occupation, Genocide, and the Death of a Vision
في ترجمات:
أميركا كدولة نفطية: مساوئ الاستقلال في مجال الطاقة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إعلام إسرائيلي: ترامب تجاوز الخط الأحمر بتدخله في محاكمة نتنياهو
إعلام إسرائيلي: ترامب تجاوز الخط الأحمر بتدخله في محاكمة نتنياهو

وطنا نيوز

timeمنذ 35 دقائق

  • وطنا نيوز

إعلام إسرائيلي: ترامب تجاوز الخط الأحمر بتدخله في محاكمة نتنياهو

وطنا اليوم:في سابقة خطيرة من وجهة نظر سياسية دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب القضاء الإسرائيلي إلى إلغاء محاكمة نتنياهو، معتبرا أن هذه المحاكمة تلحق الضرر بمصالح إسرائيل القومية. ولم يكتف بذلك بل أتبع دعوته هذه بتهديد يتضمن معاقبة إسرائيل إذا لم تستجب لدعوته بتعليق تزويدها بالأسلحة. وقال محللون إسرائيليون إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن ضرورة وقف محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية )، تجاوزت الخط الأحمر وذلك إلى التهديد بوقف المساعدات الأميركية لإسرائيل إن استمرت المحاكمة ووجهت هذه الدعوة الأنظار في إسرائيل إلى طبيعة العلاقة بين أميركا وإسرائيل، خصوصا أن البعض حاجج بأن ترامب ليس أول رئيس أميركي يتدخل في الشأن الداخلي الإسرائيلي. وهناك من رفض دعوة ترامب وحذر منها، لأن إسرائيل في نظره ليست 'جمهورية موز'. ومع ذلك ذهبت السجالات حول الأمر إلى فضاءات مختلفة، بينها المقارنة بين إدارة بايدن التي أنقذت إسرائيل فعلا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وبين إدارة ترامب التي تحاول إنقاذ نتنياهو من براثن 'العدالة' الإسرائيلية. وقد برر ترامب تدخله الفظ في مجريات القضاء الإسرائيلي عندما كتب في تغريدة له: أن 'مأساة المحاكمة هذه ستعيق المفاوضات مع إيران وحماس. بعبارة أخرى، ما يفعله المدعون العامون الخارجون عن السيطرة مع بيبي نتنياهو هو ضربٌ من الجنون. تنفق الولايات المتحدة مليارات الدولارات سنويا -أكثر بكثير من أي دولة أخرى- للدفاع عن إسرائيل ودعمها. لن نتسامح مع هذا. لقد حققنا للتو نصرا عظيما مع رئيس الوزراء بيبي نتنياهو وقيادته، وهذا يضرّ كثيرا بانتصارنا. دعوا بيبي يتحرك، لديه عمل عظيم ليقوم به'. وردا على تغريدة ترامب الأولى ضد محاكمته، كتب نتنياهو: 'شكرا لك أيها الرئيس ترامب على دعمك المؤثر لي ودعمك الهائل لإسرائيل والشعب اليهودي'. وفي وقت لاحق من الرد وبعدها ربط نتنياهو بين الدعوة وما قد يكون 'صفقة شاملة' منسقة قائلا 'سنواصل العمل معا لهزيمة أعدائنا المشتركين، وتحرير رهائننا، وتوسيع دائرة السلام بسرعة'. دولة مستقلة وتقريبا تجنب الساسة في إسرائيل الوقوف في وجه ترامب أو انتقاد دعوته بحدة، بل إن قلة منهم اختارت التعليق على الدعوة وأغلب هؤلاء من جانب الموالين لنتنياهو ممن يتفقون على أن المحاكمة سياسية وأنها كان ينبغي ألا تكون. لكن زعيم المعارضة ورئيس حزب 'هناك مستقبل'، يائير لبيد، ألمح في مقابلة مع 'يديعوت أحرونوت' إلى أنه 'مع كل الاحترام لترامب، لا ينبغي له التدخل في عملية قانونية في دولة مستقلة. أفترض أن هذا تعويض يُقدمه ترامب لنتنياهو لأنه سيُخضعه في قضية غزة ويُنهي الحرب. هذا يُناسب ترامب'. وانتقد عضو الكنيست ماتان كهانا بشدة تصريح الرئيس ترامب بشأن المحاكمة. بحسب قوله، ورغم الاحترام الذي تكنّه إسرائيل لرئيس الولايات المتحدة، ينبغي عليه الامتناع عن التدخل في النظام القانوني الإسرائيلي: 'هذا كل شيء. دعوا النظام القانوني الإسرائيلي وشأنه. لسنا جمهورية موز، بل دولة مستقلة ذات نظام قانوني قوي، لذا كفوا أيديكم عن النظام القانوني الإسرائيلي'. وكانت افتتاحية 'هآرتس' في أول يوم من دعوة ترامب لإلغاء محاكمة نتنياهو قد حذرت من التجاوب مع هذه الدعوة. وكتبت 'اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطوة بارزة، التدخل الفظ في شؤون إسرائيل الداخلية بأن يدعو إلى إلغاء محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو منحه العفو. رأي ترامب بشأن سلطة القانون والمؤسسات الديمقراطية في الولايات المتحدة معروف للجميع، وعليه فليس مفاجئا أن يكون أحد ما -ويمكن التخمين من هو- حرص على أن يقنعه بالتدخل لإلغاء المحاكمة'. ورأت الصحيفة أن 'ترامب أخطأ حين قرر التدخل في هذا الموضوع، سواء لأن في ذلك ما يضعف جهاز إنفاذ القانون الإسرائيلي ويعمق الاستقطاب في داخلها، أم لأن تدخله الفظ يرسم صورة إسرائيل كدولة تابعة للولايات المتحدة'. وإذا كانت افتتاحية 'هآرتس' تركت الباب مواربا تجاه من حث ترامب على إعلان هذه الدعوة فإن المراسل العسكري للصحيفة، عاموس هارئيل فتح الباب وكتب: 'رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحاول تجنيد الرئيس الأميركي لابتزاز جهاز القضاء في إسرائيل بالتهديد، والتوصل إلى إلغاء الإجراءات الجنائية ضده، من دون إدانة أو إقرار بالذنب'. ولاحظ هارئيل أن نتنياهو وترامب يريان نفسيهما شركين في نجاح الهجوم على إيران ومنشآتها النووية، وأن 'ترامب يريد استخدام هذا الإنجاز في إيران لصالح إنهاء الحرب في غزة وإعادة المخطوفين والتطبيع بين إسرائيل والسعودية فإنه يوجد لنتنياهو طلب صغير آخر وهو 'ساعدني على التخلص من المحاكمة'. فظيع وأوضح أن ترامب استجاب لذلك من خلال التصريحات الأكثر عنفا، فكتب 'فظيع ما يفعلونه لبيبي نتنياهو. إنه بطل حرب عمل بشكل رائع مع الولايات المتحدة للتخلص من التهديد النووي الخطير في إيران. الآن هو في خضم مفاوضات حول الصفقة مع حماس التي ستعيد المخطوفين. كيف يمكنهم إجباره على الجلوس في قاعة المحكمة طوال اليوم على لا شيء. هذه حملة تصيد وهي تشبه كثيرا ما أجبروني على أن أمر به'. وقد هدد الرئيس الأميركي حتى بوقف المساعدات الأمنية لإسرائيل إذا استمر 'هذا الجنون'، حسب رأيه. ولم يقتصر الأمر على هآرتس والمعلقين فيها بل تخطاها إلى كل الصحف الإسرائيلية وخصوصا 'يديعوت أحرونوت'. وكتب بتسلئيل لافي في موقع 'زمان إسرائيل' أن 'لا شيء يضاهي تدخل الرئيس دونالد ترامب السافر وغير المسبوق في محاكمة بنيامين نتنياهو للإدلاء بشهادته حول وضع دولة إسرائيل في العصر الحالي. لقد أظهرت إسرائيل قوتها العسكرية وجبروتها على مدى عامين تقريبا في ساحة المعركة. قوتها السياسية محدودة بسبب اعتمادها الكبير على لسان الرئيس الأميركي. والآن، يُلقي هذا الرجل بظلاله الكبيرة على النظام القانوني الداخلي أيضا، وهو فعل لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد، ومشكوك بوجوده حتى على الساحة العالمية. وفي نظره 'تكمن الخطورة هنا في دخول الفيل إلى متجر الخزف ومحاولته تدمير ما بداخله. من وجهة نظره، يتعامل ترامب مع النظام القانوني الإسرائيلي كما يتعامل في بلده، أي أنه يتصرف وفقا لفهمه. إن الدعم الذي يحظى به من المحكمة العليا الأميركية، ومعظم أعضائها محافظون ويشاركونه آراءه، يُمثل نقطة انطلاق له للتصرف بحرية غير مسبوقة في التاريخ الأميركي'. وتحت عنوان 'بالون اختبار' أم تأييد لنتنياهو: ما وراء 'هوس' ترامب بإلغاء المحاكمة؟ كتب المراسل السياسي لـ'يديعوت أحرونوت' إيتمار آيخنر أن تكرار ترامب دعوته لإلغاء محاكمة نتنياهو دفع المؤسسة السياسية والدبلوماسية للتساؤل عن سبب 'هوس' الرئيس بهذه القضية. وقال إنهم يتساءلون عما دفع ترامب للاستيقاظ صباحا والمطالبة بإلغاء محاكمة نتنياهو، وما علاقة ذلك بخطط ترامب لإنهاء الحرب، وإعادة الرهائن، وتوسيع اتفاقيات إبراهيم. قدرة ترامب وكتب آيخنر أن 'المؤسسة السياسية صُدمت بتغريدة ترامب الليلة، التي هدد فيها ضمنيا بتجميد المساعدات الأمنية الأميركية لإسرائيل إذا لم تُلغَ محاكمة نتنياهو، وبالربط الذي عقده بين الأمرين. في السابق، قُدِّر أن ترامب قادر حتى على فرض عقوبات على قضاة نتنياهو، كما فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كريم خان، وعلى قضاة المحكمة. ترامب يُحب سلاح العقوبات، لكن تجميد المساعدات لدولة بسبب معاملتها لرئيس وزرائها؟ لم يحدث مثل هذا من قبل'. وبعد أن يشرح آيخنر موقف معارضين يرون أن دعوة ترامب جاءت بطلب من نتنياهو يشير إلى أن 'هناك في المؤسسة السياسية من يُثير احتمال أن تكون هذه مبادرة من ترامب، من دون طلب نتنياهو، أو بعبارة أخرى نوع من 'التوبيخ' لرئيس الوزراء. المقصود هو أن ترامب يوجه رسالة إلى نتنياهو بأنه يساعده في إلغاء محاكمته، حتى لا يتمكن رئيس الوزراء من رفض طلبات الرئيس بإنهاء الحرب في غزة، وإعادة الرهائن، وتوسيع اتفاقيات إبراهام، مع كل الشروط التي سيطلبها من إسرائيل'. وفي كل حال، هناك في الحلبة السياسية الإسرائيلية من يرى في دعوة ترامب محاولة أميركية لاختبار الوضع في إسرائيل، وهو بمثابة 'بالون اختبار'، في الوقت الذي تريد فيه واشنطن معرفة ما إذا كانت إسرائيل مستعدة لمثل هذه الخطوة التاريخية لإقامة دولة فلسطينية، فالدعوة لإلغاء محاكمة نتنياهو مرتبطة بهذا، وترامب يختبر حدود صلاحياته. تجدر الإشارة إلى أن لترامب أيضا 'قاعدته' الخاصة، وليس من المؤكد أنه سيرغب في إثارة غضب الإنجيليين الذين لن يرحبوا بمحاولة فرض دولة فلسطينية على إسرائيل. وأيا يكون الأمر، من الواضح أن المجتمع الإسرائيلي منقسم على نفسه تجاه دعوة ترامب وتجاه أي محاولة لتمييز نتنياهو. فالجمهور المؤيد لنتنياهو يؤيد الدعوة، بينما الجمهور الليبرالي يعارضها بشدة لأسباب كثيرة، بينها أنه حتى لو أقر نتنياهو بالذنب فإن تحريره من التهم من دون عقاب يخلق إحساسا بـ 'الإنفاذ الانتقائي' مما يضعف الردع الجماهيري. كما أن صفقة كهذه سينظر إليها كتنازل سياسي أو كضعف من جهاز القضاء، مما يمس بشكل متزايد ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة. إضافة إلى ذلك، فإن السير إلى صفقة كهذه مع شخص بمكانة نتنياهو ستطلق رسالة إشكالية إلى السياسيين والشخصيات العامة الأخرى وتخلق نمط سلوك يتمثل بانعدام المسؤولية. وأخيرا، سترى أجزاء كبيرة من الجمهور في الصفقة 'تسوية' غير عادلة، مما يخلق لديهم إحساسا بخيبة الأمل أو اليأس، بخاصة بعد سنوات طويلة جدا من الإجراءات القضائية. قضاء جبان عموما ينظر إلى أداء القضاء الإسرائيلي في محاكمة نتنياهو على أنه قضاء غير شجاع وإن لم يكن جبانا. واعتبر يوسي فيرتر في صحيفة 'هآرتس' أن دعوة ترامب هي 'القشة الأخيرة'، خصوصا أن محاكمة نتنياهو 'آخذة في التلاشي أمام أنظارنا. لم يعد من الواضح إذا كان يوجد لها أي فائدة. هذه المحاكمة تحولت إلى نكتة، أيضا في السابق هي لم تتميز بجدية كبيرة. هيئة القضاء صادقت أمس على تأجيل المحاكمة أسبوعا. وفي الأسبوع القادم سنرى ماذا سيحدث. وفي الأسبوع الذي يليه يخطط المتهم الأول، بصفته رئيس الحكومة، للذهاب إلى صديقه دونالد ترامب الذي بالتأكيد سيقول بصوته ما غرد به حتى الآن ضد المحاكمة وجهاز القضاء في إسرائيل'. وأضاف 'من المحتمل أن يكون ما فعله ترامب هو القشة الأخيرة، قبل لحظة من سحق ما بقي من احترام للمحكمة بشكل نهائي'. وأشار إلى أنه أمام أنظار جو بايدن كان هناك الخطر الذي سيحدثه الانقلاب النظامي لأمن إسرائيل'. وأضاف أن 'الرئيس الصهيوني الأخير تجند لإنقاذ إسرائيل من التفكك. ترامب في المقابل تم تجنيده لإنقاذ بيبي من التفكك على مقعد الاتهام'.

نتنياهو يستخدم "حقوق" النساء المسلمات لتبرير حربه
نتنياهو يستخدم "حقوق" النساء المسلمات لتبرير حربه

الغد

timeمنذ 38 دقائق

  • الغد

نتنياهو يستخدم "حقوق" النساء المسلمات لتبرير حربه

ترجمة: علاء الدين أبو زينة منى الطحاوي* - (الغارديان) 19/6/2025 بينما تقوم قواته بذبح المدنيين في غزة، يدّعي نتنياهو أنه يدافع عن استقلالية النساء الإيرانيات. لكنه ليس أول مُشعل للحروب يفعل ذلك. * * * استحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سجل النظام الإيراني المريع في حقوق النساء لتبرير حربه البشعة على إيران. هذا هو الرجل الذي قتلت حملة الإبادة الجماعة التي يشنها ضد الفلسطينيين في غزة، من النساء والأطفال، خلال عامها الأول، أكثر مما قتلته أي حرب أخرى خلال الفترة الزمنية نفسها في العقدين الماضيين. اضافة اعلان قال نتنياهو للإيرانيين في مقابلة مع قناة "إيران إنترناشونال": "لقد أفقروكم، لقد أعطوكم البؤس، والموت، أعطوكم الإرهاب. إنهم يطلقون النار على نسائكم، تاركين تلك المرأة الشجاعة المذهلة، مهسا أميني، تنزف على الرصيف لأنها لم تغطّ شعرها". من غير المعقول أن نسمع نتنياهو وهو يدعو الشعب الإيراني إلى الانتفاض ضد الأهوال نفسها التي أخضع لها الفلسطينيين هو نفسه. لكن هذا غير مفاجئ. وأنا على دراية تامة بكيفية استخدام الإمبرياليين والمحتلين والغزاة أجساد النساء المسلمات وحقوقهن كسلاح لتبرير حروبهم. كمصرية، أعلم أن المستعمرين، مثل اللورد إيفلين بارينغ، أول حاكم فعلي لمصر بين العامين 1883 و1907، دعم حقوق النساء المصريات بينما كان مناهضًا متعصبًا لحقوق اقتراع النساء في بلده. وبدلًا من تحرير النساء المصريات، جعل بارينغ من المستحيل على من يعارضون الاحتلال والنفوذ الأوروبي أن ينتقدوا التقاليد أو الممارسات الدينية من دون أن يُنظر إليهم كما لو أنهم يقفون إلى جانب الغرب. وبصفتي امرأة من عائلة مسلمة، أتذكر جيدًا كيف ادّعت الولايات المتحدة أن غزوها لأفغانستان كان لـ"تحرير" النساء من كراهية طالبان للنساء. والآن، بعد عشرين عامًا من ذلك الغزو المتهور، وحرب كارثية واحتلال، وانسحاب إجرامي وفوضوي من أفغانستان، ها هي طالبان تحكم من جديد. بل إن الأسوأ والأكثر خزيًا هو ما أعرفه، كنسوية، من أن النسويات البيضاوات في الولايات المتحدة، بخلاف النسويات الأفغانيات، كنّ مشجعات لذلك الغزو، وفشلن في إدراك خطورة استيلاء القوى الإمبريالية على قضايا حقوق المرأة. وقد شاركت قيادات من "مؤسسة الأغلبية النسوية" -بمن في ذلك إلينور سميل، الرئيسة السابقة لـ"المنظمة الوطنية لنساء- في فعاليات في وزارة الخارجية الأميركية والتقين بمسؤولين حكوميين. ووصف عدد الربيع في العام 2002 من "مجلة الآنسة" الغزو الأميركي لأفغانستان بأنه "تحالف أمل". قال نتنياهو في خطاب متلفز آخر موجه إلى الإيرانيين: "بينما نحقق هدفنا، فإننا نمهّد الطريق أمامكم لتحقيق حريتكم. هذه فرصتكم للوقوف وإسماع أصواتكم. المرأة، الحياة، الحرية -زن، زندگى، آزادى". أشعل مصرع مهسا أميني -الامرأة الكردية ذات العشرين عامًا- في مستشفى بإيران في أيلول (سبتمبر) 2022 بعد أيام من احتجازها لدى "شرطة الأخلاق" التابعة للنظام بزعم عدم التزامها بارتداء الحجاب، ثورة نسوية رفعت شعار "المرأة، الحياة، الحرية". ونهضت النساء والأقليات المهمشة في إيران -لا لمحاربة قانون النظام للحجاب الإجباري فحسب، بل لمحاربة عقده الممتد لعقود. لم تكن الإيرانيات في حاجة إلى نتنياهو للدفاع عن حريتهن آنذاك، ولا هُن يحتجن إليه الآن. على العكس من ذلك، تشكل محاولته الاستيلاء على هذه الانتفاضة الشجاعة أسرع طريق إلى تجريد النسوية من مصداقيتها -وهي التي غالبًا ما يتم وصفها بأنها "غربية" وغريبة. إن الحروب والغزوات لا تدعم الثورات، بل تؤذيها. وأنا أعرف تمامًا، كامرأة مصرية، كيف حاول النظام في بلدي بكل الجهد الادعاء بأن ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011 كانت تُدار من الخارج. الدفاع عن "القيم الليبرالية والغربية" لحقوق النساء هو غطاء أخلاقي سهل لغزو أو حرب أو استعمار، تحركه في حقيقته الرغبة في السلطة أو الموارد أو كليهما. ولو أن القادة الغربيين يهتمون فعلًا باستقلالية النساء الجسدية، ربما كان عليهم أن ينظروا إلى أقرب إلى الوطن. كان جورج دبليو بوش الذي ادعى الدفاع عن النساء الأفغانيات من البرقع وطالبان هو نفسه الذي قطع التمويل عن أي منظمة دولية للتخطيط الأسري تقدّم خدمات الإجهاض أو استشاراته، مباشرة في أول يوم له في منصبه. هل ستطالب النسويات البيض اليوم بغزو الولايات المتحدة، حيث يتم استخراج طفل في طور الخداج من جسد امرأة سوداء ميتة دماغيًا، ضد رغبة شريكها وعائلتها، لأنها عوملت كمجرد حاضنة بسبب حظر الإجهاض في ولاية جورجيا؟ من الأسهل ملاحظة شرطة الأخلاق في إيران -الخليط من الأبوية فوق الثيوقراطية- لأنها مرئية بوضوح في فرض الحجاب. ولكن ما الفرق بين ذلك وحالة حمل قسري تفرضها جماعات دينية متطرفة مسيحية في الولايات المتحدة؟ إنه الخليط نفسه: أبوية فوق ثيوقراطية. إن الحروب والغزوات لا تُحرر النساء. اسألوا فقط نساء أفغانستان اليوم. في كل مرة تدّعي قوة إمبريالية أنها "تحرر" النساء من "رجالهن"، يعود هؤلاء الرجال لاستعادة السيطرة على "نسائهم" بعد رحيل الغزاة. وقد حظرت طالبان 2.0 تعليم الفتيات، ومنعت النساء من العمل في القطاعين العام والخاص، باستثناء الصحة وبعض الإدارات الأخرى. كما منعت النساء من السفر لمسافات طويلة برًا أو جوًا من دون مرافقة قريب ذكر، ومن زيارة الأماكن العامة مثل الحدائق والصالات الرياضية والحمامات العامة من دون مرافق ذكر. بل وأغلقت طالبان حتى صالونات التجميل الخاصة بالنساء. بصفتي نسوية، شعرت بالفخر والإعجاب، وهتفت دعمًا للنسويات في إيران وهنّ ينهضن من أجل "المرأة، الحياة، الحرية". وأنا على يقين أنهن يدركن أن عدو عدوهن ليس بالضرورة صديقهن. *منى الطحاوي Mona Eltahawy: صحفية وناشطة أميركية-مصرية، تكتب عن النسوية. من كتبها "الخطايا السبع الضرورية للنساء والفتيات" The Seven Necessary Sins for Women and Girls. *نشر هذا المقال تحت عنوان: Netanyahu is using Muslim women's 'rights' to justify his war. What hideous, hollow hypocrisy اقرأ المزيد في ترجمات: أميركا كدولة نفطية: مساوئ الاستقلال في مجال الطاقة

رئيس مجلس الأعيان يتسلم التقرير السنوي لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد 2024
رئيس مجلس الأعيان يتسلم التقرير السنوي لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد 2024

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

رئيس مجلس الأعيان يتسلم التقرير السنوي لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد 2024

تسلم رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، اليوم الثلاثاء، التقرير السنوي لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد لعام 2024 من رئيس مجلس الهيئة الدكتور مهند حجازي بحضور عدد من أعضاء مجلسها. وأكد الفايز، أهمية التشاركية والتعاون بين مختلف المؤسسات والهيئات الرقابية المعنية بالحفاظ على المال العام بهدف وقف التجاوزات والمخالفات المالية والإدارية ومعالجة الأخطاء قبل ارتكابها. وأوضح أهمية اتباع افضل الممارسات والمؤشرات الدولية في أعمال المراقبة والتدقيق على المال العام والتركيز على عامل التوعية بأهمية المحافظة عليه، داعيا إلى ضرورة الاستمرار في بذل الجهود لتطوير عمل الهيئة وتحسين أدواتها الرقابية ومعالجة الملاحظات او الاختلالات إن وجدت، لتحسين تصنيف الأردن على المؤشرات الدولية المتعلقة بالنزاهة ومحاربة الفساد الإداري والمالي. وأثنى رئيس مجلس الأعيان على الدور الكبير الذي تقوم به الهيئة في محاربة الفساد المالي والإداري والعمل على ترسيخ وتعزيز قيم النزاهة والعدالة، مؤكدا أن المجلس سيكون داعما لجميع الجهود التي تقوم بها والعمل على إزالة جميع المعيقات التشريعية التي تعرقل عملها. ولفت إلى أنه سيتم إحالة التقرير الى اللجان المختصة لمناقشته واتخاذ ما يلزم من قرارات حول ما ورد فيه من ملاحظات وتوصيات، انطلاقا من دوره الرقابي الدستوري وحرص المجلس على التعاون مع الهيئة والوقوف على أية مقترحات تتعلق بالتشريعات التي تنهض بدورها. من جهته، عرض الدكتور حجازي طبيعة عمل الهيئة وإنجازاتها في حماية المال العام خلال العام الماضي، إضافة الى جهودها في محاربة الفساد المالي والإداري وطبيعة الشكاوى التي تعاملت معها، مشيرا الى عمليات التطوير التي تقوم بها الهيئة وتوجهها نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التحول الرقمي والتطوير. وبين دور الهيئة التوعوي والتثقيفي والإجراءات الاستباقية التي تقوم بها لمنع ارتكاب المخالفة، مؤكدا أهمية التنسيق والتعاون بين مجلس الأعيان والهيئة خدمة للوطن والمواطن بما يمكنها من أداء رسالتها والطموحات التي تسعى لتحقيقها. ولفت الى الانخفاض في عدد الشكاوى والتحسن في مؤشر النزاهة الوطني وتجاوب المؤسسات مع الهيئة، بالإضافة الى انخفاض القضايا المتعلقة باغتيال الشخصية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store